خطبة عيد الفطر المبارك (عيد ميلاد وبناء) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4435 - عددالزوار : 870454 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3966 - عددالزوار : 402758 )           »          على طريق النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          تربية الأبناء الواجب والتحديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          احفظ لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          الأثيم في الاحتفال بشم النسيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الصلاة والاهتمام بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          الإسراف خطره وصوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          شرح النووي لحديث ابن الزبير: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          شرح الننوي لحديث: لكل نبي حواري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2019, 01:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر المبارك (عيد ميلاد وبناء)

خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هـ










(عيد ميلاد وبناء)


عادل عبدالله هندي










الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أمَّا بعد:


عناصر الخطبة:


1- جاء العيد ليذكرنا..


2- عيد الفطر عيد البناء والتغيير..


3- رسائل سريعة...





الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..


الله أكبر: كلما صام صائم وأفطر


الله أكبر: كلما لاح صباح العيد وأسفر


الله أكبر: ما هلّل مسلم وكبّر


الله أكبر: ما تاب تائب واستغفر


ورغم الجراحات والآلام، فالله أعلى وأجلّ وأقدر...





إنه عيد الفائزين لا الخاسرين، عيد الأمناء لا الخائنين، عيد المصلحين لا المفسدين، إنّه عيد الفائزين الذين استطاعوا بفضل من الله ورحمة أن يصوموا أحسن الصيام، وأن يقوموا أفضل القيام، ففازوا بثواب الله ونعيمه الذي أعدّه للصائمين، فهنيئًا لمن صام وقام وتصدق وأحسن البرّ والصّلة بالنّاس.





إنّه يوم التهنئة والتعزية؛ فتهنئة لمن صلى وصام، وتصدق وقام، ووصل رحمه وأطاع ربه، فهنيئاً له والفرحة كلها له، وتقبل الله منا ومنكم جميعًا صالح الأعمال... وتعزية لمن قصّر وفرّط في رمضان، وخرج منه ولم يغفر له، تعزية لمن فرّط في نصرة الحق وأهل الحق، إنه يوم يرفع قدر أناس ويخفض قدر آخرين.





إنّه عيد ميلاد القلوب التائبة العائدة لربها، قلوب ماتت أو كادت؛ فبعد رمضان تيقّظت قلوب، وتلذذت بطاعة الله تعالى.





جاء العيد ليذكرنا:


بأنّ الأعمار هكذا تطوى؛ فبعد قولنا: (اللهم بلغنا رمضان) اليوم نقول: (اللهم تقبل منا رمضان)، وهكذا مضى رمضان سريعًا، وهكذا تمضي أعمار النّاس؛ فلا تغتر أيها الإنسان بدنياك وبما أعطاك اللهُ إيّاه.








بأنّ الفرحة الحقيقية إنّما هي لمن أطاع الله وتقرّب إليه، الفرحة لمن تفضل الله عليه بتوفيق لطاعته وعبادته؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [سورة يونس: 58].





يذكرنا بالبر والصلة، بالعطاء والإحسان، بالإنفاق والإسعاد، بهموم الناس وحاجاتهم، والإحساس بمحن وشدائد وبلايا الآخرين، والوقوف بجوارهم، والصدّ عنهم، وردّ الحقوق إلى المظلومين.





بالفرحة والأمل والزيارات والصلات الاجتماعية؛ ليتسامح الناس ويتصالحوا ويتناسوْا الذي فرّق بينهم؛ فالكلّ يزول ولا يبقى إلا ما يجمع بين القلوب من ألفة ومحبة وإخاء.





بتميّز الأُمّة وتفرّدها بشريعتها التي أكملها الله تعالى لها، فكان عيد الفطر والأضحى بديلاً عن أعياد أهل الجاهلية.





عيدنا الحقيقي: يوم يعطف الغني على الفقير، يوم يعف الناس عن الحرام، يوم يتصالح الناس ويتسامحون، يوم يتحابّ المسلمون فيما بينهم، يوم يحافظ الناس على ما يرضي ربهم لا ما يغضبه، يوم يشعر الناس بهموم الناس، يوم تحافظ المرأة على عفّتها ولا تطلب إلا رضا مولاها، يوم يفهم المسلم أنّ كل يوم يطيع فيه ربّه فهو يوم عيد لّه.








عيد الفطر عيد البناء والتغيير:


معاشر المسلمين والمسلمات: لقد خلقنا الله تعالى في الأرض لنعمّر الأرض ونحافظ عليها، وأمرنا بألا نفسد فيها بعدما أصلحها الله تعالى، فعيدنا عيد بناء لأمور خمسة:


أولاً: بناء الفهم الصحيح للإسلام: العيد الحقيقي للأمّة يوم أن يفهم المسلمون حقيقة إسلامهم؛ فالإسلام ليس صلاة بالمساجد فقط، ولا هيئة ظاهرة للإنسان المسلم، وإنّما الإسلام دين يشمل كل حياة النّاس، ما بين عقيدة وشريعة وأخلاق، وسياسة واقتصاد، وتواصل واتصال مع الناس، وجهاد وحجاب، وكلمة حقّ تقال. ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، فأيّ عمل يخلص فيه العبد ويكون موافقًا لطريقة النبي صلى الله عليه وسلّم فهو عبادة صحيحة صالحة عند الله تعالى، فلنستحضر قبل كل عمل نية صالحة له، ولنراقب الله في خطواتنا. وكم عانى الإسلام والمسلمين من جهل الجاهلين وضلال الفهم للدين..





ثانيًا: بناء الإنسان والحفاظ على كرامته: إنّ عيدنا لا سيّما عيد الفطر الذي فُرِض قبل صلاته إخراج زكاة الفطر؛ لإغناء الفقير؛ احترامًا لقيمة الإنسان، وإعلاءً لمكانته في الأرض، عيدنا الحقيقي يوم يتم احترام قيمة الإنسانية فلا يعتدى على مال الإنسان وحريته وعقله ودينه ونفسه.. وقد قام النبيّ صلى الله عليه وسلّم ببناء الإنسان من ملأ قلبه بعقيدة صحيحة، وشريعةٍ قويمةٍ، وتعليمه التزكية والأخلاق الفاضلة..





ثالثًا: بناء الأمل في القلوب: عيدنا يجدد الأمَل في قلوب المسلمين؛ يذكرهم بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].. الأمل سيظل عالق بقلوب المخلصين والصالحين بأنّ الله تعالى أعلى وأكبر وأقدر من أي أحد، وأنّ الكون كونه ولا يكون في كونه إلا ما شاء وأراد.. فبعد الظلمة يأتي النور، ومع العسر يأتي اليسْر، ومن باطن المحنة تأتي المنْحة، ومع الشدة يأتي الفرَج. وكم مرّت الأُمّة الإسلامية عبر تاريخها بأزمات ومحن وشدائد، غير أنّ الله تعالى -ربّ العالمين- أذِن أن تنتصر، فلا تخافوا، ولا تيأسوا وتيقنوا أنّ فرجَ الله قريب..





رابعًا: بناء الأخلاق والسلوكيات الفاضلة: عيدنا الحقيقي يوم أن تتخلّق الأمّة بأخلاق نبي الإسلام وتتمثّل خطواته، وتسير على طريقته وهديه في قوله وفعله وسمته، أخلاقنا أيها المسلمون هي الدليل العملي على التزامنا بالإسلام، فليس الإسلام دروشة ظاهرة، ولا أوراد لسانية تقال، ولكنه دين السلوك والخُلُق، ولقد كان نبينا خلقه القرآن، فنريد أن نرى القرآن يمشي ويتحرّك في مجتمع المسلمين وبينهم من جديد. علّموا أولادكم ذكورا وإناثا معنى الأخلاق وعظمة الفضائل، فرسالة الإسلام رسالة أخلاقية في المقام الأول، وصدق النبي الحبيب حين قال موجزًا رسالته: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق، وصالح الأخلاق)، وكما قال القائل:




إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هُمُوا ذهبت أخلاقهم ذهبوا









خامسًا: بناء الوحدة والإخاء من جديد، والإحساس بهموم الآخرين: إنّه عيد يذكّر الناس ببعضهم، فصلة للرحم تجدها، وبرّ وتسامح تجده بين الناس، وإحساسٌ وشعورٌ جيّاشٌ بهمُومِ الآخرين، فالمسلم الذي يأكل وينسى جاره الفقير والمحتاج ملعون ومطرود من رحمة الله، من يرى المظلومين يحتاجون النصرة ولا ينصرهم ملعون ومحروم من النسبة والانتساب إلى الإسلام (فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).... وأن تكون الأمة كما أرادها الله (أمة واحدة) أمة متوحدة كما أوصى العربي أبناءه:




كونوا جميعًا يا بنيّ إذا اعترى

خطب ولا تتفرّقوا آحادًا




تأبى الرّماح إذا اجتمعن تكسّرًا

وإذا تفرَّقَت تكسّرت أفرادًا.









إننا بحاجة أن يتحول العيد من مراسم وعادات إلى أمل في القلوب يوقظها بيقين في ربها، ويجدد همتها، ويوحد صفها، ويؤلِّف بين قلوب أبنائها، ويجعلها متحفزة لنصرة أمتها ورفع رايتها.





رسائل سريعة:


1- إلى من صام نهار رمضان وقام ليله: لا تضيع اللذة التي وجدتها في رمضان، لا تحرم نفسك من أعمال الخير، واصل الصلاة والحفاظ عليها وكن صاحب تهجد واستغفار، حافظ على قراءة القرآن وختمه، ولا تنس نصيبك من القرآن، صم ستة أيام من شوال؛ لتثبت أنك عبد لله ولست عبدًا رمضانيًا..





2- إلى كل الشباب الذين وجدوا صحبة صالحة من خلال المساجد، لا تضيعوا أصحابكم الطائعين، وصبروا أنفسكم معهم؛ فمهم الخير والبر والإحسان والطاعة.





3- إلى كل من تصدق وأحسّ بهموم النّاس: لا تقطع صلتك بالمجتمع، كن معطاءً، وتذكر أنّ ملائكة الله تدعوا للمنفقين والمعطائين: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، نسأل الله أن يخلف علينا وعليك الخير..





4- إلى كل من تورّط في الحرام من قول أو فعل أو مال أو حتى مساندة لظالم وفاجر: تذكّر يوم الحساب الذي يقول الله عنه: (وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا) لن ينفعك أحد من البشر: لا تركن إلى الظالمين فتمسك النار..





5- إلى كل من رأى بعينيه جراحات المسلمين تكثر، ويُظلم إخوانه في الدين في غزة وسوريا والعراق وفي كلّ مكان: تذكر أن مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، لا تتكاسل عن نشر قضية المسلمين بين الناس، لا تتباطأ عن الدعاء للمستضعفين في الأرض، لا تنس الوقوف بجوارهم بقدر المستطاع ولو برد الظلم عنهم بالكلمة والدفاع عنهم.





6- إلى الفتاة المسلمة والمرأة الطاهرة، التي وجدت لذّة في عفتها وستر نفسها في رمضان: لا تفرطي في عفتك مهما كانت الشهوات والفتن والملذات..





نسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يجعلنا من الثابتين على عبادته بعد رمضان، وأن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوء وبلاء، وأن يصرف عنا وعن بلادنا سفاهة السفهاء، وجهل الجهلاء، وسوء المعيشة وشرّ الغلاء...





اللهم انصر المسلمين المستضعفين في الأرض.. انصر أهل غزة ضد عدوك وعدوهم،...





اللهم اقذف الرعب في قلوب الصهاينة الغاصبين المعتدين، وأشغل الظالمين بأنفسهم عن عبادك المصلحين.





اللهم أرنا عجائب قدرتك في الظالمين، وأرنا عجائب معونتك في عبادك المصلحين..





اللهم أرنا الحق وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وألهِمْنا اجتنابه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.33 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]