الثالوث المدمر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عالمنا المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفوائد الحسان في صيام الست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ذم "الأنا" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من صام رمضان ثم أتبعه ستا.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847707 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384681 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59483 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2020, 02:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,306
الدولة : Egypt
افتراضي الثالوث المدمر

الثالوث المدمر


د. خالد راتب






إن مما يهدِّد الأمم ويقوِّض حضارتها التغافلَ عن مكارم الأخلاق، التي هي أساس بعثة الرسل جميعًا، وخاتمة رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم.


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعِثْت لأتمم صالح الأخلاق))؛ أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.


والأخلاق الطيبة ترفع العبد وتجعله مقبولًا عند الله وعند الناس، وعلو الأخلاق دليل على كمال الإيمان؛ عن أبي هريرةَ وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسَنُهم خُلقًا))، كما أن حُسن الخُلق يثقل الموازين، ويرفع الدرجات، ويجعَلُك قريبًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حُسن الخُلق))؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.


وعن أبي أمامة عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن من أقربكم إليَّ يوم القيامة أحاسنَكم أخلاقًا))؛ أخرجه الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.


وإن العبد ليبلُغ بحُسن خلقه درجة المجتهدين في الطاعة؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل لَيُدرك بحُسن خُلقه درجة القائم بالليل))؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.


وكما أن العبد يُرفَع بحُسن خُلقه، فإنه كذلك يهبط في وحل ودركات الشقاء بسوء خُلقه، وساعتها لا تنفعُه الطاعة؛ فطاعة بغير حُسن خُلق تذهب هباءً منثورًا؛ عن أبي يحيى مولى جعدة قال: سمعت أبا هريرةَ يقول: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانةَ تصلِّي من الليل، وتصوم النهار، وتؤذي جيرانها سليطة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هي في النار))، وقيل له: إن فلانةَ تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتصدق بالأثوار من الأقِط - لبن جامد مستحجر - ليس لها شيء غيره، ولا تؤذي أحدًا، فقال: ((هي في الجنة))؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والبزار في كشف الأستار، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، وقال الألباني: صحيحٌ لغيره.


فالإنسان كي يحافظ على إيمانه وأعماله وحضارة الإسلام لا بد أن يتحلَّى بحُسن الخُلق، ويتجنب الأخلاق المذمومة التي تكتب للعبد شقاء الدنيا والآخرة، ومن أخطر الأخلاق السيئة هذا الثالوث المدمر: الهوى، والطمع، والغضب؛ لذا كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول في خطبته: أفلَح منكم مَن حُفِظ من الهوى والطمع والغضب، وقد جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ثلاث مهلكات: هوى متَّبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه))؛ قال الشيخ الألباني: حسن؛ انظر حديث رقم: 3039 في صحيح الجامع.


فالهوى المتَّبع بغير حق يجعَل صاحبه عبدًا لنفسه تارة، ولمالِه وسلطانه وشهواته ونزواته تارة أخرى، بل إن اتِّباعَ الهوى سبب أساسي في الصد عن سبيل الله؛ لأن اتِّباع الهوى يُقصي العقل، ويهدم الشرائع.


فعن طريق الهوى أُقصِي العقلُ، وأهملت الشرائع، وأخرجت النصوص عن مدلولاتها، وقامت البدعُ، وانتشرت الخرافات، بل وسُفِكت الدماءُ أحيانًا كثيرة، وهو الذي حال بين كثير من البشر وأنبيائهم، والنصوص من كتاب الله - عز وجل - وسنَّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في ذم الهوى لا تخفى على أيِّ مسلم من عوام المسلمين، فضلًا عن طلاب العلم، لقد أخبر اللهُ - تعالى - أن الهوى أحيانًا يحلُّ في بعض النفوس محل الإله؛ فقال - تعالى -: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [الجاثية: 23]، وأخبر - تعالى - أن الهوى هو الذي حال بين الأنبياء وأممهم؛ إذ لم يستفيدوا من أنبيائهم؛ لاستكبارِهم الذي أملاه عليهم هواهم؛ قال - تعالى -: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾ [البقرة: 87]، وآيات أخرى كثيرة في ذم اتِّباع الهوى وعواقبه الوخيمة؛ (انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 11/10).


وأما الطمع فهو شِيمةُ أغلب الناس، ولو كان عند الإنسان وادٍ من ذهب لتمنى اثنين، وهكذا لا يشبَع من الدنيا، ولا يملأُ عينيه إلا التراب؛ عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو أن لابن آدم واديًا من ذهب أحَبَّ أن يكون له واديانِ، ولن يملأ فاه إلا الترابُ، ويتوب الله على من تاب))، قال أنس عن أبي قال: كنَّا نرى هذا من القرآن حتى نزَلت: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ [التكاثر: 1] ؛ رواه البخاري.


وقد أشار - صلى الله عليه وسلم - بهذا المَثَل إلى ذم الحرص على الدنيا، والشَّرَهِ على الازدياد منها؛ ولذلك آثَر أكثرُ السلف التقلُّل من الدنيا، والقناعة والكفاف؛ فرارًا من التعرُّض لِما لا يعلم كيف النجاة من شر فتنته؛ انظر: شرح البخاري لابن بطال (19/213).


وأما الغضب فهو أساس كل شرٍّ؛ عن أبي هريرةَ - رضي الله تعالى عنه - أن رجلاً قال للنبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: أوصني، قال: ((لا تغضَبْ))، فردَّد مرارًا، قال: ((لا تغضَبْ))؛ رواه البخاري، وخرَّج الإمام أحمد من حديث الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، عن رجُلٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: يا رسول الله، أوصِني، قال: ((لا تغضَبْ))، قال الرجل: ففكَّرتُ حين قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما قال، فإذا الغضب يجمَعُ الشرَّ كلَّه.


والحديث نهى عن اجتناب أسباب الغضب، وعدم التعرض لِما يجلِبُه، وأما نفسُ الغضب فلا يتأتى النهيُ عنه؛ لأنه أمر جِبِلِّي، وقال غيره: وقَع النهي عما كان من قبيل ما يُكتسب فيدفعه بالرياضة، وقيل: هو نهي عما ينشأ عنه الغضب، وهو الكِبْرُ؛ لكونه يقَعُ عند مخالفة أمر يُريده، فيحمِلُه الكِبْرُ على الغضب، والذي يتواضَع حتى تذهَبَ عنه عزَّةُ النفس يسلَمُ من شر الغضب، وقيل: معناه: لا تفعَل ما يأمرك به الغضب، قيل: إنما اقتصر - صلى الله عليه وسلم - على هذه اللفظة؛ لأن السائل كان غضوبًا، وكان - صلى الله عليه وسلم - يُفتي كل أحد بما هو أولى به، قال ابن التين: جمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ((لا تغضب)) خيرَيِ الدنيا والآخرة؛ لأن الغضبَ يؤول إلى التقاطع، ومنع الرفق، ويؤول إلى أن يؤذيَ الذي غضب عليه بما لا يجوز، فيكون نقصًا في دينه؛ انتهى.



ويحتمل أن يكون من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى؛ لأن الغضب ينشأ عن النفس والشيطان، فمن جاهدهما حتى يغلبَهما مع ما في ذلك من شدة المعالجة، كان أملَك لقهر نفسه عن غير ذلك بالأولى؛ انظر: سبل السلام، (4/191، 192).


والغضب نار تغلي في قلب ابن آدم، تدفع الإنسان دفعًا إلى الشرِّ، حتى تصل به أحيانًا أن يتكلم بالكفر أو يفعله، بل وبسبب الغضب تُسفَك الدماءُ، وتُنتهك الأعراض، وتخرب البيوت، ويشرَّد الأجيال؛ فالحكيم الذي يملِكُ نفسه عند الغضب، ويدرِّبُ نفسه على مكارم الأخلاق؛ ليتخلص من هذا الثالوث المدمر: الهوى المتَّبع، والطمع، والغضب، وذلك عن طريق مطالعة سيرة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه، والسلف الصالح، وكيف أنهم سعِدوا في الدنيا، وسيسعدون في الآخرة لَمَّا تخلَّقوا بأخلاق القرآن، وكذلك لا بد للإنسان أن يستحضر فضل الأخلاق الحسنة، وعاقبة الأخلاق السيئة التي تُشقي الناسَ، وبالصبر أيضًا والمجاهدة يستطيع الإنسانُ أن يتخلص من الأخلاق السيئة، ومن يتصبَّرْ يُصبِّرْه الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.85 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]