سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم1 - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 23-03-2010, 03:52 PM
الصورة الرمزية ام خديجه
ام خديجه ام خديجه غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: الاسكندريه مصر
الجنس :
المشاركات: 1,316
افتراضي سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات والارض 00دعاء الاستفتاح رقم6

6- اللهم أنت ربي وأنا عبدك
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - -، أما بعد،
يقول النبي - -: )وجهتوجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إنصلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأناأول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك،ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لايصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك،أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، أستغفركوأتوب إليك).
تكلمنا في المقالات السابقة عن الجملة الأولى (وجهتوجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين)،والثانية (إنصلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأناأول المسلمين).
ونستكمل اليوم كلامنا عن الجملة الثالثة (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت) حيث يشهد العبد فيها ملك الله عز وجل وألوهيته، ثم أتبعها النبي - - بقوله (أنت ربي وأنا عبدك) ففيها شهود الألوهية بعد شهود الملك والربوبية، فجمع أنواع التوحيد، ثم تجد هذه الأنواع تتكرر في أجزاء الدعاء، واحدة تلو الأخرى، فيعود ليشهد كل نوع بطريقة أخرى، وتكرار هذه الحقائق الإيمانية لكي تستقر قضية التوحيد في النفس، فمعاني الإيمان تتضح أكثر وأكثر مع كل كلمة من كلمات الأدعية النبوية.
ونجد الثناء على الله تعالى باسم (الرب) مضافا إلى ضمير المتكلم المفرد، حيث لم يقل أنت ربنا بل قال أنت ربي، فهذا له مذاق خاص وجميل في استشعار الإصلاح الخاص، فمعنى الرب: المصلح شأن غيره، كما في الحديث (قال هل لك عنده من نعمة تربُها ؟)(رواه مسلم) يعني: تقوم عليها وتصلحها، فإذا قال العبد (اللهم أنت ربي) يستشعر فيها أن الله عز وجل هو الذي يدبر أمره، والله رب العالم كله، ولكن هناك ربوبية خاصة لعبده المؤمن، يصلحه إصلاحا غير الذي أصلح به شأن الآخرين، أصلح للآخرين شأن دنياهم وشأن حياتهم وأصلح للمؤمن كل أمره - دينه ودنياه-، فهو يتوسل إلى الله عز وجل بأنه عبده الذي يحتاج إليه، فهو يفتقر إلى الله عز وجل و يتوسل إليه بأعظم عمل صالح يعمله عبد، وهو العبودية له سبحانه.
هذا التوسل إلى الله عز وجل بالعمل الصالح، والتوسل إليه بالملك والألوهية والربوبية، كأن العبد يقول "أنا فقير إليك بكلي، وأتوسل إليك بكل ذرَّاتي، فتول أمري وإصلاحي".
وفي قول النبي - -: (ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلاأنت) ما يوضح ذلك، فإن وقوف القلب ذليلا منكسرًا بين يدي ربه من أعظم أسباب أن يُجبر وأن يعطى ما يزيل نقصه وكسرته، وأعظم أسباب محبته لربه، لأن الذل والحب قرينان في العبودية فإذا انكسر الإنسان لله أحبه، وإذا أحبه ذل لربه وخضع له، وهذا الذل يحدث للعبد من عدة جهات كلها مطلوبة:
أولا: ذل الفقر والحاجة، فالله هو الرب الغني الحميد، والعبد مربوب فقير بمقتضى كونه مخلوقا، أي أن العبد فقير ليس بيده من وجوده شيء، فقير في نبض قلبه وجريان الدم في عروقه، فقير في سمعه وفي بصره وفي مخه وفي كل جزء من أجزائه وفي كل شأن من شؤونه، (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)(فاطر:15)، هذه الحقيقة يشترك فيها المؤمن والكافر، ولكن يشهدها المؤمن فحسب، فيحصل له بذلك ذل الفقر والحاجة إلى الله سبحانه إذا شهد ذلك، فهذا النوع الأول من أنواع الذل إذا شهده العبد فإنه ينكسر لله عز وجل.
ثانيا: ذل العبادة، تذلل العبد فعليا بالعبادة، كونه يمارس العبادة، كونه يركع و يسجد ويقف، فهذا ذل يحدث به للإنسان الانكسار، كذلك الهيئات التي تكون للإنسان في الصلاة يحصل بها أنواع عظيمة من الحب لله عز وجل، هيئته نفسها تقربه إلى الله كما قال النبي - -: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد)(رواه مسلم)، والركوع لله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)(الحج:77)، هذا افتقار إلى الألوهية، لأن الإنسان محتاج إلى أن يتعبد وينكسر لله، وإن لم ينكسر ويذل لله ذل لغيره لأنه فُطر على كونه عبدا، فأكثر الخلق يعبدون غير الله، فلماذا يذلون لغير الله من منصب وجاه وكبير ورئيس؟ يحصل هذا لأن العباد فطروا على أن يكونوا عبيدا محتاجين إلى التأله وتعلق القلب بإله، فنسأل الله تعالى ألا يذلنا لغيره.
فالأول ذل الفقر والحاجة، ذل إلى الربوبية، والثاني ذل العبادة الذي يتحقق للعبد بقوله (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) فهو يتوجه إلى الله بأعماله وبقوله (أنت ربي وأنا عبدك)، فإن العبادة و هيئات القيام والركوع والسجود - بخاصة- تجلب للعبد ذلا وانكسارا لا يحصل للعبد بغيرها، ولذلك لا يمكن أن تتحقق عبودية أحد بدون الصلاة، فالذين يقولون: "الصلاة وسيلة لا غاية"، أناس كفرة والعياذ بالله.
ثالثا: ذل الابتلاء والمحنة التي لا يملك العبد لها دفعا إلا بالله، ولا يجد قوة لدفع الضرر عن نفسه وأهله ولا تحويله إلا أن يكشفه الله ويحوله، وذلك يحصل للإنسان أثناء المحن وأثناء الألم وأثناء المرض والتعب، ويتعجب الإنسان فعلا إذا أصابه ابتلاء فيظل منكسرا ذليلا فيُفتح له أبواب من الخير فيحمد الله عز وجل على أن قدّر هذا المرض أو هذا الألم أو الابتلاء، لأنه من خلاله وصل إلى نوع من الذل والانكسار. أما الرخاء الدائم يجعل الإنسان مترفا، ويشعره أنه ليس محتاجا والعياذ بالله، وهو محتاج تمام الاحتياج، كما قال عز وجل (وأترفناهم في الحياة الدنيا)(المؤمنون:33).
وهذا الأمر من فوائد الاعتكاف حين تبعد عن الأهل فيحصل نوع من الألم يورث انكسارا، كما ورد عن قوم يونس - عليه السلام- أنهم ندموا عندما فارقهم يونس، فجأروا إلى الله عز وجل بالدعاء وفرقوا بين الوالدة وولدها، لأن الشعور بالألم والحاجة والمحنة والشعور بالغربة، تورث الإنسان فقرا وذلا لله عز وجل ليس له نظير، فقد نقول في بعض الأحيان أن من نعم الله العظيمة ما يقع للمسلمين من آلام ومحن، لأنها تفتح أبواب تضرع عظيم جدا وشعور بالانكسار وشعور بالذل والحاجة والافتقار إلى الله، وليس لهذه الأبواب بديل وليس لها نظير، فيستشعر الإنسان آلام المسلمين ومحنهم ويتضرع لله عز وجل أن يفرج ذلك الأمر، (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا)(الأنعام:43).
ابحث عن نوع الألم الذي في حياتك واستحضره واستحضر أنه لا يكشفه إلا الله: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا)(الإسراء:56)، ولا يوجد بشر إلا وعنده ضر وعنده ألم، ولكن كثيرا من الناس يتعاطى مُسكرا فينسى ذلك وهو عنده آلام مستكنة لكنه يحاول أن يغطيها، أما المؤمن لا يحاول تغطيتها بل يحاول أن يدفعها بالله عز وجل، ويستحضرها لينكسر لله سبحانه وتعالى.
رابعا: ذل الحب المتضمن في معنى الإله، فهو المحبوب لذاته، الذي يذل له العبد، فالحب أصلا يجلب الذل، تلقى الحبيب يمشي وراء محبوبه ذليلا له، لأنه لا يقدر على الاستغناء عنه، فالحب نوع آخر من الذل، مع أنه في الدنيا لو أحب الإنسان أحدًا فمن الممكن أن يستغني عنه، فهذا الحب لله عز وجل يجلب نوعا خاصا من الحب لأنه لا يُحب لذاته إلا الله فالحب يؤدي إلى الذل، والذل يؤدي إلى الحب ويزيد كل منهما في الآخر فيظل العبد في ارتفاع وسمو.
يبقى ذل آخر: وهو ذل الذنب وانكساره وشعور العبد بظلمه لنفسه، ثم إقراره واعترافه بقلبه ولسانه أنه قد أذنب وشعوره بأنه لا ينجيه ولا يخلصه من ذنبه ولا يغفره له إلا الله، فيتوسل إليه بهذا الذل، فيقول: "ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، فيحصل له بذلك نوع خاص من العبودية، لا يشبهه شيء آخر، ومن أجل هذا الذل قدر الله الذنوب على عباده المؤمنين وأوليائه المتقين بل على أنبيائه المرسلين، وإن كانت ذنوبهم تختلف عن ذنوبنا، إلا أن النوع البشري قدر الله عليه هذه الذنوب لتتحقق أنواع من العبودية لا يوجد لها نظير، يرتفعون بها فوق منزلة الملائكة في نهاية الأمر، رغم أن الملائكة لا يعصون الله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(البينة:7)، لذلك وقع ما سُمي ذنوبا في حق الأنبياء، والرسول - - هو الذي يقول (ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) فهذا ذل الذنب وانكساره.
ثم نتذكر أن هذه الكلمة (ظلمت نفسي واعترفت بذنبي) كان بها نجاة الأبوين وتوبة الله عليهما (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(الأعراف:23)، فالإنسان إذا ظلم واعترف بذنبه كأنه لم يظلم، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فشعور الإنسان أنه ظلم واعترف بذنبه يرفعه مقامات عالية، كما ذكرنا لا يصل إليها بغير هذا النوع من العبودية وهذه الكلمة "إني كنت من الظالمين" مع كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هما كلمة النجاة من كل غم لكل مؤمن، كدعوة يونس - عليه السلام- (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)(الأنبياء87-88).
ففوائد عظيمة جدا تتحقق بأن يقول العبد (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعـا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، فهذا الاستفتاح يفتح الطريق إلى القلب للدخول إلى الصلاة، لأن الإنسان قد يدخل قلبه في الصلاة بعد دخوله فيها بمدة طويلة جدا، وقد لا يدخل قلبه في الصلاة أصلا، ولكن أدعية الاستفتاح إذا استحضرها العبد أعانه الله بها إعانة عظيمة جدا، خصوصا هذه الأدعية المعجزة، وأقسم بالله العظيم أنها معجزة ظاهرة جدًا، لأنه لا يمكن أن يكون هناك قلب بشر تكتمل فيه هذه المعاني بهذا الوضوح لمن تأملها، ولا يمكن أن تكون في كلام بشر آخر وإنما أوتي جوامع الكَلِم - -. والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 23-03-2010, 05:06 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم5

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 23-03-2010, 05:10 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات والارض 00دعاء الاستفتاح رقم6

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 23-03-2010, 05:12 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم1

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 23-03-2010, 05:15 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم2

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 23-03-2010, 05:17 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم3

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23-03-2010, 05:20 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الارض 00دعاء الاستفتاح رقم4

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكِ الله خيرا اختى فى الله
أم خديجه
مشاركه قيمه
جعلها الله بميزان حسناتك
بالتوفيق
__________________

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 24-03-2010, 12:17 PM
الصورة الرمزية ام خديجه
ام خديجه ام خديجه غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: الاسكندريه مصر
الجنس :
المشاركات: 1,316
افتراضي سلسلة شرح حديث وجهت وجهى 00دعاء الاستفتاح رقم7

7- واهدني لأحسن الأخلاق
كتبه ياسر برهامي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
قول النبي صلي الله عليه وسلم: )وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك،ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلاأنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لايصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك،أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، استغفركوأتوب إليك).

نواصل الكلام عن قوله صلي الله عليه وسلم (واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت).
الأخلاق منها وهبي جبلي، يفطر عليه الإنسان حسب ما كان قبيحا أو حسنا، ومنها ما هو كسبي عملي يسعى الإنسان إليه بجهده ويتخلق به، وكلا النوعين بيد الله،وهما من عطائه ورزقه،ورزق الإنسان في الأخلاق أهم وأخطر بكثير من رزقه في الجاه الدنيوي، والنوع الأول الجبلي قابل للتأثير عليه والتغيير وإن كان الأثر فيما يخالف ما جُبل عليه الإنسان ليس كقوته فيما يوافق، فالإنسان المجبول على الكرم ستجد النفقة عليه سهلة جدا، أما المجبول على البخل، هل له أن يتغير؟ نعم، من الممكن أن يتغير وإن كان لن يصبح كالذي جُبل على الكرم لكن سيتغير، وإن العبد لن يجد وسيلة لتحسين خلقه أعظم ولا أهم ولا أكبر أثرا - بل في الحقيقة لا وسيلة غيرها - اللهم إلا اللجوء إلى الله، فتغيير الأخلاق أصعب شيء على الإنسان، وهنا يأتي الارتباط بين الجزء الأول من الدعاء الذي كله عن قضية التوحيد والإيمان، وبين قضية الخُلق، لأن الخُلق هو جزء من الإيمان في الحقيقة.
ولهذا كان هذا الدعاء العظيم (واهدني لأحسن الأخلاق...) و دعائه صلي الله عليه وسلم (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها)، فتزكية العبد لنفسه لن تثمر ثمرتها إلا أن يُزكيه الله، والعبد مأمور أن يتزكى (قد أفلح من تزكى)، فتزكيته عز وجل خير تزكية، وتزكية المرء لنفسه ليس لها قيمة إذا لم يزكها الله عز وجل.
فصل مختصر في أحسن الأخلاق: أحسن الأخلاق هي أخلاق الرسل وهي صفات الرجولة (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) فلم يقل "إلا ذكورا" بل قال رجالا، فالرجولة صفات، فنذكر بها أنفسنا باختصار.
بني هذا الأمر على الصدق مع الله والناس، وترك الكذب بالكلية والصبر واحتمال الأذى من الخلق، وعندما ننظر إلى صدق الأنبياء، نجد صدقا مع الله و مع الناس وفي العمل وهذا شيء أساسي، فمن المستحيل أن يُعرف عن نبي أنه كذب أبدا.
و أما صفة الصبر واحتمال الأذى، فتأمل صبر يوسف عليه السلام واحتمال الأذى الذي تعرض إليه من إخوته، الذين باعوه وفرقوا بينه وبين أبيه وهو يحتاج إلى أبيه أشد الحاجة، وهو كريم بن كريم بن كريم بن كريم،وفعلوا كل هذا فيه وظلوا حاقدين عليه إلى أن كبروا وكبر هو، ومع ذلك سامحهم سيدنا يوسف،فسبحان الله!، أرأيت إلى أي مدى يصل احتمال الأذى، فلنصبرولنحتمل الأذى من الناس نولنحلم عليهم، ولعلنا نتأمل ونأخذ القدوة من حلم يعقوب عليه السلام على أبنائه حين حرموه من ابنه قرة عينه.
إن من أحسن الأخلاق احتمال الأذى من الخلق وكظم الغيظ وكف الأذى عن الناس باللسان واليد والقلب وعدم الانتقام للنفس، إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل، فينتقم العبد لله عز وجل لا لنفسه.
ومن مكارم الأخلاق الأناة والتمهل والعفة عن المحارم وعما في أيدي الناس، فيتعفف العبد بأن يبتعد عما حرم الله ويبتعد عما في أيدي الناس وعن سؤالهم.
ومنها اجتناب القبائح والفواحش وهي الكلمات الظاهرة الفاحشة خاصة بما يتعلق بالعورات، فالإنسان الخلوق هو الذي يتجنب الفواحش في القول والعمل وفي الأموال والأعراض، كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في طوافه "اللهم قِني شُح نفسي" ويقول "إذا وقيت شح نفسي لم أسرق ولم أزني لأن كل ذلك من عدم العفة.
ومنها الحياء والكرم والجود والسخاء، والحياء أن يستحي من الله ومن الناس فهذا من حسن الخلق،وترك البخل والغيبة والنميمة وخيانة الأعين وهي تطلعها إلى ما لا يحل خلسة.
ومنها الشجاعة وعزة النفس، والبذل في الحق والقوة فيه، والتضحية، والاستعداد لبذل المحبوب الغالي على النفس وإخراجه ومفارقته عند أمر الله بذلك.
ومنها الوفاء بالعقود والوعود والأمانات، للأهل والأصدقاء والأقرباء، والبر، والصلة والإحسان إلى الخلق، والعدل والتوسط في شيم النفس، فالجود وسط بين التبذير والبخل، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والحياء وسط بين الوقاحة والعجز والمهانة والخور، والحلم وسط بين الغضب وذل النفس وسقوطها، والتواضع والعزة المحمودة وسط بين الكبر والهوان، والقناعة وسط بين الحرص والتنافس على الدنيا، والصبر وسط بين الجزع والهلع وبين القسوة والغلظة وتحجر الطبع والفظاظة، والرحمة وسط بين القسوة والضعف. فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.
ومن الأخلاق الحسنة الإيثار بالدنيا، كما وصف الله تعالى الأنصار: (ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة)، وهذا الإيثار بالدنيا من علامات غنى النفس بالله عز وجل، وإنما يؤثر الإنسان على نفسه لأجل أن ما عنده من الله يكفيه، ويحصل غنى القلب وغني النفس بالله سبحانه وتعالى والعبودية له، و كلما اكتملت العُبودية كلما اكتمل الغنى بالله عز وجل فلم يشعر الإنسان بالحاجة إلى الدنيا فعند ذلك يجود بها بل ويُؤثر بها، قال الله تعالى: (ويُطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا).
ومن الأخلاق الحسنة مقابلة الإساءة بالإحسان وسرعة العفو والصفح وقبول المعذرة، قال سبحانه وتعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن)، وقال أيضا (ادفع بالتي هي أحسن السيئة)، وقال عز وجل عن المؤمنين:(ويدرؤون بالحسنة السيئة)، فإن كان بينك وبين أحد خصومة، فأساء إليك، فانظر كيف تعامله إذا كنت تريد أن تعرف منزلتك من حسن الخُلق وهل هُديت إلى أحسن الأخلاق؟ ، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان فأنه يدل على كمال حُسن الخُلق.
وكذا سرعة العفو والصفح وقبول المعذرة، هناك من تجده بطيء العفو وربما لا يعفو، و لا يسهل عليه أبدا أن يعفو ويصفح، وإذا جاءه أحد معتذراُ أذله وأهانه وأذاقه كأس الهوان الأمر الذي يمنع الناس من أن يعتذروا إليه، وتأمل كيف أن يوسف عليه السلام بادر إلى العفو والصفح وأحسن إلى من أساء إليه من إخوته.
وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عم النبي من أشد الناس إيذاءا له عليه الصلاة والسلام، وكان يهجوه في أشعاره،وتأخر إسلامه إلى عام الفتح،حيث أسلم والنبي في طريقه إلى فتح مكة، فلما أتى مسلما تذكر النبي صلي الله عليه وسلم ما وقع منه فكان يُعرض عنه بعض الإعراض، فشكا أبو سفيان إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ذلك، فقال له:ائته من قبل وجهه، وقل له تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن مردودا منه، فأتاه من قبل وجهه وقال: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، فالتفت إليه النبي وقال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين،و كان بعد ذلك لا يحجبه وكان يقول: عسى أن يجعل الله منه خلفا لحمزة، وكان بالفعل من شُجعان الفرسان وممن ثبت مع النبي في غزوة حُنين.
ومن الأخلاق الحسنة المروءة في اللسان و المال و الجاه.
والمروءة في اللسان بحلاوة المنطقولينه،فليس من المروءة أنيتكلم الإنسان كلاماحسنا في حد ذاته ولكن بأسلوب غليظ،، فالكلام يكون بالرفق واللين في الطريقة ويكون نوع الكلام نفسه حلوا طيبا.
والمروءة في الخُلق بسعته وانشراح الصدر في معاملة الخلقَ، بمعنى: أن يكون الإنسان ذا صدر واسع يحتمل الناس، فتجد بعض الناس عنده ضيق، لا يحتمل أحدا؛ فبمجرد أن يكلمه أحد في شيء لا يعجبه يضيق به، فمن عنده مروءة في الخلق يكون عنده انشراح وسعة صدر في معاملة الناس ، وهذا إنما يحصل بانشراح الصدر بالإسلام وبالإيمان.
والمروءة في المال ببذله في المواقع المحمودة شرعا كصلة الرحم والإحسان إلى الجار والإحسان إلى الملهوف والصدقة والنفقة في سبيل الله فيُبادر بالنفقة ولا يكون بخيلا بالمال.
والمروءة في الجاه: ببذله للمحتاج إليه، فلو أنالإنسان عنده منزلة وكلمته مسموعة عند الناس وأتاه أحد الأشخاص يطلب وساطته، وهو محتاج لهذه الوساطة فيبذلها ويشفع شفاعة حسنة ويُعين بجاهه من يحتاج إليه من المسلمين.
ومن الأخلاق الحسنة القُرب من الخلق بحيثُ يجدونه في أزماتهم ومشاكلهم، كما قال النبي : (ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل مؤمن هين لين قريب سهل) فالناس تشعر بأنه قريب منها وليس بعيد جدا لا يشعر بهم، لا يعنيه الشعور بآلام الناس ومشاكلهم وأزماتهم، فقد كانت الوليدة (الأمة أي الجارية) من ولائد المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيثُ شاءت، وكانت امرأة في عقلها شيء فخلا النبي بها في بعض الطرق فقضى حاجتها، فالقُرب من الخلق صفة مطلوبة للمسلم والمؤمن عموما وللداعية خصوصا،فيجده الناس في أزماتهم ومشاكلهم يحمل الكَل، ويُكسب المعدوم، ويُقري الضيف، كما استدلت خديجة رضي الله عنها: أن الله لا يُخزي محمدا بهذه الصفات، فمن كان كذلك لا يُخزيه الله كما قالت: "والله لا يُخزيك الله أبدا فإنك تحمل الكل وتُكسب المعدوم وتُقري الضيف وتعين على نوائب الحق".أي إذا أصابت الإنسان نائبة أومصيبة وجده معينا.
والرسول كان يحسن إلى الخادم والمملوك فضلا عن الأهل، فأنس رضي الله عنه كان خادم النبي عشر سنين ولم يقل له لشيء فعله، لم فعلته؟، ولا لشيء تركه، لم تركته؟، ويعتذر لأهله عما تركه أنس ويقول: دعوه فإنه إن قُدر شيءٌ كان، فالرسول لم يكن ينتقم لنفسه ولا ضرب خادما ولا مملوكا ولا أمة ولا امرأة إلا أن يُجاهد في سبيل الله.
و كان كل من يرى يوسف عليه السلام يقول له: إنا نراك من المُحسنين، وسيدنا يوسف دخل السجن ومع ذلك لم يكن مهموما مغموما ولم يقل "أدخلتموني السجن ظلما بل كان يعود المريض ويواسي المحزون ويُحسن إلى الناس في داخل السجن بالرغم من أنه لا يملك شيئا، فالإنسان ممكن ألا يسع الناس بماله بل بخُلقه والكلمة الطيبة، لذلك قال الصاحبان لسيدنا يوسف:(نبأنا بتأويله إنا نراك من المُحسنين)، فالإحسان أمر ظاهر، ففي السجن كان محسناُ وفي الملك كان محسنا، وقال إخوته: (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين).
والرسول بلغ الكمال البشري في هذه الصفات، فكان يُجالس المساكين ويُجيب الدعوة ولو إلى شيءٍ يسير، فالنبي أجاب الدعوة إلى إهالة سنخة وهي دُهن متغير بدأ يكون فيه بعض النتن،لكنه لم يُنتن النتن الذي يضر، فكل من تشبه بالنبي يكون له نصيب من من هذا النور بقدر، فنريد أن يكون تشبهنا بالنبي ، ليس فقط في الهيئة الظاهرة ولكن أيضا في الصفات المذكورة. فالمسلم الصالح يمشي مع الأرملة واليتيم والمسكين ليقضي حوائجهم،ويبدأ بالسلام من لقيه فأبو بكر الصديق رضي الله عنه مشي مع بعض صغار الصحابة فكان إذا لقيه أحد بادره أبوبكر بالسلام من بعيد ولا ينتظر الناس أن تلقي عليه السلام حتى يرده. ولابد أن يكون العبد هينا لينا سهلا، فالهين عنده تواضع، لَيِّن في الكلام والمعاملة سهل في التعامل، فليس هناك صعوبة في الوصول إليه ولا أن تقضي حاجتك منه، ليس عنده حده في الطباع ولا شدة ولا غلظة.
و أيضا فالمسلم يعود المريض ويشهد الجنازة ويرد السلام ويشمت العاطس وينصح السائل ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ويعفو عن من ظلمه.
فتعطي من حرمك والذي منع أن يعطيك وأنت محتاج فعندما يرزقك الله تعطيه، وتصل من قطعك و قد قال : (وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعوه وصلهم) وتعفو عمن ظلمك، فلا تتكبر ولا تحسد ولا تتعالى على الخلق ولا تبغي فتجاوز الحدود، ولا تفخر بأن تقول أنا فلان، أنت لا تعرف من أنا!.
و كذلك المسلم لا يغش الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة، ولا يتبع المحرم من شهوات الجنس أو شهوة المال أو شهوة الطعام والشراب أو شهوات الرياسة والملك.
وكذلك لا يُخاصم لنفسه بل لله عز وجل ولا يعاتب أحدا في حقها، فلا يعاتب الناس كثيرا ويقول لهم أنت قصرت في حقي وفعلت كذا وأنت صدر منك كذا. لا... بل يتنازل عن حقه، وإنما يُخاصم لله عز وجل كما قال النبي : (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت).
فهو يخاصم لله وبالله، ينتقم لله عز وجل، ويغضب من الناس لوأنهم قصروا في حق الله عز وجل، أما في حق نفسه فلا يُخاصم ولا يُعاتب ولا يُماري ولا يُجادل إلا بالتي هي أحسن.
فمثلا: بعض الناس يكون لها رأي في مسألة معينه فيأخذ الرأي المُخالف حتى يُخالف من أمامه ويجادله حتى يريه أنه يعرف المجادلة، ومهما يعطيه الآخر من الحجج والأدلة يظل على المذهب المخالف،وكل ذلك بسبب حب الجدل والمراء، وليس هذا من الجدال بالتي هي أحسن، والله عز وجل يقول: (ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) فعندما تجد المناقشة قد دخلت في جدال ليس بالتي هي أحسن، و ليس الوصول إلى الحق هو الغاية المقصودة، اترك الجدال ولا تستقصي حقكوتمثل قول علي رضي الله عنه: " ما استقصى كريم حقه قط".
فالكريم لا يستقصي حقه، بل دائما ما يكون متسامحا، سمح إذا باع سمح إذا اشترى سمح إذا اقتضى، وعندما يأخذ حقه يتنازل عن شيء منهولا يستقصي حقه كاملا، ويغض الطرف عن عيوب من أساء إليه فضلا عمن سواه إلا لحق الله تعالى، فلا يشعر من أساء إليه بإسأته، ومن أحسن ذلك فعل يوسف عليه السلام لما ذكر أمر ما وقع من إخوته - بعد وعده لهم أنه لا تثريب عليهم - قال: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)، ولم يقل: من بعد أن فعل إخوتي ما فعلوامن بيعهم لي أو حرماني من أبي أو حرمانه مني، وإنما نسب الفعل إلى الشيطان، بل وبدأ بنفسه فقال: بيني وبين إخوتي حتى لا يكون هناك تلميح ولو من بعيد بأن الشيطان أتى من ناحيتهم.
فالمسلم يتغافل عن عثرات الأهل والأصحاب والناس مع إشعارهم بأنه لا يعلم لهم عثرة، و مثال ذلك أن الأصم كان قاضيا حكيما فأتت إليه امرأة كانت عندها مشكلة، وعندما كانت تشكي له خرج منها صوت، فاستحيى ثم قال لها: أعيدي عليَّ المسألة فأنا لم أسمع، فاستراحت وشعرت أنه لم يسمع الصوت الذي صدر منها.
فلابد على الإنسان أن يتغاضى عن العثرات كلما وجد من أهله خطأ ما، فيستر الأشياء التي تتكرر رغم أنها عثرات، ويوقر الكبير ويرحم الصغير و يعامل الناس بأفضل ما يحب أن يعاملوه به، ويحسن عشرة كل من عاشره من أم وأب وبنت وأبن وأخت وأخ وقريب وجار وامرأة وصاحب ومملوك وغيرهم، فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و هناك فائدة لطيفة جدا في السؤال لأحسن الأخلاق فلم يقل النبي : واهدني لحسن الأخلاق وإنما قال لأحسنها، وفي صرف السيئ لم يقل: واصرف عني أسوأها وإنما سيئها. فطلب صرف السيئ الذي يشمل صرف الأسوأ، وأما في الحسن فلم يطلبه فقط وإنما طلب الأحسن فاستعمل أفعل التفضيل في طلب الأحسن واستعمل الاسم المُجرد في صرف السيئ.

و نلحظ هنا مدى الارتباط بين حقائق التوحيد والإيمان وبين مبادئ الأخلاق والسلوك، فالدعاء بدأ بتقرير التوحيد والثناء على الله عز وجل بملكه وإلُهيته وربوبيته (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك)، ثم باعتراف العبد بالعبودية، وهذا أفضل عمل يتوسل به مع اعترافه بذنبه (ظلمت نفسي واعترفت بذنبي) ثم يدعو بمغفرة الذنوب والهداية لأحسن الأخلاق وصرف سيئها.
ولو واظب كلٌ منا على هذا الدعاء يوميا مع استحضار معانيه في قلبه وافتقر إلى الله الافتقار التام كما يتضمنه هذا الدعاء لحلت مشكلة من أكبر مشاكل الالتزام الحقيقي، وهي مشكلة تخلف الأخلاق والسلوك عن الالتزام الظاهري في الهيئة، أو الاكتفاء بمجرد إعلان الالتزام دون أن يتحول هذا الإعلان إلى تفاصيل يعيش بها المرء في حياته بدلا من الأخلاق التي كان يعيش بها في جاهليته.
هناك الكثير من الناس من يعلن التزامه فيلتحي ويبدأ الذهاب إلى المساجد،ويمتنع عن سماع الأغاني والموسيقى، لكن تبقى أخلاقه كما هي لم تتغير، فليس هذا هو المطلوب، وإنما المطلوب أن يعيش حياة جديدة بأخلاق جديدة غير أخلاق الجاهلية التي كان يعيش بها، وهذه المسألة دالة بلا شك عند ورودها على نقص الإيمان، بأن يكون الأمر إعلانا ظاهريا أو التزاما في الخارج مع بقاء الأخلاق كما هي، فإن رسول الله قال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا).
إذا هناك ارتباط قوي بين الإيمان والخلق، فليس منهج أهل السنة مجرد قضايا فكرية يحسن الإنسان صياغتها والرد على المخالفين فيها، كما أن الالتزام بالسنة ليس مجرد شكل وهيئة يحافظ عليها الإنسان وفقط، بل الإيمان قول وعمل، عقيدة وسلوك، وقد أدرك علماء الأمة مدى أهمية هذا الارتباط بين الإيمان والأخلاق فوضعوا في مختصرات عقائدهم الأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن مساوئها مع أصول الإيمان.
فتجد في العقيدة الواسطيةبعد ما ذكر ابن تيمية الإيمان بالأسماء والصفات والقضاء والقدر والإيمان والكفر،قوله: "وهم مع ذلك يأمرون بمكارم الأخلاق وينهون عن مساوئها".
والسؤال الآن: لماذا وضعوا مكارم الأخلاق في العقيدة؟؟!!لأن الإيمان قول وعمل و قضية الأخلاق جزء من معتقدنا وسلوكنا ومنهجنا.
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 25-03-2010, 08:40 PM
شاجيزا شاجيزا غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: مصر اسكندريه
الجنس :
المشاركات: 118
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى 00دعاء الاستفتاح رقم7

ما شاء الله رائع
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 25-03-2010, 08:45 PM
شاجيزا شاجيزا غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: مصر اسكندريه
الجنس :
المشاركات: 118
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح حديث وجهت وجهى 00دعاء الاستفتاح رقم6

سلسلة رائعة جدا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 132.82 كيلو بايت... تم توفير 6.03 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]