أبيض وأسود (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المرأة وبرُّ الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خمس نصائح ذهبية لورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          بشائر لمن يريد العفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التحقق بمشاعر العبودية لله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الدعوة في الخطاب الديني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852541 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387846 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1063 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2021, 11:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,844
الدولة : Egypt
افتراضي أبيض وأسود (قصة)

أبيض وأسود (قصة)
د. شادن شاهين








سمعتُ أنه على فراش الموت، مرَّ أربعون عامًا ولم أرَه، لكنني كنت أتابع أخباره بشغف، رغم أني لا أعرف إن كان حقًّا يذكرني!

هل يمكن أن يحمل قلبٌ حبًّا أسطوريًّا لمن لا يذكره؟! لا أعرف، عمومًا لا يهم، المهم أن أراه وأودِّعه.

تحاملتُ على نفسي، استندتُ على عكّازي، واتجهتُ إلى المرآة، مسحت عن سطحها طبقة الغبار الكثيفة، ها هو وجهي أخيرًا، لا بأس به؛ لستُ عجوزًا جدًّا!

تسللتُ بخفة إلى حجرة ابنتي، نظرتُ يَمنة ويسرة، استدرت، وتراجعتُ بظهري ناحية الخزانة، سحبتُ الأدراج بخفَّة، وراحت أصابعي تعبث بسرعة بين أدوات الزينة، أطبقتُ على بعضها، دسستُه بسرعة في جيب جلبابي، أعدتُ الأدراجَ إلى موضعها، وعدت مسرعةً إلى حجرتي.

أغلقتُ الباب بالمزلاج، تنفَّستُ الصُّعَداء، وأسرعتُ ناحية المرآة، طليتُ وجهي بكل ما وقعتْ عليه يدي من مساحيق، ورسمتُ عيني بإتقان، فهكذا كان يعشقهما.

وأخيرًا ارتديتُ غطاء رأس ملوَّن؛ أخفي به بياض شعري الذي طالما أسكره سوادُه، ارتديت أجمل فساتيني التي هجرتُها منذ سنين لا أعرف عددها، تمَّمْتُ على مظهري في المرآة، وقررتُ الخروج بلا عكازي، فالرَّشاقة تليق بالعاشقات.

وبالفعل نزلتُ إلى الشارع، وسِرتُ كما لم أتوقَّع أبدًا، بدا لي جسدي خفيفًا كريشةٍ، وابتسامتي تعرف طريقها جيدًا إلى شفتي.

أشرتُ إلى سيارة أجرة، وانطلق بي السائق إلى حيث تركت قلبي منذ أربعين سنة، كان في عينَيِ السائق نظرةُ سخرية أفهمها جيدًا، لكن كيف له أن يفهم أن المرأة عندما تعشق يسقط عنقُ الزمن فجأة على نَصْل عشقها؟
تجاهلتُ نظراته البلهاء، وسرحتُ في لقائي، ذلك الذي تأخَّر عمرًا!

تُرى هل سيذكر ملامحي؟! ترى هل سيذكر موجة ذائبة في بحر عشقٍ عصيٍّ لا تثيره الرياح، حتى أتى فتنفس فيه، فبعثها؟!

تبخَّرتْ من ذهني فجأة كل الصور القديمة حين صرختْ عجلات السيارة على الأسفلت الملتهب، لتعلن وصولي إلى أرض الميعاد.

رمقني السائق بابتسامةٍ ذات مغزًى وأنا أمد يدي إليه بالنقود، ضحكتُ بسخرية، ونزلتُ بثقة.

صعدتُ درجات البيت وصدري يضيق حرجًا! لا أعلم ما الذي أتى بي إلى هنا؟ يا لي من عجوز مخرفة! ترى هل صدقت حقًّا أنه يذكرك؟! هيَّا عودي من حيث أتيت أيتها الحمقاء!

حاصرتني الأصوات تطالبني بالتراجع، لكن قلبي يدفعني دفعًا إلى التقدم، قاومتُ كلَّ مخاوفي، وقررتُ أن ألقي عليه نظرة أخيرة مهما كان الثمن، وما أغلاه ثمن العشق!

طرقتُ الباب بأنامل مرتعشة، فتحتْ لي الخادمة، ونظرتْ إليَّ بلا مبالاة، سألتُها عنه، أشارتْ ببرود إلى اتجاه حجرته.

توجهتُ إليها وأعصابي في حالة انهيار، لكنني عاجزة عن مقاومة ذلك المغناطيس الذي يجذبني إليه، دلفتُ إلى الحجرة كمن يطأ الأشواك بقدم عارية، فوجدتُه مسجًّى على الفراش، وعلى جبينه نورٌ لم تنسَه الروح، كان مغمض العينَيْنِ، ساكن الجسد، تقدمتُ، جلستُ بجوار الفراش، تمالكتُ أعصابي ولمستُ يده، لم يرفع عينَيْه، تشجعتُ أكثر فاحتويتُها بكلتا يدي، وقبَّلتُها مودعةً إيَّاها قطعة من روحي، لاحظتُ أن يده باردة، سرت في جسدي قُشعْريرة أكثر برودة، تحسستُ نبضَه في لهفة، لكنه قد فارق الحياة!

يا ألله، لِمَ الآن؟! لِمَ يفارقها حين قررتُ أن أخبرَه أنني لازلت أحبُّه؟! لِمَ يفارقها دون أن أسأله إذا ما كان يذكرني؟!

انهمرتْ دموعي الصامتة على كفِّه حتى أزحتُها برفق، وقفتُ لأتركه للمرة الثانية والأخيرة، لمحتُ شيئًا في قبضته الأخرى، انتزعتُه بفضول، فإذا بها صورتي أبيض وأسود.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.86 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]