|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
دولة السلاجقة من البناء إلى الهدم
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: دولة السلاجقة من البناء إلى الهدم
دولة السلاجقة من البناء إلى الهدم أحمد الشجاع السلطان ملكشاه تولى السلطنة بعد ألب أرسلان ابنه ملكشاه وعارضه عمه قاورد بن جفري حاكم سلاجقة كرمان وطالب بالسلطنة ووقع الصدام بينهما قرب همذان حيث انهزم قارود وقتل، وبذلك سيطر ملكشاه على دولة سلاجقة كرمان، وعين عليها سلطان شاه بن ألب أرسلان سنة 465هـ/1073م. واتسعت الدولة السلجوقية في عهد السلطان ملكشاه لتبلغ أقصى امتداد لها من أفغانستان شرقاً إلى آسيا الصغرى غرباً وبلاد الشام جنوباً، وذلك بعد أن سقطت دمشق على يد قائده أتسز سنة 468هـ/1075م، وأقيمت الدعوة للخليفة العباسي. وأسند ملكشاه المناطق التي سيطر عليها في بلاد الشام لأخيه تاج الدولة تتمش سنة 470هـ/1077م؛ وذلك من أجل متابعة الفتح. فأسس هذا الأخير دولة سلاجقة الشام كما عين ملكشاه أحد أقاربه ويدعى سليمان بن قتلمش بن إسرائيل والياً على آسيا الصغرى التي كانت تتبع بلاد الروم؛ لمتابعة الفتح سنة 470هـ/1077م. فأسس هذا أيضاً دولة سلاجقة الروم، وقد استمرت هذه الدولة 224 عاماً، ليتعاقب على حكمها أربعة عشر من سليلة أبي الفوارس قتلمش بن اسرائيل. وكان أولهم سليمان بن قتلمش الذي يعتبر مؤسس هذه الدولة، وقد تمكن من فتح أنطاكية سنة 477هـ/1084م، كما تمكن ابنه داود من السيطرة على قونية سنة 480هـ/1087م ليتخذها عاصمة له. وكانت قونية من أغنى وأجمل المدن البيزنطية في آسيا الصغرى، وقد حولها السلاجقة من مدينة بيزنطية مسيحية إلى مدينة إسلامية. وقد سقطت هذه الدولة على يد المغول سنة 700هـ/1300م، وأصبحت فيما بعد من أملاك الدولة العثمانية. لقد كان سلاجقة الروم حريصين على تتريك آسيا الصغرى ونشر الإسلام فيها على المذهب السنّي، وكانوا سبباً في نقل الحضارة الإسلامية إلى تلك الأقاليم، واسقطوا الخط الدفاعي الذي كان يحمي المسيحية من أوروبا ضد الإسلام في الشرق. ورغم هذه السلطنة القوية زمن ملكشاه، لم يفلح قائده أتسز في توحيد بلاد الشام ومصر، بعد أن شكل السلاجقة تهديداً فعلياً للدولة العبيدية (الفاطمية) داخل مصر. وعندما أراد أتسز غزو مصر حلت به الهزيمة على يد قوة من العرب، قبل مواجهة الجيش الكبير الذي أعده الوزير بدر الجمالي في رجب 469هـ/1076م. وقد أدى فشل أتسز إلى مزيد من التشرذم والتمزق السياسي والصراع الدامي، لينتهي الأمر بمقتله سنة 471هـ/1078م. كذلك لم يفلح ملكشاه في جعل الخلافة العباسية تتحول إلى أسرته السلجوقية، عندما زوج ابنته إلى الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله سنة 480هـ/1087م، فرزقت منه بولد، كما زوج ابنته الأخرى إلى المستظهر العباسي. ولم يتمكن من حصر الخلافة والسلطنة في شخص حفيده. وتوفى السلطان ملكشاه وانتهى دور القوة والمجد (447-485هـ/1055-1092م) الذي عرفته الدولة السلجوقية في عهد السلاطين الثلاثة (طغرل بك، وألب أرسلان، وملكشاه)، لتبدأ مرحلة الضعف والصراع. الوزير نظامالملك قال عنه الذهبي: الوزير الكبير نظام الملك، قوام الدين أبو علي الحسن بن علي ابن إسحاق الطوسي، عاقل، سائس، خبير، سعيد، متدين، محتشم، عامر المجلس بالقرّاء والفقهاء. أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وأخرى بنيسابور، وأخرى بطوس، ورغب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته. تنقلت به الأحوال إلى أن أصبح وزيراً للسلطان ألب أرسلان، ثم لابنه ملكشاه، فدبر ممالكه على أتم ما ينبغي، وخفف المظالم، ورفق بالرعايا، وبني الوقوف، وهاجرت الكبار إلى جانبه. وأشار على ملكشاه بتعيين القواد والأمراء الذين فيهم خلق ودين وشجاعة، وظهرت آثار تلك السياسة فيما بعد ومن هؤلاء القواد الذين وقع عليهم الاختيار آق سنقر جد نور الدين محمود، الذي ولي على حلب وديار بكر والجزيرة. قال عنه ابن كثير: "من أحسن الملوك سيرة وأجودهم سريرة". وقام ولده عماد الدين زنكي ببداية الجهاد ضد الصليبيين، ثم قام من بعده نور الدين محمود، هذه الأسرة هي التي وضعت الأساس لانتصارات صلاح الدين والظاهر بيبرس وقلاوون ضد الصليبيين، وافتتحت عهد التوحيد والوحدة في العالم الإسلامي، حسب ما ذكره الصلابي. وكذلك كان آق سنقر البرسقي من قواد السلطان محمود السلجوقي، وكان أميراً للموصل، واشتغل بجهاد الصليبيين، وفي سنة 520هـ قتله الباطنيون وهو يصلي في الجامع الكبير في الموصل. قال عنه ابن الأثير: "وكان مملوكاً تركياً خيراً، يحب أهل العلم والصالحين ويرى العدل ويفعله، وكان خير الولاة، يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويصلي من الليل متهجداً". ضبطه لأمور الدولة لما تولى ملكشاه أمور الدولة انفلت أمر العسكر وبسطوا أيديهم في أموال النَّاس، وقالوا ما يمنع السلطان أن يعطينا الأموال إلا نظام الملك، وتعرض الناس لأذى شديد، فذكر ذلك نظام الملك للسلطان، فبين له ما في هذا الفعل من الضعف، وسقوط الهيبة والوهن، ودمار البلاد، وذهاب السياسة. فقال له: افعل في هذا ما تراه مصلحة. فقال له نظام الملك: ما يمكنني أن أفعل إلا بأمرك فقال السلطان: قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك، فأنت الوالد، وحلف له، وأقطعه إقطاعاً زائداً على ما كان، وخلع عليه، ولقبه ألقاباً من جملتها: أتابك، ومعناه الأمير الوالد، فظهرت من كفايته وشجاعته وحسن سيرته ما أثلج صدور الناس. فمن ذلك أن امرأة ضعيفة استغاثت به، فوقف يكلمها وتكلمه، فدفعها بعض حجّابه، فأنكر ذلك عليه وقال: إنما استخدمتك لأمثال هذه، فإن الأمراء والأعيان لا حاجة لهم إليك، ثم صرفه عن حجابته. حبه للعلم واحترامه للعلماء وتواضعه كان يحب العلم وخصوصاً الحديث، شغوفاً به وكان يقول: إني أعلم بأني لست أهلاً للرواية، ولكني أحب أن أربط في قطار نقلة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع من القشيري، وأبي مسلم بن مهر، وأبي حامد الأزهري. وكان حريصاً على أن تؤدي المدارس - التي بناها - رسالتها المنوطة بها، فعندما أرسل إليه أبو الحسن محمد بن علي الواسطي الفقيه الشافعي أبياتٍ من الشعر يستحثه على المسارعة للقضاء على الفتن التي حدثت بين الحنابلة والأشاعرة، قام نظام الملك وقضى على الفتنة. ومما قاله أبو الحسن الواسطي من الشعر: يا نظام الملك قـد حـلّ ببغـداد iiالنظـام وابنك القاطن فيها مستهان مستضام وبهـا أودى لـه قتلـى غـلام، iiوغـلام والذي منهم تبقـي سالمـاً فيـه سهـام يا قـوام الديـن لـم يبـق ببغـداد iiمقـام عظُم الخطبُ وللحـرب اتصـال ودوام فمتى لم تحسم الـداء أياديـك الحسـام ويكف القوم فـي بغـداد قتـل iiوانتقـام فعلى مدرسة فيها ومن فيهـا iiالسـلام واعتصام بحَريم لـك مـن بعـدُ iiحـرام لقد كان مجلسه عامراً بالفقهاء والعلماء، حيث يقضي معهم جُلّ نهاره، فقيل له: إن هؤلاء شغلوك عن كثير من المصالح. فقال: هؤلاء جمال الدنيا والآخرة، ولو أجلستهم على رأسي لما استكثرت ذلك، وكان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيري وأبو المعالي الجويني قام لهما وأجلسهما معه في المقعد. فإن دخل أبو علي الفارندي قام وأجلسه مكانه، وجلس بين يديه. فعوتب في ذلك فقال: إنهما إذا دخلا عليّ قالا: أنت وأنت، يطروني ويعظموني، ويقولوا فيّ مالا فيّ، فأزداد بهما ما هو مركوز في نفس البشر. وإذا دخل عليّ أبو علي الفارندي ذكرني عيوبي وظلمي، فأنكسر فأرجع عن كثير مما أنا فيه. قال عنه ابن الأثير: "وأما أخباره، فإنه كان عالماً، ديناً، جواداً، عادلاً، حليماً، كثير الصفح عن المذنبين، طويل الصمت، كان مجلسه عامراً بالقرّاء، والفقهاء، وأئمة المسلمين، وأهل الخير والصلاح". كان من حفظة القرآن، وختمه وله إحدى عشرة، واشتغل بمذهب الشافعي، وكان لا يجلس إلا على وضوء، وما توضأ إلا تنفَّل. وإذا سمع المؤذن أمسك عن كل ما هو فيه وتجنبه. فإذا فرغ لا يبدأ بشيء قبل الصلاة وكان، إذا غفل المؤذن ودخل الوقت فأمره بالأذان، وهذا قمة حال المنقطعين للعبادة في حفظ الأوقات، ولزوم الصلوات. وكانت له صلة بالله عظيمة وقال ذات مرة: رأيت ليلة في المنام إبليس فقلت له: ويحك خلقك الله وأمرك بالسجود له مشافهة فأبيت، وأنا لم يأمرني بالسجود له مشافهة وأنا أسجد له في كل يوم مرات، وأنشأ يقول: من لم يكن للوصال أهلاً فكلُّ إحسانه ذنوب وكان يتمنى أن يكون له مسجد يعبد الله فيه، ومكفول الرزق، وقال في هذا المعنى: كنت أتمنى أن يكون لي قرية خالصة، ومسجد أتفرد فيه لعبادة ربي، ثم تمنيت بعد ذلك أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أعبد الله فيه.ومن تواضعه أنه كان ذات ليلة يأكل الطعام، وبجانبه أخوه أبو القاسم، وبالجانب الآخر عميد خُراسان، وإلى جانب العميد إنسان فقير، مقطوع اليد، فنظر نظام الملك فرأى العميد يتجنب الأكل مع المقطوع، فأمره بالانتقال إلى الجانب الآخر، وقرّب المقطوع إليه فأكل معه. وكانت عادته أن يحضر الفقراء طعامه ويقربهم إليه، ويدنيهم. ومن شعره: بـعـد الثمانـيـن لـيــس iiقُـــوة قــد ذهـبـت شـهـوة الصُّـبـوة كـأنـنــي والـعــصــا بـكّــفــي مـوسـى ولـكــن بـــلا iiنُـبُــوَّة ويـنـســب إلــيـــه iiأيــضـــاً: تقوس بعد طول العُمر ظهري وداستـنـي الليـالـي أيَّ iiدَوْسِ فأمسي والعصا تمشي iiأمامـي كــأن قوامـهـا وتــر بـقــوسِ وكان يتأثر بسماع الشعر، ومن ذلك أن أبا علي القومَسَاني دخل عليه يعوده في مرضه فأنشأ يقول: إذا مرضنا نوَينا كـل iiصالحـةٍ فإن شفينا فمنا الزيغ iiوالزَّلَـلُ نرجو الإله إذا خفنا ونسخطه إذا أمنـا فمـا يزكـو لنـا iiعمـل فبكى نظام الملك، وقال: هو كما يقول.وفي عام 485هـ يوم الخميس العاشر من شهر رمضان، وحان وقت الإفطار، صلىّ نظام الملك المغرب وجلس على السماط، وعنده خلق كثير من الفقهاء والقرّاء، وأصحاب الحوائج، فجعل يذكر شرف المكان الذي نزلوه من أراضي نهاوند، وأخبار الوقعة التي كانت بين الفرس والمسلمين، في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومن استشهد هناك من الأعيان، ويقول: طوبى لمن لحق بهم. فلما فرغ من إفطاره خرج من مكانه قاصداً مَضْرِب حَرَمه فبدر إليه صبي ديلميّ، كأنه مُستميح أو مستغيث، فعلق به وضربه، وحمل إلى مضرب الحرم.. وكان قاتله قد تعثر بأطناب الخيمة، فلحقه مماليك نظام الملك وقتلوه. ويقال إنه أول مقتول قتلته الإسماعيلية (الباطنية)، فانبث الخبر في الجيش، وصاحت الأصوات، وجاء السلطان ملكشاه حين بلغه الخبر، مظهراً الحزن والنحيب والبكاء، وجلس عند نظام الملك ساعة، وهو يجُود بنفسه حتى مات، فعاش سعيداً ومات شهيداً فقيداً حميداً بإذن الله. وقال بعض خدامه: كان آخر كلام نظام الملك أن قال: لا تقتلوا قاتلي، فإني قد عفوت عنه وتشهد ومات. ولما بلغ أهل بغداد موت نظام الملك حزنوا عليه، وجلس الوزير والرؤساء للعزاء ثلاثة أيام ورثاه الشعراء بقصائد، منهم مقاتل بن عطية حيث قال: كـان الوزيـر نظـامُ الملـكِ iiلؤلـؤة يتيمة صاغها الرحمن من شرفٍ عـزَّت فلـم تعـرفِ الأيـامُ iiقيمتهـا فرَّدهـا غيـره منـه إلـى iiالصـدف عجز السلاجقة أمـام iiالصليبييـن كان من الطبيعي أن يقوم السلاجقة بالتصدي للحروب الصليبية وحماية العالم الإسلامي من أخطارها، ولكن ذلك لم يحدث بسبب تمزق دولتهم بعد ملكشاه، واشتعال الصراع فيما بينهم للسيطرة على الشام مما أدى إلى إتاحة الفرصة لنجاح الحملة الصليبية الأولى. فقد اكتسح الصليبيون قوات سلاجقة الروم في آسيا الصغرى فاتجهوا إلى نيقية للاستيلاء عليها، وكان قلج أرسلان متغيباً عن المدينة، وفرض الصليبيون الحصار على المدينة واضطرت الحامية إلى الاستسلام بعد أن عقدت صلحاً سرياً مع البيزنطيين المشتركين مع الصليبيين في الحصار على أن تسليم المدينة مقابل ألا يتعرض أحد للسلب والنهب وذلك في 491هـ/ 1097م. بعد ذلك استطاع الصليبيون الانتصار على السلاجقة في موقعة دوريليوم تلك الموقعة التي كان لها أثارًا بالغة؛ لأن تلك الهزيمة جعلت السلاجقة يخسرون بعض ما كسبوه خلال أكثر من عشرين عاماً، ورغم هذه الهزيمة إلا أن السلاجقة اكتسبوا احترام الصليبيين بما تحلوا به من شجاعة، وبما اتبعوه من أساليب علمية في فنون الحرب. بعد ذلك تقدم الصليبون إلى أنطاكية وحاصروها حتى استسلمت وفر أميرها السلجوقي باغي سيان، ثم ساروا إلى معرة النعمان فحاصروها حتى استسلم أهلها فقتلوا منهم الكثير، ثم حدثت مذبحة بيت المقدس التي راح ضحيتها سبعون ألفًا من سكان المدينة. وقد وقف السلاجقة عاجزين أمام طوفان الصليبيين، فقد كانت أوضاع دولتهم تنتقل من سيء إلى أسوأ، وكانت الخلافة العباسية جسماً بلا روح. وظل الأمر كذلك حتى ولى السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، عماد الدين زنكي إمارة الموصل والبلاد التابعة لها، فكان ذلك فاتحة خير للمسلمين، حيث استطاع عماد الدين مد نفوذه إلى الجزيرة والشام، وكان أعظم إنجاز حققه هو استرداد مدينة الرها من أيدي الصليبيين 539هـ/ 1114م. نهاية الدولة السلجوقية بعد وفاة السلطان ملكشاه تفككت الدولة السلجوقية وبدأت عوامل الضعف والانهيار تدب في أوصالها بين أبنائه وإخوته وأحفاده؛ فضعفت بالتالي سيطرة الدولة على مختلف أقاليمها. كان للسلطان ملكشاه عند وفاته أربعة أبناء هم بركيارق ومحمد وسنجر ومحمود. وكان محمود، والذي عرف فيما بعد بناصر الدين محمود، طفلاً فبايعوه على تولي السلطة؛ لأن أمه تركان خاتون، كانت ذات شأن كبير أيام ملكشاه. وقد استمر حكمه حوالي العامين من 485هـ/1092م والى عام 487هـ/1094م، حيث توفي هو وأمه. ثم جاء من بعده ركن الدين أبو المظفر بركيارق بن ملكشاه، واستمر حكمه حتى عام 498هـ/1105م، ثم تلاه ركن الدين مكلشاه الثاني. وفي نفس العام تولى السلطة غياث الدين أبو شجاع محمد، واستمر حكمه حتى عام 511هـ/1128م. وكان آخر حكام الدولة السلجوقية فيما وراء النهر والتي كانت لها السيطرة على خراسان وإيران والعراق. وقد انقرضت دولتهم عام 522هـ/1128م وذلك على يد شاهنات خوارزم. وبسقوط الدولة السلجوقية العظمى فيما وراء النهر انفرط عقد السلاجقة وتمزقت وحدتهم، وضعفت قوتهم، حتى أصبح السلاجقة شيعاً وأحزاباً ومعسكرات متباينة، تتصارع فيما بينها حول الظفر بالعرش. وانقسمت على ضوء ذلك الدولة السلجوقية العظمى – كما يصفها الدكتور الصلابي - إلى عدة دول وإمارات صغيرة. ولم تكن هذه الدولة والإمارات الصغيرة تخضع لحكم سلطان واحد كما كان الحال في عهد كل من السلطان طغرل بك والسلطان ألب أرسلان والسلطان ملكشاه وأسلافهم. بل كان كل جزء من أجزاء الدولة السلجوقية مستقلاً تحت قيادة منفصلة، لا يوجد بينها أي تعاون يذكر. ونتيجة لذلك خرجت الدولة الخوارزمية فيما وراء النهر وهي تلك الدولة التي وقفت ردحاً من الزمن أمام الهجمات المغولية وقد قامت معها إمارات سلجوقية في شمال العراق والشام عرفت بالأتابكيات، وأثناء ذلك برزت سلطنة سلاجقة الروم، وهي السلطنة التي قاومت الحملات الصليبية، واستطاعت أن تحصرها في الركن الشمالي الغربي من آسيا الصغرى. أما سلطنة سلاجقة الروم فقد دمرتها الغارات المغولية المتلاحقة. أسباب وعوامل السقوط هناك أسباب عوامل كثيرة أدت إلى سقوط الدولة السلجوقية، ذكر المؤرخون والباحثون جملة منها تضافرت في سقوط السلطنة السلجوقية التي مهدت بدورها لسقوط الخلافة العباسية. ومن هذه العوامل: - إذكاء نار الفتنة بين الحكام السلاجقة من قبل بعض الأمراء والوزراء والأتابك.. والانقسام الداخلي بين السلاجقة والذي وصل إلى حد المواجهة العسكرية المستمرة، وهذا ما أنهك قوة السلاجقة حتى انهارت سلطنتهم في العراق. ومن أسباب هذه الفتنة لجوء السلاجقة إلى نظام الإقطاعات حيث أسندوا معظمها إلى شخصيات سلجوقية، وقد حسبوا أن هذا من شأنه أن يشغل السلاجقة عن التفكير في الحكم، وأن يرضيهم بالبعد عن السلطة، لكن الإقطاعيين السلاجقة سرعان ما حاول كل منهم أن يكون لنفسه من إقطاعاته إمارة صغيرة حاولت كل منها الانفصال عن السلطة، وهو عكس ما كان يهدف إليه السلاجقة الحكام؛ وقد أدى هذا إلى تفكك وحدة السلاجقة وإلى إجهاد السلطة السياسية الحاكمة، وإلى توزع الدول بين الأمراء. كما أن هذا الخطأ أدى إلى عدول السلاجقة عن طريقة اختيار زعمائهم القديمة التي كانت تعتمد على الكفاءة إلى طريقة جعل الزعامة ووراثية؛ نظراً لكثرة تنازع أمراء الإقطاعات عليها. ومن المضاعفات كذلك تهاون السلاجقة - في ظل تفككهم - أمام حركات التمرد الباطنية لاسيما الحركة الإسماعيلية بزعامة قائدها الحسن الصباح. وقد قدر لهذه الحركة أن تستنفذ طاقة كبرى من طاقات السلاجقة التي كان في الإمكان استخدامها في القضاء على حركات التفكك التي أصيبت بها الدولة أو الزعامة السلجوقية للخلافة العباسية. - ضعف الخلفاء العباسيين الذين تميزوا بالضعف أمام القوة العسكرية السلجوقية، فلم يتورعوا عن الاعتراف بشرعية كل من يجلس على عرش السلطنة السلجوقية والخطبة لكل منتصر قوي. - عجز الدولة السلجوقية عن توحيد بلاد الشام ومصر والعراق تحت راية الخلافة العباسية. - المكر الباطني الخبيث بالدولة السلجوقية وتمثل ذلك في حملة التصفيات والمحاولات المستمرة لاغتيال سلاطين السلاجقة وزعمائهم وقاداتهم. - الغزو الصليبي القادم من وراء البحار وصراع الدولة السلجوقية مع جحافل الغزو الوحشية القادمة من أوروبا. الخلاصة نلاحظ أن هناك عوامل مشتركة في قيام الدول والخلافات الإسلامية وبناء قوتها ثم سقوطها, ومن أهم عوامل القوة والبناء صلاح الحكام وعدلهم وتقواهم، واجتهادهم في بناء دولهم على أسس صحيحة، إلى جانب وحدة الصف داخل مؤسسات الدولة وهذا ينعكس إيجاباً على المجتمع. مع العلم أن عوامل وأسباب القوة كلما كانت مجتمعة أكثر تصبح فاعلة أكثر، والعكس صحيح. نقيض هذه العوامل أو غيابها يؤدي إلى الضعف ثم التفكك ثم السقوط.. فلا يكفي صلاح الحاكم في أمور دينه – مثلاً - بدون تدبير سليم في شؤون دنياه أو ضعف في إدارة دولته. ـــــــــــــــ ـــــــــــــ المصادر - (البداية والنهاية)، ابن كثير. - (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط)، الدكتور علي محمد الصلابي. - (الأثر السلجوقي على اليمن حتى منتصف القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي)، الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع - مجلة (الإكليل) العددان (37 و38) يوليو – ديسمبر 2010م. - (دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية)، الدكتور عبد الحليم عويس. - موقع (قصة الإسلام).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |