|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي ورسائله لأخرى
زوجي ورسائله لأخرى أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم. أنا أحْبَبت شابًّا وأنا في الجامعة وأحبَّني، وعند إنهائي الدراسة الجامعيَّة وعَدني بالزواج، وبعدما تخرَّجت أحسسْتُ بأنه تغيَّر معي، أحسَسْت أن هناك فتاةً أخرى في حياته، وكلما واجَهته أَنْكَر، وفي يوم قالت لي صديقتي: إنها رأتْه مع فتاة، وعندما فاتَحْته في الموضوع أنكَر، وبعد أشهر من تخرُّجي جاء شاب آخر ليَخطبني، وكنتُ سأقبله، وعندما عَلِم الشاب الذي أُحبُّه بذلك، جُنَّ جنونه، وأرْسَل أهله ليَخطبني، ففَرِحت جدًّا بذلك، وتَمَّت الخِطبة، وبعد سنتين من خِطبتنا تزوَّجنا، وفي مرحلة الخطوبة أحْسَسْتُ بأنه يعاملني ببرودٍ وكأنه لا يحبُّني، وكنت أقول: رُبَّما تكون طبيعته هكذا، وتعوَّدت عليه، وتقبَّلت طريقة تعامُله معي، وبعدما تزوَّجنا بثلاثة أشهر حَملت بطفلي الأوَّل، وأنا في الشهر الثامن كنت أجلس أمام جهاز الكمبيوتر، ودون قصدٍ دخَلت على ملف خاص بزوجي، وإذا به يَحتفظ بملف اسمه "مجد"، وعندما فتَحته وجَدت صورًا لفتاة، وهناك رسائلُ جَرَت بينهما عبر الشات احْتَفَظ بها جميعَها، وكانت كلها رسائلَ حبٍّ وغرام، أحْسَست أنَّ قلبي قد انكسَر من هَوْل ما رأيْتُ، فأنا أحبُّه جدًّا، وتعلَّقت به كثيرًا بعدما تزوَّجنا، وفي أحد الحوارات بينهما، سألتْه عني، فقال لها: إنه يحسُّ حاله غير معتاد عليّ، والمشكلة أنني عرَفتك، يقول لها وبصيغة كلامه: إنه نادمٌ لأنه تزوَّجني، وكان ذلك بعد خِطبتنا، وكانت هي قد خُطِبَت وتزوَّجت بعد خِطبتنا بخمسة أشهر. ماذا أفعل؟ أنا لا أستطيع أن أنسى أيَّ كلمة قرأتُها من هذه الرسائل، وحياتي تدمَّر أمام عيني. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم، أُختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ بدايةً أن نرحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَخِّرنا لتفريج كُربتك وكُرَب السائلين، وأيضًا أوَدُّ أن أُحَيي فيك حبَّك لزوجك، وبحثَك عن سبيل سليم لتخطِّي مشكلتك، بدل انزلاقك - كبعض النساء للأسف - في ردود أفعال خاطئة من المهاترات والصِّراعات العقيمة، أو غيرها من الردود السلبيَّة التي لا تزيد المشكلة إلاَّ تعقيدًا، وهي سمات تدلُّ على إيجابيَّة شخصيَّتك، وعلى اتَّزانك الانفعالي، فأرجو منكِ تعزيزَها واستثمارها في اقتفاء خُطوات حلِّ هذه المشكلة، وكل ما يُصادفك في المستقبل. أختي الكريمة، يبدو أنَّ زوجك ذو شخصيَّة متردِّدة، ويَصْعُب عليه تحديد ما يريد، وقد يكون هذا هو سبب تذبْذُبه في علاقته معك بعد التخرُّج، حين ابتعدتِ عن ناظِرَيه، وقلَّت فرصُ لقاءاتكما ومُحاكاتكما اليوميَّة، وفي وَضْعٍ كهذا، فإنه رُبَّما يبقى رهينَ المقارنة بين شخصك وسِماتك، وبين سمات أيِّ فتاة تُصادفه، وقد يكون سلوك هذه المقارنات ذا انتشار كبير بين الأزواج والزوجات، لكنَّ المبالغة فيه وتأثير نتائجه على علاقة الزوجين واتِّجاههما نحوها، فيه أضرار عديدة، ويُعَدُّ الضرر النفسي أحدها. وكونُك اليوم لا تَملكين تغيير سلوك واتجاه زوجك بعصًى سحريَّة، لا يَمنعكِ ذلك من تغيير سِماتك واتجاهاتك، والتي من خلالها يُمكنك التأثير في فِكر وشخصيَّة زوجك أثناء عِشرتك ومُحاكاتك معه. فعليك يا عزيزتي القيام بمراجعة ذاتيَّة ناقدة لنفسك، ومَظهرك، وأسلوب كلامك؛ لتُعينك على تحديد مكامن القصور فيها، ثم حدِّدي بدائلها الإيجابيَّة التي عليك تبنِّيها، ثم تخيَّلي نفسك وأنت تتبنَّين تلك السمات والأساليب المطلوبة في مواقف مختلفة مع زوجك ومع الآخرين، واستشعري تأثير ذلك في نفسك، وفي نفوس الآخرين، ومنهم زوجك، فإن هذه العملية تُثير لَدَيك الدافعيَّة نحو التغيير والتصحيح، وعليك حينها إجراء تلك التغييرات عمليًّا، بعد تبنِّيك إيَّاها فكريًّا. كما أنْصَحك يا عزيزتي بالتوازن العاطفي مع زوجك، وعدم اختصار حياتك كلها في شخصه؛ فحب الزوجة لزوجها من مبشرات النجاح لحياتهما، وسِمة تُحسَب لها، لكنَّ المبالغة في ذلك كثيرًا ما تأتي بنتائج سلبيَّة، فأنت يا عزيزتي قد عبَّرت عن مشكلة تواصُل زوجك مع امرأة أخرى بعبارة: "حياتي تتدمَّر أمام عيني"! رغم إنَّك ما زِلت زوجته، وما زال يُكِن لكِ احترامه، ونَسيتِ أنَّك ستكونين أُمًّا، وأنه سيكون أبًا لابنك الذي سيزيد من علاقتكما وارتباطكما قوَّةً - بإذن ومشيئة الله تعالى. وهكذا أجد أنَّك قد حَرَمت نفسك من متعة التنعُّم بكثير وجزيل من النِّعم لَدَيك، بسبب هذه المشكلة الطارئة، وعَطَّلت بذلك قُدراتك وطاقاتك التي لا بدَّ لك من تحريرها واستثمارها؛ لرَفْع شأْنك ذاتيًّا وشخصيًّا، والنهوض بحياتك عمليًّا؛ لذا أرجو منكِ استكشافَ كلِّ ذلك، وإشغال فِكرك بكيفيَّة إدخال التغيير إلى حياتكما وبيتكما؛ فإن انشغالك بالتخطيط لكلِّ هذا والقيام به عمليًّا، يَسحب أفكارك من إعادة تذكُّرك لِمَا قرَأت من عبارات، إلى أفكار وأعمال ذات مردود إيجابي. كما أنصحك بألاَّ تُفاتحي زوجك حاليًّا بما اطَّلعتِ عليه، واعملي على إثارة الشوق في نفسه لاستقبال الوليد، ثم اعْمَدي إلى توثيق علاقته به فيما بعد - بإذن الله تعالى. كما أرجو منكِ عدمَ البحث والاطِّلاع على أيِّ أمرٍ يخصُّ زوجك دون عِلمه؛ فإن ذلك لن يأتي عليك بالنَّفع أبدًا، ولا يَفوتني أن أُذَكِّرك بأهميَّة إلْحَاحك بالدعاء إلى الله تعالى أن يهديَ ويُصلح زوجك، ويَمُنَّ عليك بحبِّه ووفائه؛ فإن القلوب بين إصبعيه الكريمتين - عزَّ وجلَّ. وأختم بالدعاء إلى الله تعالى: أن يُصلِحَ شأنك وشأْنَه، ويُنعم عليكما بالمودَّة والرحمة والسكينة، ويُبارك في مولودِكما، وفي انتظار أن نسمعَ أخبارَك الطيِّبة مُجدَّدًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |