إنها همة مبدع غيور - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853373 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388533 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214001 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2019, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي إنها همة مبدع غيور

إنها همة مبدع غيور


د. محمود حسن محمد





أهم ما يُمَيِّز إبداعات الشخصية المسلمة هو توفُّر الهمَّة الحضارية، التي تجعل المبدِع يتطلع دائمًا لبلوغ المعالي، والقيام بالمسؤوليات الصغيرة والكبيرة، والثبات على الحق، فلا يضعف أمام مطمع أو إغراء؛ يقول الفاروق عمر - رضي الله عنه -: "لا تصغر همتك، فإنِّي لم أرَ أقعد بالرجل من سقوط همته"، فالهمة العالية هي التي ميَّزت عصورنا الإسلامية الأولى، وجعلتْ من أسلافنا الكرام علماء، ومبدعين، ومجاهدين، ومفكِّرين، وأدباء، وعباقرة.



وعلى صعيد الهِمَم يُفَرِّق ابنُ القيم بين هِمَّتَيْن؛ فيقول: "ولله الهمم ما أعجبَ شأنَها! وأشدَّ تفاوتها! فَهِمَّة متعلِّقة بالعرش، وهمة حائمة حول الأنتان والحش - أي: بيت الخلاء"، فالمُبْدِع الغيور لا يرضى إلا بأعلى الأشياء، وأقوى الأفكار، وأحكم الخطوات، وأصحاب الهِمَم العالية من المبدعين يأتون بالأعمال العظيمة، ويرتقون إلى أعلى الفضائل ليكونوا قدوة للناس؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، إنَّ كثرة الأعباء في حياة المبدع دليلٌ على قوته وشدة تحمله لمسؤوليَّاته، فهو إذا ندم على ما فاته من لحظات، كان منَ الممكن أن تضيف إلى إبداعاته كثيرًا من ألوان الإبداع، يحوِّل هذا الندَم إلى واقع إبداعي جديد، ويكره التسويف كرهه للعمى، ويتجنَّب الكسَل الذي يقتل الهِمَم، ويدفن العزائم.

إنَّ مجتمعاتنا ينْقصها الهمَّة العالية التي تعتبر مفتاحًا للنجاح في الدُّنيا والآخرة، وأداة لنهضة إبداعيَّة حضارية شاملة، فإذا اجتمَعَ في المبدِع التخطيط السليم، وتنظيم الوقت، والغيرة على واقع الناس - اتَّسمَتْ إبداعاتُه بالصِّدْق والوضوح، فصار يحب الخير للناس، كما يحب الخير لنفسه، ويسعى دائمًا لرُقِيّ مجتمعه وبيئته، وتطوُّر إبداعاته باستمرار.

أما عندما يُصبح الدافعُ الإنساني للمُبْدِع إرضاءَ الله - سبحانه وتعالى - فإنَّه ينجح في كلِّ مجالات إبداعاته، فمَن أراد أن يسْعى ويُجاهد، فإنَّ الله - عزَّ وجَلَّ - يسعى إليه، ويُؤيده وينصره، فالله - عز وجل - بعد أنْ منح الإنسان إرادة الاختيار، طلب منه أن يضعَ اختياره فيما ينفع ولا يضر، وفيما يبني ولا يهدم، وفيما يقدِّم ولا يؤخر.

يحتاج المجتمعُ المسلِم في واقعِه المعاصِر إلى كلِّ إبداع يُهَذِّب الغرائز، ويحْفظ الفضائل، وينقِّي مُجتمعاتنا من كل فُحش وسوء يهدم الفِطْرة الإنسانية؛ ليعيش المجتمعُ في سكينةٍ واطمئنان وسعادةٍ.

كما يحتاج إلى أن نحذر كل إبداع يؤدِّي إلى تسطيح الإسلام، وإشغال المسلمين بقضايا هامشية، لا تتقَدَّم معها إلى الأمام، ولا تؤدي بها إلى حُسْن السمع والطاعة والاستجابة لله - عز وجل - وللرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا دعاها لِما يحييها.

كما يحتاج إلى حُسن الاستِفادة مِن تنوُّع الخامات والإمكانات؛ لتقديم الخبرات القوية، والمشروعات العِمْلاقة في أرجاء العالَم الإسلامي، وعماد توظيف هذا كله الهمة الحضارية العالية، والجدية، والتخطيط الواعي، وتكامُل الإمكانات والقدرات؛ كيلا تتوقَّف عن العمل ساعة من ليل أو نهار.

إنَّ الغَيْرة سِمة لازِمة لكلِّ إنسان يُريد النهُوض بنفسه، وبمن حوله، ووجودها في حياة المبدع ألزم؛ كي يفجر منابع اليقَظة في العقول والقلوب، ولدى شبابنا مواهب عظيمة، تحتاج إلى هِمة تحركها وتنشطها للظهور، والفاعلية، والتأثير.

ملامح وآفاق:
تتمَثَّل أهم صِفات المبدع الغيور فيما يلي:
المُجَاهَدة مِن أجل واقعٍ أفضل: فالمبدِعُ الغيور يَمْضي في ضروب العزة ليصنع لأمته مجدًا من النقاء والقيادة.
ولا يَكْره الإسلام أن نبذلَ أقصى جُهدِنا في توفير ضرورات الحياة وإعمارها، بشرط ألاَّ ننسى أن الله عنده حُسن المآب، فنعمل لنَيْل ثواب الدُّنيا والآخرة.
الحِكْمة: فهناك أولويات إبداعية كثيرة في مجتمعاتنا، لا ينهض بها إلا مبدعٌ غيور حكيمٌ، يضع الشيء الصحيح في الموضِع الصحيح، ومن مظاهر حكمته أن يحيط علمًا بالتحديات التي تحيط بِمُجتمعه، وأن هذه التحديات لا يُمكن مواجهتها بالجهود الصغيرة والكسل والتراخي، والرجوع إلى الوراء.
التفاعُل والتفاؤُل:فالمبدِعُ الغيور ينطلق وكله أمَل في التغيير، وأن يرى مستقبل أمته أفضل من حاضِرها وماضيها، فيشعر بالغبْطة والسرور، ويزداد إحساسه بالمسؤولية، خصوصًا وهو يرى أمته تعيش عالة على الأُمم الأخرى، وتستهلك ولا تنتج، وأبناؤها يعيشون على هامِش التقَدُّم المعاصِر، وهم أولى أن يقودوا هذا التقدُّم إلى الأمام.

وأهم معالِم شخصيته:
الصراحة، واتِّساع الأُفُق، وامتلاك القدرة على إعطاء الأفكار وتجديدها ومناقشتها، والإقناع بها؛ ليقوم بالتوريث المنضبط للمعرفة، كما أنَّ إحساسه بالمسؤولية يجعله إيجابيًّا في مواقفِه، مصلحًا في اتجاهاته وعلاقاته، وتخطيطاته، وتحرُّكاته، فيراه الناس وهو يتقَدَّم إلى الأمام دائمًا؛ لأنه صاحب همة لا سقف لها، بل سبع سماوات.

أما الصدق في الإنجاز، فله قيمة عالية متفردة لديه؛ لأنه أساس الواقعية والفاعلية والتأثير، فهو كما قيل: "يقضون الحوائج، ويسعون في الأرض، ويؤدُّون الفرائض"، فلْتكن إبداعاتنا عوْنًا لكلِّ نُهُوض وكل رغبة في التقدُّم والازدهار بما تعْنيه هذه الكلمة مِن حدود وآفاق وإمكانات، ولنؤسس لبناء المبدع الغيور، فبدون هذا المبدع لن ندخل عالَم القوَّة والأقوياء.

أين نحن؟
العَصْر الذي نعيش فيه هو عصْرُ التنافُسات الدَّولية، والتكتُّلات الكبرى، والكيانات القوية، إذ لا مكان فيه للصغير الضعيف، وهو عصر التناقُضات، كما أن هذا العالَم الذي نعيش فيه تزداد أزماته وتتفاقَم، فهو يحتاج إلى الكلمة الطيبة، والبسمة الصادقة، وأخوّة الإنسان لأخيه الإنسان، وتوقف الصراعات المهلكة.

وهو عالَم تَسُودُه فوضى كثيرة، ونزاعات مُهْلِكة، وتَيَّارات جارفة، وأطماع شخصية ودولية لا تقف عند حدود مُعَيَّنة، وفيه مَن يعبد الله ومَن ينساه، وفيه مَن يدعو إلى الله على بصيرة، ومن يحقد ويحسد، وفيه من يمشي مُكبًّا على وجْهه، ومَن يَمْشي سويًّا على صراطٍ مستقيم.

يحتاج هذا العالَم إلى أن تَتَوَقَّف الحُرُوب والنِّزاعات التي تقضي على الإنسان والبيئة، وتشيع الفساد في الأرض بما كسبتْ أيدي الناس، كما يَحْتاج إلى الدواء الشافي مِن كل الأمراض والعِلل، وهو الدِّين الذي يبني الإنسان بناء سليمًا، ويقربه مِن خالقِه، ويصلح البشَر كلهم، عربهم وعجمهم، مسلمهم وغير مسلمهم، فقيرهم وغنيهم.

كما يحتاج إلى أصحاب المبادئ والهِمَم، الذين يحسنون التوَكُّل على الله، ويحسنون اختيار الأفْكار الإبداعيَّة، كما يحتاج إلى توسيع مساحة التقنيات التي تخدم التقدُّمات والحاجات المتجَدِّدة.

فهل آن الأوان لكلِّ مبدع يحب الخير لأمته كي يحافِظ على هذه السِّمة الغالية مِن سِمات المبدعين المتمَيّزين، وهي الهمة العالية، التي تُشَكِّل المحور الأساس لانطلاق كلِّ إبداع جديد له جودة عالية، وأهمية اجتماعية وحضارية.

ومهما تكُن الجُهُود التي نبذلها لإعداد المبدِع، يبقى أن نثير الهمم، ونحفِّز العزائم التي تثابر وتتعب لكي تنمو الشخصية الإبداعية المتميِّزة في أهدافها وخطواتها ونجاحاتها.

كُن إحيائيًّا:
فمُجتمعاتنا تحتاج إلى (المبدِع الإحيائي)، الذي يصلح ما أفْسده الناس، ويُحَرِّك الناس نحو الأهداف النبيلة، والغايات العليا، ومِن أخص مقومات هذا المبدع تشجيع القُدرات وتحفيزها، وتوجيهها نحو العُلُو، والارتفاع والقوة.


إنَّ إكمال مسيرتنا الحضاريَّة يحتاج إلى يقَظة في النفُوس والعقول والقلوب؛ فتحريك الهِمَم حياة للأمم، أمَّا عندما تموت الهِمَم، أو تسقط، أو تنحرف عن الوسطية والهادفية، يصبح التفكيرُ السليم مسْتحيلاً.

ليس إبْداعًا ذلك الذي يسْعى للشُّهْرة والنجُوميَّة، ولو على حساب القِيَم والأخلاق، والمعرفة التنموية الصحيحة، فرسالةُ الإبداع أسْمى مِن أن تكونَ تفاخُرًا ومصالح شخصيَّة.

فالعلاقةُ بين المُبدِع الغَيور وبين المجتمع هي علاقة إنسانية، تجعل حضوره التاريخي، وشهوده الإبداعي حضورًا ملتزمًا، وشهودًا عاقلاً منضبطًا، يُشَجِّع الفضائل، ويُحارب الرذائل، فهُوية المبدِع حين تثبت على أصالة فطرتها، تصبح مضادًّا حيويًّا لكُلِّ عوامل الانسلاخ، والميوعة، والتفسُّخ، والانحلال.


إذا رأيت طموحًا بِلَوْن المثالية، ومثابرة بوزْن الإيمان الصادق، وإنجازًا لا يهدر الحقوق، أو يُضَيِّع الواجبات - فقل: إنَّها هِمَّة مُبدِع غَيُور.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.98 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]