صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216051 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859558 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393919 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2023, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم

صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (1)
الشيخ محمد جميل زينو

قال جابر رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذَّن[1] في الناس في العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ [هذا العام].، فقدم المدينة بَشَرٌ كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة[2]، فولدت أسماء بنت عُميس محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري[3] بثوب وأحرمي"؛ فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد [وهو صامت].[4]

الإحرام:[5]
ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء [أهل بالحج][6].

قال جابر: فنظرتُ إلى مَد بصري من بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويلَه، وما عمل به من شيء عملنا به[7] فأهلَّ بالتوحيد:
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

وأهلَّ الناس بهذا الذي يُهلّون به، فلم يَرُدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئًا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته.

قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج.

دخول مكة والطواف: (للعمرة)

حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن (وفي رواية: الحجر الأسود)[8].

فرمل[9] ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ:﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125].

فجعل المقام بينه وبين البيت [فصلى ركعتين].. فكان يقرأ في الركعتين: ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ و ﴿ قل هو الله أحد ﴾، [ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصبَّ على رأسه، ثم رجع إلى الركن فاستلمه].

الوقوف على الصفا والمروة:
ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: ﴿ إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾[10] أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقى عليه، حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحَّد الله وكبره وقال:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".

ثم دعا بين ذلك، وقال مثل هذا ثلاث مرات.

ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت[11] قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدَتا[12] مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا.

الأمر بفسخ الحج إلى العمرة:
حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال: "لو أني استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لم أسُقِ الهَديَ وجعلتها عمرة، فمَن كان منكم ليس معه هَدي فليَحل وليجعلها عمرة".

وفي رواية: فقال: "أحِلوا من إحرامكم، فطوفوا بالبيت، وبين الصفا والمروة،

وقصِّروا، وأقيموا حلالًا، حتى إذا كان يوم التروية فأهِلّوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة". (متفق عليه).

فقام سراقة بن مالك بن جعشُم فقال: يا رسول الله [أرأيت عُمرتنا (وفي لفظ:مُتْعتنا)، ألِعامنا هذا أم لأبدٍ؟ فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى وقال: "دخلتِ العمرة في الحج "مرتين))؛ [إلى يوم القيامة].، لا بل لأبدٍ أبَد.

[1] معناه: أعلمهم بذلك ليتأهبوا للحج ويتعلموا المناسك.

[2] اسم مكان قريب من المدينة صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين.

[3] ضعي خرقة محل الدم.

[4] يعني: لم يُلَبِّ، وإنما لبَّى على الناقة.

[5] وطيبته عائشة قبل إحرامه كما في الصحيح.

[6] رفع صوته بالتلبية، وفي حديث أنس في الصحيحين: أهلَّ بالحج والسرة معًا وهو الصحيح كما بينه ابن القيم.

[7] فيه إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يبين لأصحابه ما نزل عليه من القرآن، وهو النبي يعرف تأويله (تفسيره) وفيه رَدٌّ على فريقين من الناس:
أ- الصوفية الذين يستغني أحدهم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم بما يزعمونه من العلم اللدني الذي يرمز إليه أحدهم بقوله: "حدثني قلبي عن ربي" بل زعم الشعراني في "الطبقات الكبرى" أن أحد شيوخه (المجذولين) والذين يترضى هو عنهم! كان يقرأ قرآنًا غير قرآننا، ويُهدي ثواب تلاوته لأموات المسلمين!!
ب- طائفة يسمون أنفسهم بـ "القرآنيين" والقرآن مهم بريء، يزعمون أن لا حاجة بهم لفهم القرآن إلى السنة.
(ذكره الشيخ الألباني في حجة النبي صلى الله عليه وسلم).

[8] أي مسحه بيده، وقبَّله. واستلم الركن اليماني ولم يقبله، كما في حديث ابن عمر، وورد التسمية والتكبير عند الحجر الأسود فقط.

[9] الرمَل: إسراع المشي مع تقارب الخُطى.

[10] البقرة 158.

[11] انصبت قدماه: انحدرت.

[12] ارتفعت قدماه عن بطن الوادي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-12-2023, 04:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم


صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (2)
الشيخ محمد جميل زينو


خطبته صلى الله عليه وسلم بتأكيد الفسخ:
فقام فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه فقال: "أبالله تعلموني أيها الناس!؟ قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم اِفعلوا ما آمركم به فإني لولا هَديي لحلَلت كما تَحِلون، ولكن لا يَحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محِله، ولو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لم أسُقِ الهَدي".

فحلَّ الناس كلهم وقصَّروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هَدي، وليس مع أحدٍ منهم هَدي إلا النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة.

قدوم عليٍّ من اليمن:
وقدم علي ببُدن[1] النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة -رضي الله عنها- ممن حَلَّ، ولبست ثيابًا صبيغًا واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا.

قال: فكان علي بالعراق يقول: فذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرِّشا[2] على فاطمة للذي صنعَت مُستفتيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرَتْ عنه، فأخبرته أني أنكرتُ ذلك عليها، فقال: "صدَقتْ، صدَقتْ"، ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟ (أي نويت).

قال علي: قلتُ: اللهم إني أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولك.

قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن معي الهدي فلا تَحِلُّ)).

قال جابر: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة [بدنة]..

قال جابر: فَحَلَّ الناس كلهم وقصَّروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هَدي.

التوجه إلى منى محرمين:
فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهَلّوا بالحج.

[قال: ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة -رضي الله عنها- فوجدها تبكي فقال: "ما شأنك؟ " قالت: شأني أني قد حِضتُ، وقد حَلَّ الناس، ولم أَحلِل، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال:
((إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلِّي بالحج، ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلِّي))؛ [ففعلَت]..

"عزا الشيخ الألباني هذه الرواية إلى الإمام أحمد وغيره في كتابه حجة النبي صلى الله عليه وسلم"

وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلَّى بها (يعني منى) الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس، وأمر بقُبةٍ مِن شعر تُضرَب له بنمرة.

التوجه إلى عرفات:
فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز[3] رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحِلت له[4].

[1] ببُدن: جمع بدنة، وهي الإبل.

[2] مُحرِّشًا: يذكر له ما يقتضي عتابها.

[3] جاوز المزدلفة ولم يقف بها.

[4] فرُحلت له: جُعل عليها الرحل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-12-2023, 04:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم

صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (3)
الشيخ محمد جميل زينو



الرسول يخطب في حجة الوداع:
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات وقال: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، فيبلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمَيَّ هاتين موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث - كان مسترضعًا في بني سعد فقتلَته هُذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا: ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانِ الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطِئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مُبرِّح، ولهن عليكم رزقهن، وكِسوتهن بالمعروف.

وإني قد تركت فيكم ما -لن تضلوا بعد - إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحت.

فقال: بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، ويُنكتُها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد (ثلاث مرات) (ينكتها: يميلها).

وقال صلى الله عليه وسلم عند الرمي يوم النحر: لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلّي لا أحج بعد حجتي هذه.

وقال أيضًا: ويحكم أو قال ويلكم -لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض))؛ [أخرج الخطبة مسلم عن جابر].

يستفاد من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- تحريم سفك الدماء البريئة، وأخذ الأموال بغير حق، وهذا تأكيد لصيانة النفوس، والملكية الفردية، والقضاء على الاشتراكية الفاشلة، وهي فرع من الشيوعية الملحدة، وقد عرف الناس بطلانها فثاروا عليها ليتخلصوا منها.

2- تحريم أخذ الربا، وهو الزائد على رأس المال قَلَّ أو كَثُر. قال تعالى: ﴿ وإن تُبتم فلكم رؤوسُ أموالِكم ﴾ [البقرة: 279].

3- فيها الحث على مراعاة حق النساء، والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بالنساء، وبيان حقوقهن، والتحذير من التقصير في ذلك.

4- استحلال فروج النساء بالزواج الشرعي، كقوله تعالى: ﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ [النساء: 3].

5- لا يجوز للزوجة إدخال أحد يكرهه الزوج في بيته، سواء كان رجلًا أجنبيًّا، أو امرأة، أو أحدًا من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك كما ذكره النووي.

6- يجوز للرجل أن يضرب زوجته -إذا خالفته فيما تقدم- ضربًا ليس بشديد ولا شاق، ولا سيما الابتعاد عن ضرب الوجه، أو تقبيحه، فإنه من المحرمات، وقد ورد النهي عن ذلك؛ وهذا من قوامة الرجال على النساء كما قال الله تعالى: ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ [سورة النساء: 34].

7- فيها الحث على التمسك بكتاب الله الذي فيه عز المسلمين ونصرهم، والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم المبينة للقرآن، وأن سبب ضعف المسلمين اليوم هو تركهم الحكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نصر لهم إلا بالرجوع إليهما.

8- فيها الدليل الواضح على علُو الله على عرشه، حيث رفع الرسول صلى الله عليه وسلم أصبعه إلى السماء ليُشهد الله على أنه بلَّغ الرسالة.

9- فيها الأمر بأخذ مناسك الحج، وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله، وتقريره، وفيها إشارة إلى وداعه لأصحابه.

التحذير من القتال بين المسلمين، وهو من الكفر العملي الذي لا يخرج صاحبه من الإسلام، وهو كقوله في:
"سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"؛ (متفق عليه).

الجمع بين الصلاتين في عرفة:
ثم أذَّن بلال، ثم أقام فصلَّى الظُّهر ثم أقام فصلَّى العصر، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات[1].

وجعل حبل المشاة[2] بين يديه، واستقبل القبلة[3]، فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه.

الإفاضة من عرفات:
ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية أفاض وعليه السكينة)، وقد شنق للقصواء الزمام[4]، حتى إن رأسها ليُصيب مَورك[5] رحله ويقول بيده اليمنى:
"أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى حبلًا من الحبال[6] أرخى لها قليلًا حتى تصعد.


المبيت في المزدلفة:
حتى اذا أتى المزدلفة فصلَّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسبِّح[7] بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة.

الوقوف على المشعر الحرام:
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام[8] فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلَّله ووحده؛ فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا وقال: "وقفتُ ههنا، والمزدلفة كلها موقف". (رواه مسلم وغيره).

الدفع من المزدلفة لرمي الجمرة:
فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلًا حسن الشعر أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظُعن[9] يجرين، فطفق الفضل ينظر اليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه التي الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر[10] ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر، فحرك قليلًا.

رمي الجمرة الكبرى:
ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها [بسبع حصيات]. يُكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف[11].

رمى من بطن الوادي يقول: "لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".

النحر والحلق:
ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين [بدنة]. بيده؛ ثم أعطى عليًّا فنحر ما غبر [ما بقي]. وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجُعلت في قِدر فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها.

وفي رواية: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم[فحلق]. وجلس [بمنى يوم النحر]. للناس، فما سئل عن شيء [قُدِّم قبل شيء]. إلا قال: "لا حَرج لا حَرج"[12].

الإفاضة لطواف الإفاضة:
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت أفطافوا، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يَسقُون على زمزم فقال:
"انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس لنزعتُ معكم"[13] فناولوه دلوًا فشرب منه؛ (رواه مسلم وغيره عن جابر انظر حجة النبي صلى الله عليه وسلم للمحدث الألباني).

[1] صخرات مفترشاة في أسفل جبل الرحمة، قال النووي: وهو الموقف المستحب، وما اشتهر من صحو الجبل فغلط.

[2] مجتمعهم.

[3] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه وقف يدعو رافعًا يديه.

[4] ضمّ وضيق.

[5] الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه.

[6] الحبل المستطيل من الرمل.

[7] لم يصل نفلًا.

[8] قال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث: المشعر الحرام جميع المزدلفة (نووي).

[9] نساء.

[10] فيه دليل على وجوب غض البصر عن النساء.

[11] حصى الخذف: بقدر حبة الحمص الكبيرة. ومن الخطأ ما يفعله بعض الجهلة بالرمي بالأحذية وغيرها مخالفين هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه وذلك حين قال: "لتأخذوا عني مناسككم".

[12] معناه: افعل ما بقي عليك، وقد أجزأك ما فعلته ولا حرج عليكم في التقديم والتأخير.
واعلم أن أفعال يوم النحر أربعة: رمي جمرة العقبة، ثم الذبح، ثم الحلق، ثم طواف الإفاضة، والسنة ترتيبها، فلو خالف وقدم بعضها على بعض جاز ولا فدية عليه لهذا الحديث وغيره (قاله النووي).

[13] معناه: لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحموا عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الاستقاء "ذكره الإمام النووي".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.13 كيلو بايت... تم توفير 2.64 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]