لماذا تركنا الله لهؤلاء؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858471 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392901 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215495 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2020, 12:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا تركنا الله لهؤلاء؟!

لماذا تركنا الله لهؤلاء؟!


محمد شلبي محمد




قد يحار عقلُ المرء كلما قلَّب نظره في صفحات الواقع والتاريخ، كلاهما ممتلئٌ بآلاف الآلاف من تضحيات النفوس المسلمة، وبلايا هذه الأمة، حتَّى لقد جرَت الأنهار دماءً، وامتلأت الأرض أشلاء، وأصيب أهل الحق من أذى الألسنة والأيدي بما لا صبرَ عليه ولا حلم عنده.

ومن العجب أنَّ قتلَ أهل الدين على أيدي الكافرين والفاجرين كان دائمًا يفوقُ التَّصور، كانت انتقامية خارج إطار الفطرة.

هؤلاء أنبياءُ يُقتَلون في مذبحةٍ عظيمة دون خلجة في الصدور: عن عبدالله بن مسعود قال: "كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتلُ ثلاثَمائة نبيٍّ، ثم يُقيمون سُوقَ بَقْلِهم في آخرِ النَّهار"؛ [ابن كثير: تفسر الآية 61 من سورة البقرة].

وهؤلاء قومٌ يُمشَّطُون بأمشاطِ الحديد بين عَظْمهم ولَحْمهم.

وقومٌ يُنشرون بالمِنْشار من أعلاهم حتى أسفلهم فيُلقى أحدُهم فلقتينِ.
وقومٌ يخَدُّ لهم أخدودٌ، تفور فيه النار، فيُقذفون فيه سبعون ألفًا.

حتى الوالدةُ وطفلُها لم ينجُوا!

وقومٌ في مكَّة تنصهر دهونُ ظهورهم فوق حَرِّ حصى البَطْحاء.

يُجَرُّون على أسنان الحجارة.

أو تُوضع على صدورهم أثقالُ الحجارة.

وهذه بغدادُ والشَّام يقتل التتار منهم مقتلةً عظيمة، حتى لقد حُكِيَ أنها بلغت مليونينِ من النُّفوس؛ [البداية والنهاية: 13/ 235، دار إحياء التراث].

قال ابنُ كثير: "وكان الرَّجُل يُستدعى به من دار الخلافةِ من بني العبَّاسِ، فيخرجُ بأولادِه ونسائِه، فيذهبُ به إلى مقبرِة الخلالِ تجاه المنظرة، فيُذبحُ كما تُذبح الشاةُ، ويؤسَرُ مَن يختارون من بناتِه وجواريه"؛ [السابق: 236].

ويقول: "ومالوا على البلدِ فقتلوا جميعَ مَن قدروا عليه من الرِّجال والنساء والوِلْدان والمشايخ والكُهول والشُّبان، ودخل كثيرٌ من الناس في الآبار وأماكن الحُشوش، وقِنَى الوَسَخ، وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعةُ من النَّاس يجتمعون إلى الخانات، ويُغلقون عليهم الأبواب، فتفتحُها التَّتار إما بالكسر وإمَّا بالنَّار، ثم يدخلون عليهم، فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة، فيقتلونهم بالأسطحة، حتَّى تجري الميازيب من الدماءِ في الأزقَّة، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.

وكذلك في المساجد والجوامع والرُّبَط، ولم ينجُ منهم أحدٌ سوى أهل الذِّمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابنِ العلقميِّ الرافضي، وطائفة من التُّجار أخذوا لهم أمانًا، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلِموا وسلِمت أموالُهم، وعادت بغدادُ بعدَ ما كانت آنَسَ المدنِ كلِّها كأنها خرابٌ ليس فيها إلا القليلُ من الناس، وهم في خوفٍ وجوع وذلَّة وقلَّة"؛ [السابق: 235].

وهذه مذابحُ النَّصارى في الأندلس للمُورسكيينَ المسلمين، ويَضيق المقامُ عن هذا الانهيارِ الأكبر.

وتستمرُّ المذابحُ تلو المذابح تلو المذابح.

ويتجاوزُ الانتقامُ حدودَ الفطرة.

رجُلٌ يأمرُه الصِّرْب أن يأكلَ من لحمٍ مشويٍّ، فإذا هو طفلُه، ويُجنُّ الرجُل بعدها.
ورجُل يحتضنُ ابنَه في فِلَسطين، فيقتل اليهوديُّ الطفلَ في الحضن الحصن، فما يغني عنه شيئًا.
ورجل يُقتَحم عليه بيتُه في سوريا فيُترك هو وزوجتُه، ويُقتل طفلُهما أمام أعينِهما المنهارة.

ثم لا يقعُ من المذابح ما يُزهق النفوس فقط، ولكن يقع أبشعُ منها مما يزهق الدِّين.

ينصَّرُ الأطفالُ في كلِّ مكان.

ويُرغَم المسلمون على ترك دينِهم أمام ألَمِ الموت أو ألم الجوع.

وعقولٌ غضَّة طرية تُذبح أمام الغزو الفكريِّ كلَّ ساعة بالآلاف.

فالأمَّة بين أجسادٍ تشوَّه، أو نفوس تشوَّه، أو عقول تشوَّه.

والعَدَاء واحدٌ، وإن كان العدوُّ متعددًا.

فبين تدبير عبَّاد الأصنام، وعبَّاد الأبقار، وعبَّاد النار.

وأعدائِنا من أهل الكتاب اليهود والنصارى.
وأعدائِنا من الشِّيعة الأخباث.

تتوه العيونُ وتحتار.

لا يعادي بعضُهم بعضًا بمقدارٍ يقارن عداءَهم جميعًا لنا.

قد يصيب الإنسانَ الدُّوَارُ حين يستحضر كلَّ هذه المشاهد في حيِّز عقليٍّ واحد.

ربَّما قال قائلٌ غيرُ رشيد: أين الله تعالى؟
لماذا المسلمون فقط هم الضحايا؟! ربما يردِّد كلمة عمرَ - رضي الله عنه -: ألسنا على الحق؟! أليسوا على الباطل؟!


ولكنَّ عمرَ - رضي الله عنه - لم يكن لِيقبلَ بالدَّنيَّة في الدِّين، بينما كان لا يعلم الرِّفعة التي بعدها.

فلمَّا فتح الله على المسلمين علِم عمرُ - رضي الله عنه - ما لم يكن يعلمُ.

وكذلك فِعْلُ الله - تعالى - في كلِّ أمرِه.

إنَّنا أحقُّ الناس بحبه - عز وجل - ولكنَّ له أسبابًا وحسنَ سياسة مع عبادِه، فحيثما بدأ بالنِّعم بدأ الابتلاء بالشُّكر، وحيثما بدأ الابتلاء بالتمام بدأ الابتلاء بالنَّقص.

وما وجدت أمَّة مستقيمة السريرة، مقطوعة الجريرة، ثم بدأها الله - تعالى - بالنَّقص والزوال.

قال - تعالى -: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [يونس: 98].

وقال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 116، 117].

وها هو التَّاريخ يؤكِّد.

انظر متى سقطت بغدادُ، ومتى سقطت الأندلس، ومتى سقطت الخلافة العثمانية؟
حين مالت الدُّنيا في نفوسهم على الدين.
فهدَّمت منه صروحًا كانت مشيدةً، ونسَفت منه جبالاً كانت راسيةً.

إذا كان الله - تعالى - وعدَنا بألا يُهلكنا جميعًا كما أهلك بعض الأمم السابقة جميعًا، فإنَّ ما يحدث من إهلاك في السابقين بصورةٍ عامة، يحدُث في الأمة بصورة خاصة، فيحدث في بعضها الزَّلازل والبراكين، وسيحدث في بعضها المسخُ.

ولكن تبقى لله - تعالى - حكمة في عقاب عبادِه الذين يحبُّهم.

وهذا مقتضى العدل والتوازن لآثارِأسمائه وصفاته - سبحانه وتعالى - وهذا من فقهِها العظيم.

فلا تمنعُ رحمتُه غضبَه إذا استحقَّه الناس.
ولا يمنع غضبُه رحمتَه إذا استحقه الناس.

وإن كانت مواطنُ رحمتِه أسبقَ وأغلبَ من مواطن غضبِه.

ومن حكمةِ الله البالغة ما ذكره في آل عمران:
﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140].

الآية تبيِّنُ حقيقتينِ:
الأولى: أنَّ الأذى لا ينال أهلَ الحقِّ فقط، وإنما ينال - كذلك - أهلَ الباطل.

وهذه حقيقةٌ يجب استحضارُها في الأذهان؛ لأن رؤيةَ القلوب الوجِلة مِنْ أن ينالها - في تقدُّمها وانتصارها - مكروهٌ وسوءٌ - أمرٌ يستحق الذكر والاستحضار.

صاروخٌ واحد مما يُنتجه المجاهدون في فِلَسطين محليًّا يُثير من الذعر في اليهود ما لا تُثيره الطائرات والقنابل والصواريخُ الأمريكية الحديثة.

ومن قال: إنَّ الانتصار سهلُ المنال يمر بغير بأس شديد؟ قد سمَّاها الله - تعالى -: "ذاتَ شوكة"، ولكنَّ الأذى عند الكافرين لا مقابلَ له، فيقع قليلُه عليهم أبشعَ مما يقع كثيرُه علينا.

أمَّا المسلمون، فلهم الحقيقة الثانية يريد الله - تعالى - أن يمتحن فيَمِيزَ، ويختبر فيعطي ويجزل، ويريد الله - تعالى - أن يتَّخذ شهداء.

يا لها من كلمةٍ جليلة جميلة.

إنهم حظوته - تعالى - ومحلُّ اصطفائه واختيارِه.

وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَوْتِ بُدٌّ
فَمِنَ الْعَجْزِ أَنْ تَكُونَ جَبَانَا



فاختيار الله - تعالى - لعبده أن تأتيَه مَوتتُه شهيدًا هو في الحقيقة من أعظم الأفضالِ وأشرفِ العطايا والهبات الإلهية، وهو قَدَرٌ لو قُدِّرَ للمرء أن يعلمَه قبل حدوثِه، لظل عمرَه شاكرًا الله - تعالى - عليه.

اللهم اقبلنا شهداءَ في سبيلك، منافحين عن دِينك، ناصرين لكلمتك، مدافعين لأعدائك عن أوليائك.

يريد الله تعالى أن يمحو خطايا المذنبين.
وأن يرفع عبادَه إلى عِلِّيين.
وأن يدفع الحق بالباطل؛ لتظهر آياتُه، وتظهر كلماتُه.

﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 105، 106].

إنه واللهِ لبلاغٌ.

إنَّ ما حدث في جنَبات الأرض مما حوَت حنايا التاريخ وامتلأ جوف الواقع من قتلٍ وتدميرٍ لأهل الله إن لم يُفهم في إطار هذا المنظور، فسوف يُصيب العقولَ انحرافٌ، وسوف يصيب النفوسَ فسادٌ.

ليست الدنيا في عين الحقِّ الرشيد دارَ بقاء، ولا دارَ نعمة مطلقة.

فصرحُها مهدود، ومُنَعَّمُها مكدودٌ.


وقضيَّة الصالحين أن يعيشوا بالدِّين، وللدِّين، وأن يموتوا بالدين وللدين.

فإذا كان القلب يتمزَّق، والعين تترقرق أمام تمزيق الأجساد، وإهراق الدماء، وإزهاق النفوس، فإنَّ العقل يرى الخير فيما يقدِّره الله - تعالى - مما يناسب ما يقدِّمه إليه عباده من أعمال، فإن كانوا صالحين قُبِلَ صلاحُهم، وإن كانوا غيرَ ذلك، أصلحهم بحكمةِ مقاديره، ورشاد تدبيره.

نسأل الله - تعالى - أن يرحمَنا من البلاء، وأن يثبِّتنا في الابتلاء، وألا يسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافُه ولا يرحمنا، آمين!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.14 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]