قصص رويت في السيرة ولا تصح - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858765 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393159 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215585 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2023, 02:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي قصص رويت في السيرة ولا تصح

قصص رويت في السيرة ولا تصح(1)
بكر البعداني

القصة الأولى: العنكبوت والحمام في الغار:
أخرج ابن سعد (1 / 228، 229)، والبزار في مسنده (2 / 299 / 1741 - كشف الأستار)، والطبراني في الكبير (20 / 443 / 1082)، والعقيلي (346)، وغيرُهم، عن أبي مُصعب المكِّي قال: أدركتُ زيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم يَذكرون أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الغار أَمر الله عزَّ وجلَّ شجرةً فخرجَت في وجه النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم تَستره، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث العنكبوت فنسجَت ما بينهما، فسترَت وجهَ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأَمر الله حمامتَين وحشيَّتين فأقبلتا تَدُفَّان (وفي نسخة: ترفَّان) حتى وقعتا بين العَنكبوت وبين الشَّجرة، فأقبل فتيانُ قريش، من كلِّ بطنٍ رَجلٌ، معهم عصيُّهم وقسيهم وهراواتهم، حتى إذا كانوا من النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم على قدْر مائتي ذِراع، قال الدَّليل سراقة بن مالك المدلجي: انظروا هذا الحجر، ثمَّ لا أدري أين وضَع رجلَه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال الفتيان: إنَّك لم تخطر منذ الليلة أثَره، حتى إذا أصبحنا قال: انظروا في الغار! فاستقدَم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعًا، نظَر أوَّلُهم فإذا الحمامات، فرَجَع، قالوا: ما ردَّك أن تَنظر في الغار؟ قال: رأيتُ حمامتَين وحشيَّتَين بفَم الغار فعرفتُ أنْ ليس فيه أحد، فسمعَها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، فعرف أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد درأ عنهما بهما، فسَمَّتَ عليهما، فأحرَزهما اللهُ تعالى بالحرَم فأفرَخا كلَّ ما ترون.


قال الألبانيُّ رحمه الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة (3 / 259 - رقم: 1128): "منكر".


ومثلُه ما رواه الحسَن - وهو البصري - قال رحمه الله: "انطلَق النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخَلا فيه، فجاءت العنكبوتُ، فنسجَت على باب الغار، وجاءت قريش يَطلبون النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا إذا رأَوا على باب الغار نَسْج العنكبوت قالوا: لم يدْخُله أحدٌ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم قائمًا يصلِّي، وأبو بكر يَرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: فِداك أبي وأمِّي، هؤلاء قومك يَطلبونك! أمَا والله ما على نَفسي أبكي، ولكن مخافةَ أن أرى فيك ما أَكره، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40].


قال الألبانيُّ رحمه الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة (3 / 261 - رقم: 1129): "ضعيف".


وثمَّت أحاديث أُخر، وقد قال الألبانيُّ رحمه الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة تحت الحديث رقم: (1189): "واعلم أنَّه لا يصحُّ حديثٌ في عَنكبوت الغار والحمامتَين، على كَثرة ما يُذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تُلقى بمناسبة هِجرتِه صلَّى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فكُن من ذلك على علم".


القصة الثانية: استقبال النساء والولائد للنبيِّ بالدفوف والغناء:
قال عبدالله بن محمد بن عائشة: "لمَّا قدِم المدينةَ جعل النِّساءُ والصبيان والولائد يقلن:
طلَع البدرُ علينا
من ثنيَّاتِ الوداع
وجَب الشُّكرُ علينا
ما دَعا لله داع


قال الألبانيُّ رحمه الله في السِّلسلة الضَّعيفة والموضوعة رقم (598): "ضعيف".


وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كما في الفتاوى (2 / 196): "وما يروونه عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لمَّا قدِم إلى المدينة خرجْنَ بنات النَّجار بالدُّفوف وهن يقلن:
طلَع البدرُ علينا ♦♦♦ من ثنيَّاتِ الوداع...

إلى آخِر الشِّعر، فقال لهنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث، فممَّا لا يُعرف عنه صلى الله عليه وآله وسلم".


وقال ابن القيِّم رحمه الله في الزاد (3 / 13): (وهو وهمٌ ظاهر؛ لأنَّ "ثنيَّات الوداع" إنَّما هي ناحيةُ الشَّام، لا يراها القادِم من مكَّة إلى المدينة، ولا يمرُّ بها إلَّا إذا توجَّه إلى الشام، ومع هذا فلا يَزال النَّاس يرون خلاف هذا التَّحقيق).


وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (4 / 262): "وهو سنَد مُعْضل، ولعلَّ ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك".


قال الألبانيُّ رحمه الله: "على أنَّ القصَّةَ برمَّتها غير ثابِتة كما رأيتَ!"؛ وانظر أيضًا: الضعيفة، تحت الحديث رقم: (6508).


القصَّة الثالثة: بيات عليٍّ في فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
أخرجها أحمد في المسند (3251) من طريق عبدالرَّزاق في المصنَّف (5 / 389)، وعنه الطبرانيُّ في المعجم الكبير (11 / 407 / 12155) عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ ﴾ [الأنفال: 30]، قال: "تشاورَت قريش ليلةً بمكَّة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبِتوه بالوثاق؛ يريدون النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقال بعضُهم: اقتلوه، وقال بعضُهم: بل أخرِجوه، فأطلَع الله عزَّ وجلَّ نبيَّه على ذلك، فبات عليٌّ على فِراش النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم تلك اللَّيلةَ، وخرج النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم حتى لَحق بالغار، وبات المشرِكون يَحرسون عليًّا، يَحسَبونه النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلمَّا أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليًّا ردَّ الله مكرَهم...".


وقد ضعَّفها الألبانيُّ رحمه الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة تحت الحديث رقم: (598)، وانظر فيها - أيضًا - حديثًا موضوعًا برقم: (4946).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-06-2023, 03:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص رويت في السيرة ولا تصح

قصص رويت في السيرة ولا تصح(2)
بكر البعداني


القصة الرابعة:
أخرج ابن إسحاق في المغازي (1/ 284-285 سيرة ابن هشام)، ومن طريقه ابن جرير (2/ 67)، حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث: أن قريشًا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة – يعني: قولهم كما ذكره في السيرة قبيل هذا الحديث: "يا أبا طالب، إن لك سنًّا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنْهَهُ عنا، وإنا لا نصبر على هذا من شتم آلهتنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلِكَ أحد الفريقين - بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني، فقالوا لي كذا وكذا، للذي كانوا قالوا له، فأبْقِ عليَّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق، قال: فظن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء ... ومُسْلِمه، وأنه قد ضعُف عن نصرته والقيام معه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته))، قال: ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكى، ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب: أقبل يا بن أخي، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا".

قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 310-311 رقم: 909): "هذا إسناد ضعيف معضل"، وقال في تخريج فقه السيرة للغزالي (ص:117، حاشية 1): "حديث ضعيف"، والخلاصة: فليس له إسناد ثابت.

فائدة:
روى أبو جعفر البختري في حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب (47/ 1-2)، وابن عساكر ( 1/ 11/ 363، 19/ 44/ 201) من طريق أبي يعلى وغيره كلاهما عن يونس بن بكير، أنبأنا طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، حدثني عقيل بن أبي طالب قال: "جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: أرأيت أحمد، يؤذينا في نادينا، وفي مسجدنا، فانْهَهُ عن أذانا؟ فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد، فذهبت فأتيته به، فقال: يا بن أخي، إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم، وفي مسجدهم، فانتَهِ عن ذلك، قال: فلحظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببصره، وفي رواية: فحلَّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببصره إلى السماء، فقال: ((ما أنا بأقدرَ على أن أدَعَ لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة؛ يعني الشمس))، قال: فقال أبو طالب: ما كذب ابن أخي، فارجعوا"، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/195 رقم: 92): "وهذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم، وفي يونس به بكير وطلحة ابن يحيى كلام لا يضر".

القصة الخامسة:
روى ابن إسحاق في السيرة (4/31-32)، وعنه الطبري في التاريخ (3/120) قال: فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام على باب الكعبة فقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دمٍ أو مال يُدَّعى، فهو موضوع تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد، بالسوط والعصا، ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب؛ ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ﴾ [الحجرات: 13]؛ الآية كلها، ثم قال: يا معشر قريش، ما تَرَون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب، ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدُعِيَ له، فقال: هاك مفتاحك يا عثمان، اليومُ يومُ برٍّ ووفاء"، ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 300-301) ساكتًا عليه، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (3/ 307-308، رقم:1163): "وهذا سند ضعيف مرسل؛ لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسمَّ، فهو مجهول، ثم هو ليس صحابيًّا؛ لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدًا من الصحابة، بل هو يروي عن التابعين وأقرانه، فهو مرسل أو معضل".

وقال الألباني رحمه الله في دفاع عن الحديث النبوي (ص: 32): "قلت: هذا الحديث على شهرته ليس له إسناد ثابت، وهو عند ابن هشام معضل، وقد ضعفه الحافظ العراقي، كما بينته في تخريج فقه السيرة (ص: 415)".

وكان قد قال رحمه الله في تخريج فقه السيرة للغزالي (ص: 383، الحاشية رقم: 4): "ضعيف، رواه ابن إسحاق معضلًا كما في ابن هشام (2/ 274)، وقد ذكره الغزالي في الإحياء (3/ 158)، من حديث أبي هريرة دون قوله: ((اذهبوا))، وقال الحافظ العراقي في تخريجه: رواه ابن الجوزي في الوفاء من طريق ابن أبي الدنيا وفيه ضعف، ثم ذكره الغزالي من حديث سهيل بن عمرو، فقال العراقي: لم أجده".

القصة السادسة:
أوردها ابن سعد (2/ 57) بغير إسناد، وكذلك ساقها ابن إسحاق في السيرة (3/ 199-200- ابن هشام) نحوها بغير إسناد أيضًا، وكذلك موسى بن عقبة؛ كما رواه عنه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 447)، وكذلك رواها الواقدي في المغازي (1/ 363)، فقال: "حدثني محمد بن عبدالله، وعبدالله بن جعفر، ومحمد بن صالح، ومحمد بن يحيى بن سهل، وابن أبي حبيبة، ومعمر بن راشد في رجال ممن لم أسمِّهم، فكلٌّ حدثني ببعض هذا الحديث، وبعض القوم كان أوعى له من بعض، وقد جمعت كل الذي حدثوني قالوا: ... فذكر غزوة بني النضير، وفيها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((همَّت يهود بالغدر، فأخبرني الله بذلك؛ فقمت ...))".

قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (10/ 469، رقم: 4866): "قلت: فاتفاق هؤلاء الرواة على إرسال الحديث وسوقه بغير إسناد؛ لدليل واضح على أنه لا يُعرَف إسناده عندهم، وإلا لساقوه".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-06-2023, 03:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص رويت في السيرة ولا تصح

قصص رويت في السيرة ولا تصح(3)
بكر البعداني



القصة السابعة:
روى ابن إسحاق في السيرة عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة (النمل) بمكة، وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحُد، حين قُتِل حمزة ومُثِّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لئن أظهرني الله عليهم -يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة- لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم))، فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنَّ بهم مثلة لم يُمثلها أحد من العرب بأحد قطُّ، فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ... [النحل: 126] إلى آخر السورة.


قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 26-27 رقم: 548): "ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله (2/ 592)، وضعَّفَه بقوله: "وهذا مرسل، وفيه رجل مبهم لم يُسَمَّ، وقد روي من وجه آخر متصل"، قلت -الألباني-: وهذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف".


وقال ابن كثير رحمه الله: "قلت: هذه الآية مكية، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فَكيف يلتئم هذا؟! فَالله أعلم".


ومثله ما رواه الطبراني (3 / 107 - 108) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري: أخبرنا عبدالأعلى عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن كعب القرظي والحكم بن عتيبة عن مقسم ومجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال: لولا أن تحزن النساء ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك. قال: وأحزنه ما [رأى] به، فقال: ((لئن ظفرت بقريش لأمثلنَّ بثلاثين رجلًا منهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا... إلى قوله: ﴿ يَمْكُرُونَ [النحل:126-127]))، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 27 رقم: 549): "ضعيف".


ومثله ما أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد (2/ 6/ 1-2)، والحاكم (3/ 197)، والبزاز، والطبراني، والبيهقي في دلائل النبوة (1- غزوة أحد)، والواحدي (146/ 1) عن صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف على حمزة بن عبدالمطلب حين استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه، أو أوجع لقلبه منه، ونظر إليه وقد مُثِّل به فقال: ((رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولًا للرَّحِم، فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرَّني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها- أما والله على ذلك لأمثلنَّ بسبعين كمثلتك))، فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذه السورة وقرأ: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ إلى آخر الآية، فكفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -يعني: عن يمينه- وأمسك عن ذلك.


قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2/ 28 رقم: 550): "ضعيف.. وسكت عنه الحاكم، وتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: صالح واهٍ"، وقال الحافظ ابن كثير (2/ 592): "وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة"، وكذلك ضعَّفَه الهيثمي في المجمع (6/ 119).


وثمَّت أحاديث أُخر مسلسلة بالضعفاء فلا تصحُّ القصة.


فائدة:
وصحَّ في سبب نزول الآية السابقة ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، فيهم حمزة فمثَّلوا بهم. فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل: 126]، فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفوا عن القوم إلا أربعة))"؛ رواه الترمذي رقم: (3129)، والحاكم (2/ 359)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 135)، وحسَّنَه الترمذي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، قال الألباني رحمه الله: وهو كما قالا. وهو في الصحيح المسند من أسباب النزول (ص: 143) وفي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا أبي عبدالرحمن مقبل الوادعي رحمه الله.


القصة الثامنة:
أخرج الحاكم (3/ 615-616)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 299) عن محمد بن عمرو بن خالد: حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة ابن الزبير قال: "لما أتى الناس الحج سنة تسع، قدم عروة بن مسعود الثقفي عم المغيرة بن شعبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجع إلى قومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني أخاف أن يقتلوك))، قال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج إلى قومه مسلمًا، فقدم عشاء، فجاءته ثقيف، فدعاهم إلى الإسلام، فاتهموه وعصوه، وأسمعوه ما لم يكن يحتسب، ثم خرجوا من عنده، حتى إذا أسحروا وطلع الفجر، قام عروة في داره فأذن بالصلاة وتشهَّد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل عروة -يعني: ابن مسعود الثقفي- مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه)).


قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (4/ 145-146 رقم: 1642): "قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، ابن لهيعة ضعيف لاختلاطه بعد احتراق كتبه، ومحمد بن عمرو بن خالد لم أجد له ترجمة".


وروي مرسلًا من طريق أخرى عند ابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير (3/ 568) من طريق ابن جابر -هو محمد- عن عبدالملك -يعني: ابن عمير- قال: قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني أخاف أن يقتلوك)).. الحديث نحوه.


قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (4/ 146 رقم: 1642): "قلت: وهذا كالذي قبله، ضعيف مع إرساله، فإن محمد بن جابر -وهو ابن سيار الحنفي اليمامي- ضعيف أيضًا، قال الحافظ في التقريب: صدوق، ذهبت كتبه، فساء حفظه وخلط كثيرًا، وعمي فصار يلقن، ورجحه أبو حاتم على ابن لهيعة".


ورواه البيهقي عن موسى بن عقبة مرسلًا أو معضلًا، وذكره ابن إسحاق في السيرة بغير إسناد كما في سيرة ابن هشام (4/ 194).


والخلاصة: أن القصة رويت بهذه الأحاديث الضعيفة التي لم تثبت.


القصة التاسعة:
روى الطبراني في المعجم الكبير (13/ 73/ 181)، وعنه الضياء في المختارة (56/ 128/ 1-2)، وابن عدي (284/ 2)، وعنه ابن عساكر (14/ 178/ 2): حدثنا القاسم بن الليث الراسبي -أملاه علينا حفظًا- قال: أخبرنا محمد بن أبي صفوان الثقفي إملاء قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف ماشيًا على قدميه، قال: فدعاهم إلى الإسلام، قال: فلم يجيبوه، قال فانصرف، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت؛ ارحمني، إلى من تكلني؟ إلى عدوٍّ يتجهمني، أم إلى قريب ملَّكْتَه أمري؟ إن لم تكن غضبانًا عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُّلُمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحل عليَّ سخطك، لك العُتْبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)).


قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (6/ 487-488 رقم: 2933): "قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، وعلته عنعنة ابن إسحاق عند الجميع، وهو مُدلِّس، ولم يسق إسناده في السيرة".
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.51 كيلو بايت... تم توفير 2.58 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]