رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208958 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59562 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 757 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 61 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15874 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-04-2020, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


في رمضان.. المرأة المسلمة همة تعلو الجبال
سميحة محمود غريب
(1)


المتأمل لحال الأسرة المسلمة في رمضان، يجد المرأة المسلمة داخل بيتها كالأترجة، تفوح رائحتها الطيبة، فتنتشر في كل أرجاء البيت، و تعلو همتها فتنشر عبير الإيمان داخل مملكتها، تطير بالمحبة و تضع بالمودة،
شعارها أسرتي حياتي، فهي خير عون لجميع أفراد أسرتها؛ لاغتنام فضائل هذا الشهر العظيم، فهي:
1 - تقوم بترتيب وتنظيف وتجهيز و تزيين البيت مع الأبناء والجيران استعدادا لاستقبال الضيف الغالي، وإخراج
ما لا يستخدم من الملابس للتصدق به، و إعداد بعض الوجبات الخفيفة والخضروات المجمدة الجاهزة و العصائر المركزة.
2 – تقف ويقف أبناؤها عند رؤية الهلال مستشعرين عظم هذه الشعيرة مرددين الدعاء: "الله أكبر، الله ربي وربك الله، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، هلال خير ورشد،
آمنت بالذي خلقه، الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وجاء بشهر رمضان".

3 – تذكر أسرتها بفضل القيام من أول ليلة، من ليلة الرؤية وتحثهم علي قيامها.

4 – تتفق مع أفراد أسرتها علي حلقة ذكر يومية، و تشجع الأبناء علي إعداد فقراتها.
5 – تجعل من رمضان فرصة للتقارب بينها، وبين زوجها من خلال الالتقاء علي طاعة، فتحاول إذابة أي خلاف
بينها وبينه، فتبدأ معه صفحة جديدة مشرقة.
6 – لا ترهق زوجها بكثرة الطلبات، بل تقتصد شرط أن تقدم لأسرتها طعاما صحيا متكاملا.
7 - تنشر روح الإيثار على المائدة، وتطعم أولادها وزوجها بيديها.
8 – تجعل من رمضان فرصة لتعديل بعض سلوكيات الأبناء السيئة، و تحفزهم علي التحلي بالأخلاق
والسلوكيات الحميدة.

9 – تشترك مع أبناءها في عمل من أعمال البر، كإعداد شنطة رمضان، وتوزيع الصدقات علي المحتاجين، أو
زيارة المرضي و الأيتام.
10 – تعمق روح التواصل الأسري بتبادل الأحاديث والحوارات أثناء تناول وجبة الإفطار، وإشاعة جو المرح
والدعابة، ومن الممكن عمل مسابقة أثناء تناول الطعام تحتوي علي أسئلة تتعلق ببعض القيم والمعلومات المراد توصيلها للأبناء.
11 - إعداد وجبات لإفطار صائم، و لو في كل أسبوع مرة.
12 – تذكير الأبناء بالدعاء، و مطالبة كل ابن بتحضير دعاء يدعو به علي مسمع من الجميع عند الإفطار.

13 – تجعل في وردها اليومي عبادة صلة الأرحام، و تدفع أبناءها علي ممارسة هذه الشعيرة ولو بالهاتف.
14 – تبين لأبنائها كيف أن شياطين الإنس يحاولون إفساد الصيام بالبرامج المختلفة في الفضائيات، وأن الفائز
هو من يستفيد من وقته في هذه الأيام المباركات.

15 – توقظ أسرتها لتناول وجبة السحور، وتحرص علي أداءهم صلاة الفجر جماعة، و لا تغفل عن أذكار الصباح،
و ترددها علي مسامعهم بصوت هادئ حتى يعتادوا علي ترديدها.
16 – تحدد مع أسرتها البرنامج اليومي في رمضان، و تختار معهم المسجد الذي سيجتمعون فيه لصلاة
التراويح.
17 – تدرب أطفالها الصغار علي الصيام، و تبتكر الوسيلة التي ستتخذها لتشجيعهم علي الصيام.
18 – تذكر أبناءها فضل ليلة القدر، وعظمها وتحثهم علي التماسها في العشر الأواخر من رمضان.
19 – تعاون زوجها و أولادها علي الاعتكاف، وتعد لكل منهم حاجياته.

وفي الختام.. اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا
واجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر المبارك ... اللهم آمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-04-2020, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


هل من مشمر للجنة في رمضان (*)
مجدي الهلالي
(2)


يقول صلى الله عليه وسلم ((ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انسلَخَ قبلَ أنْ يُغفرَ لهُ.... ))رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.فمن لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له؟ ... أيُغفر له وهو غارق في بحر الدنيا بعيداً عن الآخرة؟ أم يُغفر له وهو يلهث وراء الدرهم والدينار وطلبات الزوجة والأولاد؟ نحن لا نتألى على الله تعالى، ولكن كما أخبرنا سبحانه وتعالى - أن للمغفرة أسباباً، ولدخول الجنة تكاليف. فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

ولك أن تتأمل في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران133 ـ 135).
هل من مشمر للجنة
يقول صلى الله عليه وسلم: "لاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَخَطَرَ لَهَا. هِيَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! نُورٌ يَتَلأْلأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيَرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيَلةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ. فِي مَقَامٍ أَبَداً. فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ. فِي دُورٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ) قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ (قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ) ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ". رواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني وضعفه البوصيري، و الألباني.

إن دخول الجنة يحتاج بعد التعلق برحمة الله إلي كثير من المجهود نبذله في طاعة الله، ولم لا؟ وما هي إلا أيام معدودات نمكثها في هذه الحياة الدنيا ثم يعقبها سنوات طوال - لا نهاية لها - في القبر والدار الآخرة. ،
ليتخيل كل منا حجم الندم والحسرة التي تملأ قلوب الغافلين عندما يتعرضون للحساب الرهيب جزاء تقصيرهم في عبادة خالقهم: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون من 112ـ 115).
إن أغلى أماني أهل القبور أن يعودوا إلى الدنيا ولو للحظة: يسبحون الله فيها تسبيحة أو يسجدون له سجدة
واحدة.
فهل لنا فيهم من عبرة؟! أما آن لنا أن نفيق من غفلاتنا ونستعد لمواجهة المصير الذي ينتظرنا؟!
إننا ما زلنا في الدنيا والفرصة سانحة أمامنا للتزود لما بعد الموت، وها هو شهر رمضان يدعونا لذلك.

هيا بنا نشمر عن سواعدنا ونهجر فراشنا، ونوقظ أهلنا ونرفع راية الجهاد ضد أنفسنا وشهواتها ورغباتها.

هيا بنا نجيب داعي الله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47)} (الشورى).
أحوال الناس مع رمضان
نعم.. رمضان فرصة عظيمة لا تأتي إلا مرة واحدة في العام، ولكن هل يتعامل معها المسلمون بنفس
المستوى؟، فمن الناس من يعتبر مجيء هذا الشهر عبئاً ثقيلاً عليه، يتمنى زواله فلا يرى فيه إلا الحرمان.. هؤلاء دخل عليهم رمضان ثم خرج دون أن يترك فيهم أثرا أو يحدث لهم ذكراً.
ومنهم من أستشعر قيمته، فشمر سواعد الجد وأجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بأكبر قدر من الطاعات، فأكثر من ختم القرآن وأداء الصلوات والقربات دون الاهتمام بحضور القلب فيها ... تعامل مع كل وسيلة علي أنها هدف في حد ذاته، ولم ينظر إلى الهدف الأسمى الذي يرنو الصيام إلي تحقيقه. ومما لا شك فيه أن هؤلاء يشعرون بأثر طيب في قلوبهم.. هذا الأثر سرعان ما يزول بعد انتهاء رمضان بأيام قلائل.
وهناك صنف من الناس اعتبر رمضان فرصة نادرة لإحياء القلب وإيقاظه من رقدته، وإشعال فتيل التقوى وجذوة الإيمان فيه.

نظر إلى مستهدف الصيام فوجده في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} (البقرة)، فتقوى الله عز وجل هي مقصود العبادات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)} (البقرة). وعلى قدرها في القلب يكون قرب العبد أو بعده من الله عز وجل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} (الحجرات)وعلم هذا الصنف أن شهر رمضان ما جاء إلا ليقرب الناس من ربهم ويزيد من صلاتهم به، ويقطع عن قلوبهم صلتها بالدنيا فهو يزود القلوب بخير زاد {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)} (البقرة).
فشمر عن سواعد الجد، وأحسن استخدام الوسائل التي وضعها الإسلام في هذا الشهر المبارك واجمع بين
عمل القلب وعمل الجوارح. ومما لا شك فيه أن الصنف الأخير هو الفائز الأكبر من رمضان، فلقد أصلح من خلاله قلبه وانطلق به في طريق السائرين إلي الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(*) المصدر: "كتاب ماذا نريد من رمضان، مجدي الهلالي"


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-04-2020, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


اجعلي رمضان بداية
هيا الرشيد
(3)


كثير من الفتيات يعتري تصرفاتهن بعض الخلل معظم شهور السنة ، ويشوب سلوكهن اليومي كثير من
الأخطاء ، فيأتي شهر رمضان بسماته الخيّرة ليكون مميزاً لكل فتاة ، فهو فرصة ذهبية لبداية جديدة ، بداية لتصحيح المسار ، وتجديد العلاقة مع الله عز وجل ، وتحسينها مع الوالدين والأخوة في المنزل ، ونبذ الخلافات

مع ذوي القربى ، والحرص على تقوية أواصر الأخوة والمحبة مع المعلمات والزميلات في المدرسة .
ففي شهر الخير أكبر الفرص للبدء مجدداَ بداية طاهرة وخالصة من كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ،
فالأوقات التي أُهدرت مسبقاَ فيما لا فائدة منه تستطيع الفتاة أن تعوضها خلال هذا الشهر الكريم ، والأعمال التي قامت بها وتشعر أنها لا تتناسب مع سلوكها كمسلمة تستطيع أيضاَ أن تعوض نفسها عنها ببدائل ذات فائدة للدنيا والآخرة ، والله يحب المحسنين ، وهو يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنوب جميعا ، قال تعالى : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيماناَ واحتساباَ غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
رمضان من أنسب الأوقات للاستغفار والتوبة وإعادة الحسابات والعودة إلى الله سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي للفتاة المسلمة إضاعة الوقت في هذا الشهر، بل عليها مضاعفة العمل لتحصيل الأجر والثواب ، ومن أهم

الأشياء التي يجب عليها أن تنتبه لها لاستغلال هذا الموسم المبارك ما يلي :
· عدم إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز التي تضيع بركة الوقت وتهدر أثمن الأوقات ، ومن المعروف أن
الأنشطة التلفزيونية تزداد كثافة في هذا الشهر بهدف صرف أفراد المجتمع المسلم عن دينهم ، فلا تكون فتاة الإسلام أداة لينة في أيديهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم.
· محاولة تنظيم الوقت بحيث يكون النوم منظماَ بشكل طبيعي في الليل ، ويكون النهار للمدرسة والعمل المنزلي مع أداء العبادات وتلاوة القرآن الكريم.
· عدم الإسراف في تناول الأطعمة أو إضاعة الأوقات في إعدادها .
قال تعالى :{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُلِرَبِّهِ كَفُورًا}

· الحرص على عدم الخروج للأسواق ، وإذا كان هناك حاجة ملحة للخروج فلا بد من الاحتشام والتستر

والخروج مع محرم ، وتجنب الأماكن المزدحمة ؛ فالأسواق هي أبغض البقاع إلى الله كما ورد في الحديث
الصحيح.
· تربية النفس والوجدان على سلوكيات صحيحة مفيدة كالتعاون مع جميع أفراد المجتمع على أعمال الخير ،
يقول تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَىالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
· تعويد النفس على الموازنة بين الأعمال المطلوبة ، فإعطاء كل ذي حق حقه واجب يتحتم إتباعه ، فأداء
العبادة له نصيب ، وطلب العلم كذلك ، والمساهمة في الأعمال المنزلية ، والمشاركة في الواجبات الأسرية والاجتماعية ، فكل هذه الأشياء يجب تأديتها على أفضل وجه دون أن يطغى شيء منها على الآخر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-04-2020, 07:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


كيف تقضي المسلمة وقتها في رمضان ؟؟
هيا الرشيد

(4)


في شهر رمضان المبارك يتغير النظام الأسري في كثير من البيوت المسلمة، وبالتالي يتغير البرنامج اليومي للمرأة المسلمة خاصة إذا كانت موظفة أو أماَ لأطفال في المدارس، وذلك تبعاَ للنظام المتبع في المؤسسات التعليمية ، ولكننا على علم في نفس الوقت بأن المدارس تكون لأيام ومن بعدها تكون الإجازة الرسمية التي لا يكون من خلالها عذر لأي منا على تغيير برنامجه اليومي ، أو نظامه في رمضان ، فنستطيع في نصفه الثاني أو في إجازات نهاية الأسبوع أن نعود إلى سابق عهدنا ، وأن نستغل اللحظات والدقائق فيه قبل الساعات والأيام .

وحرصنا على تنظيم الوقت وحسن استغلاله إنما هو حرص لإرضاء الله سبحانه وتعالى بفعل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه ، وهذه من مميزات الصالحات اللاتي أثنى الله جل وعلا عليهن عندما ذكر أوصاف الصالحين في قوله تعالى{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} (195) سورة آل عمران .
فالوقت محسوب ، والأعمال التي تقوم بها المرأة مكتوبة بأكملها خيرها وشرها ، وقد أكرم الإسلام المرأة بتكليفها ببعض الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها ، وأبعدها عمّا يحول دون إتمامها لرسالتها في المجتمع ،

فيجب على المرأة مراعاة ذلك في جميع أوقاتها خاصة في شهر رمضان المبارك حيث تستغل أوقاته على أتم وجه وأكمله ، وقد تستطيع الوفاء بذلك عن طريق الحرص التام على إتمام ما يلي :
·المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة في أوقاتها المحددة وعدم الانشغال عنها بتوافه دنيوية بحتة، قال تعالى{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (103) سورة النساء .
·أن تصوم عن الطعام والشراب ، وتصوم جوارحها عن كل ما يغضب الله تعالى.

·الحرص على توجيه الأطفال وإرشادهم إلى كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ، مع استغلال هذه المناسبة الكريمة بتعليمهم كثير من أمور دينهم.
·تأدية الواجبات المنزلية دون مبالغة أو إسراف ، مع استغلال هذا الوقت في سماع محاضرة في جهاز التسجيل.
·تلمس حاجة بعض أفراد المجتمع الذين يعانون الحاجة والفقر.

·تلمس جراح أبناء العالم الإسلامي في كل مكان والدعاء لهم في الليل والنهار.
·ملازمة كتاب الله في كل الأوقات ، وتدبر معانيه ، والاستفادة من قصصه ومواعظه.
·الحرص على الواجب الاجتماعي خاصة مع الأقارب ولو عن طريق الاتصال بالهاتف.

·محاولة التقليل من الخروج للأسواق ، والابتعاد عن مواطن الزحام ، وأن لا يكون الخروج إلا لحاجة ملحة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-04-2020, 07:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


معاني رمضان كيف ننقلها لصغارنا ؟
د. سلام نجم الدين الشرابي

(5)


عند اقتراب شهر رمضان شاهدنا أبناؤنا ونحن نتنقل في الأسواق بين متجر وآخر لنتزود بمختلف الأطعمة والمشروبات !! ومنذ بداية الشهر وإلى الآن لم يجدونا إلا بالمطبخ ونحن نجهز الولائم ونعد ما لذ وطاب منأطباق رئيسية ومقبلات وحلويات فضلا عن العصائر والمشروبات !! وهكذا حتى تأتي العشر الأواخر لنعود للأسواق مرة أخرى لشراء ثياب العيد ..
لن نفاجأ بعدها إذا سألنا أولادنا عن شهر رمضان فأجابونا بأنه شهر التسوق والتنوع في الأطعمة ، فذلك ما غرسناه فيهم.. وهذا ما سيغرسونه في أطفالهم .. لأنه غدا نمط حياة يبدأ بحلول شهر رمضان وينتهي
بانتهائه ..

أين دور الأم هنا .. وكيف تستطيع أن تعرف أبناءها المعنى الحقيقي لهذا الشهر الكريم ؟؟ وكيف لها أن تزرع
حب رمضان في نفوس أطفالها ؟؟
حول كيفية نقل الصورة الحقيقية لشهر رمضان للأبناء تنصح الداعية "نورة لبان" الأمهات بما يلي :

- دعيهم يستشعرون عظمة رمضان من خلال ما تقومين به من عبادات، فمن المهم أن تقومي في فترة صيامك بالتهليل والتكبير والتسبيح بصوت عال ، مع الإكثار من سماع القرآن ليسمعه أولادك معك .
- علميهم أن هناك نوعان من الصيام : صيام عن الأكل والشرب وهو للأسف ما نعلمه لأولادنا فقط ونسعى

لتعويدهم عليه ، وننسى النوع الثاني وهو صيام الجوارح؛ فالعين تصوم عن رؤية المنكر ، والأذن تصوم عن
سماع ما يغضب الله ، واللسان يصوم عن قول الغيبة والنميمة .. ومن الأمهات من تمنع أولادها حتى عن النوع الأول من الصيام خوفاً على صحتهم، وكيف لها أن تخاف على أطفالها وهم في شهر البركة ! علينا أن لا نخاف عليهم فالصيام مفيد للصحة طالما أن السن يسمح بذلك وطالما انك تهتمين بإفطارهم وسحورهم .
- عودي أطفالك التعجيل بالفطور والاستيقاظ عند السحور وتأخيره .
- علميهم الركون إلى الهدوء عند اللحظات الأولى من الإفطار، حيث يتحول المنزل عند الكثير من الناس إلى

ساحة هوجاء في لحظات الفطور التي تعتبر من أجمل اللحظات عند الصائم . اشعري وأشعريهم بفرحة
الإفطار والركون إلى الدعاء بهدوء وسكينة .. أدعي بصوت عال ليعرفوا أن هذا وقت الدعاء.. وهو وقت إجابة واحرصي أن لا يقتصر دعاءك على رغباتك في الدنيا بل ادعي أن يعتقك الله من النار ويدخلك الجنة.
- أحي سنة السحور وأيقظي أبنائك ليتسحروا ولا تقولي مساكين النوم لهم أفضل عوديهم فذاك واجبك .
- أخبريهم أن شهر رمضان فرصة ليغير كل منا طريقته في الحياة وأنه ليس من الصعب أن يغير الإنسان
مسلكه فأكبر دليل على أن الإنسان لديه قابلية للتغيير هو رمضان حيث تتغير فيه أخلاقنا وطباعنا، وتخف فيه

حدة انفعالاتنا، فلنستغل هذه القابلية في تغيير الطباع غير المحمودة في أنفسنا، ولا ننسى أن آيات الصوم
جاءت قبل آيات الجهاد، ذلك أن المسلمين إن لم ينجحوا في مجاهدة أنفسهم لن ينجحوا في الجهاد.
- لا تعتمدي على ذاكرتك وضعي دفتراً خاصاً لك ولعائلتك سجلي فيه الأيام التي أفطرتها أو أفطرها ابنك أو
ابنتك في رمضان جراء عارض صحي أو عذر شرعي لأن هذا يبقى في ذمتك.. .. واحرصي بعد انتهاء رمضان أن يصوموا ما فاتهم ولا بأس أن تصومي معهم وإن قضيت ما عليك لتعينيهم وتشجعيهم..
وافعلي كما فعلت إحدى الأمهات الصالحات عندما داس ولدها رجلاً بسيارته خطأً فوجب عليه صيام شهرين متتالين ، فصامت الأم مع ولدها هذين الشهرين خشية أن لا يصبر ولدها على صيامهما.

- لا تكتفي باصطحاب أولادك إلى التسوق أو إلى الأماكن التي تسرهم، بل اصحبيهم معك إلى زيارة مريض واخبريهم أن يحتسبوا الأجر فيها وإن لم يشعروا بالسعادة في هذه الزيارة .
- أخبريهم أن أبواب الجنة تفتح في رمضان، قولي بصوت عال أمامهم اللهم إني أسألك العفو والعافية ليشعرا الأطفال بمواسم الخير فالداعية هو الشخص الذي يسلك السلوك القويم .
- اجلسي مع أولادك وادعي بصوت عال واستغفري في وقت السحور ليعرفوا أهمية الدعاء، علميهم الدعاء الصحيح فآية الدعاء جاءت وسط آيات الصوم وقولي بصوت عال "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار" تنشأ لديهم عادة الدعاء.. واخبريهم أن الدعاء مستجاب في هذا الوقت.

- رددي وبصوت عال هذا الدعاء " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني" حتى يرددها أبنائك معك خاصة ونحن الآن في العشر الأواخر
لنفعل ذلك حتى يتذكرنا أولادنا في رمضان خارج حدود المطبخ والمتاجر والأسواق ، ونكون في ذاكرتهم كأم ذلك الشاب الذي سافر إلى أمريكا وحل عليه شهر رمضان ففاض به الحنين لها ، فروى لأصدقائه افتقاده إلى صوت تهليلاتها وتكبيراتها ودعائها في هذا الشهر الفضيل ..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-04-2020, 03:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


حتى نفوز في رمضان
د. سلام نجم الدين الشرابي

(6)


دخلت البيت، كان صاخباً، صوت ضجة في المطبخ، إنها أمي هناك مع إخوتي الصغار ترتب الأشياء التي اشتراها والدي استعداداً لقدوم رمضان، وفي غرفة الجلوس استقرت أختي أمام شاشة التلفاز وفي يدها دفتر تدون فيه مواعيد
المسلسلات والفوازير والمسابقات التي ستعرض في رمضان..
وهناك في الغرفة الهادئة الصغيرة وجدتها جالسة على سريرها تبكي، أختي الصغيرة المدللة.. لماذا تبكين؟ قالت: رمضان
قادم فهل سنبلغه؟.. هل سيتسنى لنا أن نستغفر ونتوب عن أخطائنا في هذا العام؟..
جعلتني أفكر وللمرة الأولى بأنه يمكن أن نكون على مشارف رمضان ولا نبلغه.. وأن بلوغنا له هي فرصة ثمينة يجب أن لا
نضيعها سدى.
كانت تلك حكاية بيت من بيوت المسلمين الذين يقترب رمضان من زمانهم، وكل منهم يعد له العدة ويستقبله على طريقته.


اعتاد كثير من الناس الاستعداد لرمضان بإعداد أصناف الطعام والشراب، والمبالغة في ذلك، وهي حاجيات جسدية، وينسون أو يتناسون الإعداد الروحي، والتهيئة النفسية والعقلية لتأدية الصيام.
نعرف أننا لن نراه إلا مرة كل عام، وعندما يرحل عنا نسأل أنفسنا:هل سنراه ثانية في السنة القادمة أم لا؟ هل سننعم بفرصة جديدة قد نعتق فيها من النار وتفتح لنا أبواب الجنة والرحمة من جديد..؟ وتمر الأيام بنا تأخذنا وتضيع الفرص منا ونعود
أدراجنا في بقية أيام السنة، تأخذنا الشهور والأيام في متاهات الدنيا وإغراءاتها ويقبل رمضان علينا من جديد نشعر به يقترب منا، ندعو الله ونحن نترقب الهلال أن يبلغنا الشهر ونخفي في نفوسنا ذنوباً نئن بحملها، ننتظر شهر المغفرة والتوبة، شهرا تفتح فيه أبواب السماء، فهل نستقبل هذا الشهر العظيم بالتوبة الصادقة وبالدمعة التائبة الخاشعة؟ قال الله تعالى:}وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ{.

والتوبة أمر سهل ميسور، ليس فيه مشقة، ولا معاناة عمل، فهي امتناع وندم وعزم؛ امتناع عن الذنوب والمخالفات، وندم على اقترافها في الماضي، وعزم على عدم العودة إليها في المستقبل. وهي مطلوبة في كل وقت، ولكنها قبل مواسم
الخيرات تكون أشد طلبا؛ وذلك لأن الذنوب هي التي تحول بين العبد و بين اغتنام هذه المواسم، يقول الله تعالى: }وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ{.
ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين، وأن تمر علينا مثل هذه المواسم ولا نغتنمها في طاعة الله؛ لذا علينا المبادرة بالتوبة والإنابة قبل رمضان حتى نفوز في رمضان.
شروط التوبة
أفضل أوقات التوبة: أن يتوب المرء وهو صحيح قبل نزول المرض، وأن يتوب وهو شاب قبل نزول المشيب، وللتوبة شروط يجب

الالتزام بها، قال الإمام النووي في رياض الصالحين: قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط، أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً، فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه، رده
إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كان غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
ويقال إن تعذر مصارحة من اغتابهم فيجب الإكثار من الدعاء والاستغفار لهم.
صلاة التوبة


عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي –أي ركعتين – ثم يستغفر الله إلا غفر له" ثم قرأ هذه الآية: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{.
لكن علينا مهما كثرت ذنوبنا أن لا نيأس من رحمة الله، قال تعالى:} قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ{.
فوائد التوبة:
يقول صاحب كتاب "جبال الذنوب وسيد الغفران" إن للتوبة فوائد، منها:


- التوبة من أهم الدعائم الخلقية، فكل تأخير فيها هو انحلال في الشخصية الإسلامية، ولهذا قال الكاتب الهولندي (فرانز ستال) في مقال له نشر في "المجلة الإسلامية" التي تصدرها الجمعية الإسلامية في "ووكنج بانجلترا": إن التوبة في
الإسلام هي وسيلة تغيير الأفراد أنفسهم، وهي سلاح خلقي عظيم، ففيها الندم والتغير والتحول.
- احترام الذات، فمن أجمل فوائد التوبة: أن يحترم الإنسان ذاته وكيانه بعد ما كان يحتقرها ويكرهها في المعصية.

- التركيز في العمل والرقة في القلب، حيث أخبر ابن الجوزي أن التوبة توجب على التائب المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه.
- تبديل السيئات، حيث تجب التوبة ما قبلها من السيئات، ويكون المرء دائماً كما ولدته أمه طاهراً نقياً بعد إعلانه التوبة الصادقة، قال تعالى:}إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{.

الحذر من تسويف التوبة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
حتى تطلع الشمس من مغربه".
لكن الكثير من الناس يعلم بخطئه ويعرف أن عليه التغيير، لكنه واقع في التأجيل والتسويف، أو واهم بأنه غير قادر على
التغيير، ومنهم من يدعو بأن يهديه الله دون أن يسعى قدماً إلى تعجيل التوبة، وكثيراً ما نسمع عن أناس تابوا بسبب وفاة قريب لهم أو إصابتهم بحادث، ولكن ماذا لو كانوا هم الميتين أو أدى بهم الحادث إلى الموت؟ من يضمن العيش ولو لثانية واحدة، الفرصة واحدة.. والأمر لا يحتمل التأجيل أو المخاطرة.
إن باب التوبة مفتوح ما لم تبلغ الروح الحلقوم، وما لم تطلع الشمس من مغربها، روى الترمذي عن ابن عمر ـ رضي الله

عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر".
ولكن من يدري متى تبلغ الروح الحلقوم.. ومتى تطلع الشمس من مغربها؟ وكـل يــــوم يأتي هو فرصة لمن كان على قيد
الحياة، فهذه الأيام لا تتعاقب بلا نهاية، بل لكل إنسان منها عدد محدود، يبدأ يوم ولادته، وينتهي يوم وفاته.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم : "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل
شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك".
ففي هذا الحـديـث: أن الزمن سريع الزوال، والدنيا فرص، إذا لم يغتنمها صاحبها فاتت وذهبت، فالشباب لا بد يأتي بعده
الهرم، والحياة يأتي بعدها الموت.
إن من يتفكر في ذلك يبتعد عن التسويف الذي يقع فيه كثير من الناس عندما يَعِدون أنفسهم بالتوبة عدة مرات، ويـقــولون:

غداً غداً، فيجيء الغد ويصير يوماً، ويصير اليوم من بعد ذلك أمساً، وهم على حالهم، غرهم الشباب والصحة، فنسوا ما بهم من خطايا حتى فاجأهم الموت في وقت لم يتوقعوه، ففاتتهم فرصة التوبة والإنابة.
هل التوبة لمن ارتكب السوء فقط؟
لا تقتصر التوبة على التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن البعض، بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها، قال الله
تعالى:}كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{من أي شيء يستغفرون، من قيامهم الليل؟ وهل في ذلك من ذنب، إنه حال الخائفين الذين يقضون ليلهم في صلاة لكن يخشون التقصير فيستغفرون لتقصيرهم، فسيتغفر أحدهم من الأعمال الصالحة حيث إنها لابد فيها من خلل، فليست التوبة - إذن - من منازل العصاة والمخلِّطين فحسب كما يظن كثير من الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو سيد الطائعين وإمام العابدين ـ: "يا أيها الناس توبوا إلى

الله،فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة" [رواه مسلم].
قال تعالى: }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{.

ولا يخفى أن التوبة التي أمر الله بها المؤمنين ليست توبة الإسلام والإيمان؛ فهم مسلمون مؤمنون، ولكنها توبة الإحسان التي تجدد إسلامهم، وتقوي إيمانهم، وتصلح ما فسد من أعمالهم، وتقوِّم ما اعوج من تصرفاتهم.
من فضائل رمضان
إن رمضان فرصة نادرة ثمينة فيها الرحمة والمغفرة، أبواب الجنة مفتحة لا يغلق منها باب، وأبواب النار مغلقة لا يفتح منها
باب، ولله عز وجل عتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة، فمن لم تنله رحمة الله مع كل هذه الأمور فمتى تناله إذن؟ ومن لم يكن أهلاً للمغفرة في هذا الموسم فمتى يتأهل لها؟

إن الملائكة تطلب من الله للصائمين ستر الذنوب ومحوها , كما روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الصوام: "وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا".. والملائكة خلق أطهار كرام جديرون بأن يقبل الله دعاءهم، ويغفر لمن استغفروا له, والعباد خطاؤون محتاجون إلى التوبة والمغفرة، كما في الحديث القدسي الصحيح, يقول الله تعالى : "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم".. وبهذا يجتمع للمؤمن استغفاره لنفسه واستغفار الملائكة له.
ومع أن شهر رمضان شهر التوبة والغفران، لكن هذا لا يعني أن التوبة مقصورة عليه محصورة فيه، بل إن أبواب التوبة مفتوحة
على مصاريعها في كل شهور العام.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي عن أنس بن مالك عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لــــك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة".
التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

إن الـتـأســي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض واجب، وكل مسلم مأمور أن يدرس هذه السيرة بنيّة التأسي والإتباع، قال الله تعالى: }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{.

وإذا علم المسلم أن النبي نفسه ـ وهو المعصوم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ـ قد أُمر بالتوبة والاستغفار في عدة آيات، آخرها عند فتح مكة لما قال الله تعالى له:}إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{.
فكيف هو حالنا نحن الجاهلون بمصيرنا؟ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "يا أيها الناس: تــوبــوا إلى الله
واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مئة مرة".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-04-2020, 06:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


التأهيل النفسي للطفل لصيام رمضان
حبيبة أوغانيم

(7)


يحتاج الآباء إلى زاد ثقافي وإيماني لمساعدة من سيصوم لأول مرة من أبنائهم، وقد تختلف سبل الأسر في هذه المساعدة تبعا لاختلاف مستوى الوعي واختلاف العادات والتقاليد في كل بلد. وتبقى للتأهيل النفسي أهمية بالغة لابد للمربين أن يعلموا أهميته وكيفية القيام به من أجل صيام ناجح لأطفالهم.
ويؤكد الدكتور لطفي الحضري اختصاصي مغربي في علم النفس التواصلي هذه الأهمية بقوله: "تتجلى أهمية التأهيل

النفسي "الرمضاني" للطفل في وضع أسس سليمة من الحوار يحس فيه الطفل أنه عنصر فعال ومحترم، وأن له دورا وحق الاختيار.
ويتم ذلك بترغيبه في الصيام باستعمال لفظ المحبة والحب، لأنها ألفاظ تشد الطفل إلى كل شيء يرغب فيه الآباء عن طريق التقمص إذ يعلل الآباء حبهم للصيام بحب الله ليقتدي بهم الابن على هذا المنوال".
ويوضح لطفي الحضري للوالدين أن تبيان أهمية التكليف بالصيام للطفل يتطلب نوعين من الحوار، أولهما يبين أن الصيام تكليف، وعليه فإن الذي يصوم يحس بنوع من الإعياء، فالصيام فيه مشقة.

وثانيهما أن الصيام بمشقته يروض النفس على الصبر، وربط الصبر بالعمل وخاصة الدراسي منه.
ويقدم " لطفي الحضري" تحليلا لكل نقطة على حدة، لتتجلى بصورة أوضح أهمية التأهيل النفسي:
النقطة الأولى: إن ترغيب الطفل في الصيام أساسي لكي يحس بالتقرب العاطفي والإحساس بالرضى من قبل الله ومن قبل الأبوين، إذ العنصر العاطفي مهم جدا في تنمية الطفل بشكل سوي من الناحية النفسية، فالعلاقة العاطفية أدوم وأبقى.
وبما أن الطفل قبل سن 14 لا يستطيع فهم وجود الله من الناحية العقلية (والدليل على ذلك نوع الأسئلة التي يطرحها حول

ذات وصفات الله)، لأن التكوين العقلي للطفل لم يصل بعد إلى درجة كبيرة من "عملية التجريد المعرفي" ليفهم وجود الله دون أن يراه ويلمسه.
فالعلاقة العاطفية والإحساس الوجداني هما السمتان الأساسيتان اللتان تمكنان الطفل من أن يرتبط "ذهنه" بفكرة الله وطاعته.
كما أن الطفل في واقع الأمر يصوم لأن والديه يصومان،(عملية التقمص) فمحبة الله تمر عن طريق محبة الوالدين، فالعملية الفكرية عند الطفل تقوم على الأساس التالي: "إني أحب أبوي وأبواي يحبان الله، فأبواي يصومان إذن فأنا أصوم لأني أحب

أبوي فأنا أحب الله".
وينصح الدكتور لطفي الحضري الآباء بالحرص على سلامة العلاقة العاطفية ونضجها لأنها بنظره تكًون "الشخصية القاعدية"
التي تجعل منا ونحن كبارا نهفو لطاعة الله. رغم ما قد يتخلل تطورنا من ارتكاب عديد من المعاصي. فالشخصية القاعدية تجر العبد للرجوع إلى الله والعودة إلى محبته وطاعته.
أما النقطة الثانية: فهي تساعد على تطبيق مفهوم الترغيب بطريقة إيجابية دون تفريط أو إفراط، وحتى لا تنتج سلوكا سلبيا، إذ بدل من دفع الطفل لمحبة الصيام نخلق فيه نوعا من الخوف والتوجس.

ويركز الاختصاصي النفسي على أن محبة الطفل للآباء تدفعه للقيام بأي عمل يطلبه هؤلاء، إلا أنه ينصح الوالدين بتوضيح معنى الصيام للطفل على أساس التكليف والمشقة، وأن لله عز وجل يقبل من الطفل أن يحس بالإعياء وأن يتكلم عنه. وأن
محبة الآباء ومحبة الله للطفل تبقى كما هي، صام الطفل أم لم يصم قبل البلوغ، وعند البلوغ فالله يقبل الصيام حتى وإن أحس وقر الإعياء والمشقة.
وأكد الحضري أن هذا التوضيح يكون وقاية للطفل من الإحساس بالنقص وأنه ليس في المستوى المطلوب حينما لا يستطيع القيام بما يرغب فيه والداه.

ويخلص لطفي الحضري إلى أن التأهيل النفسي يفتح المجال أمام الطفل ليحس باطمئنان داخلي، ويوفر عنه سوء استعمال "عملية المحبة" و"عملية الصيام" و"عملية التكليف". وهذا يرفع عن الطفل كبت أحاسيسه وأفكاره، فيخرجها للآباء
وتصبح شيئا عاديا وبسيطا، بدل أن يكون هذا الكبت عقدا نفسية تضر بالنمو العاطفي للطفل. وتضر بتكوين "الشخصية القاعدية" التي تشكل أساس التمثل الاجتماعي.
وينبغي ربط التأهيل النفسي لرمضان بمكونات الحياة الاجتماعية، وهي فكرة شمولية الإسلام حتى لا يبقى رمضان منفصلا عن الحياة الاجتماعية. فتبيان أهمية التكليف للأبناء، وكيف أن التكليف عملية تربوية تساعدنا على الترويض النفسي، وتربينا

على التحمل والصبر، وأن الحياة تتطلب منا شيئا من الصبر، فالصبر على الصيام يعلمنا كيف نصبر على تحمل التمارين المدرسية، وسهر الليالي للحفظ. فكل هذا مرتبط بشخصية واحدة، فالطفل الذي يستطيع الصبر على الصيام يستطيع الصبر على الدراسة وعلى تحمل مشاكل الحياة.
ويوجه الاختصاصي النفسي الآباء إلى التركيز على لفظ الصبر والقدرة والإرادة لأنها تدفع عقل الطفل، وخاصة المراكز
المهيمنة على الذاكرة، إلى حفظ هذه الألفاظ في علاقتها مع الصيام والحياة العملية. وهذا يساعده وهو ينمو ويكبر، على استخراج تلك الألفاظ لتؤثر على سلوكه الرمضاني وسلوكه اليومي بطريقة إيجابية ودون عناء يذكر. فذهنه المملوء بألفاظ دينية إيجابية تسيطر على شخصيته كلها. وهكذا كلما كانت "الشخصية القاعدية" مبنية على تصور صحيح للإسلام كلما نما الطفل وتطور الراشد بعيدا عن الصراعات النفسية حول فلسفة الإسلام وتطبيق شرائعه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-05-2020, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


هكذا يكون مزاجه في رمضان
د. سلام نجم الدين الشرابي

(8)


قالت: لا أعرف كيف فعلت ذلك، أعلم أني أخطأت خطأً كبيراً بما ارتكبته، لكن غضبه وعصبيته التي ترافق صيامه أفقدتني صوابي، فقذفت بالسيجارة إلى فمه ليهدأ..!
في بعض البيوت تزداد المشاحنات والمشاكل بين الأزواج في ساعات الصيام على الرغم مما يضفيه رمضان من سكينة ورضا في النفس.. إلا أن بعض الذين اعتادوا التدخين أو شرب المنبهات بكثرة من قهوة أو شاي غالباً ما يكونون سيئي المزاج أثناء فترة الصيام حيث إنهم وصلوا لمرحلة الإدمان، فالمدخن الذي يواظب على التدخين يوميا ولمدة طويلة يكون في الحقيقة مدمنا على التبغ، يقول الدكتور "محمد كمال الشريف": عندما ينقطع شارب التبغ عن التدخين لبضع ساعات يبدأ يعاني من

أعراض الحرمان منه حيث اعتادت عليه خلايا دماغه، فيشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم، وهذه الأعراض ناجمة عن الإدمان على التبغ، وليست ناتجة عن الصيام بحد ذاته، فالشخص الطبيعي الذي لم يدمن شيئا لا يمر بها إن صام.
كما أن هناك إدمانا آخر شائعا بين الناس يتسبب في عصبية بعض الصائمين، وهو الإدمان على الكافيين، وهي المادة


المنبِّهة في القهوة والشاي والكولا، والانقطاع المفاجئ عن الكافيين يتسبب - إن طالت ساعاته - بشعور المدمن بالكسل والنعاس، وفقْد الرغبة في العمل، وبالعصبية وانخفاض المزاج، وإذا بلغ الانقطاع عن الكافايين عند المدمن عليه ثماني
عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبه صداع يشمل رأسه كله، ويتميز بأن الألم فيه نابض يشتد مع كل ضربة من ضربات القلب، لذا ينصح الدكتور محمد كمال الشريف من أدمن على الكافيين أن يخفف تناوله للقهوة والشاي والكولا تخفيفا تدريجيا قبل رمضان، وذلك استعدادا للصيام، وعليه أن يتناول شيئا منها عند السحور، حتى لا يعاني من أعراض الحرمان منها أثناء الصيام.

السهر
كما يتأثر المزاج نتيجة السهر أمام شاشات التلفاز لمتابعة البرامج التي تتنافس في عرضها الفضائيات في هذا الشهر الكريم
مما يقلل ساعات الراحة والنوم وبالتالي فهي لا تكفي الإنسان لكي يستعيد نشاطه، فيأتي عليه النهار بمسؤولياته وقد أهلكه الإرهاق، وتكون ساعات النهار بالنسبة له شاقة ومزعجة، وذلك نتيجة نقص النوم، وليس نتيجة للصيام.
وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه، والنوم نعمة من نعم الله علينا، فيه راحة لجهازنا العصبي، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)، لكن الله

أثنى على المتقين بأنهم كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ*) والسهر هنا يختلف عن السهر
الذي نتحدث عنه، فهذا السهر الذي فيه قيام الليل والتهجد في الأسحار يتسبب في اعتدال وتحسن في مزاج القائمين والمتهجدين، حيث كشفت دراسات الأطباء النفسيين في السنين الأخيرة أن حرمان المريض المصاب بالاكتئاب النفسي من النوم في النصف الثاني من الليل له فعل عجيب في تخفيف اكتئابه النفسي وتحسين مزاجه حتى لو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية المضادة للاكتئاب.

ترك السحور
يتسبب أحياناً الجوع والعطش في التأثير على مزاج الصائم، ويمكن تجاوز ذلك بتعجيل الفطور والحرص على تناول وجبة
السحور، حيث نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تأخير الفطر من جهة، فقال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".
وحثنا على السحور من جهة أخرى فقال: "تسحروا فإن في السحور بركة" فالسحور يجلب المزيد من الثواب؛ لأنه سنة
النبي - صلى الله عليه وسلم.
بعض ما نأكل


ربما لا تعلم المرأة وهي تقف في المطبخ وتفكر بإعداد الفطور أو السحور أن لنوعية الطعام الذي تعده تأثيرا على مزاج زوجها، بل وجميع أفراد أسرتها إذ إن هناك علاقة وثيقة تربط نظام الغذاء عند الفرد بصحته النفسية وشعوره بالسعادة.
تفيد الدكتورة "منى الصواف" أنّ نوعية المأكولات التي يتناولها الإنسان تساهم إلى حدٍّ كبير في تحديد مزاجه. وتنصح الجميع باعتماد نظامٍ غذائي متوازن، غير أنّها تشير إلى أنّ تناول البروتين والمواد الدهنية ليلاً قد يؤدي إلى نومٍ مضطربٍ تشوبه الكوابيس كما يولد مزاجاً معكّراً في الصباح التالي.
وتضيف شارحة، إنّ البروتين والمواد الدهنية تحرم الدماغ من الاستفادة من مادة السيروتونين، وهي الهرمونات المسؤولة

عن صفاء المزاج والشعور بالسعادة. وأمّا الكربوهيدرات، وهي عبارة عن النشويات الموجودة بكمية كبيرة في الخبز والمعجنات والبطاطس، بالإضافة إلى السكريات الموجودة بوجهٍ خاص في المأكولات والمشروبات التي تحتوي على السكر، فهي تساعد الدماغ على الاستفادة من مادة السيروتونين، وتساهم بالتالي في المحافظة على مزاج معتدل خلال ساعات النوم ولدى الاستيقاظ في ساعات الصباح الأولى.
حتى لا تغضب تذكر:
- الصيام فيه تقديم رضا الله على النفس، وتضحية بالوجود الشخصي بالامتناع عن الطعام والشراب، وبالوجود النوعي

بالإمساك عن الشهوة الجنسية، وذلك ابتغاء وجه الله وحده، الذي لا يتقرب لغيره من الناس بمثل هذا الأسلوب من القربات، ومن هنا كان ثوابه عظيما، يوضحه ويبين علته قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"
- الصيام يعلم قوة الإرادة ويعد الإنسان لمواجهة جميع احتمالات الحياة بحلوها ومرها وسائر متقابلاتها ليجعل منه رجلاً كاملاً
في عقله ونفسه وجسمه،
- الصيام الكامل يكف الإنسان عن الكذب والزور والفحش والنظر المحرم والغش وسائر المحرمات، وفي الحديث الشريف:

"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" .
- الصيام تدريب على الصبر، فعندما يصبر الإنسان على الصوم فإنه يصوم وهو راضٍ بهذا الصوم، غير متذمر منه وهذا الالتزام
بالامتناع عن الطعام والشراب دون مقابل إلا ابتغاء رضوان الله يجعل البقاء دون طعام وشراب هذه الساعات الطويلة أهون بكثير مما لو كان البقاء دون أكل وشرب ناتجا عن مانع من خارج النفس.
- الصيام فرصة ذهبية هي من نصيب من هم أسرى لعادة التدخين التي تهدد صحتهم ويمكن أن تؤدي بحياتهم.. فصيامهم يساهم في تقوية الإرادة؛ السلاح الفعال للإقلاع عن التدخين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-05-2020, 01:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


أنت وأسرتك في رمضان
د. سلام نجم الدين الشرابي

(9)


أسرتك، مجتمعك الصغير الذي توجك ملكة عليه، مسؤول منك في كل وقت وفي أي حال..
وتتضاعف مسؤولياتك تجاه هذه الأسرة في شهر لا نشهده إلا مرة في السنة ولا نضمن أن نبلغه في السنة
المقبلة "شهر رمضان" فتحتاج الأسرة منك إلى توجيهها نحو الأفضل، ودعمها في تأدية العبادة الصحيحة وأن تقدمي لها المساعدة دون يأس أو قنوت لإبعادها عن سلوكيات كثيرة تدخل الأسرة في رمضان، وللأسف أصبحت مقترنة بهذا الشهر تحديداً.
لك دور لا يستهان به وقد تكونين أنت القدوة التي تأخذهم نحو تلك الأخطاء دون أن تشعري، فاحرصي أن

تجنبي نفسك وأسرتك الوقوع في هذه الأخطاء، وتذكري أنك تصنعين جيل المستقبل والذين بدورهم سيكونون مسؤولين عن أجيال أخرى فيما بعد، فإن زرعت فيهم السلوكيات الصحيحة أنبتت كذلك فأورثوها أولادهم والعكس صحيح، هو حمل ثقيل عليك أن تعي عظمه
وفيما يلي نعرض لبعض السلوكيات السيئة والأخطاء التي تقع بها بعض الأسر المسلمة في رمضان

تبييت النية
البعض ينسى تبييت النية للصوم، لذلك عليك أن تذكري أفراد أسرتك بأن يبيتوا النية من الليل قبل طلوع

الفجر، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له).
النوم نهاراً والسهر ليلاً

يقترن هذا السلوك عند كثير من الناس بشهر رمضان الكريم، إذ ينامون النهار ويستيقظون الليل، يقول الله تعالى: (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)، فهم بذلك لا يشعرون بحلاوة الصيام، فضلاً على أن بعضاً من الفروض قد تفوتهم كصلاة الظهر وربما العصر أيضاً، لذلك من واجبك كأم أن تنظمي أوقات أسرتك وأن تحضي الجميع على عدم السهر والخلود إلى النوم في الليل والاستيقاظ في النهار وأن يتوجه كل منهم إلى

عمله؛ الزوج إلى العمل، والأولاد إلى المدرسة.
مشاهدة المسلسلات والفوازير

وغيرها من البرامج التي تتنافس الفضائيات في بثها، إذ للأسف فإن هذه الفضائيات تستقبل رمضان وتتهيأ له أكثر مما نتهيأ له نحن، إذ تعد برامجها بعناية لجذب المشاهد إليها أكثر مما نعد أبناءنا ونجذبهم إلى العبادة في رمضان.
في المطبخ

تقضي كثير من النساء معظم نهارها في المطبخ لإعداد الطعام، وقد لا تنتهي من ذلك إلا مع أذان المغرب وأحياناً بعده، فيضيع يومها ومن ثم شهرها بين الأواني والبهارات بعيداً عن الذكر والعبادة وقراءة القرآن وربما طلبت من ابنتها أن تعد هي الأخرى أصنافاً من الطعام بدلاً من أن تحثها على العبادة، لذلك عليك أن تعودي أسرتك على الاكتفاء بنوع أو نوعين من الطعام وأن الوقت الذي تمضيه في المطبخ أنت أحق به لتتعبدي الله.
الإسراف في المأكولات والمشروبات
وما ينتج عن ذلك من كسل وخمول يصيب الأسرة كلها ويؤخرهم عن تأدية واجباتهم الحياتية ويجعلهم

يتقاعسون عن صلاة التراويح وغيرها من العبادات التي عليهم أن يؤدوها في رمضان.
الدعاء عند الفطور

تشوب كثير من الأسر حالة من الضوضاء عند الإفطار فتلك تأتي بطبق الشوربة والأخرى تقلي "السمبوسك" على النار وهذا يسأل عن الماء، وينسون وهم في ذلك الدعاء عند الإفطار الذي لا يرد.
المغرب في جماعة
كثيراً من الرجال لا يصلون المغرب في جماعة حيث تجذبهم مائدة الإفطار بتنوعها مع البرامج الجذابة المقدمة

أثناء الإفطار عن الذهاب إلى المسجد، وهنا عليك أولاً أن تقصري المائدة على بضع تمرات وكأس من الماء، ومن ثم إعداد المائدة المناسبة عند عودة زوجك وأبنائك من الصلاة، وستكتشفين أن ذلك أفضل أيضاً من الناحية الصحية.
زيارات

تفضل بعض النساء قضاء ليل رمضان في زيارة الأقارب، فإذا كان هذا من باب صلة الرحم فلا بأس من ذلك على ألا تطيل الزيارة وأن تتجنب الغيبة والنميمة في مجلسها.

ترك السحور:
تترك بعض الأسر السحور رغم الفوائد التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه (تسحروا فإن في
السحور بركة)، لذلك عليك الاهتمام بهذه الوجبة، وأن تسعي إلى إيقاظ أسرتك وجمعهم على مائدة السحور.
في الحيض والنفاس

بعض النساء والفتيات يفترن عن العبادة في الحيض أو النفاس، وهذا خطأ، إذ لابد للأم أن تفهم ابنتها أن الحيض يمنعها من الصيام والصلاة ولكن لا يمنعها من الذكر والدعاء والصدقة وقراءة القرآن ولكن دون مسه.

مازلن صغاراً
بعض الأمهات تمنع بناتها من الصيام بحجة أنهن صغيرات أو لا يقوين عليه، وهنا على الأم ألا تتهاون في حض
الفتاة ومتابعتها على أداء الصوم إذا بلغت سن التكليف ومن ثم تذكيرها بقضاء ما يفوتها من أيام الصيام بعد انتهاء رمضان.
العشر الأواخر في السوق:
تضيع الكثير والكثير من الأسر المسلمة العشر الأواخر في التسوق، حيث تزدحم الأسواق في الأيام التي

تسبق العيد لشراء مستلزمات العيد من ثياب وحلوى وأدوات الضيافة وغيرها، فتصطحب الأم أولادها إلى السوق ليختاروا ويقيسوا الثياب، كما تطلب من زوجها مرافقتها في ذلك، وبهذا تكون الأسرة كاملة أضاعت فرصة العبادة التي لا تتكرر إلا مرة في السنة إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله طلباً لليلة القدر، ولذا كان يعتكف في الليالي العشر الأواخر.
تأخير صدقة الفطر:
من الأخطاء التي تقع فيها بعض الأسر تأخير صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها، فاحرصي على أن تذكري زوجك
بإخراجها قبل صلاة العيد.
صلاة العيد

تتهاون بعض النساء في الخروج وأولادها إلى صلاة العيد رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب النساء والرجال بحضور هذه الصلاة حتى الحيض وذوات الخدور.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-05-2020, 01:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


حدثي صغيرك عن رمضان
د. سلام نجم الدين الشرابي

(10)


نعم هو صغير.. ليس في سن التكليف.. لكنه يعيش ويكبر في كنف أسرة مسلمة.. ينتعش بأنفاسها.. ينعم في سكينة إيمانها، فدعيه يعش إحساسها بشهر رمضان..
أخبريه إن سألك لماذا تغيير موعد الغذاء، ولماذا نستيقظ ليلاً لنتناول العشاء، ولماذا لا تعدين وجبة الإفطار كما هي عادتك كل صباح..
وإن لم يسأل حدثيه أنت عن رمضان، من المهم أن تشكلي وعيه الديني في هذه السن الصغيرة.
ادخلي عالمه الصغير وأخبريه عن فرحك والأسرة بقدوم شهر تنتظره الأمة الإسلامية بفارغ الصبر لتغسل فيه

ذنوبها وتتقرب فيه إلى الله وتنشد الجنة أملاً..
حدثيه عن فضل هذا الشهر الكريم وأبواب الجنة التي تفتح للتائبين العابدين، وأنه فرصة ليزيد المؤمن
حسناته.
أخبريه بلغته عن معاني رمضان؛ الصوم، العبادة، الصلاة، الترتيل، الذكر الإحساس بالآخرين، التكافل، الدعاء،
التقرب من الله في كل ما نفعل.
أخبريه أن كل عمل من الأعمال الخيرية التي يقوم بها مبتغياً وجه الله تعالى دونما رياء أو كبر له أجره

المضاعف الذي يصل إلى 70 ضعفاً.
ومن المفترض قبل ذلك كله أنك حدثته سابقاً عن الجنة والنار وعما يمكن أن يجد في كل منها.

اربطي صغيرك بخالقه، عرفيه بسير السلف بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التابعين، أخبريه، قصي له سيرهم، اجعليها قصة قبل النوم، فالأطفال أكثر ما يتعلمون عن طريق القصص.
رغبيه في كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وتعلماً وتدبراً، رددي معه قراءة آيات صغيرة من القرآن الكريم كل يوم، لتجديه قد حفظها مع نهاية الشهر.

عليك تدريب صغيرك على الطاعة منذ نعومة أظفاره، عوديه على الصيام بأن يصوم أول الأمر بعض النهار ويفطر بعضه، ثم يصوم بعض الأيام ويفطر أخرى على قدر تحمله ولنا في السلف الصالح أسوة، فعن الربيع بنت معوذ قالت: "ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه حتى يكون عند الإفطار وقد ثبت أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، حيث دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من

غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.
فدعيه إذاً يشارككم الاستمتاع بعبادة الصوم وإن قال العلماء: إنه ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه،
وقاسوه على الصلاة، والأمر بها: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"
تدرجي معه في الصوم عدة ساعات من النهار وهكذا، كافئيه عن كل يوم يصومه، وعوديه من الآن أن
يشارككم نظامكم في هذا الشهر، فيجلس معكم إلى مائدة الإفطار ليسمع الدعاء ويشارك الكبار فرحتهم.
فإن وجدته جائعاً أخبريه عن أطفال يجوعون ولا يفطرون وأنه على الأقل سيأتي الوقت الذي يفطر به ما لذ له

وطاب ولكن ماذا عن هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون لقمة تسد رمقهم.
حدثيه عن نعمة الأمان التي يعيشها وأخبريه عن أطفال فلسطين الذين يعانون الظلم والقسوة والجوع أيضاً،
واطلبي منه الدعاء لهم، كما كان سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يسأل الأطفال الدعاء له عله يستجاب.
شهر رمضان محضن تربوي عظيم لأطفالنا لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، لذا احرصي أن تعلميه فيه الكثير من المعاني والأخلاقيات الإسلامية؛ علميه معاني

الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير، عرفيه بحقوق الوالدين وحقوق المسلم على أخيه وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمعلمين.
حببي إليه الصدق، العفو، الإحسان، البر، قضاء الحوائج، الإيثار، والكرم، وحذريه من الكذب، السرقة، العقوق، الظلم الحسد، والغيبة والنميمة.
علميه شيئاً من السنة والأذكار النبوية كأن يقول بسم الله قبل بدء الطعام، والحمد لله عند الانتهاء منه، ويردد مع الأذان ويقول الدعاء بعده، وكذلك أذكار النوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه

حببيه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونشئيه على شريعته العطرة وأخلاقه الحسنة وعلميه الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم.
عرفيه أركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
وأركان الإسلام الخمسة (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه
سبيلاً).
لقني طفلك كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وأخبريه أن الله يراه ويسمعه، ويعلم كل تصرفاته.

أيقظيه ليلاً ليشارككم طعام السحور، وإن كان صبياً دعيه يرافق أباه إلى صلاة الفجر في المسجد.
دعيه يشاهدك وأنت تؤدين العبادات وأخبريه عنها، علميه بعض الأذكار وردديها معه.

ارفعي صوتك قليلاً وأنت تتلين القرآن ليسمع ما تقرئين، فالطفل في هذه السن يرغب بتقليد الكبار، فاجعلي نظامك كله في رمضان عبادة ليتشرب ذلك في فكره وعاداته وذاكرته.
لا تتركيه فريسة للتلفزيون وإن كان فاختاري له القنوات الدينية التي يمكن الثقة فيما تقدمه كقناة المجد للأطفال.


ولنتذكر معاً أن نعمة الأولاد مسؤولية وأمانة، يسأل عنها الوالدان يوم القيامة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته".

وقال ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم إياهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
وللأسف إن كثيراً من الآباء يشتكون أن أبناءهم يفطرون في رمضان أو يدخنون في نهاره، وللأسف هذه
النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس أبنائهم وهم صغار..




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 162.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 156.00 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]