خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع

خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع
السيد مراد سلامة









أمة الإسلام:



حديثنا اليوم عن قضية العصر ألا وهي الأمن والأمان وسيدور حديثنا عن أخطر أنواع الأمن ألا وهو الأمن النفسي



فما المراد بالأمن النفسي؟ وكيف يحقق الإيمان بالله تعالى الأمن النفسي للفرد والمجتمع؟.



أعيروني القلوب والأسماع.







تعريف الأمن النفسي



الأمن النفسي عباد الله هو: شعور المرء بالسكينة والراحة والاطمئنان على النفس والرزق والمال، فهو شعور يدفع صاحبه إلى الرضا بالله ربا مدبرا رازقا خالقا وعندها يجد المسلم نفسه لا يخاف من أحد إلا الله و لا يخاف من الحاضر و لا المستقبل لأن الذي يدير الكون هو الرب الرحيم الحافظ... يقول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175].



أما إذا افتقد الإنسان الأمن النفسي فإنه يعيش في قلق وخوف ويعاني من الشعور بالاكتئاب والاضطراب الذي يحول حياة المرء إلى جحيم لا يطاق يدفعه إلى المعاصي وربما يزجه في هوة الانتحار.







الإيمان بالله وأثره في تحقيق الأمن النفسي



أمة الحبيب الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بالله - تعالى - هو صمام الأمن والأمان لدى الفرد والمجتمع فالإيمان به سبحانه وتعالى خالقا مدبرا رازقا يحيي ويميت يجعل الإنسان يعيش في أمن وسكينة واطمئنان.







أولا: الإيمان بتدبير الله تعالى وأثره النفسي



فعندما تؤمن بأن الله تعالى هو الذي يدبر الأمور وهو الذي يسير الحياة بقدرته و قوته عندها يجد المسلم برد الأمن في قلبه ونفسه



﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].








فإن الله تعالى قد أخبرنا في القرآن بأنه يدبر الأمر، وتدبير الأمر يعم تقديره وتسهيله وإنفاذه على أحسن حال وأحمده عاقبة، فقد قال البيضاوي: يدبر الأمر ـ يقدر أمر الكائنات على ما اقتضته حكمته، وسبقت به كلمته، ويهيئ بتحريكه أسبابها وينزلها منه، والتدبير النظر في أدبار الأمور لتجيء محمودة العاقبة. اهـ.







وقال ابن كثير: يدبر الأمر أي: يدبر أمر الخلائق: ﴿ لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ﴾ [سبأ: 3] ولا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلظه المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين، ولا يلهيه تدبير الكبير عن الصغير، في الجبال والبحار والعمران والقفار: ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ﴾ [هود: 6] ﴿ وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ﴾ [الأنعام: 59]. اهـ.



لو كنت تعلم كيف يدبر الله لك الأمور لا زدت له حبا!!!.



إنك تدعو الله فيما تحب، فإذا وقع ما تكره فلا تخالف الله فيما أحب.



قال داوود عليه السلام: "رب أي عبادك أبغض إليك"؟.



قال: عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض به.



من خرج عن تدبيره لنفسه كان الله هو القائم بحسن التدبير له؛ لأنه قد فوض أمره إليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.





يا ابن آدم لا تدبر لك أمرا

فأولو التدبير هلكى



فوض الأمر إلينا

تجدنا أولى بك منك










قصة سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذكر الحافظ الطبراني أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجَمة فيها الأسد فأقبل إليَّ يريدني فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه، وأقبل إليَّ فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة ووضعني على الطريق، وهَمْهم, فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به) أخرجه الحاكم.




قصة رجل بالبادية: تأملوا في تدبير المدبر جل جلاله لعبد من عباده وأنه سبحانه أرحم بعبده من نفسه.







عن مسروق قال: كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك فالديك يوقظهم للصلاة والحمار ينقلون عليه الماء وتحمل لهم خباءهم والكلب يحرسهم قال فجاء ثعلب فأخذ الديك فحزنوا لذهاب الديك وكان الرجل صالحا فقال عسى أن يكون خيرا ثم مكثوا ما شاء الله ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله فحزنوا لذهاب الحمار فقال الرجل الصالح عسى أن يكون خيرا ثم مكثوا ما شاء الله ثم أصيب الكلب فقال الرجل الصالح عسى أن يكون خيرا ثم مكثوا ما شاء الله بعد ذاك فأصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا قد سبى من حولهم وبقواهم وانما أخذوا أولئك لما كان عندهم من الصوت والجلبة ولم يكن عند أولئك شيء يجلب قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم) (الرضا عن الله بقضائه (ص: 62).







ثانيا: الإيمان بان الأرزاق بيدي الخلاق وأثره النفسي



إخوة الإسلام: يكفل للمرء بأنه له رب يرزقه و يكفله تكفل برزقه فهو الرزاق الذي يرزق الخلق جميعا فقد كفل الله تعالى لك الرزق وأنت في بطن أمك، عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) أخرجه البخاري.







اعلم علمني الله وإياك: أن من أسماء الله تعالى الرزاق فهو الذي يرزق جميع الكائنات ولا فرق بين مسلم ولا كافر فمن اليقين، اليقين بما عند الله تعالى من رزق فالله تعالى قد تكفل برزق جميع الكائنات حتى أهل الكفر و العصيان يقو ل الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [هود: 6: 7 ].







قال الإمام الغزالي - رحمه الله - الرزاق هو الذي خلق الأرزاق والمرتزقة وأوصلها إليهم وخلق لهم أسباب التمنع بها والرزق رزقان ظاهر وهي الأقوات والأطعمة وذلك للظاهر وهي الأبدان وباطن وهي للعارف والمكاشفات وذلك للقلوب والأسرار وهذا أشرف الرزقين فإن ثمرتها حياة الأبد وثمرة الرزق الظاهر قوة الجسد إلى مدة قريبة الأمد والله تعالى هو المتولي لخلق الرزقين والمتفضل بالإيصال إلى كلا الفريقين ولكنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وغاية حظ العبد من هذا الوصف أمران، أحدهما أن يعرف حقيقة هذا الوصف وأنه لا يستحقه إلا الله تعالى فلا ينتظر الرزق إلا منه ولا يتوكل فيه إلا عليه.



وقيل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟



فقال: من عند الله، فقيل له: الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء؟



فقال: كأن ماله إلا السماء! يا هذا الأرض له والسماء له، فإن لم يؤتني رزقي من السماء ساقه لي من الأرض، وأنشد:





وكيف أخاف الفقر والله رازقي

ورازق هذا الخلق في العسر واليسر



تكفل بالأرزاق للخلق كلهم

وللضب في البيداء والحوت في البحر)






(تفسير القرطبي)








وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله (صحيح الترغيب والترهيب).



أن تعلم أخي أن ارزق ليس له إلا مصدر واحد ألا وهو الواحد سبحانه وتعالى فلا معطي ولا مانع ولا معز ولا مذل إلا هو الرازق الرزاق قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ [الروم:40]،





ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا

هلكن إذاً من جهلهن البهائم



ولم يجتمع شرق وغربٌ لقاصد ولا

المجد في كف امرئ والدراهمُ










ثالثا: الإيمان بأن الله هو المحيي المميت



يملأ القلب سكينة وشجاعة وثقة بأن الأرواح بيد الله تعالى فهو المحيي المميت وعندها لا يفزع المسلم ولا يخاف إلا من الله تعالى يتحقق له الأمن النفسي على نفسه.








يستشعر المسلم مدى حفظ الحفيظ له كما في وصية النبي – صلى الله عليه وسلم لابن عباس – رضي الله عنهما - عن النبي –صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك. وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا") أخرجه أحمد.



يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-10-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع

حفظه - سبحانه - له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال الله - عز وجل -: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ﴾ (الرعد: 11). قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونَهُ بأمرِ الله، فإذا جاء القدر خَلُّوْا عنه (أخرجه الطبري).







وقال عليٌّ - رضي الله عنه -: "إنَّ مع كلِّ رجلٍ ملكين يحفظانه مما لم يقدرْ فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينَه، وإنَّ الأجل جُنَّةٌ حصينة" أخرجه الطبري.








وقال مجاهد: "ما مِنْ عبدٍ إلاَّ له مَلَكٌ يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامِّ، فما من شيء يأتيه إلا قال: وراءك، إلا شيئاً أذن الله فيه فيصيبه" أخرجه: الطبري.



﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ







إن كان الأمر قد بلغ منكم مبلغ الضيق، فلم تعودوا تتحملون بقائي فيكم ودعوتي لكم؛ وتذكيري لكم بآيات الله. فأنتم وما تريدون وأنا ماض في طريقي لا أعتمد إلا على الله:﴿ فعلى الله توكلت ﴾..



عليه وحده فهو حسبي دون النصراء والأولياء.







﴿ فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ وتدبروا مصادر أمركم وموارده، وخذوا أهبتكم متضامنين:



﴿ ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ﴾.... بل ليكن الموقف واضحاً في نفوسكم، وما تعتزمونه مقرراً لا لبس فيه ولا غموض، ولا تردد فيه ولا رجعة.



﴿ ثم اقضوا إلي ﴾... فنفذوا ما اعتزمتم بشأني وما دبرتم، بعد الروية ووزن الأمور كلها والتصميم الذي لا تردد فيه.. ﴿ ولا تنظرون ﴾.. ولا تمهلوني للأهبة والاستعداد، فكل استعدادي، هو اعتمادي على الله وحده دون سواه.







إنه التحدي الصريح المثير، الذي لا يقوله القائل إلا وهو مالئ يديه من قوته، واثق كل الوثوق من عدته، حتى ليغري خصومه بنفسه، ويحرضهم بمثيرات القول على أن يهاجموه! فماذا كان وراء نوح من القوة والعدة؟ وماذا كان معه من قوى الأرض جميعاً؟







كان معه الإيمان.. القوة التي تتصاغر أمامها القوى، وتتضاءل أمامها الكثرة، ويعجز أمامها التدبير. وكان وراءه الله الذي لا يدع أولياءه لأولياء الشيطان!.







إنه الإيمان بالله وحده ذلك الذي يصل صاحبه بمصدر القوة الكبرى المسيطرة على هذا الكون بما فيه ومن فيه. فليس هذا التحدي غروراً، وليس كذلك تهوراً، وليس انتحاراً. إنما هو تحدي القوة الحقيقية الكبرى للقوى الهزيلة الفانية التي تتضاءل وتتصاغر أمام أصحاب الإيمان.







وأصحاب الدعوة إلى الله لهم أسوة حسنة في رسل الله.. وإنه لينبغي لهم أن تمتلئ قلوبهم بالثقة حتى تفيض. وإن لهم أن يتوكلوا على الله وحده في وجه الطاغوت أياً كان!.







ولن يضرهم الطاغوت إلاَّ أذى - ابتلاء من الله لا عجزاً منه سبحانه عن نصرة أوليائه، ولا تركاً لهم ليسلمهم إلى أعدائه . (في ظلال القرآن).







صور مشرقة من الثقة النفسية في حفظ رب البرية



تأمل في ثقة النبي بالرب العلي لما أخذ غورث بن الحارث سيفه و هم بقتله ما هز ذلك شعرة في جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأله من ينجيك مني الآن قال النبي وهو الواثق بربه الله فعن جابر، أنه غزا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد، فلما قفل النبي - صلى الله عليه وسلم -، أدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت سمرة، وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا النبي، - صلى الله عليه وسلم -، يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: «إن هذا اخترط على سيفي، وأنا نائم فاستيقظت، وهو في يده صلتا»، فقال: من يمنعك مني؟ قلت: «الله، ثلاثا»، فشام السيف ولم يعاقبه، وجلس. أخرجه البخاري.







تسخير الله العقرب لدفع أذى الحية عن نائم:



حكي عن إبراهيم بن أدهم أنه قال كنت ضيفاً لبعض القوم فقدم المائدة، فنزل غراب وسلب رغيفاً، فاتبعته تعجباً، فنزل في بعض التلال، وإذا هو برجل مقيد مشدود اليدين فألقى الغراب ذلك الرغيف على وجهه. وروى ذي النون أنه قال: كنت في البيت إذ وقعت ولولة في قلبي، وصرت بحيث ما ملكت نفسي، فخرجت من البيت وانتهيت إلى شط النيل، فرأيت عقرباً قوياً يعدو فتبعته فوصل إلى طرف النيل فرأيت ضفدعاً واقفاً على طرف الوادي، فوثب العقرب على ظهر الضفدع وأخذ الضفدع يسبح ويذهب، فركبت السفينة وتبعته فوصل الضفدع إلى الطرف الآخر من النيل، ونزل العقرب من ظهره، وأخذ يعدو فتبعته، فرأيت شاباً نائماً تحت شجرة، ورأيت أفعى يقصده فلما قربت الأفعى من ذلك الشاب وصل العقرب إلى الأفعى فوثب العقرب على الأفعى فلدغه، والأفعى أيضاً لدغ العقرب، فماتا معاً، وسلم ذلك الإنسان منهما. ويحكى أن ولد الغراب كما يخرج من قشر البيضة يخرج من غير ريش فيكون كأنه قطعة لحم أحمر، والغراب يفر منه ولا يقوم بتربيته، ثم أن البعوض يجتمع عليه لأنه يشبه قطعة لحم ميت، فإذا وصلت البعوض إليه التقم تلك البعوض واغتذى بها، ولا يزال على هذه الحال إلى أن يقوى وينبت ريشه ويخفى لحمه تحت ريشه، فعند ذلك تعود أمه إليه، ولهذا السبب جاء في أدعية العرب: يا رازق النعاب في عشه، فظهر بهذه الأمثلة أن فضل الله عام، وإحسانه شامل، ورحمته واسعة. ( تفسير الرازي).




قصة ابن أبي الحسن الزاهد:




كان الملك ابن طولون ظالم من ظلمة الحكام، وقل أن يأتي إليه إنسان ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر إلا ويقطع رقبته، حتى إنه قتل ثمانية عشر ألف إنسان صبرا، والصبر هو أشد أنواع القتل يجوع حتى يموت .جاءه الإمام ابن أبي الحسن الزاهد وقال له: يا ابن طولون إنك قد ظلمت وفعلت، وفعلت وأنَّبه وتكلم عليه فاشتد ابن طولون وأمر بحبسه، لما حبسه أمر ابن طولون بتجويع أسد ثلاثة أيام، وعندما جوع الأسد اجتمع الناس وفي مقدمتهم ابن طولون ووضع، وجيء بأبي الحسن الزاهد، ووضع أمام الأسد في حلبة.




تصوروا إنسانا ضعيفا أعزل أمام أسد جائع له ثلاثة أيام لم يأكل، فلما رآه الأسد بدأ يزأر ويتقدم ويتأخر، والناس أيديهم على قلوبهم من المعركة غير المتكافئة، وأبو الحسن الزاهد قد أطرق مليا، لا يتحرك منه عضو في جسده كأنه لا يبالي، وبدأ يهدر هذا الأسد والناس بين خائف، ومكبر، ووجل، ووجدوا أن الأسد يتقدم ويتأخر، ثم جاء وطأطأ برأسه على أبي الحسن الزاهد وشمه ثم ذهب، وبدأ يفعل هذا برهة من الزمن، ثم طأطأ رأسه وانصرف في زاوية من المكان، وجلس ولم يمس أبا الحسن الزاهد بسوء، وكبر الناس وتعجبوا.





فقال أحمد بن طولون: ائتوني به، فجاءوا بالإمام الزاهد فسأله وقال: أريد أن أسألك سؤالا بماذا كنت تفكر والأسد يزأر ويصيح ويرفع صوته؟ قال: إن الأسد عندما جاء وشمني ومس ثوبي جلست أتأمل هل لعاب الأسد طاهر أو نجس؟ هذه القضية التي تشغله. قال: أما خفت من الأسد؟ قال: أبدا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يكفيني إياه (صور من الثبات على الإيمان).








أقول قولي هذا، وأسأل الله سبحانه أن يمنّ علينا بالاستجابة له ولرسوله، وبالثبات على ما يرضيه إلى أن نلقاه تعالى، وأن يغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، إنه غفور رحيم.







الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلوات الله وسلامه على خاتم المرسلين أحمده سبحانه وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحابته إلى يوم الدين.







رابعا: الإيمان بقضاء الله وقدره وأثره النفسي



ومن الإيمان بالله تعالى أن نؤمن بقضائه وقدره وأنه لا يكون في كونه إلا ما يريد وأن كل شيء بقضاء وقدر فإن رسخ ذلك المفهوم في نفسية المؤمن أورثه أمنا وأمانا وثقة بربه سبحانه وتعالى وأنه فعال لما يريد وأن ما صابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه







والله تعالى يقول مبينا لنا تلك الحقيقة ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد/22-24].







يقول الشنقيطي - رحمه الله - ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أن كل ما أصاب من المصائب في الأرض كالقحط والجدب والجوائح في الزراعة والثمار وفي الأنفس، من الأمراض والموت كله مكتوب في كتاب قبل خلق الناس، قوبل وجود المصائب، فقوله:



وجاء رجلٌ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم -، فسأله أنْ يُوصيه وصيَّةً جامعةً موجَزةً، فقال: ((لا تتَّهم الله في قضائه)) أخرجه: ابن أبي شيبة.








وقال ابن مسعود: "إنَّ الله بقسطه وعدله جعلَ الرَّوحَ والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشكِّ والسخط" (أخرجه: الطبراني في الكبير).







فالرَّاضي لا يتمنّى غيرَ ما هو عليه من شدَّةٍ ورخاء.



وقال عمر بن عبد العزيز: أصبحت ومالي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر.



فمن وصل إلى هذه الدرجة، كان عيشُه كلُّه في نعيمٍ وسرورٍ





عذابُه فيكَ عَذْبُ

وبعد فيك قرب



وأَنْتَ عِندي كرُوحي

بل أَنْتَ مِنها أَحَبُّ



حسْبي مِنَ الحُبِّ أنِّي

لِمَا تُحِبُّ أُحِبُّ










عن جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: اشتكى ابن لعبد الله بن عمر فاشتد وجده عليه حتى قال بعض القوم: لقد خشينا على هذا الشيخ أن يحدث بهذا الغلام حدث فمات الغلام فخرج ابن عمر في جنازته وما رجل أبدى سرورا منه فقيل له في ذلك فقال ابن عمر: «إنما كان رحمة له فلما وقع أمر الله رضينا به (الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا)







عن الحسن بن علي البصري، قال: «أصبح أعرابي وقد مات له أباعر كثير فقال: لا والذي أنا عبد في عبادته لولا شماتة أعاديه أظن ما سرني أن إبلي في مباركها وأن شيئا قضاه الله لم يكن» ( لرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا).








عن أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني أبو عمرو الكندي، قال: أغارت الروم على جواميس لبشير الطبري نحو من أربعمائة جاموس قال: فاستركبني فركبت معه أنا وابن له قال: فلقينا عبيده الذين كانوا مع الجواميس معهم عصيهم قالوا: يا مولانا ذهبت الجواميس فقال: «وأنتم أيضا فاذهبوا معها فأنتم أحرار لوجه الله »، فقال له ابنه: يا أباه أفقرتنا فقال: «اسكت يا بني إن ربي عز وجل اختبرني فأحببت أن أزيده» (الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا).



الدعاء .................................................. .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.92 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]