|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لا يفارقني الشعور بالذنب
لا يفارقني الشعور بالذنب أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة كانت لها علاقات محرمة عبر الإنترنت، لكنها تخلصت من هذه العلاقات والأحاديث، وتابت إلى الله تعالى، إلا أن الشعور بالذنب لا يفارقها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاة عمري 20 عامًا، تعرفتُ في فترة المراهقة إلى شابٍّ من خلال الإنترنت، ودام تواصُلنا لمدة ٤ سنوات، وكانت بيننا علاقة حب وإعجاب، ثم تعرفتُ إلى شابٍّ آخر وكنا نتكلَّم في الجنس، وكنتُ أُحاول التخلُّص منه، لأني كنت أحب الشاب الأول.كنتُ في فترة المراهقة ولم أكن أشعر بما أفعل، والحمد لله الآن تخلصت منه، لكني أشعر بالذنب مما كنتُ أفعل!الحمد لله منَّ الله عليَّ بالتوبة وتركتُ الشابين، كان الأول إنسانًا متفاهمًا في البداية، وبعد سنة مِن علاقتنا كان يطلُب مني فعل أشياء لا ترضي الله، وكان يستهزئ بي كثيرًا، وكانتْ أمي تعلم أني على علاقة به! تصوُّر الخيانة لا يُفارقني، أصف نفسي بالخائنة، وشعور الذنب يسيطر عليَّ الجوابأخبروني كيف أتخلص من هذا الشعور المسيطِر عليَّ؟! الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أُرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: فبدايةً أُحِبُّ أن أُنَوِّه إلى أمرٍ خطير وهو التحدُّث عبر مواقع التواصل على شبكة الإنترنت، فالإنترنتُ ولوازِمُه من المحادثة عبر ما يسمى بالشات والماسنجر ونحو ذلك - وسيلةٌ قد تكون سببًا في تحصيل الخير، مِن تبادُل العلومِ النافعة؛ سواء الدينية أو الدنيوية، والدعوة إلى الله، والتعرف على أحوال المسلمين، وقد تكون سببًا للمَفاسد والشرور، وذلك حينما تكون بين الرجال والنساء.ولذلك فإنه يَحْرُم مُطلقًا تكوين صداقات بين الرجال والنساء عبر هذه الوسائل؛ لأنه ذريعةٌ إلى الوقوع في المحظورات، بدايةً مِن اللَّغْو في الكلام، ومرورًا بالكلام في الأمور الجنسية وما شابهها، وختامًا بتخريب البيوت، وانتهاك الأعراض، وهدْم المُجْتَمَعات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.عزيزتي، اشكري الله تعالى أنه خلَّصك مما كنتِ فيه، وحفظك وحماك، فكم مِن الفتيات ضَلَلْنَ وتُهْنَ! وكم من النساء هَدَمْنَ بُيوتهنَّ، وشتَّتْنَ أسرهنَّ! فالحمدُ لله أنك أفَقْتِ مما كنتِ فيه دون ضررٍ يُذْكَر.والحمد لله أنك تملكين نفسًا لَوَّامةً، فالله سبحانه وتعالى أقْسَمَ بها، ويقول عنها بعض العلماء: "فلَوْمُ النفس وتأنيبُها على التقصير في حق الله - سبحانه وتعالى - بدايةُ خيرٍ؛ فإنه متى ما مَلَكَ العبدُ هذه النفس التي تُؤنِّبه بين فترة وأخرى فإنه يكون على خيرٍ، أما أهل النفوس الميتة، والقلوب القاسية، فإنهم لا يهتمون بأنفسهم، ولا فيما ينوبها مِن تقصيرٍ، وقريب من تلك الصورة للنفس اللوامة ما رواه البخاري ومسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غِبْتُ عن أولِ قتال قاتَلْتَ المشركين، لإِنِ اللهُ أشْهَدَنِي قِتالَ المشركين، لَيَرَيَنَّ الله ما أصنعُ، فلما كان يوم أُحُدٍ، وانكَشَفَ المسلمون، قال: اللهم إني أعتَذِرُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني: أصحابه - وأَبْرَأُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني: المشركين - ثم تَقَدَّمَ فاستقبَلَهُ سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنةُ وَرَبِّ النضر، إني أَجِدُ ريحَهَا من دون أُحُد، قال سعد: فما استطعتُ يا رسول الله ما صَنَعَ، قال أنس: فوجَدْنَا به بضعًا وثمانين ضربةً بالسيف، أو طعنةً برمح، أو رميةً بسهم، ووجدناه قد قُتِلَ، وقد مَثَّلَ به المشركون، فما عَرَفَهُ أَحَدٌ إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى - أو نظن - أن هذه الآية نَزَلَت فيه وفي أشباهه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].لذا، فلومُ النفس لصاحبها على التقصير شيءٌ صِحِّيٌّ مطلوب، كيلا يعودَ إلى الذنب مرة أخرى، ولكن المبالغة في هذا اللوم قد تأتي بنتيجةٍ عكسيةٍ، فعليك عزيزتي أن تتذكري أن الله تعالى يغفر الذنوب ما لم يشرك به، والتائبُ من الذنبِ كمَن لا ذنبَ له، وأنت والحمد لله قد تُبتِ وندمتِ، فانظري إلى المستقبل بتفاؤل، واجتهدي في الطاعات. والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |