تخريج حديث: إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4445 - عددالزوار : 875484 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3978 - عددالزوار : 407026 )           »          Free relationships without drama and obligations. (اخر مشاركة : elfarsy - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الخازن الأمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ترتيب الأولويات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          السلفيون وحفــــــظ الأوطــــــان:الـمنــهـــج والـتـطـبـيــق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 3577 )           »          أنا خيرٌ منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التربية في زمن متسارع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-08-2023, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,159
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها

تخريج حديث: إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها
الشيخ محمد طه شعبان

عن ابن عمر، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ عَرَك عارضيه بعض العَرْك، ثم شبَّك لحيته بأصابعه من تحتها. (1/ 148) و (1/ 166) و (1/ 187).
ضعيف.

قلت: ورد فيه أحاديث لا تخلو طرقها من ضعف، ومن حسَّنه لغيره فهو محتمل، والله أعلم.

أولًا: حديث عثمان رضي الله عنه.
أخرجه عبد الرزاق (125)، وابن أبي شيبة (113) و (36459)، وعبد بن حميد (62)، والدارمي (731)، والترمذي في «الجامع» (31)، وفي «العلل» (19)، وابن ماجه (430)، وابن أبي خيثمة في «تاريخه» (4415)، والبزار (393)، وابن الجارود (72)، وابن خزيمة (151) و (152) و (167)، وابن المنذر في «الأوسط» (2/ 29)، وابن حبان (1081)، والدارقطني (286) و (287) و (302)، والحاكم (527)، والبيهقي في «الكبير» (246) و (295)، وفي «الصغير» (92)، وفي «معرفة السنن» (711)، وفي «الخلافيات» (128)، والضياء في «المختارة» (343) و (344) و (345) و (346)، عن إسرائيل بن يونس، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُخلِّل لحيته.
وهو عند بعضهم مطول.

وعند بعضهم فيه تخليل اللحية ثلاثًا؛ ولفظه: «رأيت عثمان، توضأ فغسل وجهه[1]، واستنشق، ومضمض ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وخلل لحيته ثلاثًا، حين غسل وجهه قبل أن يغسل قدميه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل الذي رأيتموني فعلت».

قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».

وقال في «العلل»: «قال محمد: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان، قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث؟ فقال: هو حسن».

وقال الحاكم: «وقد اتفق الشيخان على إخراج طرق لحديث عثمان في دبر وضوئه، ولم يذكرا في رواياتهما تخليل اللحية ثلاثًا، وهذا إسناد صحيح، قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعنًا بوجه من الوجوه، وله في تخليل اللحية شاهد صحيح عن عمار بن ياسر، وأنس بن مالك، وعائشة ﭫ» اهـ.

وقال ابن المنذر في «الأوسط» (2/ 29): «الأخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خلل لحيته قد تُكلم في أسانيدها، وأحسنها حديث عثمان».

وقد ورد عن يحيى بن معين تضعيف هذا الحديث.

قال ابن أبي خيثمة في تاريخه» (3/ 187): «سئل يحيى بن معين عن حديث إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، قال: ضعيف».

وورد تضعيفه عن ابن حزم، فقال في «المحلى» (1/ 284): «لا يصح حديث عثمان من طريق إسرائيل، وليس بالقوي، عن عامر بن شقيق، وليس مشهورًا بقوة النقل».

وقد أعل ابن التركماني الحديث في «الجوهر النقي» (1/ 54)، فقال: «في سنده عامر بن شقيق، قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقد اخرج الشيخان حديث عثمان في الوضوء من عدة طرق، ولا ذكر للتخليل في شيء منها» اهـ.

قلت: والأمر كما قال، فلو كان التخليل ثابتًا لذكره الثقات الذين رووا حديث عثمان في الوضوء، والله أعلم.

وعامر بن شقيق قد طعن فيه الأئمة.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 322): «سئل يحيى بن معين عن عامر بن شقيق، فقال: ضعيف الحديث.

سألت أبي عن عامر بن شقيق، فقال: شيخ ليس بقوي، وليس من أبي وائل بسبيل» اهـ.

وفي «العلل ومعرفة الرجال» رواية المروذي (99)، عن أحمد: «وذكر عامر بن شقيق، الذي روى عن أبي وائل، فتكلم فيه بشيء».

وقال مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال» (7/ 137): «وفي كتاب الخلال عن أحمد بن حنبل: ليس بثقة».

وقال الحافظ في «التقريب»: «لين الحديث».
وقد رُوي الحديث عن عثمان من طريق أخرى، ولكنها لا تفيد.

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6253)، وفي «مسند الشاميين» (2402)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 206)، من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، قال: حدثنا شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فخلل لحيته، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخرساني إلا شعيب بن رزيق».
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء، تفرد به شعيب».

محمد بن معاوية النيسابوري.
قال أحمد بن حنبل، كما في «الضعفاء الكبير» (5/ 408): «محمد بن معاوية النيسابوري، كذاب».

وقال ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (2/ 689): «سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن معاوية، كذاب».

وقال ابن الجنيد في «سؤالاته» (565): «قلت ليحيى: بلغنا موت محمد بن معاوية النيسابوري، فقال: الحمد لله الذي أماته، فإنه كان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إبراهيم بن الجنيد: يعني: يكذب من غير تعمد، وكان رجلًا صالحًا، وجاور، وما زال بمكة حتى مات» اهـ.

وقال الدارقطني في «سؤالات البرقاني» (456): «يضع الحديث، متروك».
وقال في «الضعفاء والمتروكين» (473): «يكذب».
وقد روي عن المسيب من وجه آخر.

قال ابن أبي حاتم في «العلل» (2/ 14): «سألت أبي عن حديث رواه بقية، عن أبي سفيان الأنماري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه توضأ وخلل لحيته.

فقال: هذا حديث موضوع، وأبو سفيان الأنماري مجهول».

قلت: وهذا الحديث له شواهد، وإليك بيانها:
ثانيًا: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وله عن أنس رضي الله عنه طرق:
الطريق الأول: أخرجه الذهلي في «الزهريات» كما في «الأحكام الوسطى» (1/ 35)، و«بيان الوهم» (5/ 220)، و«التلخيص الحبير» (1/ 149)، قال: حدثنا محمد بن خالد الصفار من أصله، وكان صدوقًا، وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1691)، عن كثير بن عبيد الحذاء، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (529)، عن محمد بن وهب بن أبي كريمة، ثلاثتهم، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، وخلل لحيته بأصابعه من تحتها، وقال: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي».

كثير بن عبيد الحذاء، وثقه أبو حاتم.
ومحمد بن خالد الصفار، لم أجد من ترجمه، ولكن الذهلي قال: إنه صدوق.
ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، صدوق.
ومحمد بن حرب الخولاني، المعروف بالأبرش، كاتب الزبيدي، ثقة.
والزبيدي؛ هو محمد بن الوليد بن عامر، ثقة ثبت، من كبار أصحاب الزهري.

قال ابن الجنيد في «سؤالاته» (147): «سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع: من أثبت من روى عن الزهري؟ فقال: مالك بن أنس، ثم معمر، ثم عقيل، ثم يونس، ثم شعيب، والأوزاعي، والزبيدي، وسفيان بن عيينة، وكل هؤلاء ثقات. قلت ليحيى: أيما أثبت: سفيان أو الأوزاعي؟ فقال: «سفيان ليس به بأس، والأوزاعي أثبت منه، والزبيدي أثبت منه؛ يعني: من سفيان بن عيينة» اهـ.

قلت: وهذا الطريق هو أقوى طرق الحديث، وهو معل.
فقد رواه يزيد بن عبد ربه، وهو ثقة، عن محمد بن حرب منقطعًا.
ورجح الحافظ ابن حجر الرواية المنقطعة، وأعل الرواية المتصلة بها.

قال الحافظ في «التلخيص» (1/ 150): «رجاله ثقات، إلا أنه معلول، قال الذهلي: حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، أنه بلغه عن أنس. وصححه الحاكم قبل ابن القطان أيضًا، ولم تقدح هذه العلة عندهما فيه» اهـ.

ورجح الرواية المنقطعة أيضًا محمد بن يحيى الذهلي، فقال عقبها كما في «بيان الوهم» (5/ 221): «المحفوظ عندنا حديث يزيد بن عبد ربه، وحديث الصفار واهٍ».

ورجحها أيضًا ابن القيم.

فقال في «حاشية السنن» (1/ 246): «وتصحيح ابن القطان لحديث أنس من طريق الذهلي فيه نظر؛ فإن الذهلي أعله، فقال في «الزهريات»، وحدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، أنه بلغه عن أنس بن مالك، فذكره، قال الذهلي: هذا هو المحفوظ» اهـ.

وأما عبد الحق الإشبيلي فقد رجح الرواية المتصلة.

فقال في «الأحكام الوسطى» (1/ 36)، عقب ذكره للرواية المتصلة: «فهذا عندي صحيح، لا تضره رواية من رواه عن محمد بن حرب عن الزبيدي، قال: بلغني عن أنس، فليس من لم يحفظ حجة على من حفظ» اهـ.

ورجح الرواية المتصلة أيضًا ابن القطان الفاسي.

فقال في «بيان الوهم والإيهام» (5/ 220): «هذا الإسناد صحيح، ولا يضره رواية من رواه عن محمد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس؛ فقد يراجع كتابه، فيعرف منه أن الذي حدثه به هو الزهري، فيحدث به، فيأخذه عنه الصفار وغيره» اهـ.

وقد تعقبه ابن القيم في «حاشية السنن» (1/ 246)، بقوله: «وهذه التجويزات لا يلتفت إليها أئمة الحديث، وأطباء علله، ويعلمون أن الحديث معلول بإرسال الزبيدي له، ولهم ذوق لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات والاحتمالات» اهـ.

الطريق الثاني: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (452)، ومن طريقه الضياء (2096)، قال: حدثنا أحمد بن خليد، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خلل لحيته.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا إسماعيل بن جعفر، تفرد به إسحاق بن عبد الله».

قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لأجل إسحاق بن عبد الله، وهو أبو يعقوب التميمي الأذني، فقد ترجمه ابن حبان في «الثقات» (8/ 120)، ولم يُعرف بجرح ولا تعديل.

وفي الإسناد أيضًا عنعنة حميد الطويل.

وأحمد بن خليد.
ترجمه ابن حبان في «الثقات» (8/ 53)، وترجمه الذهبي في «السير» (13/ 489)، وقال: «كان صاحب رحلة ومعرفة، ما علمت به بأسًا».

وإسماعيل بن جعفر، ثقة ثبت.
الطريق الثالث: أخرجه ابن أبي شيبة (106)، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ يخلل لحيته.

قلت: هذا الإسناد فيه علتان:
العلة الأولى: الانقطاع بين موسى بن أبي عائشة ويزيد الرقاشي، فموسى بن أبي عائشة، ثقة، ولكنه يرسل، وقد عنعن هنا، وقد أدخل في بعض الطرق رجلًا بينه وبين يزيد الرقاشي.

العلة الثانية: يزيد بن أبان الرقاشي، فقد أجمع الأئمة على ضعفه، لا سيما في حديث أنس رضي الله عنه.

قال أحمد كما في «الجرح والتعديل» (9/ 252): «كان منكر الحديث، وكان شعبة يحمل عليه، وكان قاصًّا».

وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 252): «كان واعظًا، بكاء، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عبادة، وفي حديثه صنعة».

ومعنى في حديثه صنعة: أنه يتصرف فيه، ولا يأتي به على الوجه.

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين»: «متروك».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 448): «ممن غفل عن صناعة الحديث، وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وكان قاصًّا يقص بالبصرة ويبكي الناس، وكان شعبة يتكلم فيه بالعظائم» اهـ.

وأخرجه ابن أبي شيبة (36465)، وابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 526)، وأبو جعفر بن البختري (549)، من طريق الحسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خلل لحيته.

فأدخل هنا موسى بن أبي عائشة رجلًا بينه وبين يزيد الرقاشي.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (3/ 80)، من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، عن موسى بن أبي عائشة، عن زيد بن أبي أنيسة الجزري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته، فقلت: لم تفعل هذا يا نبي الله؟ قال: «أَمَرَنِي بِهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ».

فسُمي في هذا الطريق الرجل الذي بين موسى بن أبي عائشة، وبين يزيد الرقاشي، وهو زيد بن أبي أنيسة الجزري، وهو ثقة له أفراد، ولكن هذا الطريق لا يثبت؛ لأجل أبي الأشهب جعفر بن الحارث.

قال ابن معين في «رواية الدوري» (3/ 487): «أبو الأشهب الكوفي؛ هو جعفر بن الحارث، ليس حديثه بشيء».
وقال مرة: «ليس بثقة».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 506): «حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: جعفر بن الحارث الواسطي، أبو الأشهب، عن منصور، في حفظه شيء، يكتب حديثه. وقال في موضع آخر: جعفر بن الحارث، أبو الأشهب الواسطي، منكر الحديث» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 250): «كان يخطئ في الشيء بعد الشيء، ولم يكثر خطؤه حتى يصير من المجروحين في الحقيقة، ولكنه لا يحتج به إذا انفرد، وهو من الثقات يقرب، وهو ممن أستخير الله فيه» اهـ.

قلت: وقد انفرد بذكر زيد بن أبي أنيسة في هذا الحديث.

وأخرجه الحاكم (530)، من طريق موسى بن أبي عائشة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وخلل لحيته، وقال: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي».
فسقط رجلان من الإسناد.

قال ابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 525- 527): «سألت أبي عن حديث رواه مروان الطاطري، عن أبي إسحاق الفزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه توضأ وخلل لحيته، وقال: بهذا أمرني ربي عز وجل؟ فقال أبي: هذا غير محفوظ.

وحدثنا أحمد بن يونس، عن الحسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبي: هذا الصحيح، وكنا نظن أن ذاك غريب، ثم تبين لنا علته: تَرَك من الإسناد نفسين؛ وجعل: موسى عن أنس» اهـ.

ورُوي هذا الحديث عن يزيد الرقاشي من طرق أخرى.

فقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (1/ 386)، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا خلاد الصفار، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته، وقال: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي»، وأدخل عبيد الله يده اليمنى تحت ذقنه كأنه يرفع لحيته إلى السماء.

عبيد الله بن موسى؛ هو العبسي، ثقة.
وخلاد الصفار؛ هو ابن عيسى، لا بأس به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (114) و (36466)، وابن عدي في «الكامل» (10/ 319)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (1671)، عن وكيع، عن الهيثم بن جَمَّاز، عن يزيد بن أبان، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ لِحْيَتَكَ».
والهيثم بن جماز، متروك.

وأخرجه ابن ماجه (431)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته، وفرج أصابعه مرتين.

محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، صدوق.

يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري، ضعيف.

وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (520)، وابن جميع الصيداوي في «معجم الشيوخ» (ص279)، من طريق شجاع بن الوليد أبي بدر، قال: أخبرنا الرحيل بن معاوية، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الرحيل إلا شجاع بن الوليد».

شجاع بن الوليد أبو بدر، صدوق، له أوهام.
والرحيل بن معاوية، ليس به بأس.

وأخرجه ابن حبان في «الثقات» (8/ 304)، من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوضأ ثلاثًا، وخلل لحيته مرتين، وقال: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي».

قال ابن حبان: «الحديث باطل، ويزيد الرقاشي قد تبرأنا من عهدته».

قلت: جميع هذه الطرق مدارها على يزيد بن أبان الرقاشي، وقد تقدم الكلام فيه، لا سيما في روايته عن أنس.
وتوبع يزيد الرقاشي، تابعه قتادة.

فقد أخرجه الدارقطني في «سننه» (557)، من طريق المعمري، قال: أخبرنا داود بن رشيد، قال: أخبرنا عبد الله بن كثير بن ميمون، عن الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، قال: حدثني قتادة، ويزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ عَرَك عارضيه بعض العَرْك، وشبك لحيته بأصابعه.

قلت: وهذه المتابعة لا تثبت.
والمعمري؛ هو الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري.

قال ابن عدي في «الكامل» (3/ 545- 547): «رفع أحاديث وهي موقوفة، وزاد في المتون أشياء ليس فيها.

سمعت ابن سعيد يقول: سألت عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن المعمري، فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قومًا يوصلون الحديث.

وأما ما ذُكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في المتون، فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، وفي حديثهم وفي حديث ثقاتهم، فإنهم يرفعون الموقوف ويوصلون المرسل ويزيدون في الأسانيد، ولولا التطويل لذكرت شيئًا من ذلك.

والمعمري كما قال عبد الله بن أحمد لا يتعمد الكذب، ولكن صحب قومًا من البغداديين يزيدون ويوصلون. والله أعلم» اهـ.

وعبد الواحد بن قيس.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 23): «أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: أخبرنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، وذُكِر عنده عبد الواحد بن قيس الذي روى عنه الاوزاعي، فقال: كان شبه لا شيء، قلت ليحيى: كيف كان؟ قال كان الحسن ابن ذكوان يحدث عنه بعجائب.

سمعت أبي يقول: لا يعجبني حديثه» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 138): «ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بما يخالف الثقات، وإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الأثبات فيه، فحسن» اهـ.

وأخرجه الدارقطني (558) و (559)، من طريقين، عن الأوزاعي، قال: حدثني عبد الواحد بن قيس، عن قتادة، ويزيد الرقاشي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ، مثله، مرسلًا.

قال الدارقطني: «والمرسل هو الصواب».

قلت: وقد رُوي الحديث عن عبد الواحد بن قيس، من مسند ابن عمر رضي الله عنهما، كما سيأتي.

وتبيَّن أن هذا الطريق برمته لا يثبت؛ لما فيه من ضعف شديد، واضطراب.

الطريق الرابع: أخرجه أبو يعلى (3487)، ومن طريقه ابن عدي (4/ 38)، قال: حدثنا عمرو بن حصين، قال: حدثنا حسان بن سياه، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته.

قال ابن عدي بعدما ذكر لابن سياه عدة أحاديث، وذكر هذا منها: «حسان بن سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 330): «حسان بن سياه، منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه» اهـ.

قلت: وعمرو بن حصين، متروك، كما قال الدارقطني، وابن حجر.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 229): «عمرو بن حصين البصري العقيلي، سمع منه أبي، وقال: تركت الرواية عنه، ولم يحدثنا بحديثه، وقال: هو ذاهب الحديث ليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حسانًا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة، فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه.

وسئل أبو زرعة عنه عندما امتنع من التحديث عنه، فقال: ليس هو في موضع يحدَّث عنه، هو واهي الحديث» اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 6): «عمرو بن الحصين الكلابي، بصري، حدث بغير حديث عن الثقات، منكر»، ثم ذكر له عدة أحاديث، ثم قال: «وهذه الأحاديث لا يرويها بأسانيدها غير عمرو بن الحصين، وهو مظلم الحديث، ويروي عن قوم معروفين، وله غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه كما ذكرته» اهـ.

الطريق الخامس: أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (313)، وأبو يعلى (4269)، وتمام في «فوائده» (725)، والبيهقي في «الكبير» (247)، والضياء في «المختارة» (2708)، من طريق أبي المليح الرقي، عن الوليد بن زروان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما غسل وجهه أخذ كفًّا من ماء، فخلل لحيته بها من باطنها، وقال: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى».

أبو المَليح الرقي؛ هو الحسن بن عمر، أو عمرو بن يحيى، ثقة.
والوليد بن زروان، مجهول الحال، ولم يتبيَّن سماعه من أنس.

فقد ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 144)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 4)، والمزي في «التهذيب» (31/ 12)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وقال ابن حجر في «التلخيص» (1/ 149): «مجهول الحال».

وقال الآجري في «سؤالاته» (1796): «سألت أبا داود عن الوليد بن زروان، حدث عن أنس؟ قال: جزري، لا ندري سمع من أنس أم لا؟».

الطريق السادس: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2976) و (5127)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/ 257)، من طريق عتاب بن محمد بن شوذب، عن عيسى الأزرق، عن مطر الوراق، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده تحت حنكه، فخلل لحيته، فقلت: ما هذا؟ قال: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ».

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن مطر الوراق إلا عيسى الأزرق، ولا عن عيسى إلا عتاب بن محمد، تفرد به داود بن حماد».

عتاب بن محمد بن شوذب.
ذكره ابن حبان في «الثقات» (7/ 295)، وقال: «مستقيم الحديث».

وعيسى الأزرق؛ هو ابن موسى البخاري، لقبه غُنْجار، صدوق ربما أخطأ، وربما دلس.
ومطر بن طهمان الوراق، صدوق كثير الخطأ، روايته عن أنس مرسلة.

قال أبو زرعة في «الجرح والتعديل» (8/ 287): «روايته عن أنس مرسل، لم يسمع مطر بن أنس شيئًا».

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 161.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 160.10 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.09%)]