شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 92 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 88 )           »          نذر الخواص.. ونذر العوام!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من هو عمران؟ البيت الرسالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الطريق طويل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أجلُّ النِّعَم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل سيشفع لك الصيام والقرآن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          غزة رمز للعزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 494 )           »          حقوق العباد لا تسقط بالتقادم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826569 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #911  
قديم 21-10-2022, 12:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز


شرح حديث فيروز الديلمي في ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز.أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير حدثنا بقية حدثني الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز رضي الله عنه أنه قال: ( قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله إنا أصحاب كرم، وقد أنزل الله عز وجل تحريم الخمر، فماذا نصنع؟ قال: تتخذونه زبيباً، قلت: فنصنع بالزبيب ماذا؟ قال: تنقعونه على غدائكم وتشربونه على عشائكم، وتنقعونه على عشائكم وتشربونه على غدائكم، قلت: أفلا نؤخره حتى يشتد؟ قال: لا تجعلوه في القلل، واجعلوه في الشنان فإنه إن تأخر صار خلاً ) ].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، أورد النسائي حديث فيروز الديلمي رضي الله عنه: (أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنا أصحاب كرم، وقد نزل تحريم الخمر، فماذا نصع في أعنابنا؟) لأنهم قبل كانوا يستعملونه خمراً، ولما حرمت الخمر سألوا: ماذا يصنعون في هذه الأعناب؟ (قال: تجعلونه زبيباً)، يعني: تيبسونه ويصير زبيب، قال: (وماذا نصنع بالزبيب؟)، يعني: يستعملونه خمراً ويروج، (قال: وماذا نصنع في الزبيب؟ قال: تنقعونه في وقت الغداء وتشربونه في وقت العشاء، وتنقعونه في وقت العشاء وتشربونه مع الغداء)، ماذا بعده؟
(أفلا نؤخره حتى يشتد؟) يعني: يبقى هذا الزبيب الذي نقع هل نؤخره حتى يشتد؟
لا تجعلوه في القلل وهي الجرار السميكة، واجعلوه في الشنان التي هي الأسقية من الجلود، والسبب في هذا كما سبق أن عرفنا أن الجرار قد يتغير الشراب الذي في داخلها ولا يتبين على سطحها، بخلاف الأسقية، فإنها توكأ، وإذا حصل تغير في الداخل ظهر على سطح الجلد أثر التغير، فقال: (لا تجعلوا في القلل) يبقى مدة طويلة، (ولكن اجعلوه في الشنان، فإنه إن تأخر، صار خلاً).
والخل -كما هو معلوم- سائغ، يعني: الخل حامض، لكنه ما به إسكار.
إذاً: يكون فائدة جعله في الأسقية فائدتين: من ناحية أنه يظهر على الجلد ومن ناحية أنه كأن الجلد له تأثير على المادة بالتخلل.
وغالب التخلل أنه يصير مع شيء يجعله يتخلل، وقد يتخلل بدون جعل شيء.
تراجم رجال إسناد حديث فيروز الديلمي في ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز

قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير ].هو: عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه .
[ عن بقية ].
هو: بقية بن الوليد الحمصي ، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وصحاب السنن.
[حدثنا الأوزاعي ].
هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثني يحيى بن أبي عمرو ].
يحيى بن أبي عمرو أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
[ عن عبد الله بن الديلمي ].
عبد الله بن فيروز الديلمي ، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب السنن الأربعة، عن أبيه فيروز صحابي أخرج له أصحاب الكتب الأربعة.
حديث فيروز الديلمي في ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عيسى بن محمد أبو عمير بن النحاس عن ضمرة عن السيباني عن ابن الديلمي عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: ( قلنا: يا رسول الله إن لنا أعناباً، فماذا نصنع بها؟ قال: زببوها، قلنا: فما نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلال، فإنه إن تأخر صار خلاً ) ].أورد النسائي الحديث عن فيروز الديلمي وهو مثل الذي قبله.
قوله:[ أخبرنا عيسى بن محمد أبو عمير بن النحاس ].
عيسى بن محمد بن إسحاق أبو عمير بن النحاس ، وهو ثقة أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه .
[ عن ضمرة ].
هو: ضمرة بن ربيعة، وهو صدوق يهم قليلاً، له البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[ عن السيباني عن ابن الديلمي عن أبيه].
السيباني وهو يحيى بن أبي عمرو عن ابن الديلمي ، ومر ذكر الثلاثة.
شرح حديث ابن عباس: (كان ينبذ لرسول الله العشية ويشربه من الغد..)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا أبو داود الحراني حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا مطيع عن أبي عثمان عن يحيى بن عبيد أبو عمر البهراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشربه من الغد ومن بعد الغد، فإذا كان مساء الثالثة فإن بقى في الإناء شيء لم يشربوه أهريق ) ].يعني: هذا فيه كلام زائد يعني: قال: حدثنا يعلى الحراني. هذه زائدة، فتأتي الحراني تابعة لـأبي داود ، ثم أبو داود يقول: حدثنا يعلى بن عبيد .
أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: [( كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم العشية ويشربه من الغد ومن بعد الغد، فإذا جاء مساء الثالثة وبقي شيء لم يشربوه أهريق )، يعني: معناه أنه ما يتعدى ثلاث؛ لأنه إذا وصل إلى ذلك صار عرضة للإسكار، وإن كان يختلف في بعض البلدان من جهة الحرارة والبرودة، يعني: ليس كله على حد سواء، تختلف البلدان في التأثر والتغير، قد يكون أكثر من ثلاث وقد يكون أقل من ثلاث، ولهذا مر في بعض الأحاديث (إلى ثلاث إلا إذا اشتد)، يعني: إلا أن يشتد قبل الثلاث.
تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (كان ينبذ لرسول الله العشية ويشربه من الغد..)

قوله:[ أخبرنا أبو داود الحراني ].هو: سليمان بن سيف، ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا يعلى بن عبيد ].
هو: يعلى بن عبيد الطنافسي ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مطيع ].
هو: مطيع بن عبد الله الغزال ، وهو صدوق أخرج له النسائي وحده.
[ عن يحيى بن عبيد ].
هو: يحيى بن عبيد أبي عمرو البهراني ، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
[ عن ابن عباس ].
ابن عباس وقد مر ذكره.
حديث ابن عباس في شرب النبي النبيذ من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن يحيى بن عبيد البهراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ينقع له الزبيب فيشربه يومه والغد وبعد الغد ) ].أورد النسائي حديث ابن عباس وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ].
هو: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي ، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه .
[حدثنا يحيى بن آدم ].
يحيى بن آدم، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شريك ].
هو: شريك بن عبد الله القاضي النخعي ، وهو صدوق، يخطئ كثيراً، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن.
[ عن أبي إسحاق ].
وهو: عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن يحيى بن عبيد البهراني عن ابن عباس].
وقد مر ذكرهما.
حديث ابن عباس في شرب النبي النبيذ من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا واصل بن عبد الأعلى عن ابن فضيل عن الأعمش عن يحيى بن أبي عمر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبذ له نبيذ الزبيب من الليل فيجعله في سقاء فيشربه يومه ذلك والغد وبعد الغد، فإذا كان من آخر الثالثة سقاه أو شربه، فإن أصبح منه شيء أهراقه ) ].أورد النسائي حديث ابن عباس ، وهو مثلما تقدم.
قوله: [ أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ].
واصل بن عبد الأعلى، ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن.
[عن ابن فضيل].
هو محمد بن فضيل بن غزوان صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن الأعمش ].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن يحيى بن أبي عمر عن ابن عباس ].
هو يحيى بن أبي عمر هو يحيى بن عبيد نعم، وقد مر ذكرهما.
شرح أثر ابن عمر: (في حل شراب النبيذ)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان ينبذ له في سقاء الزبيب غدوة، فيشربه من الليل، وينبذ له عشية فيشربه غدوة، وكان يغسل الأسقية ولا يجعل فيها دردياً ولا شيئاً ].أورد النسائي الأثر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه كان ينبذ له عشية ويشربه غدوة، وينبذ له غدوة ويشربه عشية، وكان يغسل الأسقية بعد هذا الشراب الذي فيها يغسلها ما يبقى فيها أشياء مترسبة وأشياء باقية، وكان يغسل الأسقية ولا يجعل فيها دردياً، وهو الحثالة والشيء الرديء الذي يبقى في السقاء، الذي هو العتر، الذي سيأتي.
[ قال نافع : فكنا نشربه مثل العسل ].
يعني: في حلاوته.
تراجم رجال إسناد أثر ابن عمر: (في حل شراب النبيذ)

قوله:[ أخبرنا سويد عن عبد الله عن عبيد الله ].عبيد الله بن عمر العمري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن نافع ].
نافع مولى ابن عمر ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح أثر أبي جعفر الباقر في حل شراب النبيذ

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أنبأنا عبد الله عن بسام أنه قال: سألت أبا جعفر عن النبيذ؟ قال: كان علي بن حسين رضي الله عنه ينبذ له من الليل فيشربه غدوة، وينبذ له غدوة فيشربه من الليل ].أورد النسائي الأثر عن أبي جعفر وهو محمد بن علي الباقر رحمه الله: (أنه سئل عن النبيذ؟ فقال: كان علي بن حسين الذي هو أبوه، يعني: ينبذ له غدوة فيشربه عشية، وينبذ له العشية ويشربه غدوة).
تراجم رجال إسناد أثر أبي جعفر الباقر في حل شراب النبيذ

قوله:[ أخبرنا سويد أنبأنا عبد الله عن بسام ].بسام هو: ابن عبد الله الصيرفي وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[ عن أبي جعفر ].
هو: محمد بن علي الباقر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
أثر سفيان الثوري في حل شراب النبيذ وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله سمعت سفيان سئل عن النبيذ؟ قال: انتبذ عشياً وأشربه غدوة].أورد النسائي الأثر عن سفيان الثوري، وهو مثلما تقدم.
تراجم رجال إسناد أثر سفيان الثوري في حل شراب النبيذ

قوله:[ أخبرنا سويد عن عبد الله عن سفيان ].هو: ابن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر أنس بن مالك: (في حكم نبيذ الجر)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بـالنهدي : أن أم الفضل رضي الله عنها أرسلت إلى أنس بن مالك رضي الله عنه تسأله عن نبيذ الجر، فحدثها عن النضر ابنه أنه كان ينبذ في جر ينبذ غدوة ويشربه عشية ].أورد النسائي الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن نبيذ الجر.
يعني: ما ينبذ في الجرار، فحدثهم عن ابنه النضر أنه كان ينبذ له غدوة ويشربه عشية، وينبذ له عشية ويشربه غدوة، فالمقصود من ذلك أن أنساً رضي الله عنه بين أن ذلك سائغ إذا كان بهذا الوصف وبهذا الزمن، وبهذه المدة، ثم أخبر أن هذا يعمل في بيته لابنه النضر ، وليس المقصود الرواية والتحديث عن ابنه أو أنه يروي عن ابنه أو يحدث عن ابنه، وإنما بيان أن هذا شيء يعتقده هو ويعمل في بيته، ولو كان حراماً لما أقره في بيته، يعني: أنس بن مالك رضي الله عنه، فالمقصود من ذلك بيان أن أنساً رضي الله عنه بين أن ذلك حلال، وأنه يعمل في بيته.
تراجم رجال إسناد أثر أنس بن مالك في حكم نبيذ الجر

قوله: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سليمان التيمي ].سليمان التيمي هو: سليمان بن طرخان التيمي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن أبي عثمان وليس بـالنهدي ].
أبو عثمان قال سليمان : وليس بـالنهدي ، أي: المشهور الذي هو إمام ومحدث أبو عثمان النهدي ، ولكن هذا أبو عثمان وليس بـالنهدي أراد أن يبين حتى لا يظن أنه النهدي واسمه قيل اسمه سعد، وهو مقبول أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه .
[ عن أنس ].
هو: أنس بن مالك، رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح أثر سعيد بن المسيب في كراهة نطل النبيذ

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب : أنه كان يكره أن يجعل نطل النبيذ في النبيذ ليشتد بالنطل ].أورد النسائي أثرا عن سعيد بن المسيب أنه كان يكره أن يجعل نطل النبيذ في النبيذ ليشتد بالنطل، يعني: النطل هو الحثالة أو الرديء إذا وضع مع الشيء يشتد، فكانوا لا يضعونه، بل جاء عن بعضهم أنه كان يغسل السقاء من أثر ذلك الذي يبقى فيه.
تراجم رجال إسناد أثر سعيد بن المسيب في كراهة نطل النبيذ

قوله:[ أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن معمر ].هو: معمر بن راشد الأزدي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن قتادة ].
هو: قتادة بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن سعيد بن المسيب ].
سعيد بن المسيب وقد مر ذكره.
شرح أثر سعيد بن المسيب قوله في النبيذ: (خمره درديه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب أنه قال في النبيذ: خمره درديه ].أورد النسائي أثر سعيد بن المسيب أنه قال في النبيذ: (خمره درديه). يعني: أن هذا الرديء الذي يكون في الأسقية أو في الأواني إذا وضع مع العصير أو مع الشراب فإنه يخمره أو يصير خمراً بسببه.
قوله:[ أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب ].
وقد مر ذكرهم جميعاً.
شرح أثر سعيد بن المسيب في سبب تسمية الخمر

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال: إنما سميت الخمر لأنها تركت حتى مضى صفوها وبقى كدرها، وكان يكره كل شيء ينبذ على عكر ].أورد النسائي أثر سعيد بن المسيب : أنه كان يقول: (إنما سميت الخمر لأنها تركت حتى ذهب صفوها وبقي كدرها)، يعني: تغيرت إلى صارت خبيثة.
(وكان يكره كل شيء ينبذ على عكر)، العكر: هو الذي يبقى في الأوعية والأواني الذي هو الدردي الذي هو الحثالة، وهذه إذا نبذ معها أو جعلت مع النبيذ فإنه يسارع إليه الإسكار.
تراجم رجال إسناد أثر سعيد بن المسيب في سبب تسمية الخمر

قوله:[ أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن شعبة ].هو: شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري ، ثقه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ عن قتادة عن سعيد بن المسيب ].

وقد مر ذكرهما.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #912  
قديم 21-10-2022, 01:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الأشربة

(507)

- باب ذكر الاختلاف على إبراهيم في النبيذ - باب ذكر الأشربة المباحة



أحل الله لعباده أشربة وحرم عليهم أخرى؛ لحكمة منه سبحانه وتعالى، ورأي العلماء في النبيذ واحد، إلا أن إبراهيم النخعي خالفهم في ذلك، وكان يرى أنه لا بأس ببعضه، وذكروا أنهم لم يروا أحداً رخص في شيء من المسكر غيره.

ذكر الاختلاف على إبراهيم في النبيذ


شرح أثر إبراهيم النخعي: (كانوا يرون من شرب شراباً فسكر منه لم يصلح أن يعود فيه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على إبراهيم في النبيذ.أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا القواريري حدثنا ابن أبي زائدة حدثنا حسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم أنه قال: كانوا يرون أن من شرب شراباً فسكر منه لم يصلح له أن يعود فيه].
لما ذكر النسائي رحمه الله، جملة من الأقوال عن العلماء فيما يتعلق بالنبيذ، وذكر ما يجوز شربه وما لا يجوز شربه منه، ذكر الاختلاف على إبراهيم النخعي في النبيذ، أي أنه جاء عنه أقوال مختلفة في النبيذ فأفرده بهذه الترجمة، وذكر الأقوال أو جملة من الأقوال التي نقلت عنه، وعزيت إليه، وأورد النسائي هذا الأثر عن إبراهيم: (كانوا -أي: العلماء- يرون أن من شرب شراباً فسكر منه لم يصلح أن يعود فيه)، يعني: أنه إذا كان شرب شراباً ثم تبين أنه مسكر وعرف بالتجربة أنه مسكر أنه لا يعود إليه؛ لأنه جربه ووجد أنه يسكر، يعني: كان مجهولاً عنده، أو كان لا يدري عنه هل يصل إلى حد الإسكار أو لا يصل إلى حد الإسكار؛ فشربه على حال معينة، وعرف أنه مسكر، فإذاً: ليس له أن يعود إليه، كانوا يرون أنه لا يعود إليه، أو لا يصلح له أن يعود إليه؛ لأنه قد جربه ووجده مسكراً.
ومن المعلوم أنه لا يدخل في ذلك كون الشيء مسكراً ومعروف أنه يسكر، ثم يقدم الإنسان عليه، فإن ذلك لا يجوز، وإنما الكلام في شيء مشتبه، وشيء كان يظن أنه لا يسكر ثم أسكر، فليس للإنسان أن يعود إليه بعد ذلك، فقد عرف أن مثله يسكر.
تراجم رجال إسناد أثر إبراهيم النخعي (كانوا يرون من شرب شراباً فسكر منه لم يصلح أن يعود فيه)

قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي].هو: أحمد المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا القواريري].
هو: عبيد الله بن عمر القواريري ،وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا ابن أبي زائدة].
هو: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حسن بن عمرو].
هو: حسن بن عمرو الفقيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن فضيل بن عمرو].
هو: فضيل بن عمرو الفقيمي، وهو ثقة، وقد أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن إبراهيم].
هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر إبراهيم النخعي: (لا بأس بنبيذ البختج)

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان عن مغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم أنه قال: لا بأس بنبيذ البختج].أورد النسائي هذا الأثر عن إبراهيم قال: [لا بأس بنبيذ البختج]، وهو عصير مطبوخ، ومن المعلوم أنه لا يصل إلى حد الإسكار، وأما إذا علم بأنه يسكر فإن ذلك لا يجوز؛ ولهذا جاء عن إبراهيم رحمة الله عليه، أنه قال: (لا بأس بعصير البختج).
تراجم رجال إسناد أثر إبراهيم النخعي (لا بأس بنبيذ البختج)

قوله: [أخبرنا سويد].هو: سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبد الله].
هو: عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن مغيرة].
هو: مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي معشر].
هو: زياد بن كليب، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن إبراهيم].
هو: إبراهيم النخعي.
شرح أثر إبراهيم النخعي في كراهة تنقيع الزبيب في دردي الخمر

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن أبي عوانة عن أبي مسكين أنه قال: سألت إبراهيم قلت: إنا نأخذ دردي الخمر أو الطلاء فننظفه، ثم ننقع فيه الزبيب ثلاثاً، ثم نصفيه، ثم ندعه حتى يبلغ فنشربه؟ قال: يكره].أورد النسائي هذا الأثر عن إبراهيم النخعي أنه: سأله أبو مسكين الحر بن مسكين قال: [كنا نأخذ دردي الخمر أو الطلاء فننظفه، ثم ننقع فيه الزبيب ثلاثاً، ثم نصفيه، ثم ندعه حتى يبلغ فنشربه، قال: يكره]، يعني: أنه لا يبيح ذلك، وأنه يكره، وما أردي ما المقصود بالكراهة، هل هي التنزيه أو التحريم؟، لكن المشهور عن السلف أنهم يطلقون الكراهة على التحريم.
والكراهة بمعنى التنزيه هو من اصطلاحات الفقهاء لما جعلوا الأحكام خمسة، وهي: الواجب والمندوب والمحرم والمكروه والمباح، جعلوا من أقسامه المكروه كراهة التنزيه، وإلا فإن المشهور عندهم أنهم يطلقون ذلك على كراهة التحريم.
تراجم رجال إسناد أثر إبراهيم النخعي في كراهة تنقيع الزبيب في دردي الخمر

قوله: [أخبرنا سويد حدثنا عبد الله عن أبي عوانة].هو: أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي مسكين].
هو: الحر بن مسكين، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.
[سألت إبراهيم].
إبراهيم وقد مر ذكره، والترجمة له.
شرح أثر ابن شبرمة: (رحم الله إبراهيم شدد الناس في النبيذ ورخص فيه)

[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن ابن شبرمة أنه قال: رحم الله إبراهيم شدد الناس في النبيذ ورخص فيه]. أورد النسائي هذا الأثر عن ابن شبرمة قال: رحم الله إبراهيم شدد الناس في النبيذ ورخص فيه).
المقصود من ذلك: الذي لا يسكر، وإنما المقصود الذي يكون في جرار يمكن أن يسارع إليه الإسكار، أو أن المقصود بذلك ما كان يسكر، ولكن القليل الذي لا يسكر الذي رخص فيه، فيكون محمولاً على ذلك، وأما ما كان مسكراً فإنه لا يرخص فيه لا إبراهيم ولا غيره؛ لأن (كل مسكر حرام).
تراجم رجال إسناد أثر ابن شبرمة: (رحم الله إبراهيم شدد الناس في النبيذ ورخص فيه)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن جرير].
هو: جرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا ابن شبرمة].
هو: عبد الله بن شبرمة وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن إبراهيم].
إبراهيم وقد مر ذكره.
شرح أثر ابن المبارك: (ما وجدت الرخصة في المسكر عن أحد صحيحاً إلا عن إبراهيم)

[حدثنا عبيد الله بن سعيد عن أبي أسامة أنه قال: سمعت ابن المبارك رحمه الله يقول: ما وجدت الرخصة في المسكر عن أحد صحيحاً إلا عن إبراهيم]. أورد النسائي هذا الأثر عن عبد الله بن المبارك أنه قال: (ما وجدت الرخصة في المسكر عن أحد صحيحاً إلا عن إبراهيم)، ولعل المقصود بهذا القليل من الذي يسكر؛ لأنه لا يسكر، وهذا قال به بعض فقهاء الكوفة، ولكن الجمهور من أهل العلم على أنه حرام، أخذاً بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وإلا فإن المسكر لا يبيحه إبراهيم ولا غيره، ولكن المقصود منه القليل الذي لا يسكر من الذي يسكر.
تراجم رجال إسناد أثر ابن المبارك: (ما وجدت الرخصة في المسكر عن أحد صحيحاً إلا عن إبراهيم)


قوله: [حدثنا عبيد الله بن سعيد].هو: عبيد الله بن سعيد السرخسي اليشكري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي.
[عن أبي أسامة].
هو: أبو أسامة حماد بن أسامة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن المبارك].
ابن المبارك وقد مر ذكره.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #913  
قديم 21-10-2022, 01:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,355
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح أثر أبي أسامة: (ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك ...)

[أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت أبا أسامة يقول: ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك الشامات ومصر، واليمن، والحجاز].أورد النسائي هذا الأثر، وهو لا علاقة له بالترجمة، وهي: الاختلاف على إبراهيم فيما يتعلق بالنبيذ؛ لأن هذا ثناء على عبد الله بن المبارك، ولعل ذلك بمناسبة ذكر عبد الله بن المبارك وذكر كثير مما ورد عنه في هذا الباب بما يتعلق بكتاب الأشربة، يعني: رواياته كثيرة، يعني: رواية سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك كثيرة، فلعله بهذه المناسبة، وهي كونه جاء عنه روايات كثيرة في هذا الكتاب، الذي هو كتاب الأشربة، ذكر طلبه للعلم، وأنه ما رأى أحداً أطلب منه للعلم، وذكر الجهات التي ذهب إليها: الشام، واليمن، ومصر، والحجاز، وهو مروزي من أهل مرو، معناه: أنه أخذ العلم في بلده ثم انتقل إلى البلاد الأخرى، حيث ذهب إلى الشام، وقال: الشامات، المقصود به البلاد الشامية.
وهذا يشبه الأثر الذي ذكره مسلم في كتابه عندما جاء في طرق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فيما يتعلق بأوقات الصلاة، فإنه لما أورد الطرق الكثيرة أورد معها أثراً عن يحيى بن أبي كثير اليمامي في إسناده إليه قال: [لا يستطاع العلم براحة الجسم]، يعني: أنه هذه الروايات الكثيرة وهذا العلم الذي جمعت طرقه لا يحصل إلا بالتعب، والنصب، والمشقة، فلعل صنيع النسائي رحمه الله، في ذكره للأثر عن عبد الله بن المبارك الذي يدل على طلبه للعلم، والعناية فيه، واجتهاده فيه، ورحلته فيه، أنه لما مرت الروايات الكثيرة عنه في هذا الباب أو في هذا الكتاب، رأى أنه يذكر هذه الكلمة من أبي أسامة حماد بن أسامة، يعني: ذكر هذا الثناء عليه في رحلته، وكثرة أخذه عن العلماء في البلاد المختلفة.
تراجم رجال إسناد أثر أبي أسامة: (ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك ...)

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت أبا أسامة].أبو أسامة هو حماد بن أسامة وقد مر ذكره.
ذكر الأشربة المباحة


شرح حديث: (كان لأم سليم قدح ... سقيت فيه رسول الله كل الشراب ...)


[ذكر الأشربة المباحة.أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ( كان لـأم سليم
رضي الله عنها، قدح من عيدان، فقالت: سقيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الشراب: الماء، والعسل، واللبن، والنبيذ )].أورد النسائي هذه التراجم: وهي الأشربة المباحة.
لما ذكر في التراجم السابقة الأشربة المحظورة والمشتبهة ذكر هنا الأشربة المباحة، وأورد النسائي حديث أم سليم وهي: أم أنس بن مالك رضي الله تعالى عن الجميع، قالت: [إنه كان لها قدح من عيدان]، وقيل: المقصود بالعيدان: النخل الطوال، يؤخذ منها أوعية، وقد سبق أن مر بنا ذكر النقير، وأنه يتخذ من جذوع النخل، فقيل: إنه من عيدان، هو جمع عيدانة، اسم للنخل الطوال، وقيل: إنه من عيدان جمع عود، (وقالت: إنها سقت الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا القدح كل الشراب الماء، والعسل، واللبن، والنبيذ).
والنبيذ طبعاً المقصود به: الشيء الذي ينبذ مثل التمر، ينبذ في الماء من أجل أن يحليه، هذا يقال له: نبيذ، وقد جاء في قصة وفاة عمر رضي الله عنه، لما طعن وجلس مدة قال: كانوا يسقونه اللبن فيخرج من جوفه ويسقونه النبيذ فيخرج من جوفه، يعني: أن النبيذ هو التمر الذي ينبذونه في الماء، أو يجعلونه من أجل أن يحلو ويصير فيه شيء من الحلاوة، كي يستساغ شربه ويناسب.
تراجم رجال إسناد حديث: (كان لأم سليم قدح ... سقيت رسول الله فيه كل الشراب ...)

قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].الربيع بن سليمان يحتمل المرادي، ويحتمل الجيزي، وكل منهما ثقة.
[حدثنا أسد بن موسى].
أسد بن موسى هو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا حماد بن سلمة].
هو: حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن.
[عن ثابت].
هو: ثابت بن أسلم البناني وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو: أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، وهو خادم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[كان لـأم سليم].
أم سليم، وهي: أم أنس رضي الله تعالى عنها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه.
شرح أثر أبي بن كعب: (اشرب الماء واشرب العسل ... الخمر تريد؟)

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: سألت أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبيذ، فقال: اشرب الماء، واشرب العسل، واشرب السويق، واشرب اللبن الذي نجعت به، فعاودته، فقال: الخمر تريد؟ الخمر تريد؟].أورد النسائي هذا الأثر عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أنه سأله عبد الرحمن بن أبزى عن النبيذ فأرشده إلى أن يشرب أشياء مباحة ما فيها إشكال، وأن يدع ذلك الذي سأل عنه، فقال له: (اشرب الماء، واشرب العسل، واشرب السويق، واشرب اللبن الذي نجعت به)، يعني: الذي غذيت به؛ لأن غذاء الإنسان هو اللبن والحليب، وإن أول ما ينشأ الإنسان يتغذى بالحليب، فمعنى (الذي نجعت به) أي: الذي غذيت به في أول أمرك والذي نشأت عليه.
قوله: (فعادوته)، يعني: أعاد عليه السؤال، وكرر عليه السؤال (فقال: الخمر تريد؟ الخمر تريد؟) ومن المعلوم أن هذا الذي قاله من باب الاحتياط، وإلا فإن من النبيذ ما لا شبهة فيه، ولا إشكال فيه، لكن الشيء الذي فيه شبهة بعض العلماء يتحرز منه، وإن كان ما كان سليماً فهو سائغ، وما كان غير سليم فهو الذي لا يسوغ ولا يجوز، لكن الشيء الذي فيه شبهة بعض أهل العلم يتحرز منه.
تراجم رجال إسناد أثر أبي بن كعب: (اشرب الماء واشرب العسل... الخمر تريد؟)

قوله: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان].سفيان هو الثوري وقد مر ذكره.
[عن سلمة بن كهيل].
سلمة بن كهيل، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ذر بن عبد الله].
ذر بن عبد الله، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى].
هو: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
أبوه عبد الرحمن بن أبزى وهو صحابي صغير، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بن كعب].
أبي بن كعب رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر ابن مسعود: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

[أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم أنه حدثنا القواريري حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن محمد عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، فما لي شراب منذ عشرين سنة، أو قال أربعين سنة إلا الماء والسويق، غير أنه لم يذكر النبيذ]. أورد النسائي هذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، وليس لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء والسويق ولم يذكر النبيذ)، وإنما ذكر الماء والسويق.
تراجم رجال إسناد أثر ابن مسعود (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم].هو أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم، وهذا هو الذي يأتي ذكره كثيراً: أبو بكر بن علي، يعني: هنا ذكره بنسبه ولم يذكره بكنيته، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا القواريري عن معتمر بن سليمان].
القواريري مر ذكره.
ومعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو: سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد].
هو: محمد بن سيرين البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبيدة].
هو: عبيدة بن عمرو السلماني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن مسعود].
هو عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر عبيدة: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة أنه قال: أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، وما لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء، واللبن، والعسل]. أورد النسائي هذا الأثر عن عبيدة بن عمرو السلماني مثل كلام ابن مسعود، قال: (أحدث الناس أشربة ما لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء، والعسل، واللبن)، يعني: أن الأشربة المباحة، والمشتبهة يتجنبها، ويبتعد عنها.
تراجم رجال إسناد أثر عبيدة: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

قوله: [أخبرنا سويد عن عبد الله عن ابن عون].ابن عون، هو: عبد الله بن عون، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن سيرين عن عبيدة].
وقد مر ذكرهما.
شرح أثر طلحة بن مطرف: (... ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي)

[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن ابن شبرمة أنه قال: قال طلحة لأهل الكوفة: في النبيذ فتنة؛ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، قال: وكان إذا كان فيهم عرس كان طلحة وزبيد يسقيان اللبن والعسل، فقيل لـطلحة: ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي].ثم أورد النسائي هذا الأثر عن طلحة بن مصرف [قال طلحة لأهل الكوفة: في النبيذ فتنة؛ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، قال: وكان إذا كان فيهم عرس كان طلحة وزبيد يسقيان اللبن والعسل].
قوله: (كان طلحة، وزبيد)، هما طلحة بن مصرف اليامي وزبيد بن الحارث اليامي، وقوله: (يسقيان العسل واللبن) يعني: في مناسبة العرس، (فقيل له: ألا تسقيهم النبيذ؟ قال إني أكره أن يسكر مسلم في سببي).
وهذا ليس المقصود منه: أنه معروف بأنه يسكر، لكن احتمال أن يحصل فيه إسكار، فهو يسقيهم الشيء الذي هو مباح، والذي لا شبهة فيه، والشيء الذي قد يصل إلى حد الإسكار وقد يقع أن يسكر أحد بسبب شربه، وإن كان قد يظن أنه غير مسكر فيتبين أنه مسكر، فيقول: (لا أحب أن يسكر أحد بسببي)، يعني: بكوني أسقيته، وكوني ناولته شيئاً كنت أظنه لم يصل إلى حد الإسكار ثم بلغ حد الإسكار وسكر بسبب ذلك، لا أحب أن يحصل ذلك بسببي.
تراجم رجال إسناد أثر طلحة بن مطرف: (... ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن ابن شبرمة عن طلحة].كل هؤلاء مر ذكرهم.
[عن طلحة].
هو: طلحة بن مصرف اليامي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[و زبيد بن الحارث اليامي].
هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر جرير: (كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن)

[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير قال: كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن].أورد النسائي هذا الأثر عن ابن شبرمة: أنه كان لا يشرب إلا الماء واللبن، والأشربة الأخرى كان يتجنبها، وهذا من باب الاحتياط والورع، وإلا فإن هناك أشربة فيها سلامة، لا سيما مثل الشيء إذا عصر وشرب طرياً، فإن هذا بعيد عن الإسكار، ولا علاقة له بالإسكار، ولكنه كان أي: ابن شبرمة رحمة الله عليه، لا يشرب إلا الماء واللبن.
تراجم رجال إسناد أثر جرير: (كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير قال: كان ابن شبرمة].وقد مر ذكر الثلاثة.
تم بفضل الله اليوم الخميس
20/10/2022 مـــ
24من ربيع الاول 1444 ه




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 131.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.55 كيلو بايت... تم توفير 2.84 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]