|
|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أمهات المؤمنين ( رضي الله عنهم )
أمهات المؤمنين «رضي الله عنهم» د. سامية منيسي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية «أم المؤمنين رضي الله عنها»: كان لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها الدور الأول البارز والقائد في مجال الدعوة الإسلامية؛ فقد كانت قبل نزول الوحي على الهادي البشير زوجها محمد صلى الله عليه وسلم تتركه يتحنث ويتعبد في غار حراء الليالي الطوال، العام تلو العام حتى نزل الوحي الأمين على قلبه صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة، رسالة الإسلام. فلما نزل عليه الوحي آزرته وعضدته منذ الوهلة الأولى، وثبتت قلبه على ذلك، وانطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ليؤكد له أنه النبي المنتظر. فكانت وزير صدق ومستشارا أمينا له، ولم تأل جهدا في مناصرته بالجهد والمال في سبيل الدعوة الإسلامية، وذلك بينما كان المشركون بمكة في ذروة اضطهادهم للمسلمين، وقفت معه صلى الله عليه وسلم تؤازره في كل المحن والخطوب التي واجهها من أذى المشركين، ومنها طلاق ابنتيه رقية وأم كلثوم من عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم. ثم رافقَتْه في شِعب أبي طالب حيث قضت ثلاث سنوات في حصار الشعب يأكلون هم والمسلمون معهم أوراق الشجر والجفط، وظلت تؤازره وتؤازر المسلمين، وقد هاجرت ابنتها رقية مع زوجها عثمان بن عفان إلى الحبشة، وظلت خديجة رضي الله عنها على جهادها حتى رجعت روحها ونفسها راضية مرضية إلى ربها جل وعلا، بعد أن وهن جسدها وضعف وأنهك بسبب هذا الجهاد المتصل وهي في الثالثة والستين من عمرها، وكان عام وفاتها هو نفس عام وفاة عمه صلى الله عليه وسلم أبي طالب وعرف بعام الحزن، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم تسن جنازة أو تفرض صلاة على المسلمين حينئذ[1]. سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك بن حسل القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها) كانت سودة رضي الله عنها من المجاهدات قديما بمكة حيث كانت متزوجة قبل الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم من السكران بن عمرو، وكانا من السابقين إلى الإسلام والهجرة حتى توفى زوجها وهي امرأة مؤمنة وأهلها على الشرك والكفر والضلال، فظلت صامدة على إيمانها حتى خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها[2] ثم إنها كانت تخرج مع الهادي البشير في غزواته على اعتبار أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه ليحضرن معه الغزوات، وقد ذكر الواقدي سودة رضي الله عنها في بدر مع أحد أسرى بدر ولها حديث في ذلك، كما حضرت معه صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر وأطعمها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم ثمانين وسقا من تمر، وعشرين وسقا من شعير[3] كذلك كانت سودة رضي الله عنها من الزاهدات المجاهدات بأنفسهن، المحسنات حيث أنفقت في سبيل الله تعالى بلا حدود، وفرقت غرارة بعث بها إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنها مليئة بالدراهم على فقراء المدينة في حينها[4]. عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة من بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشية أم المؤمنين «رضي الله عنها» وتكنى (أم عبد الله): كانت من العابدات المجاهدات، شهدت مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم معظم غزواته، وكانت تُضمّد الجرحى، وتقوم على رعاية المرضى، وتسقي العطشى وتحمل القرب على ظهرها لسقيهم مع صحابيات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم. فالمعروف أن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه ليحضرن مع الغزوات التي كان يقوم بها لنشر الدين الإسلامي والدفاع عنه. فقد حضرت رضي الله عنها مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بعض غزواته، منها أُحُد، فقد روى الواقدي في مغاريه[5] عن كعب بن مالك قال: رأيت أم سليم بنت ملحان وعائشة على ظهورهما القرب يحملانها يوم أحد، وكان الواقدي قد ذكر خروج عدد من نساء الصحابة بلغن أربع عشرة امرأة فيهن فاطمة رضي الله عنها ابنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم. ومنها أيضا حضورها غزوة بني المصطلق (أو المريسيع) سنة ست من الهجرة حيث رأت عائشة رضي الله عنها - جويرية - رضي الله عنها - ووصفت جمالها وبركتها على أهلها.. وفي هذه الغزوة كان حديث الإفك الذي اتهمت فيه عائشة رضي الله عنها زورا[6]، وأيضا حين نزلت في هذه الغزوة التي غزاها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم حينما احتبس الناس على قلادة عائشة يبحثون عنها حتى طلع الفجر وليس لديهم ماء[7]. وهي (غزوة المريسيع[8]) حيث قال تعالى: ﴿ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ [المائدة: 6]. وخرجت - رضي الله عنها - في غزوة الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعها أم سلمة، وزينب بنت جحش حينما ضرب له قبة عند المسجد الأعلى، بأصل الجبل (جبل الأحزاب) كانت القبة من أدم - أي جلد - وكان يعقب بينهن في الخندق، وكانت سائر نسائه في أطم بني حارثة[9]. ومن جهادها وشجاعتها في غزوة الأحزاب ما ذكره الذهبي[10] عن علقمة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض [أي صوت الأرض] تعني حس الأرض ورائي، فالتفت فإذا أنا بسعد بن مُعاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس[11] يحمل مجنَّه فجلست، فمر سعد وهو يقول: لبث قليلا يدرك الهيجا حمل *** ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت: وعليه درع قد خرجت منها أطرافه، فتخوفت على أطرافه وكان من أطول الناس وأعظمهم. قالت: فاقتحمت حديقة، فإذا فيها نفر فيهم عمر، وفيهم رجل عليه مغفر، فقال لي عمر: ما جاء بك؟ والله إنك لجريئة وما يؤمنك أن يصيبوا تحوزا وبلاء. فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت ساعتي ذي فدخلت فيها. فرفع الرجل المغفر عن وجهه، فإذا طلحة بن عبيد الله، فقال: ويحك، وأين التحوز والفرار إلا إلى الله....[12]. هذا، وقد ذكر أن عائشة رضي الله عنها استأذنت الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: «جهادكن الحج»[13]. ورغم ذلك، ظلت عائشة رضي الله عنها تجاهد مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في غزواته، وحضرت معه حجة الوداع مع سائر نسائه رضي الله عنهن جميعا. وقد ظلت تجاهد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في مجال الحديث والفتيا، كما كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرونها في كل مواقفهم حتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير للمؤمنين بالإضافة إلى زهدها وإنفاقها بلا حساب في سبيل الله تعالى وهو الجهاد الدائم بعد أن انتهت غزوات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فقد روى عن أم ذر - جارية لعائشة - أن ابن الزبير أرسل لعائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم بين الناس، فلما أمست سألت جاريتها أن تأتيها بفطور فعاتبتها الجارية بأنها لم تترك لنفسها شيئا[14] فردت عليها عائشة قائلة: لو ذكرتني لأبقيت شيئا، وعن عروة قال: كنت رأيت عائشة تصدق بسبعين ألفا وأنها لترقع جانبا من درعها[15]. حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن زراح بن عدي بن كعب بن لؤي «أم المؤمنين رضي الله عنها»: كانت - رضي الله عنها - مجاهدة صوامة قوامة كما وصفها الروح الأمين جبريل عليه السلام للهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرتجعها حينما أراد أن يمتعها ويطلقها، حتى أنه ذكر ابن سعد حديثا عن جويرية بن أسماء بن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر، وكنت تحضر مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يقرع بين نسائه لحضور الغزوات معه. وقد ذكر ابن سعد في طبقاته[16] أن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم قد أطعم حفصة ثمانين وسقا شعيرا، ويقال: قمحا، بينما ذكر الواقدي[17] أن الهادي البشير أطعم كل امرأة من نسائه ثمانين وسقًا تمرا وعشرين وسقا شعيرًا. كما صحبته رضي الله عنها في حجة الوداع، وقد كانت رضي الله عنها من الورعات الزاهدات السائحات، متبعة في ذلك هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه[18]. زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن هلال بن صعصعة (أم المؤمنين رضي الله عنها): أطلق عليها «أم المساكين» لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم قبل الإسلام، وظلت كذلك بعد الإسلام وزواجها من الهادي البشير، فهي مجاهدة في دين الله تعالى تنفق في سبيل الله بلا حساب، كذلك كانت تخرج مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في غزواته كسائر نسائه، حيث كان يقرع بينهن، والمعروف أن زينب رضي الله عنها ظلت في بيت الهادي البشير صلى الله عليه وسلم فترة وجيزة ثمانية أشهر، وكانت تقضي كل وقتها في عبادة الله تعالى والعطف على الفقراء والمساكين والتصدق عليهم[19]. أم سلمة (هند) بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم القرشية المخزومية «أم المؤمنين رضي الله عنها»: كانت - رضي الله عنها - من السابقين إلى الإسلام مع زوجها أبي سلمة، وجاهدت كثيرا في سبيل ذلك، فبالإضافة إلى الهجرة - كما سنذكر ذلك في الفصل الخاص بها بمشيئة الله تعالى - فقد صبرت على التفريق بينها وبين ابنها وزوجها بعد أن تنازع أهلها وأهل زوجها ابنها سلمة وخلعوا ذراعه، وظلت صابرة ما يقرب من سنة كاملة. كما كتب لأم سلمة رضي الله عنها شرف الجهاد وصحبة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في مغازيه، فقد حضرت معه عددا من غزواته حيث كان يقرع بين نسائه - كما ذكرنا - فحضرت معه غزوة المريسيع (بني المصطلق)، وفتح خيبر، وقالت في نسوة: ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتب على الرجال فيكون لنا من الأجر ما لهم، فنزلت الآية الكريمة، والله أعلم، في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 32][20]. هذا، وقد كانت أم سلمة رضي الله عنها[21] ضمن العشرين امرأة اللائي خرجن مع الهادي البشير من المدينة إلى خيبر[22]. كما شهدت (رضي الله عنها) عمرة الحديبية حيث خرجت ضمن أربع نساء مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم وهن: أم سلمة، وأم عمارة الأنصارية، وأم منيع، وأم عامر الأشهلية[23]، ولها رضي الله عنها موقفها المشهور والمحمود حينما استشارها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في أمر العودة من مكة مع صحابته بعد صلح الحديبية، وكان الصحابة رضوان الله تعالى عنهم قد لبوا بالعمرة مع الهادي البشير إلى مكة ساقين الهدى، فلما منعهم أهل مكة من ذلك، وتم عقد الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم على أن يعودوا بالعمرة العام التالي ساءهم موقف أهل مكة فاستشار الهادي البشير صلى الله عليه وسلم أم سلمة، فأشارت عليه أن يحلق وينحر ويتبعه المسلمون، ففعل صلى الله عليه وسلم، وفعل المسلمون مثله. وبذلك كان لرأيها صدا طيب في هذه العمرة، فنجا الصحابة من مخالفة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم. كذلك حضرت معه صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وحصار الطائف، وغزوة هوازن وثقيف، كما صحبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع[24]. زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة من بنى غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة «أم المؤمنين رضي الله عنها»: تحملت زينب «رضي الله عنها» مع نساء قومها نصيبا من أذى قريش حتى هاجر بعضهم إلى الحبشة، ثم عادوا إلى مكة ثم هاجروا جميعا إلى المدينة بأعداد كبيرة بعد أن تحملوا أذى مشركي مكة فترة طويلة. ثم كانت بعد زواجها من الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم تخرج معه في غزواته على اعتبار أنه كان يقرع بين نسائه، كما حضرت حجة الوداع مع نساء الهادي البشير صلى الله عليه وسلم كلهن. وكانت زينب رضي الله عنها مجاهدة في دينها حيث ورد حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن زينب قالت: (... ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله تعالى......) الحديث[25]. وفي المسند أخرج الإمام أحمد بن حنبل عن عروة عن عائشة قولها: (ولم أر امرأة خيرا منها، وأكثر صدقة، وأوصل للرحم، وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب)[26]. كذلك وصفتها أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - بقولها: كانت امرأة صالحة صوامة قوامة وقد ذكرها ابن سعد قوله: ما تركت زينب بنت جحش رضي الله عنها درهما ولا دينارا، كانت تتصدق بكل ما قدمت عليه، وكانت مأوى المساكين. كانت زينب صناع اليد، تدبغ، وتخرز، وتصدق على المساكين[27]. وفي حديث آخر لعائشة رضي الله عنها قالت عن زينب رضي الله عنها: وكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق. وقد قال الهادي البشير أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا[28]. كما وصفتها رضي الله عنها بقولها: لقد ذهبت حميدة، متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل[29]. كذلك ذكر ابن سعد في طبقاته، أن عطاء زينب رضي الله عنها كان اثنى عشر ألف درهم أرسله لها عمر بن الخطاب، حينما كان خليفة للمسلمين، فلم تأخذه إلا عاما واحدا، فإنه حينما حمل إليها جعلت تدعو ربها وتقول: اللهم لا يدركني قابل هذا المال فإنه فتنة، ثم قسمته في أهل رحمها، وفي أهل الحاجة حتى أتت عليه، فلما بلغ ذلك عمر قال: هذه امرأة يُراد بها خير، فوقف على بابها وأرسل السلام وقال: قد بلغني ما فرقت؛ فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها، فسلكت بها طريق ذلك المال[30]. جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة المصطلقية (أم المؤمنين رضي الله عنها): كانت جويرية «رضي الله عنها» من القانتات العابدات المجاهدات في العبادة الذاكرات الله كثيرا، ومن الصابرات، تناجي الله كثيرا وتحمده وتقدسه وتسبحه آناء الليل وأطراف النهار. فقد أخرج مسلم في صحيحه بسند عن ابن عباس رضي الله عنهما عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجدها أول النهار، ثم مر عليها قريبا من نصف النهار، فقال لها: «ما زلت على حالك؟» قالت: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك كلمات تقوليهن: سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات. سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات. سبحان الله زنة عرشه، ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرات» كما كانت جويرية تخرج مع الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في مغازيه على اعتبار أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه في مغازيه وسفره، وقد أطعمها صلى الله عليه وسلم من خيبر ثمانين وسقا تمرا، وعشرين وسقا شعيرا، ويقال قمحا: كما حضرت معه صلى الله عليه وسلم حجة الوداع على اعتبار خروج كل نسائه معه في تلك الحجة[31]. أم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية القرشية (أم المؤمنين رضي الله عنها): جاهدت رضي الله عنها في صدر الإسلام، فكانت من السابقين هي وزوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب، ثم هاجرا إلى الحبشة حيث ارتد زوجها هناك وتنصر وظلت هي على الإسلام وتمسكت بدينها وصبرت على ذلك حتى مات زوجها، فتزوجها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم إكراما لها ولصبرها في محنتها. وقد كان أبوها رأس المشركين (أبو سفيان صخر بن حرب) حارب النبي صلى الله عليه وسلم على رأس الجيوش التي قدمت المدينة في غزوة بدر، وأحد، والخندق، حتى نصر الله تعالى رسوله والمؤمنين، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة عام 8ه. فلما علم أبو سفيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد فتح مكة ذهب ليقابل الهادي البشير صلى الله عليه وسلم ليزيد في هدنة الحديبية، فرفض صلى الله عليه وسلم ذلك، فذهب أبو سفيان إلى ابنته ودخل عليها فطوت فراش النبي صلى الله عليه وسلم دونه، فقال لها: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ فقالت رضي الله عنها: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك. فقال: يا بنية لقد أصابك شر. وفي رواية أخرى قالت له: هداني الله للإسلام، وأنت يا أبت سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك دخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يُبصر؟ قال: واعجباه، وهذا منك أيضا؟ أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟ ثم قام من عندها[32]. وهذا يدل على إيمانها العميق، وجهادها في سبيل الدعوة خاصة وفي مواجهتها مع أبيها بعد فراق طويل، وهو سيد قريش، واجهته بالحجة لعله يسلم، ويسلم معه الكثير من أهله وقبيلته على اعتبار كونه سيد قريش في ذلك الحين[33]. كذلك كانت رضي الله عنها تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغازيه على اعتبار القرعة بين نسائه في خروجه إليها. فقد رود أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمها من خيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا[34]. كذلك حضرت حجة الوداع مع باقي نسائه رضي الله عنهن جميعا، كما كانت رضي الله عنها من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات تصل ليلها بنهارها في الطاعات والصلوات مقتفية نهج الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، وتحث أهلها وأخواتها على التمسك بشرع الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم[35]. صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية من بني الخزرج بن النضير بن إسرائيل بن هارون بن عمران «أم المؤمنين رضي الله عنها»: وكنيتها (أم يحيى)[36] وقد اصطفاها الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر. وكانت رضى الله عنها من المجاهدات على اعتبار أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه في غزواته، فقد أطعمها صلى الله عليه وسلم بخيبر ثمانين وسقا تمرا، وعشرين وسقا شعيرا، ويقال قمحا. وكذلك أطعم نساءه كلهن. كذلك قامت صفية - رضي الله عنها - في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالمشاركة في الحياة السياسية، والتي بدأت في عهده رضي الله عنه، فقد كان لها موقف موال لعثمان ثم وضعت معبرا من الخشب بين منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام إليه. وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها. وقد وصفت - رضي الله عنها - بأنها من سيدات النساء عبادة وورعا، وزهادة، وبرا وصدقة - رضي الله عنها وأرضاها[37]. وعن جهاد صفية وخشوعها رضي الله عنها ما روى عند أبي نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء[38]. عن عبد الله بن عبيدة، أن نفرا اجتمعوا في حجرة صفية بنت حيي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الله، وتلوا القرآن، وسجدوا، فنادتهم صفية رضي الله عنها: هذا السجود، وتلاوة القرآن، فأين البكاء؟ وبذلك أرادت رضي الله عنها إرشادهم إلى روح العبادة؛ وهي الخشوع والخوف من الله عز وجل فحينئذ تفيض العين من خشية الله تعالى[39]. ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية (أم المؤمنين رضي الله عنها): تزوجها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بعد عمرة القضية، إلا أن حكمها حكم أزواج الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في حضور بعضهم لغزواته صلى الله عليه وسلم. وقد شهد لها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بالإيمان ولقبها هي وأخواتها بالأخوات المؤمنات، وهي ابنة أكرم عجوز في الأرض أصهارا. كانت من العاكفات العابدات في بيت الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، ومعلمها الأول هو نبي الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تكثر من التهجد والصلاة آناء الليل وأطراف النهار. وكان تقية بارة تصل رحمها[40]. [1] انظر: ترجمة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة وهو «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» ص 89 - 103 ومراجعها هناك، وأيضا: السيرة لابن هشام ج 1 ص 202 - 206، ص 375 - 376، ج 2 ص 25، 26، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى 1356هـ/ 1970م، وطبقات ابن سعد ج 8 ص 7، 8، 10، 35، تاريخ الأمم والملوك للطبري، ج 2 ص 280، 281، 289، 299، 301 - 307، ج 3 ص 160، القاهرة، دار المعارف 1977م، ابن عبد البر: الاستيعاب ج 4 ص 276 - 279، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى 1358هـ/ 1939م (مجلد مع الإصابة) ابن الأثير: أسد الغابة مج 7 ص 78 - 80، القاهرة، دار الشعب، 1970م، ابن حجر: الإصابة: ج 4 ص 275، والمحبر لابن حبيب ص 77 - 79، بيروت، دار الآفاق الجديدة. [2] انظر ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة (أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم) ص 104 - 110 وأيضا: ابن هشام، السيرة ج 4، ص 322، طبقات ابن سعد ج 8 ص 35 - 39، تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 2 ص 400، ج 3 ص 162، المحير لابن حبيب ص 79 - 80. [3] الواقدي: المغازي ج 1ص 118، ج 3 ص 116، 1115، طبقات ابن سعد ج 8 ص 38. [4] طبقات ابن سعد ج 8 ص 38. [5] المغازي ج ص 249 - 250. [6] انظر: المغازي للواقدي ج 1 ص 404 - 413، ج 5 ص 226 - 435، والسيرة لابن هشام ج 3 ص 289 - 307، طبعة بيروت، دار المعرفة، تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإيباري، وعبد الحفيظ شلبي [تراث الإسلام]، وأيضا الكامل لابن الأثير ج 2 ص 331 - 333، طبعة بيروت، دار الكتاب العربي، 1417هـ - 1997م. [7] المغازي ج 2 ص 435. [8] انظر: تفسير القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن: مج 4 ح 6 ص 54 آية 6 من سورة المائدة وتفسيرها وسبب نزولها. [9] نفس المصدر للواقدي ج 2 ص 454. [10] المغازي (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748هـ) ص 321، 322، بيوت، دار الكتاب العربي، تحقيق د. عمر بن عبد السلام التدمري، الطبعة الثانية، 1410هـ/ 1990م. [11] ذكر ابن سعد في طبقات ج 3 ص 437 أن الحارث بن أوس ابن أخي سعد بن معاذ كان ضمن من استشهد في أحد. [12] انظر أيضا: طبقات ابن سعد ج 3 ص 422 وما بعدها. [13] أعلام النساء ج 3 ص 127. عمر رضا كحاله، بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة، 1404هـ/ 1984م. [14] طبقات ابن سعد ج 8 ص 53، 59 طبعة بيروت. [15] الكامل لابن الأثير ج 2 ص 331 - 333 طبعة بيروت، دار الكتاب العربي، أعلام النساء لرضا كحالة ج 3 ص 126. هذا، وفي الكتاب الأول الكثير عن ترجمتها، كما سنذكر أدوارها في روايات الحديث، والمهاجرات ومن نزل فيهن تشريع وغيرها من الأدوار بمشيئة الله تعالى. وانر أيضا ترجمتها ومراجعها في الكتاب الأول من الموسوعة: «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» ص 111 - 127، المحبر ص 80 - 81. [16] ج 8 ص 68. [17] المغازي ج 2 ص 693. [18] نساء أهل البيت لأحمد خليل جمعة ص 202 - 203، وانظر أيضا ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة ص 128 - 135 «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم»، المحبر ص 83. [19] انظر ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» ص 136 - 137، وأيضا السيرة لابن هشام ج 4 ص 325، طبعة القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى طبقات ابن سعد ج 8 ص 82، الإصابة لابن حجر، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى، مجلد مع الاستيعاب، ج 4 ص 309 - 310، أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 49، القاهرة، جامعة الدول العربية، معهد المخطوطات، المحبر ص 83. [20] انظر ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير» ص 136 - 137، وأيضا السيرة لابن هشام ج 4 ص 325 ط القاهرة، طبقات ابن سعد ج 8 ص 82، الإصابة لابن حجر ج 4 ص 309 - 310، أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 49. [21] انظر أسباب النزول عن هذه الآية عند السيوطي في (تفسير وبيان مفردات القرآن) ص 127، دار الرشيد (دمشق)، مؤسسة الإيمان (بيروت)، وأعلام النساء لعمر رضا كحالة ج 5 ص 224، وأيضا: مخطوط التكملة والإتمام لكتاب التعريف لابن عساكر. [22] المغازي للواقدي ص 185. [23] المغازي ج 2 ص 574. [24] انظر ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة: «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» وأيضا: السيرة لابن هشام ج 1 ص 349، ج 3 ص 423، ج 4 ص 322 طبعة القاهرة، الواقدي: المغازي، ج 3 ابن سعد الطبقات ج 8 ص 60 - 68، البلاذري: أنساب الأشراف ج 1 ص 429 - 433. انظر أيضا باقي المصادر في ترجمتها في الكتاب الأول ص 138 - 148، المحبر ص 83 - 85. [25] انظر: صحيح مسلم: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حلية الأولياء ج 2 ص 53. [26] مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 151، وصفة الصفوة لابن الجوزي ج 2 ص 48، وحلية الأولياء ج 2 ص 53. [27] طبقات ابن سعد ص 108 طبعة بيروت. [28] صحيح البخاري: كتاب الزكاة، باب أي الصدقة أفضل، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة: باب فضائل زينب. [29] نساء مبشرات بالجنة لأحمد خليل ج 1 ص 268. دمشق، دار ابن كثير، 1992م. [30] طبقات ابن سعد ج 8 ص 110، طبعة بيروت، دار صادر. انظر أيضا: ترجمة زينب بنت جحش في الكتاب الأول من الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» ص 149 - 153، أيضا السيرة لابن هشام ج 2 ص 81، ج 4 ص 33 - 37، ص 322، المغازي للواقدي ج 2 ص 43، ج 3 ص 926، 115، أبي نعيم: حلية الأولياء ج 2 ص 51 - 54، أنساب الأشرف للبلاذري ج 1 ص 433 - 438. وانظر أيضا مراجعها في الكتاب الأول، المحبر ص 85 - 88. [31] صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، طبقات ابن سعد ج 8 (النساء) ص 119، طبعة بيروت، دار صادر، [د. ت]، وأيضا ترجمتها في الكتاب الأول «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم»، ومراجعها هناك، وأيضا: المحبر لابن حبيب، ص 89 - 90. [32] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (تراجم النساء) ص 91، تحقيق سكينة الشهابي، دمشق، دار الفكر، وأيضا: نساء أهل البيت لأحمد خليل جمعه ص 389. [33] المؤلفة. [34] طبقات ابن سعد ج 8 (النساء) ص 95 - 100 طبعة دار صادر بيروت. [35] انظر ايضا ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم ص 157 - 162 وأيضا السيرة لابن هشام ج 3 ص 418، المغازي للواقدي ج 2 ص 742، 792، طبقات ابن سعد ج 8 ص 68 - 71، أنساب الأشراف ج 1 ص 438 - 441، المحبر ص 88 - 89. [36] انظر: فتح الباري لابن حجر ج 4 ص 326. [37] انظر ترجمتها في الكتاب الأول ضمن الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم» ومراجعها هناك، وأيضا طبقات ابن سعد، مج 8 (النساء) ص 120 - 129، طبعة بيروت، دار صادر، وأيضا المحبر ص 90 - 91. [38] ج 2 ص 55، وأيضا نسخة أخرى، طبعة، دار الكتب العلمية، بيروت، مج 2 ص 66. [39] نساء أهل البيت لأحمد خليل جمعه ص 360 - 361. [40] انظر ترجمتها في الكتاب الأول من الموسوعة «أمهات المؤمنين وبنات الهادي البشير صلى الله عليه وسلم». ص 171 - 174، ومراجعها هناك وأيضا المحبر ص 91 - 92.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |