لا يستوون عند الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859460 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393817 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215963 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2024, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي لا يستوون عند الله

لا يستوون عند الله (1)



كتبه/ أحمد مسعود الفقي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن من تمام عدل الله وحكمته أن فرَّق بين كل نقيضين كالكفر نقيض الإيمان، والطاعة نقيض العصيان، والخير نقيض الشر، والحق نقيض الباطل، وهذا من البديهيات المسلم بها والتي لا مجال فيها للشك، وبين الله ذلك في القرآن أحسن بيان، فقال -تعالى-: (‌أَفَنَجْعَلُ ‌الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) (القلم: 35).
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- في تفسيره: "يعني: في الكرامة والمثوبة الحسنة، والعاقبة الحميدة، ثم وبخهم الله فقال: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يعني كيف تحكمون بما ينبو عنه العقل السليم؛ فإنهما لا يستويان في قضيته؟ العقل السليم يحكم بأن المسلمين ليسوا كالمجرمين ولا يمكن أن يستويا، فكيف تحكمون هذا الحكم الأعوج، وكأن أمر الجزاء مفوض إليكم، حتى تحكموا فيه أن لكم من الخير ما للمسلمين" (انتهى).
والهمزة في (‌أَفَنَجْعَلُ) للاستفهام الإِنكاري من الله -تعالى- على من سوى بينهما؛ لأن التسوية لا تليق بحكمته ولا بعدله سبحانه؛ فلا يجعل أولئك كهؤلاء ففرَّق بينهم في الدنيا، وفرق بينهم في الآخرة.
فالمسلمون هم من أسلموا لله -عز وجل- وانقادوا لشرعه، وامتثلوا أمره، وانتهوا عما نهى عنه؛ آمنوا به ربًّا خالقًا رازقًا محييًا مميتًا، واحدًا معبودًا بحق لا إله غيره، ولا رب سواه، تنزه عن الشريك والصاحبة والولد؛ فهل يستوون مع مَن قالوا: عزير ابن الله؟! ومع من قالوا: المسيح ابن الله، ومع من قالوا: الملائكة بنات الله، ومع من عبدوا الأصنام والأحجار؟!
هل يستوون مع مَن تمثلوا الله في كل موجود، ونادوا بالحلول والاتحادية، حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق، وجعلوا كل وصف ممدوح ومذموم نعتًا للخالق والمخلوق، وهذا من أقبح وأشد صور الإلحاد؛ لأنه مخالف للحس والعقل والشرع، حتى قال قائلهم:
الـعــبـد رب والــرب عـبـد يا ليت شعري من المكلف
إن قـلـت: عـبـد فـذاك رب أو قـلـت: رب أنى يكـلـف
تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؛ فلا يستوي مَن عمل صالحًا ومن أساء، فمطلق عدل الله -عز وجل- يقتضي التمييز بينهما في الحياة الدنيا وفي الآخرة، بل والعقل السليم يوقن أنه لا بد من معاد وجزاء يثيب الله فيه المؤمنين الأتقياء، ويعاقب المفسدين الأشقياء.
وقد نفى الله المساواة بين حال الذين آمنوا به وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء في كتابه، وعملوا صالحًا في الحياة الدنيا، وحال الذين أفسدوا في الأرض بمعتقداتهم وأفعالهم، كما نفى المساواة بين حال من كان شعارهم التقوى في طاعته والإيمان به، وحال من كان شعارهم الفجور في معصيته والكفر به، فقال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ ‌كَالْفُجَّارِ) (ص: 28)، وقال -تعالى-: (‌أَمْ ‌حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثية: 21).
ويرى الطاهر ابن عاشور أن ظاهر تركيب الآية في قوله: (سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ) داخل في الحسبان المنكور، فيكون المعنى: إنكار أن يستوي المشركون مع المؤمنين لا في الحياة ولا بعد الممات، فكما خالف الله بين حالَيْهم في الحياة الدنيا فجعل فريقًا كفرة مسيئين وفريقًا مؤمنين محسنين؛ فكذلك سيخالف بين حاليهم في الممات فيموت المشركون على اليأس من رحمة الله إذ لا يوقنون بالبعث، ويلاقون بعد الممات هول ما توعدهم الله به، ويموت المؤمنون رجاء رحمة الله والبشرى بما وُعدوا به ويلاقون بعد الممات ثواب الله ورضوانه، وقد طابق في الآية بين محياهم ومماتهم، والسيئات والصالحات؛ ولذلك لا تجد شيئا جعل فارقًا بين شيئين أوضح وأظهر بيانًا من التفرقة بين الإيمان والكفر، وبين المؤمنين والكافرين، فتبًّا لمن أراد التسوية بين ما فرق الله بينه!
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-04-2024, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لا يستوون عند الله

لا يستوون عند الله (2)



كتبه/ أحمد مسعود الفقي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (‌وَمَا ‌يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ . وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ . وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ . وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُور) (فاطر: 19-22).
يخبر الله -عز وجل- في هذه الآيات: أنه لا يتساوى الأضداد في حكمة الله -تعالى-، وفيما أودعه في فطر عباده، وهذا مثل ضربه الله -عز وجل- للمؤمنين والكافرين، فالمؤمن سميع بصير، في نور يمشي على صراط مستقيم في الدنيا والآخرة، حتى يستقر به الحال في الجنات ذات الظلال والعيون، والكافر أعمى وأصم في ظلمات يمشي لا خروج له منها، بل هو يتيه في غيه وضلاله في الدنيا والآخرة، حتى يفضي به الحال إلى الحرور والسموم، والحميم في الجحيم.
ويدعو الله عباده للتفكر والتعقل بضرب الأمثال لهم في القرآن الكريم؛ ليقرب لهم المعنى المراد من أنه لا يستوي العبد المؤمن والكافر بأي حال من الأحوال؛ قال -تعالى-: (‌وَيَضْرِبُ ‌اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم: 25)، وقال -تعالى-: (‌وَتِلْكَ ‌الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر: 21).
وقال -تعالى-: (‌ضَرَبَ ‌اللَّهُ ‌مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (الزمر: 29)؛ هذا مثل ضربه الله -تعالى- للعبد الذي له عدة أسياد يتنازعون في ذلك العبد فهذا يأمره وهذا ينهاه؛ كذلك حال المشرك الذي يعبد آلهة مع الله، فهو في حيرة وتخبط وتردد، فلا يزال شقيًّا لا يستطيع أن يرضي واحدًا منهم، أما العبد المؤمن بالله وحده المخلص له ليس له إلا هو فهو يعبده وحده ولا يشرك به شيئًا، ويطيعه وحده، وكل عمله له وحده؛ فأين هذا من ذاك؟! يقينًا لا يستوون.
وقال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا ‌رِزْقًا ‌حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (النحل: 75).
قال الإمام الطبري -رحمه الله تعالى-: "يقول -تعالى- ذكره: وشَبَّه لكم شَبهًا أيها الناس للكافر من عبيده، والمؤمن به منهم؛ فأما الكافر: فإنه لا يعمل بطاعة الله ولا يأتي خيرًا ولا ينفق في شيء من سبيل الله مالًا لغلبة خذلان الله عليه، وأما المؤمن بالله فإنه يعمل بطاعة الله، وينفق في سبيل الله ماله كالحر الذي آتاه الله مالا فهو ينفق منه سرًّا وجهرًا؛ هل يستوي العبد الذي لا يملك شيئًا ولا يقدر عليه وهذا الحرّ الذي قد رزقه الله رزقًا حسنًا فهو ينفق كما وَصَف؟! فكذلك لا يستوي الكافر العامل بمعاصي الله المخالف أمره، والمؤمن العامل بطاعته الممتثل أمره، والفرق بينهما واضح وظاهر وجلي، لا يجهله إلا كل غبي.
وللحديث بقية -إن قدَّر الله البقاء واللقاء-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 55.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.86 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (5.04%)]