لعن الله من ذبح لغير الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-08-2020, 05:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي لعن الله من ذبح لغير الله

لعن الله من ذبح لغير الله


أحمد الجوهري عبد الجواد






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أحزان قلبي لا تزولْ
حتى أبشر بالقبولْ

وأرى كتابي باليمين
وتقر عيني بالرسولْ


أما بعد فيا أيها الإخوة:
إن نعم الله تعالى علينا لا تعد ولا تحصى، نعم قد نستطيع عد بعضها لكننا لن نستطيع أن نحصيها كلها وقد ذكرنا الله تعالى هذه الحقيقة وسجلها في القرآن الكريم فقال: " ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ (إبراهيم: الآيات 32-34) سبحان الله! وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وتأمل ما ذكر من نعم الله في هذه الآية وما حف بها من المعاني.

فقد عدد الله سبحانه وتعالى عشر نعم تدل على وحدانيته وقدرته وعلمه سبحانه دلالة ظاهرة واضحة، ثم أخبر أنه - عز وجل - أنعم بهذه النعم كلها على الإنسان لأجله هو، وأنه تعالى قد أعطى الناس جميع ما يحتاجون إليه في مصالحهم على حسب حكمته ومشيئته ولكن الناس إلا من رحم الله وعصم لا يقابلون نعمه سبحانه بما تستحقه من شكر لشدة ظلمهم وكثرة جحودهم ولذلك ختم الله تعالى الآيات بقوله: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ أي شديد الظلم لنفسه غافل عن شكر نعم ربه بل جاحد لها ومنكر في بعض الأحيان.

والحقيقة - أيها الإخوة - أننا لو أردنا شكر نعم ربنا جميعها علينا فإننا لن نستطيع لكن الله تعالى يرضى منا بالقليل ويثيبنا عليه الأجر الجزيل، بل مجرد الاعتراف بالعجز عن الشكر شكر في نفسه روى البخاري في صحيحه من حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا)[1].

ومعناه لك الحمد غير مكفي - أي لم يكفه غيرُه بل هو سبحانه يكفي غيرَه - ولا مودع أي متروك حمده، ولا مستغني عنه ربنا – أي هو الذي يحتاج إليه الخلق[2].

ومن أجمل ما اطلعت عليه ما ورد في الأثر أن داوود عليه السلام قال: يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي؟ فقال الله تعالى: " الآن شكرتني يا داود "، وفي خبر آخر: " إذا عرفت أن النعمة مني رضيت منك بذلك شكرا ". [3] أي حين اعترفت بأن التعمة من الله وأقررت بالتقصير عن أداء شكر المنعم سبحانه تكون بذلك قد شكرته، وقد كان التابعى الجليل طلق بن حبيب -رحمه الله- تعالى يقول: إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين.

وكان الشافعي يقول: الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة حادثة توجب على مؤديها شكره بها.

وصدق من قال:
لو كل جارحة مني لها لغة
تثنى عليك بما أوليت من حسن

لكان ما زاد شكري إذ شكرت به
إليك أبلغ في الإحسان والمنن


فيارب نشكرك على آلائك ونحمدك على نعمائك ونقر لك بأننا قصرنا في حقك ولا نقدر على مكافأة نعمك إلا أن نعلن أننا تائبون عن معصيتك مقرون بذنوبنا في حقك، اللهم لك الحمد حمداً كثيراً يوافي نعمك ويكافيء مزيدك.

هذه حال المؤمنين مع نعم ربهم - سبحانه وتعالى -، أما المجرمون أما المشركون أما من لا يعرفون الله فإنهم لا يعترفون بنعمه ويجحدون استحقاقه سبحانه للشكر بل استحقاقه أن تنسب إليه النعم كما قال ربنا ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [فصلت: 9] فهؤلاء ما عرفوا المنعم ولا نعمه شكروا، وبين هؤلاء وهؤلاء قوم مسلمون لكنهم بربهم يشركون - يعرفون نعم الله وأنها منه لكنهم يؤدونها إلى غيره، ويعرفون شكرها لكن لسواه، ومن هؤلاء الذين نراهم يذبحون الذبائح التي خلقها الله - عز وجل - ورباها وتفضل بها يذبحونها لغيره سبحانه من الأولياء والأضرحة والقبور والمشاهد وهذا هو موضوع حديثنا - أيها الإخوة - في هذا اللقاء: الذبح لغير الله تعالى وكما تعودنا سوف أنظم سلك هذا الموضوع في العناصر التالية:
أولاً: وجوب إخلاص العمل كله لله.
ثانياً: لعن الله من ذبح لغير الله.
ثالثاً: أحكام وتنبيهات.

فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أولاً: وجوب إخلاص العمل كله لله.
أحبتي في الله:
إن الله تعالى لا يرضى له شريكاً في عمل من الأعمال أبداً فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه، بذا أمر العباد وعرفهم قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، وقال عز من قائل: ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2].

وبهذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرف الناس بما يرضي ربه وما يسخطه فأرشدنا إلى ذلك، عن أمير المؤمِنين أبي حَفْصٍ عمرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنه -، قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقُولُ: " إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِىءٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه ".[4] فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه - سبحانه وتعالى -، فمن خالف هذا وقَدِم على الله بعمل قد أشرك فيه مع الله غيره فإن عمله حابط غير مقبول وهو مردود عليه كله لا يقبل الله منه شيئاً قال - عز وجل -: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

بل خاطب الله الصفوة من أوليائه وخاصةَ أصفيائه المصطفى والأنبياء والمرسلين من قبله. فقال: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 65، 66].

وروى الترمذي بسند حسن من حديث أبي سعيد بن أبي فضالة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمله لله أحدًا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك ".[5]

وروى ابن ماجه بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله - عز وجل -: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ".[6]

ومن هنا فلابد أن يكون العامل مخلصاً كل الإخلاص بعيداً عن الشرك كل البعد، ينبغي أن يكون هذا شأن كل مسلم، غير أننا نرى من إخواننا المسلمين من يُلقي بنفسه في أودية الشرك المهلكة بيده حين يذهب فيعمل عملاً هو عبادة لله خالصة لا يصح صرفها لغيره فيصرف هذا الأخ الطيب عبادته تلك لغير الله وذلك في صور شتى، من هذه الصور: صورة ذلك الرجل الذي حمل على سيارته خروفاً سميناً أو بقرة أو جاموسة مليحة وراح بها يذبحها عند قبر ولي الله فلان وفاءً بنذره الذي كان نذره أو شكراً على جميل يحمله في عنقه لصاحب المقام أو عادة لوالده المتوفى لا يريد هو أن يقطعها من بعد وفاته، وما علم هذا المسكين أنه قد أشرك بهذا مع الله - عز وجل -، ذلك لأن الذبح عبادة لا يصح صرفها لغير الله، بل ورد العقاب الشديد والوعيد الأكيد في حق من صرفها لغير العزيز الحميد جل وعلا.

فالذبح والنحر عبادة لله تعالى دلت على ذلك آيات الكتاب الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بل وشهدت بذلك الفطرة السوية النقية التي لم تتلوث بالشرك وتعالوا بنا سريعاً نتعرف إلى ذلك تفصيلاً.

أما آيات الكتاب الكريم والقرآن العظيم فدلت على أن الذبح أو النحر عبادة لله تعالى في غير ما موضع، منها قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 162 - 165].

قال الحافظ ابن كثير:
يأمر الله تعالى نبيَّه أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه أنه مخالف لهم في ذلك فإن صلاته ونسكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ أي أخلص له صلاتك وذبيحتك فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال والقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى فيما هو فيه.

قال مجاهد: النسك: الذبح وعن سعيد بن جبير قال: وَنُسُكِي: وذبحي. [7]

قال العلماء: وانتبهوا - أيها الإخوة - إن قوله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ﴾ [الأنعام: 162]، وقوله ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، يشمل:
أولاً: ما ذبح تقرباً إلى غير الله من الأولياء وأصحاب المشاهد وغيرها.
ثانياً: ما ذبح للحم وذكر عليه اسمُ غيرِ الله.
ثالثاً: ما قصد بذبحه تعظيم مخلوق ميت أو حي.
رابعاً: ما ذبح استنزالاً للبركة في مكان لم يحدده الشرع أو عند قبر.
خامساً: ما يذبح عند نزول البيوت خوفاً من الجن أن تصيبه أو طلباً لنفع أو دفع ضر من الجن كما يفعله السحرة. [8]

فكل هذا شرك بالله تعالى كما دلت عليه هاتان الآيتان، لأنه ذبح لغير الله.

ودلت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الحكم كذلك.

فقد روى مسلم عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ قَالَ قُلْنَا لِعَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَخْبِرْنَا بشيء أَسَرَّهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا أَسَرَّ إِلَىَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ وَلَكِنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ".[9]

وفي الأثر الذي أخرجه أحمد وأبو نعيم عن سلمان الفارسي أنه قال: " دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب ". قالوا: وكيف ذلك؟ قال: " مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب، قال: ليس عندي شيء أقرب، قالوا له: قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً فخلوا سبيله، فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب، قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله - عز وجل -، فضربوا عنقه، فدخل الجنة".[10]

فهذا رجل قدم شيئاً حقيراً تافها لغير الله تعالى لكنه شرك والشرك عند الله عظيم فأحبط الله عمله وأدخله النار وبئس القرار، وأما من ثبت على توحيده وضحى في سبيله بحياته فكانت له الجنة، إن طريق التوحيد مليء بالعقبات والعراقيل امتحاناً واختباراً فمن انتكس فإنما ينتكس على نفسه ومن ثبت فإنما يغرس شجره بل حدائقه ويزهر ثمره بل ثماره فيطعمه بإذن الله شهيّاً في الجنة وإنما الدنيا صبر ساعة فإن جعلتها طاعة وصبرت انتهت وانقضت فتسعد وتكون في الجنة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم خير رفيق
(فحيهلا إن كنت ذا همة فقد
حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا)

(وقل لمنادي حبهم ورضاهم
إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا)

(ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن
نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا)

(ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد
ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا)

(وخذ منهم زاداً إليهم وسر على
طريق الهدى والحب تصبح واصلا)

(وأحي بذكراهم شراك إذا دنت
ركابك فالذكرى تعيدك عاملا)

(وإما تخافن الكلال فقل لها
أمامك ورد الوصل فابغي المناهلا)

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 136.46 كيلو بايت... تم توفير 1.98 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]