|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أتغلب على الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام؟
كيف أتغلب على الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام؟ أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة بداخلها رغبةٌ في الانتقام مِن أستاذها الذي آذاها؛ فقد جعلها محبطة، وشوَّه سُمعتها، والآن تجلس في بيتها ولديها حالة نفسية سيئة، وتريد الانتقام منه، لكنها لا تستطيع. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ مُشكلةٌ نفسيَّةٌ وأمُرُّ بضائقةٍ منذ أكثر مِن خمس سنوات، وبسببها أصبح بداخلي حِقدٌ كبيرٌ ورغبةٌ في الانتقام مِن شخصٍ أذاني كثيراً، وهذا الشخصُ هو أستاذي! هذا الأستاذُ كلما رأى فتاةً ذكيةً وخلوقًا، وتضع أهدافًا وتسير عليها، يهتمُّ بها بصورةٍ غير طبيعية، ومُبالغ فيها جدًّا، وتصبح هذه الفتاة شُغله الشاغل، فيتكلم عنها مع المعلمين، وفي المدرسة وخارجها، ويبقى حولها دائمًا ليفرض عليها وجهات نظرِه التي تنص على أن الفتاةَ مهما كانتْ طَموحًا لا تُلائِمُها إلا وظيفة واحدةٌ، وهي وظيفةُ المعلمة! وكأنه يتفنَّن في صُنع النسَخ المُكرَّرة! هذا غيرُ الإحباط الذي أصبت به، فقد شكتْ إليه بعضُ الطالبات اهتمامه الزائد بي، وضجرهنَّ منِّي بسببه؛ لأنهن أيضًا مجتهدات ومتفوِّقات، وأصبحت المُضايَقاتُ تأتي منهنَّ، حتى إنني كنتُ أُشْتَم بسببه! حدث في مرة أن تشاجرتْ معه طالبةٌ بسبب كلمة قلتها لها على لسانه، وحمَّلَني أنا المسؤولية! ومن ذلك اليوم وهو يُعاملني مُعاملة رخيصة، ويسخر مني، وكل الأساتذة أصبحوا ضدي فقد شوَّه سُمعتي أمامهم! حاولتُ أن أشرحَ له فرفض أن يسمعني؛ فكرهتُه، ودفنتُ الغلَّ بداخلي، ومثَّلتُ أن الأمورَ طبيعيَّة. الآن أنا أجلس في البيت وأصابتْني حالة نفسيةٌ سيئةٌ، فلا أقوى على مُواجَهة الناس أو الدنيا بداخلي بركان وأكاد أموت، ولا أستطيع أن أخرجه! الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نُرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكر لك ذلك، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. وأودُّ أن أُحَيِّي ما لمستُه فيك مِن طُموحٍ ورغبةٍ في تحقيقه؛ بدليل شعورك بالأسى لتقاعُسك عن ذلك، كما أُحَيِّي ثقتك في إمكاناتك وقدراتك، وهي جميعًا سِمَاتٌ إيجابيةٌ تُحْسَبُ لك، وأتمنى منك تعزيزها، والسعي لإبعاد وإنهاء السمات التي تعيقها، وتعيق غيرها من الإيجابيات لديك. فرغم ما عرضتِه من المزايا التي تتسمين بها، إلا أني أستشفُّ من رسالتك أنك تتسمين (بالمبالغة العاطفية)، والتي تتمثَّل في المصطلح المشاع استخدامًا: (الحساسية)، فالاتِّسامُ بتلك الصِّفة على نحوٍ مُتزنٍ يُعَدُّ أمرًا حميدًا، بل هي ميزة تحسب للإنسان، لكن مبالغتك فيها وانسياقك وراء تأثيراتها السلبية، لم يحولها إلى عائقٍ أمام تحقيق طموحاتك وحسب، بل جعلها سببًا في مشاعر الحزن والغضب الداخلي لديك، وسحب أفكارك إلى الانتقام، وغير ذلك. ولذلك، فإنَّ مشكلتك الحقيقية - يا عزيزتي - تكمُن في ردِّ فعلك النفسيِّ، والانفعاليِّ، والفكريِّ، تجاه أول تحدٍّ حقيقيٍّ لنجاحك وتفوقك، بل إنَّ ما واجهتِه مِن زميلاتك أو أساتذتك يُعَدُّ مِن التحديات الشائعة التي لم يسلمْ منها أيُّ شخص تميَّز بنجاحٍ أو تفوَّق وتألَّق فيه، لكن تركيز هؤلاء على أهدافهم، وعدم سماحهم لأيِّ أمر آخر أن يصرفهم عنه، وقيامهم بتحويل التحديات التي واجهتهم إلى (دوافع) جعلتهم يُواصلون تقدُّمهم بإصرارٍ - هو الذي أوصلهم إلى المراتب التي عُرفوا فيها لاحقًا. ولك يا عزيزتي في نهج أمثال هؤلاء نموذجٌ أرجو منك المسارعة إلى تبَنِّيه، ودعي التفكير تمامًا في كلِّ ما فاتك مِن مُضايقات أو مواقف مُؤلمة على النحو الذي تعتمدينه الآن، بل حوِّلي تلك الذكريات إلى دوافع تُثير في نفسك رُوحَ تحدٍّ وإصرارٍ على إثبات ذاتك، وإنصاف إمكاناتك وذكائك، فإنَّ الأمر يكمُن في قدرتك على اتخاذ قرار كهذا، ثم تَوَكَّلي على الله تعالى واسأليه التوفيق، واحتسبي له كلَّ ما كان ممن أساؤوا إليك، ومما قد يكون مستقبلًا مِن غيرهم، ولك في سِيَر الأنبياء والصالحين أُسوة حسنةٌ في ثباتهم ومُواجهة ما اعترضهم مِن تحدِّيات جسامٍ. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك كله، ويفتحَ لك أبواب الخير، وينفع بك وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطَّيبة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |