دراسة عن الدخيل في تفسير مجمع البيان للطبرسي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 05:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي دراسة عن الدخيل في تفسير مجمع البيان للطبرسي

دراسة عن الدخيل


في تفسير مجمع البيان للطبرسي



د. عبد الله أحمد محمد عباس[(*)]




ملخص البحث:


تقوم فكرة البحث على استعراض بعض أوجه الدخيل في تفسير الطبرسي "مجمع البيان", فكان البحث مشتملاً على:-

المقدمة: وتضمنت الافتتاحية, وسبب اختيار البحث.

التمهيد: وفيه: التعريف بالطبرسي, وتفسيره, ومنهج البحث, ومعنى الدخيل, وبعض الدراسات السابقة في الدخيل, ثم قسمت البحث إلى أربعة مباحث:-

المبحث الأول: بيان لاحتواء تفسير مجمع البيان على الكثير من الروايات الموضوعة, مع الأمثلة على ذلك.

المبحث الثاني: تضمن الروايات الإسرائيلية في تفسير مجمع البيان.

المبحث الثالث: احتوى على القراءات المنكرة والشاذة التي أوردها مع بيان الأمثلة على ذلك.

المبحث الرابع: فيه بيان الدخيل من جهة الرأي الذي كان مبناه على الاعتقاد, ثم الاستدلال, ظهر ذلك في عدة مسائل اتضحت لي, بينتها ثم رددت عليها.

وأخيراً: الخاتمة, ثم الفهارس.

المقدمة:


إن الحمد لله, نحمده ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 – 71].

أما بعد:

فمما لا شك فيه: أن كل ما يتعلق بالتفسير من الدراسات المتنوعة, والبحوث المختلفة, قد وفاه المفسرون حقه من البحث والتحقيق, والتهذيب والتمحيص قاموا – رحمهم الله تعالى – بجهود مشكورة لا تنسى, وخدمات جليلة لا يستغنى عنها في مجال التفسير: من الكشف عن معانيه الجليلة, وإبداء مراميه النبيلة, وإظهار مفاهيمه السامية.
ومع هذا التقدير لكل ذي فضل, والاعتراف لكل ذي حق نؤمن بأن الكمال المطلق لله وحده.
وكل غير معصوم, يؤخذ من قوله وفعله إن وافق الحق, ويرد عليه إن جانب الصواب.
وما من أحد من العلماء إلا وقد رد ورد عليه, ونقد وانتقد عليه, واعترض واعترض عليه, ولم يعد ذلك انتقاضاً من بعضهم لبعض, بل الواجب هو التنبيه على الخطأ والتحذير منه, ممن كان, بالحجة والبرهان, مع أدب واحترام, وإجلال أهل العلم المخلصين, مهما بلغ الإنسان من العلم والفضل, فلن يزال معرضاً للوهم والغلط, وواقعاً في السهو والزلل, وهذا مما طبع الله عليه البشر (وما زال العلماء على هذا المشروع ينبهون على خطأ الأئمة مع الاستفادة من علمهم وفضلهم)([1]).

ولا ريب أن بيان هذا الدخيل نوع من التواصل بالحق: ونصحاً للإسلام وأهله, وتبرئة الذمة, وذوداً عن الصواب, وإسهاماً في خدمة كتاب الله – تعالى – وتحقيقاً لهدفه السامي, ووصولاً إلى مقصوده العالي.

أردت – بتوفيق الله تعالى – أن يكون محور بحثي هو دراسة الدخيل في تفسير مجمع البيان للطبرسي, فالله أسأل التيسير والمعونة.
تمهيد:


التعريف بصاحب مجمع البيان:

هو أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي, ولد بطبرستان سنة (462ه), وسكن في المشهد الروضي حتى سنة (523ه), ثم انتقل إلى سبزاور, وعاش هناك حتى تاريخ وفاته سنة (552ه), وقيل: وفاته ليلة النحر من سنة (548ه).

صنف العديد من المصنفات, منها: ثلاثة مصنفات في التفسير مجمع البيان والوسيط والوجيز, وكتاب الجواهر في النحو, ومشكاة الأنوار في الأخبار, وأعلام الهدى في فضائل الأئمة([2]).

التعريف بتفسيره:

يعد تفسيره "مجمع البيان في تفسير القرآن"([3]) أحد أهم تفاسير الشيعة, تلحظ عليه الإتقان وحسن الترتيب والتبويب, ألفه الطبرسي بعد ان طلب منه أحد علماء الشيعة ذلك, فأوجب على نفسه إجابته.

ابتدأ فيه مؤلفه بذكر مكي السورة أو مدنيها, ثم الاختلاف في عدد آيات السورة, ثم ذكر القراءات وبعض القراءات الشاذة, ثم الحجة, وبعدها يعرج على ذكر اللغة والإعراب, ثم سبب النزول إن وجد, ثم يذكر المعنى؛ مسنداً الأقوال إلى قائليها, وغالباً ما يرجح الأقوال المنسوبة لمذهبه, كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وأَنزَلْنَا إلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ واعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُم ْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وفَضْلٍ ويَهْدِيهِمْ إلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ إنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ ولَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وهُوَ يَرِثُهَا إن لَّمْ يَكُن لَّهَا ولَدٌ فَإن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وإن كَانُوا إخْوَةً رِّجَالاً ونِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)) [النساء: 174 – 176].

أو يجتهد في تفسير الآيات التي لم يرد فيها أثر بما يؤيد مذهبه, كما في قوله تعالى (إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: 55].
ثم يعقد فصلاً بعنوان "القصة" يذكر فيها الطبرسي بعض القصص والمناسبات التي تتعلق بالآيات.

منهج البحث:


لما كان القرآن هو للناس كافة كان لزاماً أن يكون تفسيره كذلك, وعند مطالعتي لتفسير الطبرسي هالني ما فيه من تفسير لكلام الله تعالى مجانباً للصواب وأقرب ما يكون إلى التأويل والتحريف لمعنى كلام الله تعالى.

فأحببت أن أذكر نماذج من تلك التأويلات البعيدة عن كلام الله تعالى, فذكرت في كل مبحث من مباحث الدخيل مثالين أو ثلاثة على ذلك الدخيل؛ ليكون المطلع على تفسيره حذراً من تلك التحريفات والتأويلات الدخيلة, وإني لم استقص كل الدخيل في تفسيره في هذا البحث, بل جاهدت لأذكر أخطرها فيما يسعه هذا البحث, وبينت الصواب في تفسير الآية, وقد أرد وأجيب عن بعض الشبهات التي يوردها ليطمئن القارئ إلى الصواب.

معنى الدخيل:


الدخيل: ضد الأصيل, وهو في اللغة: العيب والغش والفساد([4]).

ومن مادته: الدخل: وهو كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة([5]).

والدخيل في التفسير: هو التفسير الباطل من جهة الإسناد أو المتن.
فالباطل من جهة الإسناد هو ما نقل من التفسير, ولم يثبت نقله وصحته.
والباطل من جهة المتن: هو ما كان من قبيل الرأي الفاسد, أو ما كان من قبيل الروايات الإسرائيلية المخالفة لشريعتنا.

ولم يغفل علماؤنا الأجلاء التنبيه إلى خطورة تلك الروايات الدخيلة وما تحمله من سموم وأباطيل؛ فألفوا الكتب, وميزوا فيها بين الأصيل والدخيل والسقيم والعليل؛ فأناروا سبيل الأجيال من بعدهم, وحذروا المسلمين من خطورتها.

ومن هذه المؤلفات:


الدخيل في التفسير للدكتور إبراهيم خليفة.
أصول الدخيل في تفسير آي التنزيل للدكتور جمال مصطفى النجار.
الدخيل في تفسير القرآن الكريم للدكتور عبد الوهاب فايد.
الدخيل في تفسير القرآن الكريم للدكتور عبد الفتاح خضر.
الكشف والبيان عن الدخيل في تفسير آي القرآن للدكتور المحمدي عبد الرحمن.
الدخيل في التفسير للدكتور مختار مرزوق.
الدخيل في التفسير للدكتور علي رضوان.

الدخيل في التفسير للدكتور أحمد عبد المهيمن.
أسباب الخطأ في التفسير للدكتور طاهر محمود.
الدخيل والإسرائيليات في تفسير القرآن الكريم للدكتور سمير عبد العزيز.

المبحث الأول


موقف الطبرسي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة


إن المنهج الصحيح في تفسير القرآن: هو التفسير الصحيح, القائم على أسس صحيحة, وهذه الأسس تقوم على التفسير بالمأثور الصحيح, والتفسير السليم, الخالي من الانحراف والخطأ؛ لأن الشأن عظيم؛ لتعلقه بكلام رب العالمين.
وقد وصف الطبرسي تفسيره – مجمع البيان – بأنه "للمحدث محجة"([6]) إلا أنه عند التتبع وجدنا تفسيره حافلاً بالأحاديث الضعيفة والموضوعة, بل ويأتي بالأحاديث المجهولة من غير أن يذكر سندها أو من خرجها, فضلاً عن معارضتها الصريحة للقرآن الكريم والسنة الصحيحة.
وأسوق هنا بعض المواضيع التي استشهد بها الطبرسي في تفسيره بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.
عند قوله تعالى: (وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ) [البقرة: 67].
نراه – بعد أن ذكر إعراب الآية – يذكر قصة في شأن المراد بالبقرة مفادها أن بعض الصحابة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسألة البقرة فأجابهم أن من بني إسرائيل من كان باراً بأبيه, وأنه اشترى سلعة فجاء إلى أبيه فوجده نائماً والإقليد([7]) تحت رأسه, فكره أن يوقظه, فترك ذلك, واستيقظ فأخبره, فقال له: أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوض لما فاتك, قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى البر ما بلغ بأهله)([8]).

وكذلك عند تفسيره لقوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى) [الشورى: 23].
رجع ما يراه مستدلاً بحديث موضوع([9]) حيث قال: وثالثهما: أن معناه: إلا أن تودوا قرابتي وعثرتي, وتحفظوني فيهم, عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى, وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة, فأنا أصلها, وعلى فرعها, وفاطمة لقاحها, والحسن والحسين ثمارها, وأشياعنا أوراقها, فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا, ومن زاغ منها هوى, ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي([10]), ثم لم يدرك محبتنا كبة الله على منخريه في النار).
فنلاحظ على الطبرسي أنه كان يورد الأحاديث الضعيفة والموضوعة من غير أن يعلق وينبه عليها, وربما يستشهد بالأحاديث الموضوعة المكذوبة على ما يذهب إليه من قول كما مر معنا.

المبحث الثاني


موقف الطبرسي من الإسرائيليات


لم يخل تفسير الطبرسي من الإسرائيليات بل حوى كثيراً منها.

غير أنه كان يرفض بعضها ويهاجمها, كما في سورة عند ذكره لقصة داود عليه السلام وما فيها من أباطيل, مخالفاً بذلك منهج مفسري طائفته من الإكثار من الإسرائيليات ونسبتها إلى الأئمة من آل البيت؛ لتكون محل ثقة وصدق عندهم, مع ليها إلى ما يخدم مذهبهم.
وفي بعضها الآخر يذكرها من غير أن يعلق عليها أو يرد عليها, كما في قوله تعالى: (وإذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وإسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) [البقرة: 127].
فذكر الطبرسي عن الباقر أنه قال: إن الله تعالى وضع تحت العرش أربع اساطين, وسماه الضراح, وهو البيت المعمور, وقال للملائكة: طوفوا به, ثم بعث ملائكة فقال: ابنوا في الأرض بيتاً بمثاله وقدره, وأمر من في الأرض أن يطوفوا بالبيت([11]).
وكذلك عند تفسيره لقوله تعالى: (وقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ) [البقرة: 248].

قال: وروى علي بن إبراهيم في تفسيره, عن أبي جعفر أن التابوت كان الذي أنزله الله على أم موسى فوضعت فيه ابنها وألقته في البحر, وكان في بني إسرائيل معظماً يتبركون به, فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آثار النبوة وأودعه عند وصية يوشع بن نون, فلم يزل التابوت بينهم وبنو إسرائيل في عز وشرف ما دام فيهم, حتى استخفوا به, وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات, فلما عملوا المعاصي واستخفوا به رفعه الله عنهم, فلما سألوا نبيهم أن يبعث إليهم ملكاً بعث الله لهم طالوت ورد عليهم التابوت([12]).

وذكر أنه كان في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليهم لما مرج أمر بني إسرائيل وحدث فيهم الأحداث, ثم انتزعه الله من أيديهم ورده على بني إسرائيل تحمله الملائكة, ونسب هذا القول لابن عباس ووهب بن منبه([13]).
وذكر رواية إسرائيلية ثالثة في تفسيره للآية ولم يعلق عليها حيث قال: وقيل: كان التابوت الذي أنزله الله على آدم فيه صور الأنبياء؛ فتوارثه أولاد آدم, وكان في بني إسرائيل يستفتحون به على عدوهم([14]).
وكذلك عند تفسيره للكرسي في قوله تعالى: (وسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ) [البقرة: 255].
ذكر الأقوال في تفسير الكرسي, ثم ذكر أثراً عن علي رضي الله عنه أقرب ما يكون للإسرائيليات, وهو: أن للكرسي أربعة أملاك يحملونه بإذن الله, ملك في صورة الآدميين, والثاني في صورة الثور, وهو سيد البهائم, والملك الثالث في صورة النسر, وهو سيد الطيور, والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع.

وكذلك عند قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ) [البقرة: 259].

حيث ذكر أنه ما علم أنه مات مائة سنة إلا بشيئين ثم ذكر عن علي رضي الله عنه قال: أن عزيراً خرج عن أهله وامرأته حامل وله خمسون سنة, فأماته الله مئة سنة ثم بعثه, فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة, وله مائة سنة فكان ابنه أكبر منه فذلك من آيات الله([15]).
وكذا أورد بعض الإسرائيليات من غير أن يعلق عليها عند تفسيره لقوله تعالى: (وفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 107].
حيث ذكر عن ابن عباس أنه قال: هو الكبش الذي تقبل من هابيل حين قربه, ثم حدد نوع الذبح ومكان نزوله, وأنه رعى في الجنة أربعين سنة, وغير ذلك من الروايات الإسرائيلية منسوبة إلى الصحابة أو التابعين من غير إسناد ثابت صحيح.
قال ابن كثير: فأما ما روي عن ابن عباس: أنه كان وعلاً وعن الحسن أنه كان تيساً من الأروى واسمه جرير فلا يكاد يصح عنهما, ثم غالب ما ههنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات, وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر, وأنه فدي بذبح عظيم([16]).
وعند قوله تعالى: (ق والْقُرْآنِ المَجِيدِ) [ق: 1].
ذكر عدة أقوال في تفسيرها لم يخلوا منها من ذكر بعض الإسرائيليات, كقوله: وقيل: هو اسم الجبل المحيط بالأرض من زمردة خضراء, خضرة السماء منها, ثم نسبة إلى عكرمة والضحاك([17]).

ويلاحظ على الطبرسي في تفسيره من خلال بعض الروايات الإسرائيليات التي تم عرضها أنه يذكرها – وغيرها – من دون تعليق أو تعقيب مع ما فيها من خرافات, وهذا مما شجع بعض المستشرقين والحاقدين للطعن في القرآن من خلال تلك الإسرائيليات التي ذكرت بجانب كلام الله تعالى, على أن الإسلام دين مبني على الخرافات والجهل.
قال العلامة أحمد شاكر: إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا ليس دليلاً على صدقه ولا كذبه, وذكر ذلك في تفسير القرآن, وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات, أو في تعيين ما لم يعين فيها, أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر؛ لأن إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه وتعالى, ومفصل لما أجمل فيه, وحاشا الله ولكتابه ذلك([18]). فليته صان تفسيره من تلك الإسرائيليات أو على الأقل عقب عليها وبين ما فيها من زلل كما فعل عند تفسيره لسورة .
المبحث الثالث


موقفه من القراءات


بالرغم من أن الطبرسي صرح في مقدمة تفسيره بنفي تحريف القرآن من الزيادة والنقصان حيث قال: "الكلام في زيادة القرآن ونقصانه, فإنه لا يليق بالتفسير, فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه, وأما النقصان منه فقد روي جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً, والصحيح من مذهبنا خلافه"([19]). غير أني وجدت في تفسيره ذكره لقراءات – بزعمه – أنها قراءة أهل البيت فيها زيادات تغير المعنى ومخالفة للرسم العثماني, كما في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ والرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وأَطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1].
قال: وقد صح أن قراءة أهل البيت: يسألونك الأنفال وكذا عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ والْمُنَافِقِين َ واغْلُظْ عَلَيْهِمْ ومَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المَصِيرُ) [التوبة: 73].
قال: وروي في قراءة أهل البيت "جاهد الكفار بالمنافقين "وهذا التحريف مع مخالفته للرسم العثماني مخالف لما هو معلوم من سيرته وغزواته صلى الله عليه وسلم من أنه كان يجاهد الكفار بالصحابة المؤمنين إلا إذا كان يرى خلاف ذلك!.
وكذلك عند قوله تعالى (والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ واجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَامًا) [الفرقان: 74].

قال الطبرسي: وفي قراءة أهل البيت – عليهم السلام – واجعل لنا من المتقين إماماً([20]).
وعند قوله تعالى: (إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ونُوحًا وآلَ إبْرَاهِيمَ وآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ) [آل عمران: 33].
قال الطبرسي: وفي قراءة أهل البيت: وآل محمد على العالمين.

ومعلوم أن القراءة الصحيحة لا تكون كذلك إلا بثلاثة شروط:-
صحة سندها.
موافقتها للرسم العثماني.
موافقتها للعربية ولو بوجه([21]).
المبحث الرابع


الدخيل من جهة الرأي


أي التفسير بمجرد الرأي والهوى غير مستند للأصول والشروط التي يجب على المفسر أن يلتزم بها([22])؛ مما يوقع الخطأ والدخيل في التفسير, وهذا الخطأ في التفسير منشؤه أمران:-

أولاً: الاعتقاد, ثم الاستدلال, وذلك أن المفسر يرى رأياً ثم يحاول أن ينزل الآية على صحة رأيه, أو أن يسلب لفظ القرآن ما يدل عليه ويراد منه ويحمله على رأيه.

قال ابن تيمية عن تفاسير أهل البدع: اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه([23]).
وقال الغزالي – عند كلامه على حديث النهي عن التفسير بالرأي –: وأما النهي فينزل على أحد وجهين: - منها -:
أولاً: أن يكون له في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه فيتناول القرآن وفق رأيه وهواه([24]).

ثانياً: أن يرى الرأي بدون النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب.

قال القرطبي: من قال فيه – القرآن – بما سنح في وهمه وخطر على باله من غير استدلال عليه بالأصول فهو مخطئ([25]).

وعند تتبعنا لتفسير "مجمع البيان" نجد أن الدخيل في الرأي من جهة الاعتقاد ثم الاستدلال كانت السمة الغالبة على الطبرسي, وذلك في عدة مسائل: كالعصمة, والإجماع, والإيمان وإمامه علي رضي الله عنه, والرجعة, ورؤية الله, والسحر والشفاعة, وميزان الأنبياء, والتقية, والمهدي, وصفات الله تعالى, وغيرها.

فنجد الطبرسي ما أن يمر بآية يظن فيها دلالة وقوة لمذهبه وعقيدته إلا أطنب فيها وألبسها حُللاً تخدم عقيدته وتقوي مذهبه.

وفي هذا المبحث أتعرض لتلك الآراء الدخيلة من تفسير الطبرسي.
أولاً: العصمة:
مفهوم العصمة عند الشيعة: هو أن الأنبياء والأئمة معصمون من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها, لا يزلون عند الفتيا, ولا يخطئون في الجواب, ولا يسهون, ولا ينسون([26]).
وهذه العقيدة مخالفة لما هو مؤصل في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: (ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) [طه: 115] وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التحريم: 1] وقال جل جلاله: (عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ (43)) التوبة: 43.
وأخرج الترمذي من حديث أنس مرفوعاً: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"([27]).
ولما كان الطبرسي يدين ويعتقد بعصمة الأئمة من كل الصغائر والكبائر نجده ما أن يمر بآية يظن أنها تخدم عقيدته إلا ويستدل بها, فنراه عند تفسيره لقوله تعالى: (إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33].

قصر مفهوم أهل البيت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين في محاولة منه لجعل الأئمة معصومين من جميع القبائح كالأنبياء.
قال الذهبي – رحمه الله –: أن الطبرسي يحاول من وراء هذا الجدل العنيف أن يثبت عصمة الأئمة, وهي عقيدة فاسدة, يؤمن بها هو ومن على شاكلته من الإمامية (الاثنا عشرية), ولا شك أن هذا تحكم في كلام الله تعالى, دفعه إليه الهوى وحمله عليه تأثير المذهب([28]).
وعند تتبعنا لدراسة تفسير الطبرسي "مجمع البيان" نجده يرى عصمة الأئمة, غير أنه يخالف جل مفسري طائفته من أن العصمة فقط في مسألة الكبائر والصغائر، أما النسيان والسهو فيقع منهم, ذكر هذا عند قوله تعالى: (وإذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعرِضْ عَنْهُم حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68].
حينما كان يرد على الجبائي قوله: "في هذه الآية دلالة على بطلان قول الإمامية في جواز التقية على الأنبياء، وأن النسيان لا يجوز على الأنبياء".
قال: وأما النسيان والسهو: فلم يجوزوهما عليهم, فيما يؤدونه عن الله تعالى فأما ما سواه: فقد جوزوا عليهم النوم والإغماء وهما من قبيل السهو, فهذا ظن منه – الجبائي – فاسد, وإن بعض الظن إثم([29]).

ثانياً: الإجماع:

الإجماع: هو اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة([30]), ويعد الدليل الثالث بعد الكتاب والسنة؛ لقوله تعالى: (وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسَطًا) [البقرة: 143].

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)([31]).
ومن عقيدة الإمامية (الاثنا عشرية): أنهم لا يعدون الإجماع حجة, ولما كان الطبرسي يدين بهذه العقيدة نراه يحيد ويتأول كل آية تشير إلى حجية الإجماع, كقوله عند تفسيره لقوله تعالى: (ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى) [النساء: 115].
وقد استدل بهذه الآية على أن إجماع الأمة حجة؛ لأنه توعد على مخالفة سبيل المؤمنين, كما توعد على مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم, والصحيح: أنه لا يدل على ذلك([32]).
وهذا فهم سقيم؛ لأن الله تعالى جمع بين اتباع سبيل غير المؤمنين وبين مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشرط, وجعل جزاءه الوعيد الشديد فكان اتباعهم أمراً واجباً.
ثالثاً: الإيمان:
إن مسألة الإيمان من أصول عقائد المسلمين, وذلك أن الدين والإيمان قول وعمل, قول القلب واللسان, وعمل القلب واللسان والجوارح([33]).

فالإيمان في اللغة: التصديق والاستجابة, فما كان من جهة الأخبار فتصديقه باعتقاده وما كان من جهة الأوامر والنواهي فتصديقه بامتثاله.
والأدلة على ذلك كثيرة، منها: قوله تعالى: (إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) [الحجرات: 15].
وقوله تعالى: (وقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ) [الشورى: 15].
وقوله تعالى: (إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) [الإنسان: 9].
وقوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وأَقَامُوا الصَّلاةَ وأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًا وعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) [فاطر: 29].
فدلت الآيات على أن الإيمان يشتمل على أربعة أمور: قول القلب, وقول اللسان وعمل القلب وعمل اللسان والجوارح, غير أن الطبرسي لا يدين بهذه العقيدة في مسألة الإيمان, فنراه يتأول كل آية تتضمن هذه العقيدة أو يفسرها بما يخدم عقيدته من أن الإيمان هو المعرفة بالقلب والتصديق به من غير الإقرار باللسان والعمل بالأركان, ذكر ذلك في عدة مواضع منها.
عند قوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هَادُوا والنَّصَارَى والصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 62].

حيث قال: وفي هذه الآية دلالة على أن الإيمان: هو التصديق والاعتقاد بالقلب([34]).

وعند قوله تعالى: (ولا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ) [الزخرف: 86].
قال: وفي هذا دلالة على أن حقيقة الإيمان هو الاعتقاد بالقلب والمعرفة([35]).
وعند قوله تعالى: (إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ ولَمْ يَخْشَ إلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].
قال: وفي ذكر الصلاة والزكاة وغير ذلك بعد ذكر الإيمان بالله: دلالة على أن الإيمان لا يتناول أفعال الجوارح([36]).
ويلزم من أقواله تلك أن صناديد قريش كأبي جهل وعقبة بن أبي معيط وغيرهم ممن يوقن بصحة الإسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم – وامتنعوا من الدخول في الإسلام لتكبرهم وكبريائهم – مؤمنون, وهذا القول قريب من مذهب جهم بن صفوان وأتباعه حين جعلوا الإيمان هو المعرفة بالله وحده.
رابعاً: الرجعة

من أصول عقائد الشيعة: الإيمان بالرجعة, أي: رجوع الأئمة إلى الدنيا بعد مماتهم, وكذلك أعداؤهم؛ لينتقم منهم!([37])
ولما كان الطبرسي يدين بهذه العقيدة نجده يتأول بعض النصوص لما يدين به من هذه العقيدة, كما في قوله تعالى: (ويَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ) [النمل: 83].

حيث قال: "واستدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية.... وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوماً ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته؛ ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته, ويبتهجوا بظهور دولته, ويعيد – أيضاً – قوماً من أعدائه؛ لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب"([38]).
وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ) البقرة: 243.
قال الطبرسي بعد أن بين اللغة والإعراب والمعنى: هذه الآية حجة على من أنكر عذاب القبر والرجعة معاً؛ لأن إحياء أولئك مثل إحياء هؤلاء الذين أحياهم الله للاعتبار([39]).
وهذا القول مخالف للنصوص الصريحة ببطلان هذه العقيدة, وكذلك ما عليه المفسرون المعتبرون, فمن الأدلة على بطلان هذه العقيدة: قوله تعالى: (حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ومِن ورَائِهِم بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99 – 100].
وقوله تعالى: (ولَوْ تَرَى إذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إنَّا مُوقِنُونَ) [السجدة: 12].

وقوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ أَنَّهُمْ إلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) [يس: 31].

وفي سنن ابن ماجه: أن جابر بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر, ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟ قلت: بلى, قال: " ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحاً, فقال: يا عبدي! تمن علي أعطك, قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية, قال: إنه سبق مني (أَنَّهُمْ إلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) [يس: 31].
قال يارب! فأبلغ من ورائي, فأنزل الله عز وجل الآية (ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169]([40]).
وأما استدلاله بقوله تعالى: (ويَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل: 83] على الرجعة فبعيد؛ اذ المراد بذلك اليوم الذى يحشر فيه الظالمين من المكذبين هو يوم القيامة، كما أشارت إلى ذلك الآية التي في سورة مريم (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُ مْ والشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُ مْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًا) [مريم: 68].
فالآية بينت أنهم يحضرون حول جهنم, وذلك لا يكون إلا حشر يوم القيامة([41]).
وقد رد الألوسي – رحمه الله – على الإمامية في استدلالهم بهذه الآية على الرجعة حيث قال: ولا أظن أن أحداً منهم يزعم دلالتها على ذلك, بل قصارى ما يقول: إنها تدل على رجعة المكذبين أو رؤسائهم, فتكون دالة على أصل الرجعة وصحتها, لا على الرجعة بالكيفية التي يذكرونها([42]).


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-03-2019, 05:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة عن الدخيل في تفسير مجمع البيان للطبرسي

دراسة عن الدخيل


في تفسير مجمع البيان للطبرسي



د. عبد الله أحمد محمد عباس[(*)]




ثم بين بطلان استدلالهم بالآية من ثلاثة أوجه:

الأول: أن الله تعالى وبخهم وقرعهم على تكذيبهم بآياته التي تكون يوم القيامة فدل على أن الحشر حشر يوم القيامة.

الثاني: أن رجوعهم للدنيا فيه راحة لهم بعد أن كانوا في عذاب البرزخ, وفي ذلك: إجمال لما يقتضيه عظم الجناية.

الثالث: أن وقوعه مخالف لنصوص كثيرة دلت على عدم وقوع الرجعة كقوله تعالى: (حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ومِن ورَائِهِم بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99 – 100] وغيرها من الآيات([43]).

وأما استدلاله بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ)([44]) على الرجعة: فغير مسلم به لأمرين:
الأول: أن الكلام ليس في كون الرجعة في مقدور الله أم لا حتى يستدل بهذه الآية, بل الكلام في أين الدليل على الرجعة في آخر الزمان؟!

الثاني: قياسهم الرجعة بأولئك الذين أحياهم الله من قوم بني إسرائيل بعد أن أماتهم قياس باطل؛ لأنه قياس في ضد النصوص التي دلت على عدم الرجعة في الدنيا.

دراسة عن الدخيل


في تفسير مجمع البيان للطبرسي



د. عبد الله أحمد محمد عباس[(*)]

خامساً: الإمامة

إن مفهوم الإمامة عند المذهب الشيعي: هو أن "الإمامة لعلي وأولاده ويعتقدون أنه لابد للناس من إمام, وينتظرون إماماً سيخرج في آخر الزمن"([45]).
فمسألة الإمامة عندهم أحد أصول الدين إن لم تكن الأصل الأول والأهم في نظرهم؛ لأن الإمامة كالنبوة في كل شيء باستثناء الوحي, وأول من أظهر القول بالنص على إمامة علي رضي الله عنه: ابن سبأ([46]).
قال الشيخ علي السالوس – حفظه الله: وبمراجعة التفسير عندهم – الشيعة – أصوله وكتبه, رأيت أن عقيدتهم في الإمامة كان لها أكبر الأثر في وضع الأصول وفي تناولهم لكتاب الله تعالى.. فحيث لا يوجد أثر لعقيدتهم في الإمامة يصبح تفسيرهم كتفسير غيرهم, وبقدر وجود هذا الأثر بقدر افتراقهم عمن سواهم([47]).
ولما كان الطبرسي يدين بالإمامة فإننا نجده ينزل ببعض الآيات وفق عقيدته كما في قوله تعالى: (إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا) [المائدة: 55].
قال: وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل([48]) وحجته في ذلك أمران:

الأول: أن معنى الولي أولى وأحق.

الثاني: أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه حينما تصدق وهو في الصلاة.

وهذا التفسير منه بعيد, لأمور, منها:
أولاً: أن الولاية – هنا – بمعنى ولاية النصرة والمودة, فهي الموالاة التي ضد المعاداة؛ لأن سياق الكلام في تقوية قلوب المؤمنين وإزالة الخوف عنها من المرتدين, ومما يؤكد هذا المعنى: ما ذكره الحافظ ابن عساكر من أن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب: أنه سئل ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه)([49]) فقال: بلى, ولكن والله لم يعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الامارة والسلطان، ولو أراد ذلك لأفصح لهم به ،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أنصح للمسلمين, ولو كان الأمر كان قيل لقال: يا أيها الناس هذا ولي أمركم, والقائم عليكم من بعدي, فاسمعوا له وأطيعوا, والله لئن كان الله ورسوله اختار علياً لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله ورسوله([50]).

ثانياً: دعواه أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه أمر غير مسلم به؛ إذ لم يثبت في ذلك أثر صحيح, كما ذكر ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله تعالى([51]).

سادساً: رؤية الله تعالى
دلت الأدلة على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة, فمن الأدلة على ذلك:
قوله تعالى: (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة:22 – 23].
وقوله تعالى: (كَلاَّ إنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) [المطففين: 15].
قال الشافعي رحمه الله: ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل([52]).
ومن الأدلة كذلك على رؤية الله في الجنة: ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة أن الناس قالوا: يا رسول, هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في القمر ليلة البدر؟) قالوا: لا يا رسول الله, قال: (فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟) قالوا: لا يا رسول الله, قال: (فإنكم ترونه كذلك)([53]).
وغيرها من الأحاديث التي بلغت حد التواتر كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير, والحافظ الحكمي – رحمهما الله –.([54])([55]).
غير أن الطبرسي – يرى خلاف ذلك, وأن الله لا يُرى في الآخرة.
ففي سورة القيامة يحرف معنى الآية بما يوافق معتقده, فيقول: (إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 23].
اختلف فيه على وجهين:

أحدهما: أن معناه نظرة العين, والثاني: أنه الانتظار.
واختلف من حمله على نظر العين على قولين:-
أحدهما: أن المراد: إلى ثواب ربها ناظرة.
والآخر: أن النظر بمعنى الرؤية, والمعنى: تنظر إلى الله معاينة.. وهذا لا يجوز([56]).
وهذا الرأي منه في تفسير الآية لا يصح؛ لأن النظر في هذا القرآن إن عدي بـ "إلى" فمعناه المعاينة بالأبصار, كما في قوله تعالى: (وهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا ومِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ والزَّيْتُونَ والرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ ويَنْعِهِ إنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 99].
ولذا أضاف النظر إلى الوجوه, وإذا كانت الوجوه هي التي تنظر فمعنى ذلك أن المقصود من النظر الرؤية, لأن الوجوه هي محل الرؤية التي فيها العينان([57]).
وكذا عند تفسيره لقوله تعالى: (ولَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ولَكِنِ انظُرْ إلَى الجَبَلِ فَإنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًا وخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إلَيْكَ وأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 143].
قال: هذا جواب من الله تعالى, ومعناه لا تراني أبداً؛ لأن لن ينفى على وجه التأييد([58]).
وهذا التفسير منه فاسد لأمور:
أولاً: أنه ثبت في القرآن والسنة رؤية الله كما تقدم, فكيف يناقض القرآن والسنة؟!

ثانياً: دعواه أن "لن" للتأبيد غير مسلم به عند النحاة.

قال ابن مالك في الكافية:
ومن رأى نفياً بلن مؤبداً .. فقوله أردد وسواه فاعضدا([59])
وقال ابن هشام في شرح قطر الندى:
"لن" حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق, ولا يقتضي تأبيداً([60]).
ثالثاً: أن "لن" لو كانت تستلزم التأبيد لما جاز تحديد أو تقييد الفعل بعدها بغاية كما في قوله تعالى: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ ومِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ) [يوسف: 80].

وكذلك لو كانت تفيد التأبيد لما ذكر معها "أبداً" في قوله تعالى: (ولَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) [البقرة: 95]. إذ الأصل عدم التكرار([61]).
سابعاً: إنكاره لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ذكر ذلك عند تفسيره لقوله تعالى: (واتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ومَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَ ومَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وزَوْجِهِ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإذْنِ اللَّهِ ويَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].

قال: فأما ما روي من الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر فكان يرى أنه فعل ما لم يفعله وأن لم يفعل ما فعله, فأخبار مفتعلة, لا يلفت إليها([62]).

وعند تفسيره لسورة الفلق, قال: قالوا: إن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم... رووا ذلك عن عائشة وابن عباس, وهذا لا يجوز([63]).
وعند تفسيره لسورة الفلق ذهب إلى أن السحر ليس له حقيقة, وليس له تأثير, وأنه ضرب من التخييل, أو أنها خدع وتمويهات يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة([64]).
وهذا التفسير منه مردود لأمور:-
أولاً: أن حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح, قد رواه الأئمة, منهم: البخاري ومسلم في صحيحيهما([65]).

ثانياً: أن سحر اليهودي للنبي – عليه الصلاة والسلام – لم يكن في علمه ولا في عقله, ولا في تبليغه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا, إنما كان في بدنه, فهو نوع من الأعراض البشرية, كالأمراض المؤثرة في الأجسام؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بشر (إن نَّحْنُ إلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) [إبراهيم: 11].

ومما يؤيد ذلك أنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم في خبر من الأخبار أنه قال قولاً فكان بخلاف ما أخبر به([66]).
ثالثاً: أن السحر منه: ما هو حقيقة, ومنه: ما هو تخييل, فمن الأول: ما أشار الله إليه بقوله: (فَيَتَعَلَّمُو� �َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وزَوْجِهِ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإذْنِ اللَّهِ ويَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].

وقوله تعالى: (ومِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ) [الفلق: 4].
فدلت الآية على أنه شيء موجود له حقيقة؛ فكانت سبباً للتفريق بين الزوجين ولذا أمرنا بالاستعاذة منه.
ومن الثاني: قوله تعالى: (يُخَيَّلُ إلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه: 66.

وقوله تعالى: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ واسْتَرْهَبُوهُ مْ وجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 116].

ثامناً: ميراث الأنبياء

ثبت في الصحيحين: أن عمر رضي الله عنه قال لجماعة من الصحابة من بينهم علي والعباس – رضي الله عن الجميع –: ( أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض, هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث, ما تركناه صدقة)؟ فقال: الرهط: قد قال ذلك, فأقبل على علي والعباس فقال: هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك([67]).

ومعلوم أن السنة من حيث دلالتها على العقائد والأحكام الواردة في القرآن الكريم على أقسام, منها:-
البيان والتوضيح: كتوضيح المشكل – مثل –: بيان المراد من الخيط الأبيض والأسود في وقت الإمساك, وكتقييد المطلق في القرآن – مثل –: بيان قطع اليد اليمنى للسارق, وكتخصيص العام – مثل: مقوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وإن كَانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ولأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إن كَانَ لَهُ ولَدٌ فَإن لَّمْ يَكُن لَّهُ ولَدٌ ووَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإن كَانَ لَهُ إخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 11].

فهذا حكم عام في وراثة الأولاد آباءهم وأمهاتهم, غير أن السنة خصت المورث بغير الأنبياء, بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نورث ما تركناه صدقة)([68]).
والطبرسي أهمل هذا الجانب فاعتقد عقيدة ثم راح يستدل لها ويحمل كلام الله على معتقده.
فعندما فسر قوله تعالى: (لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ ولِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 7].
قال: ويدخل في عموم اللفظ: الأنبياء وغير الأنبياء([69]).

وكذلك عند قوله تعالى: (وإنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِن ورَائِي وكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ولِيًا) [مريم: 5]([70]).

وقوله تعالى: (ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ المُبِينُ) [النمل: 16]([71]).

ذهب أن الأنبياء يورثون أبنائهم ما تركوه من مال غيره.

تاسعاً: التقية

عرفها السرخسي بقوله: التقية أن يقي الإنسان نفسه بما يظهره وإن كان يضمر خلافه([72]).

والتقية أو التقاة رخصة لكف الأذى, ولا يعمل بها إلا بشروط:-

أولاً: أن تكون في مقابلة الكفار ومن في حكمهم.

ثانياً: أن تكون عند الضرورة.
ثالثاً: أن تكون بظاهره لا بباطنه ونيته([73]).
غير أن الشيعة الإمامية الذين ينتسب إليهم الطبرسي فعقيدتهم تختلف في التقية, فهم يرون التقية دين, ولا دين لمن لا تقية له([74]).
وأنه يجب العمل بها على الدوام إلى أن يخرج القائم([75]).
وأن الحسنة هي التقية, والسيئة الإذاعة([76]).
وعلى هذه العقيدة نجد الطبرسي يحمل بعض نصوص القرآن عليها كما قال في قوله تعالى: (وقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمَانَهُ) [غافر: 28].
في صدره على وجه التقية. قال أبو عبد الله (ع): التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له([77]).
وليس في الآية ما يدل على التقية لأن مؤمن آل فرعون كتم إيمانه ولم يكذب أو يظهر خلاف ما يعتقد.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-03-2019, 05:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة عن الدخيل في تفسير مجمع البيان للطبرسي

دراسة عن الدخيل


في تفسير مجمع البيان للطبرسي



د. عبد الله أحمد محمد عباس[(*)]




الخاتمة:


الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

من خلال استعراض ودراسة الدخيل في تفسير الطبرسي "مجمع البيان في تفسير القرآن" فقد ظهر لي نتائج, من أهمها:-

أولاً: اشتمل تفسير مجمع البيان على الكثير من الروايات الضعيفة والموضوعة فضلاً عن الأحاديث التي لا أصل لها.

ثانياً: لم يسلك الطبرسي منهجاً واحداً في ذكره للروايات الإسرائيلية, فمرة يغلق عليها ويرفضها, ومرة يذكرها من غير تعليق أو تعقيب.

ثالثاً: بالرغم من أن الطبرسي صرح في مقدمة تفسيره – مجمع البيان – ببطلان القول بزيادة القرآن ونقصانه, إلا أنه في ثنايا تفسيره خالف ما ذكره من مقدمته فذكر بعض القراءات التي فيها زيادة تغير المعنى وتخالف شروط القراءة الصحيحة.

رابعاً: كثرة الآراء الدخيلة في تفسيره كان منشؤها عند الطبرسي: الاعتقاد ثم الاستدلال.

خامساً: بعد دراسة واستقراء تفسير الطبرسي (مجمع البيان) تبين لي خلو التفسير من الطعن في الصحابة عموماً وفي الخلفاء الراشدين الثلاثة وأم للمؤمنين خصوصاً رضي الله عن الجميع مما جعله يمتاز عن تفاسير باقي الشيعة من هذا الجانب.

والله أسأل القبول والإخلاص, وصلى الله وسلم على نبينا ممحمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين,,


المصادر والمراجع


الإتقان في علوم القرآن للسيوطي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
إحياء علوم الدين للغزالي – المكتبة التجارية – القاهرة – الطبعة الأولى – 1983م.
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي – ط الرئاسة العامة للإفتاء الرياض – 1403ه.
الاعتقادات لابن بابوية – دار الكتب الإسلامية – طهران – 1400ه.
الأعلام للزركلي – دار العلم للملايين – بيروت – ط الخامسة – 1980م.
أعيان الشيعة للعاملي – ط ابن زيدون – دمشق – الطبعة الأولى – 1358ه.
البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي – وزارة الأوقاف الكويتية – الطبعة الثانية – 1992م.
البداية والنهاية في التاريخ لابن كثير – مطبعة الفجالة – القاهرة – 1993م.
البرهان في علوم القرآن للزركشي – دار المعرفة – بيروت – 1993م.
تاريخ دمشق لابن عساكر – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى – 2002م.
التعالم وأثره على الفكر والكتاب للشيخ بكر بن أبو زيد – دار العاصمة – الرياض – الطبعة الثانية – 1408ه.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير – ط الشعب – الطبعة الأولى – 1390ه.
التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي – دار الكتب الحديثة – القاهرة – الطبعة الأولى – 1396ه.
تنرية الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة للكناني – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى- 2003م.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي – دار الكتاب العربي – بيروت – الطبعة الأولى – 1997م.
درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية – جامعة محمد بن سعود الإسلامية – الطبعة الأولى – 1399ه.
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي – دار إحياء التراث العربي – لبنان – الطبعة الرابعة – 1985م.
زاد المعاد لابن القيم الجوزية – مؤسسات الرسالة – بيروت – الطبعة الخامسة – 1991م.
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني – الأردن – الطبعة الثانية – 1404ه.
سنن ابن ماجة – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
سنن أبي داود – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
سنن الترمذي – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
شرح قطر الندى لابن هاشم – دار العصرية – بيروت – الطبعة الأولى – 1994م.
الصافي شرح أصول الكافي للقزويني – دار العرين – بيروت – الطبعة الأولى – 1984م.
صحيح ابن حبان – مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الأولى – 1414ه.
صحيح البخاري – المكتبة الإسلامية – اسطنبول – تركيا – الطبعة الأولى – 1987م.
صحيح مسلم – المكتبة الإسلامية – اسطنبول – تركيا – الطبعة الأولى – 1987م.
العقيدة الواسطية لابن تيمية – تحقيق الهراس – دار الهجرة – الرياض – الطبعة الثالثة – 1995م.
عمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى.
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني – دار طيبه – الرياض – الطبعة الأولى – 1426ه.
المبسوط للسرخسي – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى – 1986م.
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى – 1997م.
مجموع مهمات المتون – مطبعة مصطفى الحلبي – القاهرة – الطبعة الرابعة – 1369ه.
المحصول في علم الأصول للرازي – مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الأولى – 1418ه.
مستدرك الحاكم – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى – 1418ه.
المستصفى من علم الأصول للغزالي - دار العلوم الحديثة – بيروت – الطبعة الأولى – 1996م.
المصباح المنير لأحمد بن محمد المقرئ – مؤسسة فؤاد – بيروت بدون تاريخ.
مع الشيعة الإثنى عشرية في الأصول والفروع د. علي السالوس – دار التقوى – قطر – الطبعة الأولى – 1997م.
معارج القبول بشرح سلم الوصول للحافظ الحكمي – دار ابن القيم – الدمام – الطبعة الأولى – 1410ه.
مغنى اللبيب لابن هاشم المجلس الوطني – الكويت – الطبعة الأولى – 2000م.
المغني لابن قدامة – دار عالم الكتب – الرياض – الطبعة الثالثة – 1417ه.
مفاتيح الغيب للرازي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى – 1990م.
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني – دار القلم – دمشق – الطبعة الثانية – 1418ه.
المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى – 1987م.
مقدمة في أصور التفسير لابن تيمية – دار القرآن الكريم – بيروت – الطبعة الثالثة – 1399م.
الملل والنحل للشهرستاني – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الثانية – 1395ه.
منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية – ط جامعة محمد بن مسعود – الطبعة الأولى – 1406ه.
النشر في القراءات العشر لابن الجزري – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثالثة – 2001م.


A study of strange ideas in explanation (Tafseer)

the collection of explanation of Al- Tubresi

Dr. Abdullah Ahmed Mohamed Abbas

A teacher assistant in Tafseer and Hadith faculty

of Shari’ah and Islamic studies - Kuwait university


The idea of the research exposes some strange vocabulary in explanation (Tafseer) Al-Tubresi “Al-Bayan” collection. The research includes the following:
Introduction: A preface with reasons for choosing the research.
Preamble: Introducing Al-Tubresi and his book (Tafseer) and method of research and the meaning of strange and some previous studies of the strange. Then I divided the research into Four topics:
First Research - Introduction and reason of choice of the reasoning Preamble: It includes introduction of Tubresi and his Tafseer, method of research and the meaning of Dakheel some previous studies in strange. Then I divided the research into Four topics:
First topic: Showing contents collection of Tafseer with lots of narrations with examples.
Second topic: It includes some Israilites in Bayan collection for explanation.
Third topic : It contains non authantic unapproved readings.
Fourth topic : It contains strange words of opinion side which was based on belief and proof. I saw this in several problems explained - At last: The end and indexes.

[(*)] مدرس مساعد بقسم التفسير والحديث – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة الكويت.

[1] التعالم وأثره على الفكر والكتاب, للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد صـ 106.

[2] الأعلام للزركلي (5/ 148).

[3] في بعض الطبعات "مجمع البيان لعلوم القرآن".

[4] المصباح المنير (1/ 87).

[5] المفردات في غريب القرآن صـ 166.

[6] مجمع البيان (1/ 10).

[7] الإقليد: المفتاح لسان العرب, مادة قلد.

[8] مجمع البيان (1/ 199), قلت: وهذه الرواية منكرة ليس لها أصل, أخرجها العياشي في تفسيره (1/ 47) والصدوق في عيون أخبار الرضا (2/ 13).

[9] تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (1/ 457), السلسلة الضعيفة برقم (6245).

[10] الشن البالي: القربة القديمة الممزقة, وقيل: السقاء البالي المحيط في اللغة (مادة: شن).

[11] مجمع البيان (1/ 303).

[12] مجمع البيان (2/ 111).

[13] المصدر السابق.

[14] المصدر السابق.

[15] مجمع البيان (2/ 135).

[16] البداية والنهاية (1/ 365).

[17] مجمع البيان (9/ 177).

[18] عمدة التفسير (1/ 15).

[19] مجمع البيان (1/ 17).

[20] مجمع البيان (7/ 248).

[21] البرهان (1/ 331), النشر (1/ 9), الإتقان (1/ 210).

[22] أورد السيوطي في كتاب الإتقان هذه الضوابط التي تحكم مسار الباحث في التفسير عن طريق الرأي والاجتهاد, ينظر الإتقان (2/ 233).

[23] مقدمة أصول التفسير صـ (87).

[24] إحياء علوم الدين (1/ 137).

[25] تفسير القرطبي (1/ 33).

[26] ميزان الحكمة (1/ 174).

[27] رواه الترمذي برقم (2499), وابن ماجه برقم (4251), قال الألباني: حسن.

[28] التفسير والمفسرون (2/ 117).

[29] مجمع البيان (4/ 62).

[30] المحصول (4/ 20), المستصغى (1/ 273), البحر المحيط (4/ 436).

[31] رواه أبو داود برقم (4253), والترمذي (2167), وابن ماجه (3950) وصححه الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه.

[32] مجمع البيان (3/ 143).

[33] العقيدة الواسطية صـ (231).

[34] مجمع البيان (1/ 188).

[35] مجمع البيان (9/ 74).

[36] مجمع البيان (5/ 19).

[37] الاعتقادات صـ (90), الصافي (1/ 347).

[38] مجمع البيان (7/ 321).

[39] مجمع البيان (2/ 104).

[40] أخرجه ابن ماجه برقم (190 – 2800) والترمذي برقم (2/ 167 – 168) وحسنه الألباني عند تحقيقه لسنن ابن ماجه والترمذي.

[41] أضواء البيان (6/ 440).

[42] روح المعاني (20/ 27).

[43] مجمع البيان (9/ 74).

[44] روح المعاني (20/ 27).

[45] أعيان الشيعة (1/ 20).

[46] الملل والنحل (1/ 174).

[47] مع الشيعة (الاثنا عشرية) في الأصول والفروع (2/ 131).

[48] مجمع البيان (3/ 275).

[49] رواه الترمذي برقم (3713), باب مناقب علي بن أبي طالب, وقال الألباني: صحيح.

[50] تاريخ ابن عساكر (4/ 166).

[51] منهاج السنة (4/ 4), تفسير ابن كثير (2/ 68).

[52] تفسير ابن كثير (4/ 451).

[53] البخاري, كتاب التوحيد, باب قوله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة", رقم (7437) واللفظ له.

[54] معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 306), تفسير القرآن العظيم (8/ 279).

[55] للاستزادة يرجع إلى كتاب "رؤية الله" للدارقطني "والرؤية" للبيهقي "ودرء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية.

[56] مجمع البيان (10/ 155).

[57] روح المعاني (9/ 47).

[58] مجمع البيان (4/ 271).

[59] مجموع مهمات المتون صـ 381.

[60] شرح قطر الندى صـ 39.

[61] مغنى اللبيب (1/ 313).

[62] مجمع البيان (1/ 262).

[63] مجمع البيان (10/ 393).

[64] مجمع البيان (1/ 261).

[65] أخرجه البخاري, كتاب بدء الخلق, باب صفة إبليس, برقم (3268), وأخرجه مسلم, كتاب الطب, باب السحر, برقم (2189).

[66] فتح الباري (10/ 226), أضواء البيان (4/ 469), زاد المعاد (4/ 124).

[67] صحيح البخاري, كتاب الفرائض, باب قول النبي صلى اله عليه وسلم: (ما تركناه صدقة) برقم (6730).

[68] المصدر السابق.

[69] مجمع البيان (2/ 10).

[70] المصدر السابق.

[71] المصدر السابق (4/ 314).

[72] المبسوط (24/ 45).

[73] تفسير الرازي (8/ 14), المغني (8/ 147), فتح الباري (12/ 314) تفسير ابن كثير (2/ 23).

[74] مجمع البيان (8/ 338).

[75] مجمع البيان (2/ 212), الاعتقادات صـ 15.


[76] مجمع البيان (9/ 16).

[77] مجمع البيان (8/ 338).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 139.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 136.81 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (2.01%)]