النجاة من الفتن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 439 - عددالزوار : 12569 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12854 - عددالزوار : 227491 )           »          لتنعمي بالحياة مع ( حماتك) عامليها كوالدتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الدعوة في ساعة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إلى ولدي الجامعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلم خدمه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نصائح ذهبية في الامتحانات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عجيب أمر هذا الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المستقبل لهذا الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحسين عليه السلام في ذكرى استشهاده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2024, 07:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,934
الدولة : Egypt
افتراضي النجاة من الفتن





النجاة من الفتن

محمد بن إبراهيم السبر


كثرَةُ الفتنِ وظُهُورُها مِنْ عَلامَاتِ السَاعَةِ، ففي الصحيحِ أنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" «يتقاربُ الزمانُ ويَقِلُ العملُ ويُلقى الشُحُ وتكثرُ - أو قالَ-: تظهَرُ - الفتنُ» ".

ومِنْ حِكَمِ الفتنِ: الابتلاءُ والتمحيصُ، كمَا قالَ تَعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وليحيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بينةٍ ويَهلِكَ مَنْ هلكَ عْنْ بَينَةٍ.

والفتنُ لهَا أسبابٌ منهَا: ضَعْفُ الإيمانِ، وازديادُ الشرِ بمرورِ الزمنِ مِنْ ذهابِ الصَالحينَ، وفَقْدِ العُلماءِ، ورَفعِ العِلمِ، وظُهورِ البدعِ، ولمَا شَكَا النَّاسُ إلى أنَسِ بنَ مَالِكٍ-رضي الله عنهُ- مَا يلقونَ مِنَ الحَجَّاجِ، قَالَ: «اصْبِرُوا؛ فإنَّهُ لا يَأْتي علَيْكُم زَمَانٌ إلَّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منهُ، حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ». (رَوَاهُ البُخَارِيُ).

ولعَظِيمِ خطورةِ الفتنِ، فقدْ حذرَ الله تعالى مِنهَا؛ فقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}. قال ابنُ كثيرٍ: " هذه الآيةُ، وإنْ كَانَ المخاطبَ بِهَا هُم صحابةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ لكنَّهَا عامةٌ لكلِ مُسْلمٍ، لأنَّ النبيَ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يحذِّرُ مِنَ الفتنِ".

ولقدْ شبهَ النبيُ صلى الله عليه وسلم إحاطَةَ الفتنِ بالنَّاسِ بالليلِ المُظلمِ فقالَ: «إنَّ بينَ يديِ السَّاعةِ فِتَنًا كقِطعِ اللَّيلِ المظلِمِ يُصْبِحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافِرًا ويُمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا القاعدُ فيها خيرٌ منَ القائمِ والقائمُ فيها خيرٌ منَ الماشي والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعِي» قالوا فما تأمرنا؟ قال: «كونوا أحلاس بيوتكم». (أخرجَهُ أبو دَاودَ).

والفتنُ أنواعٌ أعظمُهَا مَا يتعلقُ بالعقيدةِ كالبدعِ والشُبُهاتِ، وفتنةِ الخوارجِ والقَدريةِ، والقولِ بخلقِ القُرآنِ، والالحادِ، والتفرقِ وتعددِ الجماعاتِ، وفتنةِ التكفيرِ والتفجيرِ، والثوراتِ والمُظَاهَراتِ، ومَا أدتْ إليهِ مِنْ استحلالِ الدماءِ المعْصُومَةِ، وتشويهِ صورةِ الإسلامِ، وتسليطِ الأعداءِ، ناهيكُم عَنْ إضْعَافِ الأمةِ، وجرِ شَبَابِها إلى أتُونِ الفتنِ، وجَعْلِهِمُ وقُودًَا لتنفيذِ مخططاتِ مشبوهةٍ.

ومِنَ الفتنِ، مَا يبثُ عَبرَ الوسائلِ المُعاصرةِ مِنْ عَرضٍ سَاقِطٍ، ومحتوىً مَاجِنٍ، وأفكَارٍ مُنحرِفَةٍ، وتزيينٍ للفاحِشَةَ، وإغرَاءٍ بالعَداوةِ والبغضاءِ، تستهدِفُ منظومَةَ القِيمِ والأخْلاقِ، وصرعَاهَا الدهمَاءُ والأغرارُ.

وفي مَوعظةٍ نبويةٍ بليغةٍ ذَرَفتْ مِنهَا العيونُ ووجِلتْ منها القلوبُ، فقالَ الصحابةُ: كأنَّها موعظةُ مودعٍ فماذَا تعهدُ إلينا؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: «أُوصيكم بتقوى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ والسمعِ والطاعةِ، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، فإنه من يعِشْ مِنكُم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكُم بسنتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ المهدِيِّينَ تمسّكوا بِهَا، وعَضّوا عليهَا بالنَّواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعَةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ». (رَوَاهُ أبو دَاودَ وَالترمذِيُّ).

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " إذا انقطعَ عنِ النَّاسِ نُورُ النبوةِ وقعوا في ظلمةِ الفتنةِ وحدثتْ البدعُ والفجورُ ووقعَ الشرُ بينهُم"، وقال الشيخُ ابنُ بازٍ: " فكلُ أنواعِ الفتنِ لا سبيلَ للتخلصِ منها والنجاةِ منها إلا بالتفقهِ في كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، ومعرفةِ منهجِ سَلفِ الأمةِ منَ الصحابةِ -رضي اللهُ عنهم- ومَنْ سلكَ سبيلَهُم مِنَ أئمَةِ الإِسلامِ ودُعَاةِ الهُدى".

ولزومُ جَماعةِ المسلمينَ وأئمتِهِم، نجاةٌ منَ الفتنِ، فقدْ أمرَ اللهُ بالجمَاعِةِ وَنهى عَنِ الفُرقَةِ؛ فَقالَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. والجماعةُ رَحْمَةٌ، والفُرْقَةُ عَذَابٌ، وإنَّما يَأكلُ الذئبُ مِنَ الغَنمِ القَاصِيةِ.

والنجاةُ فِي اعتزالِ الفتنِ وأهلِهَا؛ فإنَّهُ مَنْ انتصبَ إليهَا وخاضَ فِيهَا قابلتُهُ بشرِهَا فأهلكتهُ وصَرعَتهُ؛ كمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ». (متفقٌ عَليهِ).

والفِرَارُ مِنَ الفتنِ منهجٌ نبويٌ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أنْ يَكونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بهَا شَعَفَ الجِبَالِ ومَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ». (رَوَاهُ البُخَارِيُ).

والاشتغالُ بالأعمالِ الصَالِحَةِ مَنْجَاةٌ مِنَ الفتنِ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». (رَوَاهُ مُسلمٌ).

والعبادةُ في الفتنةُ واختلاطُ أمورِ النَّاسِ فضْلُهَا عظيمٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الْعِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إلَيَّ» «». (رَوَاهُ مسلمٌ). فالنَّاسُ يَغْفلُونَ عنهَا ولا يتفرغُ لهَا إلا القليلُ.

والعِلمُ الشَرعِيُ، ولزومُ العُلماءِ الراسِخينَ، حَصَانةٌ مِنْ الأفكارِ الهدامةِ، ودورٌ الأسرةِ كبيرٌ في ذلكَ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عنْ رعِيَّتِهِ». (مُتفقٌ عَلَيهِ).

والدعاءُ وصيةُ النبيِ صلى الله عليه وسلمفي الفتنِ فيقولُ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ». (رَوَاهُ مُسلمٌ).

ألا فاتَّقوا اللَّهَ -عِبَادَ اللهِ- واشكرُوهُ عَلى النَّعم والعطايَا، واحمدُوهُ على مَا دفعَ عنْكُم مِنَ النقمِ والبلايَا، واعتبرُوا بمنْ حُولَكُم؛ فكم منْ وَطَنٍ اختلفتْ فِيهِ الكلمةُ، وانحَلَ عِقدُ الأمنِ، وسقطتْ هيبةُ الحُكمِ؛ فَلا إمامَ ولا جَمَاعَةَ؛ فتقاتلَ أهلُهُ، وتمزقَ شملُهُ، فَصَارُوا أحَادِيثَ.
[1] للشيخ محمد السبر جامع موضي السديري بالرياضhttps://t.me/alsaberm








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.84 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]