البناء الروائي في إحدى روائع نجيب الكيلاني: «طلائع الفجر» - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59781 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28257 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 795 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 686 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2019, 12:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي البناء الروائي في إحدى روائع نجيب الكيلاني: «طلائع الفجر»

البناء الروائي في إحدى روائع نجيب الكيلاني: «طلائع الفجر»
د. وجيه يعقوب السيد




رواية «طلائع الفجر» للدكتور نجيب الكيلاني رواية ذات طابع تاريخي اجتماعي؛ شأن معظم رواياته، حيث عالجت الرواية ملحمة صمود أهل رشيد أمام حملة فريزر الثانية عام 1807م، وتصدي أهالي مدينة رشيد والقرى المجاورة لتلك الحملة وإرغامها على الانسحاب والتوقيع على الصلح مع محمد علي باشا حاكم مصر. وسلطت الضوء على طبيعة الحياة الاجتماعية في هذه المدينة الباسلة والعلاقات الوطيدة بين أبنائها رغم بساطة الحياة التي كانوا يعيشونها.


الشخوص


يمكن أن توصف الشخصية الروائية في طلائع الفجر بأنها شخصية متحولة ومتغيرة لا تعرف الثبات، وينسجم هذا مع رؤية الكاتب المستمدة من فهمه للدين، حيث لا يوصف الإنسان بأنه خير مطلق أو شر مستطير، إنما هو في النهاية يحمل في داخله الأمرين، وقد يطغى جانب على جانب، وقد تسوقه أقداره أو الظروف المناسبة لاتخاذ قرارات تصحيحية في وقت من الأوقات.

فعلى سبيل المثال، جاءت شخصية «محسن بن طاهر باشا» في بداية الرواية مستهترة وعلى قدر كبير من التحلل، حيث كان اهتمامه ينحصر في إقامة علاقات غير شرعية، بينما كان أبوه وأخوه إبراهيم وسائر أبطال المدينة مشغولين بالمقاومة والجهاد ضد المستعمر، وكانت خطيبته «وداد» بسب ذلك تتمنى ألا تتزوج به، وأن تكون زوجة لأحد أبطال المقاومة «شعرت وداد بمزيد من الحرج والقلق، أدركت أن مستقبله معها قد يكون محفوفا بالمخاطر، مليئا بالعقبات، إنه ليس بالزوج الذي يؤمن جانبه، أو يطمأن إليه» الرواية: ص77.

وقد حدث هذا التغير بعد وقوعه في الأسر هو وخطيبته ومعرفته بما يضمره الإنجليز لأهل رشيد من كراهية واحتقار، وما قاموا به من إذلال له ولخطيبته، فكان ذلك أهم دوافعه لترك حياة اللهو والعبث، والانضمام إلى قافلة المجاهدين، بل يصبح في طليعتهم، حيث يعلن عن موقفه بوضوح من خلال الرسائل التي أرسلها لعملاء الإنجليز وشركائهم، بأنه عليهم أن يغادروا المدينة ويتخلوا عن أموالهم لصالح المقاومة بعد أن انكشف أمرهم وإلا فإنهم سيلقون شر الجزاء. وكان من بين هؤلاء المتعاونين مع الإنجليز «قطان باشا» والد «روز» زوجة أخيه إبراهيم.. استدرك محسن قائلا:

- لم أعد إليها وكفى، ولكني عدت لكي أحمل السلاح، وأطلق حياة العبث والمجون، لقد أخذت درسا لن أنساه، الرواية: ص168.

واستطاع محسن أن يحمي «روز» من التأثير السلبي لأبيها، حيث كان يطلب منها التجسس على أسرة «طاهر باشا» ومراقبة الاجتماعات التي تتم داخل بيته، لكنها لم توافقه على ذلك وفضلت أن تكون في صف المقاومة وفي صف زوجها، وقطعت صلتها بأبيها الذي كان رمزا على الخيانة والغدر. وبعد استشهاد زوجها، لم تتركها الأسرة ترحل، بل تمسكوا ببقائها معهم ومن ثم حرص الأب على تزويجها من محسن بعد انقضاء فترة الحداد، لتصبح بذلك واحدة من أبناء هذه الأسرة رغم انتمائها لهذا الرجل الأرميني الذي فضل الارتماء في أحضان الإنجليز.

وإذا كان التحول الذي طرأ على شخصية «محسن» منطقيا وطبيعيا بسب ما عاناه في الأسر هو وخطيبته، واكتشافه بغض الإنجليز واحتقارهم لأهل مدينته وللمصريين عموما، ومن ثم قرّر أن يتخذ قراره بمقاومتهم والانضمام إلى قافلة المجاهدين، فإن التغير والتبدل في شخصية «حسن» ابن خالة «وداد» لم يكن منطقيا ولا مبررا، فقد وصفه الراوي بأنه شخص حسود يمتلئ قلبه حقدا على «محسن» وعلى «وداد» بسبب تفضيلها لمحسن عليه، وقد أطلق الشائعات التي نالت من شرفها وسمعتها، لكن فجأة تراه في طليعة المجاهدين، يحارب في صفوفهم، ويردد شعارات دينية وأخلاقية لا تتناسب مع الوصف الذي قدمه به الراوي، بل إنه يقوم بدور المنقذ الذي ينقذ ابنة خالته من الموت ويطلب منها أن تسامحه وتصفح عنه «والحق أن حسن رغم ما عرف عنه من غيرة وحقد على منافسيه كان مجاهدا من الطراز الأول، فحاول بشجاعة أن يسد الفراغ الذي تركه المقنع فنجح إلى حد كبير» الرواية: ص231.

ويقول في موضع آخر «استطاع حسن أن يعود بوداد بنت أحمد بك عاصم في نهاية المعركة بعد أن رحل الإنجليز عن المعسكر تاركين وراءهم كثيرا من الأسلاب والسلاح والقتلى والأسرى، ولم يستطيعوا أثناء انسحابهم أن يفكروا في وداد، فبقيت كما هي رهينة قيودها حتى أتى حسن وحملها فرحا طروبا، وهو يحلم بأن تكون الأيام قد محت تلك السطور السوداء التي شابت صفحة علاقتهما في الماضي» الرواية: ص234.

إن التبدل في مواقف الشخصية من الشر إلى الخير أمر إيجابي ومطلوب بلاشك، وهو يجعل الشخصية على مستوى البناء الفني شخصية ديناميكية ومتحركة، بشرط أن يكون ذلك نابعا من مواقف وأحداث منطقية وغير مفتعلة، وألا تخضع الشخصية في بنائها للمصادفة، وهذا ما نجده في شخصية «حسن».

وقد انقسمت شخصيات الرواية بحسب الأدوار التي أسندها الراوي لها إلى قسمين متقابلين: القسم الأول، هم الأبطال والمجاهدون ويمثلهم طاهر باشا وابنه إبراهيم ومراد باشا وعلي السلانكلي، وقد خلت هذه الشخصيات من أي عنصر من عناصر المفاجأة، وسارت على وتيرة واحدة، حيث يجتمعون باستمرار ويقومون بشن هجمات متتالية ضد الإنجليز، مدفوعين بإيمانهم بالله وبدوافع وطنية حقيقية، ولعل الشخصية الوحيدة التي تخلصت جزئيا من البناء النمطي، هي شخصية «إبراهيم»، فقد كان كثير الغياب عن المنزل حتى بعد الزواج، يقضي أغلب وقته في التدريب والمقاومة والتخطيط، وكانت الأخبار تنتشر بين الناس عن شخص «مقنع» لا يعرفه أحد، يقوم بأعمال خارقة وتنسب إليه العديد من البطولات الفذة، وكان مصدر إزعاج للإنجليز، ومصدر فخر لأهل رشيد، لم يكن أحد يعرف عنه شيئا سوى أنه رجل طويل مقنع، يظهر في وقت الأزمات ويقوم بأعمال فدائية عظيمة، وظل هذا الشخص المقنع مجهولا ولم يكتشف أحد حقيقته إلا بعد أن أصابته رصاصات الإنجليز، فلم يكن هذا المقنع سوى «إبراهيم بن طاهر باشا».

وقد يعكس ذلك رغبة البطل أو حرصه على القيام بهذه البطولات بعيدا عن الأضواء والمباهاة وحب الظهور، وكان ذلك وسيلة فنية لجأ إليها الراوي من أجل التشويق، إذ إن أفعاله لم تكن متوقعة كما هو الحال مع باقي الشخوص: «أما المقنع نفسه فقد كان شخصية مثقفة، تميل إلى المخاطرة وخوض الغمرات، وقد كان يعجب بقصص البطولة، ويتعشق سير المغاوير من أبطال التاريخ الإسلامي، حتى أساطير أبي زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن اليماني والزير سالم وعنتر بن شداد وغيرهم، كانت تطربه أيما طرب» الرواية: ص216.

وجاءت شخصية «روز» ابنة قطان باشا عميل الإنجليز على نحو يعكس وجهة نظر المؤلف بتغليب جانب الخير على الشر. فعلى الرغم من أنها نشأت في بيت رجل خائن، لم يحفظ الوفاء للوطن الذي ضمه وآواه، فإنها كانت تختلف عنه اختلافا جذريا، حيث كانت تحب مدينة رشيد وأهل رشيد، وكانت تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم، وقد زرعها أبوها في بيت طاهر باشا لتكون عينه على أهل المقاومة فيتودد بذلك إلى الإنجليز، لكنها أخلفت ظنه وأخلصت لزوجها وأهله رغم ما كانت تتعرض له من ضرب وإهانة على يد والدها غمغم «قطان» قائلا في خبث:

- فرصة عظيمة ولكن.

- لكن ماذا؟

- أقول إن غباءك وبلاهتك يقفان دائما في وجه اهتبالنا للفرص.

وأدركت روز ما يرمي إليه أبوها من هدف، وطغت على قلبها الآلام والأحزان كعادتها دائما كلما طرق مثل هذا الموضوع، فهمست في استكانة.

- وماذا أعمل؟

- يا للكارثة ألا تعرفين حتى الآن ما يجب عمله؟

- إنني لا أكتم عنك خبر الاجتماعات التي تعقد هنا، والأحاديث المتناثرة التي أتلقفها من أفواه من يأتون إلينا، وأتكبد في ذلك ما أتكبده.

فقال أبوها في انفعال:

- أتسخرين مني يا فتاة؟ لقد جعلت القيادة الإنجليزية قرب الحماد تهزأ بتقريراتي، الرواية: ص158.

وبذلك يتغلب عنصر الخير والإيجابية على الشخصية رغم النشأة التي كانت تؤهلها وتعدها للقيام بدور مختلف تماما.

أما القسم الآخر من الشخصيات، التي أسند إليها الراوي القيام بدور الشر والخيانة، فقد تجسدت بوضوح في شخصية «قطان باشا» التاجر الغني واسع الثراء، وقد كانت شخصية متناقضة أشد ما يكون التناقض، فهو من أصول أرمينية، هاجر إلى مصر واستقر بمدينة رشيد، وقد حصل على ثروته من التعامل بالربا والمضاربات والأعمال غير المشروعة، وعلى الرغم من إيواء أهل المدينة له واعتباره واحدا منهم، فقد آثر أن يتعاون مع الإنجليز ويخطب ودهم ويقدم لهم تقارير تدين المجاهدين، ولكي ينجح في مهمته تلك نراه يغامر ويضحي بتزويج ابنته لأحد أبناء الفلاحين وهو إبراهيم لكي تساعده في جمع الأخبار التي يمد بها الإنجليز، لكن ابنته خذلته وكانت تلهيه ببعض الأخبار التي لا تضر بالمقاومة لكي تنجو من عقابه وبطشه، وبذلك انقلب السحر على الساحر.

وأما دافع «قطان باشا» للخيانة، فكان أقلها وأهونها من أجل الحصول على المال، وكان أعلاها وأكبرها حصوله من الإنجليز على وعد برفع الوصاية عن بلاده لو أمدهم بمعلومات وتقارير تمكنهم من تحقيق النصر على المصريين في رشيد، لكن أحلامه جميعا باءت بالفشل، بعد أن رأى المصريين يحرزون النصر على الإنجليز، وانتهى به الأمر إلى الانتحار بعد أن اكتشف المجاهدون أمره «فصب شيئا من القنينة في كوب ماء، ثم جرع الكوب عن آخره وقذف به إلى الأرض وغمغم:

- آه، لن أسلم نفسي للجلاد، سوف أنتقم بنفسي من نفسي. هذا أرحم.. وداعا يا روز، وداعا يا.. وداعا يا رشيد، إنك بلد جميل، كنت أحبك رغم ما بدر مني، لن تتدلى جثتي على أعواد المشانق، لن يرجموني بالحجارة أو يدوسوني بالأحذية، ولن يشعر أحد بأنني شربت السم لكي أضع حدا لآلامي وعاري، سوف يأتي «المقنع» ليجدني جثة هامدة» الرواية: ص247.

ولعل بناء شخصية «قطان» وابنته «روز» على هذا النحو، جاء ليعكس رؤية المؤلف التي تغلب الخير على الشر، فإذا كان «قطان» خائنا فإن ابنته التي من صلبه والامتداد الطبيعي له كانت صادقة ومخلصة، وهو ما يرمز إلى الأمل والتفاؤل.

دلالة العنوان


يحمل عنوان الرواية بين طياته الأمل بالنصر، فالطلائع إشارة إلى جيل الشباب المؤمن، والطليعة تعني أيضا انبثاق النور والفجر والإيمان. وقد عكس صفحة من صفحات البطولة المجهولة لأهل مدينة رشيد التي تشير إلى سائر المدن المصرية، حيث أثبتوا أنهم بالإيمان والصبر والشباب قادرون على التصدي لجيش الإنجليز بآلياته وعتاده.

وقد عكس العنوان الحالة التي كان عليها أهل رشيد، فهم لم يحاربوا من أجل عصبية أو تحت دعاوى تغالي في عزل الوطن عن محضنه الطبيعي وهو الدين، وإنما خرجوا جهادا في سبيل الله ودفاعا عن دينهم وأعراضهم وأرضهم. وقد ظهر ذلك جليا من خلال الدور الذي قام به العلماء والقادة في حض الناس على الجهاد والتصدي للاستعمار، حيث «انطلق العلماء وأكابر القوم أمثال الشيخ المحروقي كبير التجار والشيخ الشرقاوي وغيرهما، بين الناس يحرضونهم على الجهاد ويدعونهم إلى التدريب العسكري والتطوع في صفوف المقاتلين، فتحمس الناس وتوافدوا وراء السيد عمر مكرم من الأزقة الضيقة والشوارع الكبيرة، وأبدى التجار والصناع والفلاحون والأتراك همة مشكورة، فلم يضنوا بنفس أو بمال إزاء المعركة» الرواية: ص202.

وعكست أحداث الرواية الروح السائدة لدى أهل رشيد، حيث كانوا على قلب رجل واحد في وقت الشدة رغم الفقر والبؤس، لم يبخلوا بالمال ولا بإلحاق أبنائهم في صفوف المقاومة، بل كانوا يتسابقون في تقديم أولادهم للالتحاق بمعسكرات التدريب، في مشهد يذكرنا بطلائع الجيش الإسلامي في عهد الرسول " صلى الله عليه وسلم" حين كان الصحابة كبارا وصغارا يتنافسون من أجل إعلاء كلمة الله.

الوصف والحوار


على الرغم من أن الرواية رواية تاريخية وتدور في مكان جغرافي معين هو مدينة رشيد، فقد خلت الرواية تقريبا من الوصف الذي يعكس الطبيعة العمرانية والجغرافية لمدينة رشيد، خاصة وقد استعصت على الإنجليز مرة تلو الأخرى، فهل كان ذلك راجعا إلى صلابة رجالها وبسالة المقاومة فحسب، أم أن طبيعة المدينة الجغرافية وطبيعة بنائها كان له دور في ذلك مثلا، كما هو الحال مع مدينة عكا بحصونها؟

وقد استخدم المؤلف الوصف بصورة تقليدية، فكان يبدأ فصوله عادة بوصف المكان الذي تدور فيه الأحداث ليكون مجرد خلفية دون أن يكون له دور يذكر في تفسير ما يغمض من أحداث أو الإشارة والرمز لأشياء يحسن السكوت عنها.

فهو يصف بيت «طاهر باشا» على هذا النحو مثلا «يقع في شارع «دهليز الملك» وهذا الشارع يضم على جانبيه بيوت الكبراء وأولي الرأي وذوي الجاه من رجالات رشيد، ويبتدئ هذا الشارع من ناحية الغرب حيث يقع مسجد العرابي وينتهي في الشرق عند النيل» الرواية: ص41.

وقد خلا الوصف من الغوص والتأمل في المشاعر والأحاسيس والعلاقات الإنسانية، خاصة تلك التي لها صلة بالعلاقة بين الجنسين، على الرغم من وجود شخصيات في الرواية كانت بحاجة إلى تسليط الضوء على جوانبها النفسية والإنسانية والعاطفية، مثل شخصية «قطان» الأرميني الجاسوس، وشخصية «حسن» الشاب الحقود الذي تغير حاله وانخرط في المقاومة وشخصية «محسن» الذي كان مغرما بالشهوات رغم أنه نشأ في بيت للمقاومة، وأبعاد العلاقة بين روز وزوجها إبراهيم وزواجها بعد ذلك من أخيه محسن، فهذه الشخصيات كانت بحاجة إلى وصف وتحليل نفسي عميق وحوار يعكس أبعادها وأغوارها، لكننا لم نظفر بذلك في الرواية، مما انعكس على أحداثها، فبدت كما لو كانت خاضعة للمصادفة وليس إلى البناء والتركيب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.41 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]