لا للتهاون بالصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859005 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393383 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215693 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2024, 02:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي لا للتهاون بالصيام

لا للتهاون بالصيام

د. شريف فوزي سلطان

علِمْنا أن صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وفرض من فرائض الدين؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]، فثمرة الصيام العظيمة التي من أجلها شرعه الله: التقوى، وأكثر الناس لا يجنون هذه الثمرة؛ لأنهم تهاونوا بالصيام، فلم يُقدِّروه قدره، ولم يُعطوه حقه، فأحببتُ أن أشير في هذه السطور إلى أشهَر مظاهر التهاون بالصيام، حتى نجتنبها، فنجني الثمرة، ونحصدَ الزرع.

ضعف الشوق للصيام:
لأن المتوقَّع من المؤمن أنه منتَظِرٌ هذا الشهر بفارغ الصبر، متأهِّبٌ له غاية التأهب، فرحٌ بوصوله، فيشمر حينئذٍ عن ساعه الجدِّ، ويجتهد في شتى أنواع العبادة؛ ليحظى بثمراته، وينال نفحاتِه.

إذا رمضان أتى مقبلًا
فأقبَل بالخير يستقبل
لعلك تخطئه قابلًا
وتأتي بعذر فلا يقبل


كم ممن أمَّل أن يصوم هذا الشهر، فخانه أمله، فصار قبله إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يومًا لا يستكمله، ومؤمِّل غدًا لا يدركه، إنكم لو أبصرتُم الأجل ومسيره لأبغضتم الأملَ وغروره.

فضَعْ نُصب عينيك قول النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: "افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحاتٍ من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده"[1].

يا من طالت غيبتُه عن مولاه، قد قربت أيام المصالحة، يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.

من لم يربح في رمضان ففي أي وقت يربح، ومن لم يقترب فيه من مولاه، فهو على بعده لا يبرح.

دخول رمضان على أنه موسم عبادة وسينقضي:
فهؤلاء لا يعرفون الله إلا في رمضان، فإذا جاء رمضان رأيتهم رُكَّعًا سجدًا، فإذا انسلخ رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من المعاصي، وأولئك القوم ذُكروا للإمام أحمد والفضيل بن عياض فقالا: "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"[2].

وهذا بلا شك تصوُّر خاطئ؛ لأن رمضان محطة، نتزود منها ما يكفينا إلى رمضان الذي يليه، فهل يعقل أن يدخل رجل بسيارته محطة بنزين فلما امتلأ تنك السيارة، خرج وأسكبه على باب المحطة؟!

هكذا الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان فقط يدخلونه بهذه النفسية!! ثم يخرجون منه وكأنهم ما دخلوا، وهذا هو الغَبْن العظيم، والخُسران الكبير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ‌ثُم ‌انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنةَ"[3].

عدم استحضار النية في الصيام:
لأن أول شيء يبتغيه المسلم بصيامه وجه الله تعالى، ففي الحديث المرفوع: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"[4].

وعليه مع هذا الاحتساب أن يُبيت النية للصيام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يبيِّت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له"، وفي لفظ: "من لم يُجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له"[5].

صوم البطن عن المطعومات والمشروبات دون الالتفات إلى ما سواه:
فترى كثيرًا من الناس يمتنعون عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما أمر الله، لكن لا يجدون حرجًا في سماع المنكرات، وارتكاب الغيبة والنميمة والسخرية، وهذا ديدنهم في رمضان وغيره، ولا شك أن هذا ليس بالصيام المطلوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الصوم جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائمًا، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل إني صائم"[6]، فالصوم مدرسة وتهذيب وتأديب وخلق وسلوك؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ليس الصيام من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو والحلف"[7]، وقال عبيدة السلْماني: "اتقوا المفطرَين الغيبة والكذب"[8].

عدم تعلم أحكام الصيام:
وهذه مخالفةٌ كبيرة لا ينتبه لها الكثير من الناس، فكيف يصح لمسلم قولٌ أو عملٌ بدون علم؟ فالعلم قبل القول والعمل؛ قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19]، وقال صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العلم فريضة على كل مسلم"[9].

ومما اتفق عليه المسلمون: "أن كل عبادة تلبَّس بها المسلم وجب عليه تعلم فِقهها"، على من يجب الصيام؟ ما مفَطِّراتُه؟ ماذا يباح للصائم؟ ما آداب وسنن الصيام؟ كل هذا وغيره، مما يجب علينا تعلمه قبل دخول شهر الصيام.

المطبخ الرمضاني:
أكثر الناس جعلوا رمضان موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة والأطعمة الفاخرة، ولو عقَلوا لعلموا أن ضيفهم عزيز، سريع الارتحال، يوشك ألا يعود، فاستغلوه في صلاح قلوبهم وتزكية نفوسهم، لا بإرضاء بطونهم وأجسادهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدَّقوا، والبسوا من غير إسراف ولا مَخِيلة"[10]، فالإسراف يتنافى مع المقصود من الصيام.

تضييع الأوقات:
ظن كثير من الناس أن شهر رمضان شهر الكسل والدَّعة والراحة، فترى من ينام إلى الظهر، وآخر لا يقوم إلا عند العصر، وآخر يتفنن في تسلية صيامه، فهل هؤلاء صاموا وشعروا بلذة العبادة؟

إن رمضان ضيفٌ خفيفُ الظل سريعُ الانقضاء، سَرعان ما يدخل علينا ويخرج من بين أيدينا بسرعة عجيبة، ولهذا وصفه الله تعالى في كتابه بقوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فالفلاح كل الفلاح في الاستفادة الكبرى من هذا الشهر الكريم، والمنافسة فيه بالخيرات وإعماره بالذكر والصلوات، ومعلوم أن الواجبات صارت - بسبب تقصيرنا - أكثرَ من الأوقات، فسدد وقارب، ولا تحرم نفسك النفحات المباركات والساعات الطيبات.

عدم وضع برنامج يومي للصائم:
وهذا هو سببُ تضييع الأوقات وفوات الطاعات، فالعاقل يجب أن يضع لنفسه برنامجًا عمليًّا من أول الشهر يسير عليه، ولا يسمح لأحدٍ بخرْقه، وبذلك يمكنك الاستفادة من كل لحظة في رمضان، لابد أن تحدد أهدافك وتكتُب خُطتك، وترتِّب وقتك، حتى يُغفر لك في رمضان، حتى تجني الثمرة من رمضان.

عدم الاعتناء بالقرآن:
فينبغي أن يكون لك حالٌ خاصٌّ مع القرآن؛ لأن رمضان شهر القرآن؛ قال تعالى: ﴿ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ [البقرة: 185]، إذًا لابد أن تجعل من رمضان فرصةً لهداية نفسك بالقرآن.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57].

قال الحكم بن أبَان عن أبي مكيّ: "إذا حضر الرجل الموت يُقال للملك: شُمَّ رأسه، فيقول أجد في رأسه القرآن، فيقال: شم قلبه، فيقول أجد في قلبه الصيام، فيقال: شم قدميه فيقول: أجد في قدميه القيام، فيقال: حفظ نفسه فحفظه الله"[11].

نَقْرُ صلاة القيام:
بل إن بعض الناس يبحث عن الأئمة الذين يَنقُرون الصلاة ليصلي خلفهم! وأدْعُو هؤلاء أن يتأملوا هذه الآية وذلك الحديث، أما الآية، فقول الله تعالى: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 283]؛ أي خاشعين، خاضعين.

وأما الحديث، فقد رواه الشيخان من حديث أبي ساعدة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غير رمضان على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا...".

والله تعالى يقول: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12].

تضييع الاعتكاف:
لأن الاعتكاف سنة مؤكدة واظَب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد هُجرت هذه السنة كما هُجر غيرها في هذه الزمان؛ قال الإمام الزهري: "عجبًا للناس تركوا الاعتكاف ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبض"[12].

فالاعتكاف مدرسة تربوية مستقلة متكاملة، يتخللها كثيرٌ من أنواع العبادة والتربية التي تعمل على إيقاظ كثيرٍ من الجوانب الحياتية في الإنسان، فتضييعُه حرمانٌ.

[1] رواه الطبراني في "الكبير" عن أنس، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وحسنه الألباني في "الصحيحة".

[2] مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار / عبد العزيز السلمان.

[3] صحيح سنن الترمذي.

[4] متفق عليه.

[5] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

[6] متفق عليه.

[7] ابن أبي شيبة في المصنف.

[8] ابن أبي شيبة في المصنف.

[9] رواه ابن ماجه وسنده صحيح

[10] رواه أحمد وغيره وسنده صحيح.

[11] لطائف المعارف.

[12] فتح الباري.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.56 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]