دلالة العام من حيث القطعية والظنية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2021, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي دلالة العام من حيث القطعية والظنية

دلالة العام من حيث القطعية والظنية


القطع لغة: الإبانة، وكلام قاطع؛ أي: نافذ.


وذكَروا في معناه: أنه نفيُ الاحتمال أصلاً، أو نفي الاحتمال الناشئ عن دليل؛ فالكلام الوارد من طريقه صحيحٌ قطعيٌّ، فطريقه جازم لا علةَ فيه[1].

والظن: هو كلام يتردد في دلالته على معناه بين شيئين، أو كان هناك شك في دلالته على ذلك المعنى، أو أي احتمال في نسبته إلى قائله إذا كان منقولاً[2].

وذهَب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة وبعض الحنفية والجمهور، إلى أن دلالةَ العام المطلَق ظنِّية[3]؛ فهي محتملة للتخصيص؛ فالحُكم الثابت للعام المطلق ثابت لكل أفراده على سبيل الظن لا اليقين، مستدلِّين على ذلك بأن اليقين والقطع لا يثبُتُ مع وجود احتمال، لا سيما أن معظمَ العمومات في القرآن والسنَّة قد ورد عليها التخصيص، حتى قالوا: ما من عام إلا ويُتخيَّل فيه التخصيص.

مما يعني تأثُّر مفهوم العام المطلق بمؤثِّرين: أحدهما: ما وُضِع له في أصل اللغة من دلالته الشاملة لجميع أفراده، والثاني: عُرْف الاستعمال الشرعي؛ إذ ثبَت باستقراء العمومات الواردة في نصوص الشرع أنه غالبًا ما يراد بها الخصوصُ.

ولهذا؛ فالجمهور يرون أن كثرةَ التخصيص له قرينة عامة تحدُّ من قطعيته، فقالوا بظنية دلالته، ناظرين إلى عموم استعماله؛ (لأن هذه القرينةَ العامة تصلح دليلاً ينشأ عنه الاحتمال في كل نص جزئي، وتزول معه القطعية، ولو لم يرِدْ دليلٌ خاص به يخصِّصه فعلاً)[4].

لكن هذه القرينة لا تؤثِّر في الناحية العملية من وجوب العمل بمدلوله الشامل - كغالب الأدلة الظنية - حتى يظهَر مخصِّصٌ فعلاً[5].

وذهَب الحنفيةُ إلى أن دلالةَ العام المطلق على استغراق جميع أفراده هي دلالةٌ قطعية يقينية؛ فالحُكم فيها ثابتٌ لكل فرد من أفراده يقينيًّا، فهي عندهم بمنزلة دلالة الخاص، ودلالته على ما وُضِع له يقينيَّةٌ لا يُعدَل عنها إلى المجاز إلا بقرينةٍ، واستثنَوْا من ذلك ما لا يمكن إجراؤُه على عمومِه لعدم قبول ذلك؛ كقوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: 20]، فيقتضي عمومُه نفيَ المساواة مِن كل وجه، وهو غيرُ ممكن؛ لتساويهما في الخَلْق، والإنسانية، والذُّكورة أو الأنوثة، فيكون هذا النص مجمَلاً، دلالتُه ظنية.

ورأيهم في قطعية العامِّ المطلق حاصلٌ بالنظر إلى المنطق اللغوي الأصلي في وَضْع اللفظ لمعناه، مما يوجِبُ القطعَ بدلالته على شمولِ أفراده عند الإطلاق[6].

(فلو جاز تخصيصُ بعضِ مسمَّيات العام من غير قرينة - عند الحنفية - لارتفع الأمانُ عن اللغة؛ لأن كل ما وقَع في كلام العرب من الألفاظ العامة يحتمل الخصوص، فلا يستقيم ما يفهم السامعون مِن العموم ومن الشارع؛ لأن غالبَ خطابات الشرع عامة، فلو جوَّزْنا إرادة البعض من غيرِ قرينة، لَمَا صح منَّا فهمُ الأحكام بصيغة العموم)[7]، ورأوا أن إرادةَ البعض منه بقرينة لا ينفي القطعَ فيه، وإنما تدل القرينةُ على إخراج ذلك البعضِ من الحُكم العام، ولا تدل على إرادة البعض به.

وهذا خلاف لِما ذهَب إليه جمهور الأصوليين - القائلين بظنية دلالة العام - مِن عدم جواز اعتماد العام إلا بعد البحث عن المخصص، بينما لا يرى الحنفية داعيًا لذلك؛ فالأصلُ في العام العموم، (واستصحابُ العموم أو النص إلى ورود المغيِّر حجةٌ جزمًا، فيُعمَل بها إلى ورودِه)[8].

وقد نبَّه الغزالي على أن العربَ تستعمل الألفاظَ العامة، وهم لا يرون الاستغراقَ التامَّ لجميع الأفراد؛ فاحتمال التخصيص واردٌ، فالإنسان (قد يعبِّر بلفظ العموم عن كل ما تمثَّل في ذهنه، وحضَر في فِكره، فيقول مثلاً: ليس للقاتل مِن ميراث شيء، فإذا قيل له: فالجلاَّد والقاتل قِصاصًا، لِمَ يرِث؟ فيقول: ما أردتُ هذا، ولم يخطُرْ لي بالبال، ويقول للبنت: النصفُ في الميراث، فيقال: فالبنت الرقيقة، والكافرة، لا ترِثُ شيئًا، فيقول: ما خطَر ببالي هذا، وإنما أردت غيرَ الرقيقة والكافرة... فهذا من كلام العرب)[9].

ويظهر أثرُ الخلاف - فيما يتعلق بالدلالة - عند التعارض بين العام والخاص؛ فالقائلون بقطعيةِ العام يُثبِتون التعارضَ بينه وبين الخاص، فيرَوْن إمكانيةَ نسخ العام للخاص إذا تأخر عنه زمنًا؛ إذ كلاهما قطعيُّ الدلالة، فلو قال إنسان لمن تلزمه طاعته: (أعطِ زيدًا)، ثم قال له بعد ذلك: (لا تُعْطِ أحدًا)، كان قوله الأخير - وهو عام - ناسخًا للأول.

أما القائلون بظنية العام، فيُقدِّمون الخاصَّ عليه؛ لقطعيته، سواء تقدَّمه زمنًا، أو تأخَّر عنه، أو اقترن به، فإن تقدَّم الخاصُّ العامَّ، دلَّ على أن المراد بالعام غيرُ ذلك الخاص، وإن اقتَرَن به أو تراخى عنه عُدَّ ناسخًا لجزء منه[10].

[1] القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي (3/69).
[2] التعريفات؛ للجرجاني ص (63)، وتاج العروس (9/271).
[3] أصول الفقه؛ لأبي زهرة ص (158).
[4] تخريج الفروع على الأصول؛ للزنجاني ص (173).
[5] تخريج الفروع على الأصول ص (173)، وكشف الأسرار (1/304).
[6] كشف الأسرار (1/305)، وأصول الفقه؛ للخضري (155).
[7] التلويح (1/40).
[8] جمع الجوامع (2/221).

[9] المستصفى (2/294).
[10] شرح التوضيح (1/40)، وأصول الفقه؛ لأبي زهرة ص (125).
__________________________________________________ _
الكاتب: د. سامح عبدالسلام محمد









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.88 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]