يا أهل التواني، لا تغرنكم الأماني - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826444 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374334 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 283 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 361 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 480 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 380 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 376 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 382 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2020, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي يا أهل التواني، لا تغرنكم الأماني

يا أهل التواني، لا تغرنكم الأماني


عبدالله لعريط





إن الحمدَ لله تعالى نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبِعه بإحسان إلى يوم الدين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الكيِّسُ مَن دان نفسه، وعمِل لِما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسَه هواها وتمنَّى على الله)).

الراوي: شداد بن أوس - المحدِّث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2459 - خلاصة حكم المحدِّث: حسن.

تعريفات:
الكيِّس: رجل كيِّس: ظريف، فطِن، حَسَن الفَهم والسلوك.

دان نفسَه: حاسبها.

العاجز: عجز عن الشيء: ضعُف ولم يقدِرْ عليه.

الأماني: جمع: أمنيَّة: بغية ومطلب، وهي: ما يتمنَّاه الإنسان ويشتهيه.

التواني في العمل: التقصير فيه، عدم الاهتمام به، إنجازُه بفتور.

حقيقة الفِطْنة: إذا أراد الله بعبد خيرًا وفَّقه لفهم وإدراك الغايةِ التي من أجلها وُجِد في هذه الحياة، وهي عبادتُه وطاعته؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

فالفِطْنة ليست في خِبرة الإنسان في صناعة أو تجارة، أو في عمل من أعمال الدنيا، لكن الفِطنة والنباهة وحُسن الفهم في معرفة الإنسان وإدراكه واطلاعه على حقيقة وجوده في هذه الحياة الدنيا، والرِّسالة التي من أجلِها خُلِق، فيعمل في دنياه بعقلِه الذي به أكرم وتميَّز على كثير من مخلوقاتِ الله تعالى، فيمشي على الأرض هونًا، يراقب اللهَ في حركاتِه وسَكناتِه، ويحاسب نفسَه ويُعاتِبُها على الصغيرة والكبيرة.

توجيه السلفِ رضوان الله عليهم:
كتَب عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عمَّاله: حاسِبْ نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإن مَن حاسَب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمرُه إلى الرِّضا والغِبْطة، ومن أَلْهَتْه حياتُه، وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى الندامة والخَسارة.

وقال الحسن: لا تلقى المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردتِ تعملينَ؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدمًا لا يحاسب نفسَه.

وقال الحسن أيضًا: المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسَه لله، وإنما خفَّ الحسابُ يوم القيامة على قومٍ حاسَبوا أنفسَهم في الدنيا، وإنما شقَّ الحسابُ يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غيرِ مُحاسَبة.

وقال قتادةُ في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]: أضاع نفسَه، وغبن، مع ذلك تراه حافظًا لمالِه، مضيِّعًا لدِينه.

وقال ميمونُ بن مِهران: لا يكون العبد تقيًّا حتى يكونَ لنفسه أشدَّ محاسبةً من الشريك لشريكه؛ ولهذا قيل: النفسُ كالشريك الخوَّان، إن لَم تُحاسِبْه، ذهَب بمالِك.

قال الإمامُ ابن القيم رحمه الله: ومَن تأمَّل أحوال الصحابة رضي الله عنهم، وجَدهم في غاية العملِ، مع غايةِ الخوف، ونحن جمَعْنا بين التقصير، بل التفريط والأمن، رحمة الله على الجميع.

ولتنظر نفس:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]؛ فالباري جل وعلا يدعوك يا عبدَ الله لمحاسبةِ نفسك قبل أن يأتيَ يوم الحساب، الذي لا ينجو منه إلا مَن انتبه في دنياه، واستقام على دِين الله، وحاسَب نفسَه، وخالف هواه، وخاف طولَ المقام بين يدَيْ مولاه.

أما الغافل عديمُ الفهم والإدراك، مَن كان عبدًا لهوَى نفسِه، عبدًا لدِيناره ودرهمه، يخبِط في دنياه خبطَ عشواء، فتراه مضيعًا للحقوق والواجبات، يجري وراءَ الدنيا، يجمَعُ ويمنَعُ، والأغرب أنه يتمنَّى منازلَ الشهداء، ويرغب في مراتبِ السعداء، وسلعةُ الله غالية، والجنة عَالٍ مَنالُها: ﴿ هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24].

كثرة الأماني:
مِن أسباب فسادِ العقول، وخراب ما في الصدور: كثرة الأماني والغرور، ترى العبد يعمَل بالمعاصي طوال العام، ويسترسل في الذنوب والآثام، وحينما تؤخَّر عقوبتُه، يغترُّ بحِلم الله عليه، فيبقى في يَمِّ الأمانيِّ والآمال، لسان حاله: سيرحمني وسيهديني الله، حتى تغرَّه الأماني، ويغرَّه بالله الغرور، فتأتيه منيَّتُه، فتحُول بينه وبين أمانيه؛ قال جل وعلا: ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ﴾ [سبأ: 54]، وحينها يُنادي: هيهات هيهات، فيُقالُ له: الوقت قد فات!

يصور لنا الباري سبحانه وتعالى حال العبد حينما يهجم عليه هادم اللذات؛ قال جل وعلا: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].

من علامات السُّخرية بدِين الله: إيثارُ الدنيا على الآخرة، وتقديم مرغوبِ العبد على مرغوب الله، وبناء الدنيا بتهديم عُرَى الدِّين.

عبد ينشغل بجمع دنياه عن ذكر الله، يجمع الحطام، ويمرُّ على ذِكر الله مرورَ الكرام، وقد حقَّ في كثيرٍ من أهل هذا الزمان قولُ بَارِينا: ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

فتنتم أنفسَكم أيها الناس حينما طلبتم الجنةَ بصدِّكم عن سبيل الله كثيرًا، وخُضْتم مع الخائضين، تأكلون الرِّبا والرِّشوة، وترتكبون الحرام، والواقع يشهد ويكاد ينادي في الناس أن: عُودوا لرُشدِكم، وفي آخرِ الزمان يسكت البشرُ، ويتكلم الحجرُ، وينطِق الشجرُ، فلا حول ولا قوة إلا بالله!

مِن الخسران المبين: الأمنُ والسرور مع انتشار البغيِ والفجور.

إن الأممَ التي أحلَّتْ في مجتمعاتها ما حرَّم الله قد نادت بأعلى صوتها أن: انزِلْ علينا يا عذابُ، فإنا منتظرون؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ [إبراهيم: 28].

ديار البوار: دار الزنا، والرقص، والغناء، والخنا، واللغو، والفجور، وتعاطي المسكِرات والخمور، هي دار للبوار.

سؤال: هل مِن الفطنة أن تجدَ هذه الدور في مجتمع إيماني إسلامي، تعاليمُ دِينه تحرِّم القُرْبَ منها، ناهيك عن انتهاكِها؟!
إنه الجهلُ والعمى والغرور والأمانيُّ.

فيا أهل الأماني، اسمعوا ما يقولُه ذو القوةِ المتين فيمَنْ غرَّتهم الآمال والأماني: ﴿ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [الحديد: 14].


فلا تأمَنْ نفسَك أيها المغرور، يا مَن بدنياك في فرحٍ وسرور، ولا تتَّبِع هواها، وخالِفْ مناها، تعِشْ في دنياك سالِمًا، وفي أخراك غانِمًا: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].

وصلِّ اللهم على نبيِّنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.32 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]