مفهوم التربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855267 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390089 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2019, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم التربية

مفهوم التربية
د. سعد الشدوخي

بسم الله الرحمن الرحيم


كلمة "تربية" من حيث مدلولها اللغوي تنتمي إلى الجذر الثلاثي " رَ بَ وَ" والفعل منه "ربى" وهو في جميع تصاريفه يدل على معاني النمو والزيادة، يقول الله تعالى:"وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله" (الروم 39) أي ليزيد في أموال الناس فإنه لا يزيد عند الله. وسمي الربا ربا لما فيه من الزيادة على رأس المال.
ويقول الله تعالى: "يمحق الله الربا ويربي الصدقات" (البقرة276) أي ينمي الصدقات ويزيدها بمضاعفة أجرها الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كما ورد في الحديث الصحيح. والربوة ما ارتفع من الأرض، وسميت بذلك لما فيها من الزيادة التي بها ارتفعت عما جاورها.
والفعل "ربّى" مضعّف يتضمن معنى التدرج والتعهّد المستمر؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏"‏ لاَ يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلاَّ أَخَذَهَا اللَّهُ بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حَتَّكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ ‏"‏ ‏(مسلم239وتربية الفلو إنما تكون بتعهّده بما يصلحه في غذائه وصحته ورياضته على ما يريده منه مربيه حتى يصل في نموه وإتقانه إلى منتهاه، يقول أبو الطيب واصفا موافقة جواده لمراده:
رجلاه في الركض رجل واليدان يدٌ وفعله ما تريد الكف والقدمُ
وتربية الإنسان بتعهّده بالرعاية بكل ما من شأنه أن يحقق نموه في كل مجالات النمو، وقد ورد ذكر التربية بهذا المعنى في القرآن الكريم؛ يقول الله تعالى على لسان فرعون مخاطبا موسى عليه السلام: " أَلم نربِّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين؟" (الشعراء18)
ويقول الله تعالى أيضاً: "وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا" (الإسراء 24)
أما التربية في اصطلاح التربويين فقد عرّفت بتعريفات كثيرة بينها تقارب وتباعد، وليس هذا مقام تتبع تلك التعريفات، غير أن التعريف الذي أراه هو أنها "عملية يتم بها الانتقال بالفرد من الواقع الذي هو عليه إلى المثل الأعلى الذي ينبغي أن يكون عليه" ولنا مع هذا التعريف عدد من الوقفات:
الأولى: أن التربية "عملية" تتضمن مجموعة من الإجراءات المتداخلة، ومن ثم فإنها ليست محصلة لعامل واحد بحيث يمكن التحكم فيها إذا أمكن التحكّم فيه، وإنما تتفاعل فيها عناصر متعددة ( عناصر الموقف التربوي) من مثل خصائص متلقي التربية العمرية وخصائصه الفردية، والسياق النفسي والاجتماعي الذي يقدّم فيه المحتوى التربوي ومدى مناسبة ذلك السياق لمتلقي التربية من جانب وللمحتوى التربوي من جانب آخر ومدى مناسبة المحتوى التربوي ذاته لمتلقي التربية، ومن مثل شخصية المربي و مدى قبول متلقي التربية له ... إلى غير ذلك مما له علاقة بالموقف التربوي وعناصره.
الثانية: أنها عملية "انتقال" وهذا يتضمن أنها عملية "تغيير"، وهذا التغيير يتمثّل في النمو المتحصل في متلقي التربية نتيجة لمروره بالخبرات المتضمنة في عملية التربية.
الثالثة: أن "الواقع" الذي عليه متلقي التربية عند بداية تلقيه لها له أهمية كبيرة، وإدراك المربي له ضروري لمعرفة أين يقع متلقي التربية مما يراد الوصول به إليه، وما احتياجاته التربوية؟ وكيف يمكن ترتيبها من حيث أولويتها أو كون بعضها سابقا بالضرورة لبعض لكونه شرطا له أو نحو ذلك؟
الرابعة: أن هذا الانتقال هادف وليس عفويّا، وبهذا تختلف التربية عن كثير من صور التنشئة الاجتماعية تلك التي يتشرب فيها الناشئ مفاهيمه وتصوراته وأنماط سلوكه من المجتمع المحيط به بصورة تلقائية كما تتشرب الاسفنجة ما يحيط بها من بلل. التربية عملية هادفة توجهها إرادة وقصد؛ يعي فيها المربي أين يقف متلقي التربية الآن وإلى أين ينبغي أن يصير.
الخامسة: أن هذا الانتقال يسير باتجاه "المثل الأعلى" الذي ينبغي أن يكون عليه متلقي التربية، والمقصود بالمثل الأعلى هنا الإنسان في حالته المثلى، وهي تختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن أمة إلى أمة ومن فلسفة إلى أخرى، وتحديد "المثل الأعلى" للإنسان هو الذي يعطي للتربية هويتها. ولكل أمة من الأمم مصادرها التي تستمد منها رؤيتها للإنسان في وضعه الأمثل، ونحن المسلمين إنما نستمد الصورة المثلى للإنسان من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والإنسان الأمثل عندنا هو من تحققت فيه غاية وجوده وهي العبودية لله سبحانه وتعالى؛ إذ هي حكمة خلق الله للجن والإنس، يقول الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات56)، وهي المهمة التي جاء الإنسان إلى هذا الوجود من أجل إنجازها، و خروجه من هذه الحياة دون أن ينجزها هو الخسران الحقيقي كما قال تعالى: "قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين" (الزمر15)
السادسة: أن الانتقال بمتلقي التربية إلى هذه الغاية انتقال منظم؛ يتعامل مع واقع متلقي التربية ويدرك فيه المربي المسافة بين الواقع وما ينبغي أن يصار إليه، ومن ثم فإنه يدرك أيضا أن الغاية القصوى للتربية ينبغي أن يشتق منها أهداف متدرّجة تمثّل سلّما يترقى فيه متلقي التربية من الواقع الذي هو عليه باتجاه "المثل الأعلى" الذي ينبغي أن يكون عليه، ويمثّل المحتوى التربوي والمناشط التربوية جسورا تربط أهداف التربية بعضها ببعض..

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.39 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]