الحياة الزوجية مشاعر متوقعة، أم مشاريع عمل لا تنتهي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7817 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859335 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393654 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215876 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-11-2020, 01:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الحياة الزوجية مشاعر متوقعة، أم مشاريع عمل لا تنتهي؟

الحياة الزوجية














مشاعر متوقعة، أم مشاريع عمل لا تنتهي؟



هشام محمد سعيد قربان











استوحيت فكرة هذا المقال من عنوان "تغريدة" للطبيب والمختص النفسي طارق الحبيب وفقه الله، وأظنه كان يعلن فيها عن ورشة عمل للمقبلين على الزواج، نعم، لقد أسرني هذا العنوان بالرغم من عدم معرفتي بأي من تفاصيل هذا اللقاء.





إنه عنوان بليغ، ويكسب المتأمل له معان جزلة وحكمًا عظيمة، ولعله يختصر كثيرًا من التوجيهات والنصائح التي تفيد المتزوجين والمقبلين على الزواج، وعندما أمعنت النظر فيه تخيَّلت العلاقة بين الزوجين كطريق يتشعب إلى طريقين، ولكل طريق نهاية ونتيجة، ويمثل كل واحد منهما طرفًا من هذه الثنائية المتناقضة الكامنة في هذا التساؤل:


هل الحياة الزوجية الناجحة:


1- مشاعر متوقعة.


2- أم ثمرة لمشاريع عمل جاد ودؤوب.





إن هذين الطرفين منطلقان مختلفان يفترض أن يختار أحدهما شريكًا هذه العلاقة بين الزوجين، وقد يتوافق اختيارهما أو يختلف، ويمثل كلٌّ من الخيارين فرضية أو حالة نفسية تؤسس عليها الحياة الزوجية الناجحة، ولا تثبت صحة أو بطلان أي من هاتين الفرضيتين إلا بالتجربة والملاحظة والنتائج، ولقد كفانا أهل الخبرة والتجربة والحكمة مؤونة التجربة ومشقة الفشل وألمه، والسعيد من اتعظ بغيره، وأفاد ممن سلك الدرب قبله، فلا حاجة لإعادة التجربة في كل علاقة جديدة، وما خاب من استشار.





الفرضية الأولى:


تبني الفرضية الأولى نجاح الحياة الزوجية على مشاعر وحالات وأحاسيس، تم تخيلها وتصورها سلفًا من الطرفين أو أحدهما، ويتوقعها الزوج أو وزوجته أو كلاهما، وغياب أو نقصان هذه المشاعر- كلاًّ أو جزءًا - واختلافها عما يتوقعانه يشرخ أُسس هذه العلاقة ويهز صرحها.





"لم أحس مع زوجي بما كنت أتوقعه من المشاعر؛ مثل: كذا، وكذا، وكذا"، "لقد خيبت زوجتي ظني، فأنا معها لا أحس بالحب والثقة والصراحة والشراكة الحقيقية"، "لا مفر من الفراق فنحن غير منسجمين، ولا يحس أحدنا أو كلانا بما يحق له أن يتوقعه من شريكه، ونجاح الزواج لا يتصور في غياب الإحساس بالانسجام والتوافق"، "وليس بوسعي أن أفعل شيئًا إن لم أحس بما يفترض أن أحس به من جهة زوجي وأهله؟" هذه أمثلة من مقولات وتصريحات نسمعها، وهي لسان حال من يبنون نجاح زواجهم على هذه الفرضية.





الفرضية الثانية:


أما الفرضية الثانية، فتؤسس نجاح الحياة الزوجية على فرضية مختلفة تمامًا عن الأولى، وتتلخص في النظر إلى هذه العلاقة على كونها مشروعَ عمل يتطلب: موازنات واستثمارًا، وأهدافًا وتخطيطًا، وجدولة وتنفيذًا، وعملاً وجهدًا، وصبرًا ومثابرة، ومراجعة ونقدًا للذات وبعض الفشل، وتصحيحًا للمسار ومعاييرًا لقياس جودة الأداء والمنتج، والتقصير في أحد جوانب هذا المشروع قد يضعف احتمال نجاحه، ويتردَّى بجودة المنتج.





"لقد نجحت في بناء الاحترام والثقة مع زوجتي، والأمر مع صعوبته يسير، فقد ابتدأتها بالثقة والاحترام في كل تعاملي معها في السنة الأولى من زواجنا في الأمور الصغيرة والكبيرة، حتى أصبحت تقلدني وتحاكي طريقتي"، "أعزو فشلي في عدم اهتمام زوجي بمظهره إلى تأخري في تنظيف ملابسه، وإلى عادتي في حصر التأنق في ملبسي في الدعوات والحفلات خارج منزل الزوجية"، "لقد استغرق مشروع تعليم زوجتي أصول الضيافة وإكرام الضيف سنتين، فلقد كان أبوها كثير المشاغل ومنعزلاً عن الناس بطبعه"، "حضرت أنا وزوجي ورشة عمل عن التواصل الفاعل في الحياة الزوجية، وطبقنا كثيرًا من دروسها عن البعد عن مزالق الافتراض وقراءة النوايا وسوء الظن، والتثبت بالسؤال الهادئ قبل الحكم على الأمور، وبعدها أصبحنا نتأمل أخطاءنا في الماضي، ونضحك منها ونعزوها لقلة العلم بدلاً من سوء النوايا"، "لم نصل إلى مرحلة الصداقة الحميمة والانسجام في حياتنا إلا بعد عشرين سنة من العمل والأخطاء والتعلم من الأخطاء"، هذه طائفة من المقولات والقصص التي تحكي حال الأزواج الذين بنوا حياتهم على فرضية النظر إلى الحياة الزوجية بكونها مشروعَ عمل جاد لإنتاج منتج محدد.





أي الفرضيتين أصح؟


إن الحكم ببطلان أو صحة أمر نفترضه - كما أسلفنا القول - يأتي في مرحلة متأخرة بعد الآلاف من التجارب والملاحظات، والتأملات في النتائج ومآلات الأمور، وتقرير الحقائق الثابتة، ولا غنى للمرء في كل أمره عن نور الوحيين: القرآن والسنة في تقنين العلاقة الزوجية ومعرفة حقيقتها، وفهم معانيها وآدابها، والعمل على تحقيق مقاصدها، ولا أدعى في هذه المقدمة بأن لدي اطلاعًا واسعًا في هذا المجال؛ لذلك فلن أفرض رأيي واختياري على القراء، ولعلي أترك الإجابة والتعليق لهم، لكي أفيد من خبراتهم وتجاربهم، وأتمنى أن يشارك أكبر عدد ممكن بقصصهم المفرحة والمحزنة، وبعد ذلك آمل أن تتضح الصورة، ونعرف أي الفرضيتين أصح وأوثق صلة بنجاح العلاقة بين الزوجين: أهو مشاعر متوقعة؟ أم ثمرة لعمل ممنهج ومتنامٍ؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 67.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.46 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]