الحافظ عبد الغـني المقدسي رحمه- اللــــــــه تاريخ حافل بالعلم والدعوة ومحن قتالية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          النبأ العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل قول الصحابي حجة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من صلاة الفجر نبدأ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بك نستعين يا الله.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أحب الناس إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح النووي لحديث: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حديث من دلائل النبوة:يوشك رجل شبعان متكئا علي أريكته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أهمية الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-02-2024, 08:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,272
الدولة : Egypt
افتراضي الحافظ عبد الغـني المقدسي رحمه- اللــــــــه تاريخ حافل بالعلم والدعوة ومحن قتالية

الحافظ عبد الغـني المقدسي رحمه- اللــــــــه تاريخ حافل بالعلم والدعوة ومحن قتالية




الناظر لأحداث معظم الفتن التي تعرض لها العلماء الربانيون في هذه الأمة والدارس المتبصر لأسبابها ودوافعها يعلم علم اليقين أن التعصب الأعمى والحزبية المقيتة والخلاف المذهبي هو أس البلاء وسبب الاعتداء الذي تعرض له علماء هذه الأمة، والذي تولى كبره أهل البدع والضلال من المعطلة والجهمية والمعتزلة وأشباههم، الذين كانوا في صدر هذه الأمة في قرونها الثلاثة الفاضلة مقهورين مقموعين، حتى وقعت محنة الإمام أحمد وفتنة خلق القرآن، عندما أصبح للبدعة دولة أيام المأمون والمعتصم والواثق العباسيين وبعدها أصبحت سنة ماضية وعادة جارية.
أن يستطيل أهل البدعة والضلالة على أهل السنة، وتقع المحنة تلو الأخرى والفتنة كل يوم تزيد ويذهب ضحيتها العديد من علماء الأمة الربانيين، وكان معظم هؤلاء العلماء من أتباع الإمام أحمد بن حنبل الذين تمسكوا بعقيدة السلف الصالح عقيدة أهل السنة والجماعة، وتعرضوا لصنوف البلاء والإيذاء من أتباع المذاهب المخالفة لأهل السنة، فصبروا عليها وضربوا أروع الأمثلة في الثبات حتى الممات، ونسجوا على منوال إمامهم فصبروا وصابروا ورابطوا حتى أتاهم اليقين، ومن هؤلاء الأئمة العظام صاحبنا الحافظ عبد الغني رحمه الله.
أولا: التعريف به:
هو الإمام تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن ابن جعفر المقدسي الجمَّاعيلي ثم الدمشقي المنشأة الصالحي الحنبلي، وُلد سنة 541هـ قبل مولد الإمام الموفق صاحب كتاب «المغني» بأربعة أشهر والموفق هو ابن خالته ورفيقه في طلب العلم في الحل والترحال، وكان الحافظ ميله إلى الحديث، والموفَّق ميله إلى الفقه. وقد وصفه ابن خالته الإمام الموفق صاحب «المغني» رحمه الله في كلمة جامعة فقال: «كان جامعاً للعلم والعمل، وكان رفيقي في الصِّبا، وفي طلب العلم، وما كنا نستبق إلى خيرٍ إلا سبقني إليه إلا القليل، وكمَّل الله وصيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداواتهم، ورُزق العلم، وتحصيل الكتب الكثيرة، إلا أنه لم يعمّر حتى يبلغ غرضه في روايتها، ونشرها».
خرج عبد الغني في رحلة علمية طويلة جاب فيها البلاد وجلس إلى العلماء وسمع من الشيوخ فدخل دمشق وبيت المقدس ومصر والإسكندرية وبغداد وحران والموصل وأصبهان وهمذان وقد أقام ببغداد أربع سنين، وقد حبب إليه سماع الحديث، فأكثر من سماعه وبرع فيه وأتقنه، ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب ويسهر ويدأب حتى صار عَلَم الحفاظ وعالمهم والمشار إليه من بينهم وعليه يدور الكلام في صحة الحديث أو تضعيفه، وصار الناس يقرنونه بأساطين علم الحديث.
ثانيا: صفاته:
كان الحافظ عبد الغني المقدسي آية من آيات الله في الحفظ واستحضار النصوص والأصول وأسماء الرجال وألقابهم حتى شبهوه بالبخاري في معرفة الأسماء والكنى، وكان يحفظ عشرات الآلاف من الأحاديث والآثار حتى أن رجلاً قال له يومًا: لقد سمعت رجلاً يحلف بالطلاق إنك (أي عبد الغني) تحفظ مائة ألف حديث، فقال الحافظ: لو قال أكثر لصدق.
وكان الحافظ لا يضيع شيئًا من زمانه بلا فائدة، قال أخوه العماد المقدسي: «ما رأيت أحداً أشدَّ محافظةً على وقته من أخي «فإنه كان يصلي الفجر ويشتغل بالقرآن والذكر، ثم يعقد مجلسًا للتحديث، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي تطوعًا حتى وقت القيلولة، ثم ينام نومة، ثم يصلي العصر وبعدها يشتغل بالتسميع أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائمًا أفطر وإلا صلى تطوعًا من المغرب إلى العشاء، وبعد العشاء ينام إلى نصف الليل، ثم يقوم للتهجد والتطوع حتى قبيل الفجر، ثم يهجع هجعة وجيزة، ثم يقوم للفجر وهكذا دأبه أبدًا.
وكان آية في سخائه وجوده: فكان لا يدّخر شيئاً، ديناراً ولا درهماً، مهما حصّل أخرجه، وكان يخرج بالليل بقفاف الدقيق، إلى بيوتٍ متنكراً في الظلمة، فيعطيهم، ولا يُعرف. قال الإمام الموفَّق: كان الحافظ يؤثر بما تصل يده إليه، سراً وعلانية.
وكان الحافظ شديد الاجتهاد في طلب العلم، ويكرم طلبة الحديث ويحسن إليهم وله عين فاحصة تلتقط ذوي النبوغ من طلبة العلم، فكان الحافظ عبد الغني إذا صار عنده طالب له فهم وموهبة حرضه على سماع الحديث وطلب العلم، حتى عمت بركته على معظم طلبة وعلماء الحديث بالشام، وقد قال لتلاميذه عند موته: «لا تضيعوا هذا العلم الذي قد تعبنا فيه». قال أبو إسحق إبراهيم بن محمد الحافظ: «ما رأيت انتشار الحديث في الشام كله إلا ببركة الحافظ عبد الغني؛ فإن كل من سألته يقول: أول ما سمعت على الحافظ عبد الغني، وهو الذي حرّضني».
ثالثا: مصنفاته:
لقد ترك الحافظ عبد الغني ثروة علمية كبيرة، أغلبها في علم الحديث، بلغت الأربعين مصنفًا تقريبًا، منها كتاب «المصباح في عيون الأحاديث الصحاح»، «نهاية المراد»، «الصفات»، «التهجد»، «تحفة الطالبين»، «ذكر القبور»، «فضل الصدقة»، «ذم الرياء»، «ذم الغيبة»، «وفاة النبي صلى الله عليه وسلم» «والاقتصاد في الاعتقاد»، «العمدة الكبرى في الحديث» ، «عمدة الأحكام» الذي أصبح من أصول طلب العلم ونفع الله به بسبب صلاح نية عبد الغني واتباعه للسنة، وله مؤلفات في حياة الصحابة والتابعين، ولكن درة كتبه وأعظمها نفعًا وأكثرها شهرة هو كتاب: «الكمال في معرفة الرجال» وقد جمع فيه الحافظ عبد الغني رجال الكتب الستة وبيَّن حال كل واحد منهم وهو بذلك يعد أول من ألف في هذا الباب من العلم، وقد تناول العديد ممن جاء بعده هذا الكتاب بالشرح والتعليق والتهذيب والتقريب منهم المزي وابن حجر العسقلاني، ويعد هذا الكتاب هو العمدة عند المشتغلين بعلم الرجال في علم الحديث، والفضل كله يرجع لله عز وجل أولاً ثم للحافظ عبد الغني المقدسي في هذا الباب.
رابعا: أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:
كان - رحمه الله - لا يصبر على رؤية منكر أو سماعه، فيبادر بتغييره مباشرة بيده وبلسانه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، وهذه الجرأة في الحق قد أورثته على حد سواء محبة في قلوب الناس وهيبة في صدورهم تجاهه وأيضًا عداوة في قلوب الفساق والحساد وأصحاب الضغائن.
وكان من شدة تمسكه بهذه الفريضة لا يجرؤ أحد على مراجعته فيها، وقد ألقى الله عز وجل في قلوب الناس مهابته حتى السلاطين منهم، فهذا السلطان العادل الأيوبي يقول عنه: ما خفت من أحد ما خفت من هذا، يعني عبد الغني، وقال أيضًا عنه: ما رأيت بالشام ولا مصر مثل عبد الغني، دخل عليَّ فخيل إليَّ أنه أسد، وكان السلطان العادل الأيوبي يحبه ويحترمه ويجله على الرغم من محاولات الحاسدين وسعي الوشاة ضد الحافظ مرات كثيرة من أجل إيذائه بل حتى قتله، فلقد عرض بعضهم خمسة آلاف دينار على السلطان العادل من أجل قتل الحافظ ولكن الله عز وجل نجاه من هذه المكيدة.
ورغم اشتداد الحافظ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن الناس كانوا يحبونه ويجلونه ويمدحونه في كل موطن، حتى إنه لما كان مقيمًا في أصبهان كان كلما مشى في أسواقها اصطف الناس لرؤيته ومصافحته، حتى لو أنه أراد أن يملكها لملكها ولغلب على أمرها، ولما وصل إلى مصر كان إذا خرج للجمعة لا يصل إلى الجامع إلا بصعوبة من كثرة الناس المجتمعين حوله، هذا يسأله وذاك يصافحه، والجميع يحبونه ويحترمونه.
خامسا: محنه المتتالية:
تعد المحن التي تعرض لها الحافظ عبد الغني المقدسي امتدادًا للمحنة التي تعرض لها الإمام أحمد بن حنبل من قبل ولكن بصورة تختلف قليلاً، فكلاهما تعرض للمحنة بسبب ثباته على العقيدة الصحيحة وتمسكه بمذهب السلف وعقيدة أهل السنة والجماعة، ولكن خصم الإمام أحمد في محنته كان المعتزلة الذين كانت لهم دولة وصولة أيام خلافة المأمون والمعتصم والواثق بني العباس، في حين أن خصم الحافظ عبد الغني في محنته كان الأشاعرة أتباع أبي الحسن الأشعري (ت324هـ).
وتعرض الحافظ عبد الغني لحملة شعواء قاسية من جانب الأشاعرة في كل موطن وبقعة زارها؛ نظرًا لعلمه الواسع ومحبة العامة له واجتماع طلبة العلم عليه، وأيضًا نظرًا لحدته وصرامته عند النقاش بحيث كان يفحم خصومه بشدة تجعلهم يتمنون هلاكه، كما أنه كان جريئًا في الصدع بالحق لا يداهن ولا يداري بل هو مثل الصاعقة المحرقة على كل مخالف لله ولرسوله.


اعداد: الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.62 كيلو بايت... تم توفير 1.58 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]