أشجان فلسطين في ديوان: (أوَّلُ الغَيْث) للشاعر السعودي: أحمد بهكلي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213403 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2021, 12:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي أشجان فلسطين في ديوان: (أوَّلُ الغَيْث) للشاعر السعودي: أحمد بهكلي

أشجان فلسطين في ديوان: (أوَّلُ الغَيْث) للشاعر السعودي: أحمد بهكلي


محمد شلال الحناحنة

(أوَّلُ الغَيْث) هو الديوان الشعري الثالث للشاعر السعودي أحمد بن يحيى بهكلي، وصدر في طبعته الثانية عام 1425هـ، من إصدارات مركز البحوث التربوية، التابع لكلية المعلِّمين بـ(جازان)، ويقع في مئة صفحة تقريبًا من القطع المتوسط، وضمَّ ثماني عشرة قصيدة، وثلاث دراسات أدبية.



السلام المفقود:


أشجان فلسطين في ديوان (أوَّل الغَيْث) تتلظَّى في عدَّة قصائد؛ لأن الشاعر أحمد البهكلي شاعرُ المواقف والرُّؤى الإسلامية السَّديدة، ولم تخرج فلسطين في شعره وذاكرته عن الهمِّ الدَّائم الذي يُلازمه؛ لأنه يتألم ويحزن لحزن إخوانه، ففي قصيدة: (رُؤى في نيويورك) يوقظ أرواحَنا في تصوير أشجان أرض الرِّباط:



وتذكَّرتُ ديرَ ياسينَ لا ما ءَ يروِّي ولا تزولُ السُّدودُ
وَالْتَظَتْ في الجفون أشجارُ قُدْسِي لا ظلالَ بها ولا اخْضرَّ عودُ
واحتواني نَشِيجُ لُبنانَ حيث السْ سُوسُ خَيْلٌ كما البُغَاثُ أُسودُ
أَرِنِي أيُّها الدَّليلُ دَليلاً واحداً فيه للسَّلامِ وجودُ
أَرِني أيُّها الدَّليلُ شريداً واحداً أوَّبَتْهُ هَذِي الوُفودُ
ها هنا مَجلسٌ لأمنِ البَرايا خائفٌ في قَرارِه رِعْدِيدُ
ما عَرَفناه غيرَ لُعْبَةِ طفلٍ ليس يُبدي وليس قطُّ يُعيدُ
كَمْ خَبَرْناهُ يا صديقي ولكِنْ حَظُّنا منه حِصْرِمٌ ووُعودُ





تتفتَّح الدلالة المكانيَّة في قصيدة أحمد بهكلي على نافذة الذِّكريات المؤلمة، وتأوي إلى ظلالٍ حزينةٍ من أشجان فلسطين ولُبنان معًا، ولو لم تكن هذه المواجعُ الروحية المتنامية في نفسه، لما كانت هذه الحسراتُ تشجيه من خلال أشجار القدس اليابسة، ودير ياسين الظامئة، وهو هنا يمضي إلى الفعل السَّاطع بأنواره، لا الكلام الزَّائف الذي لا وزن له، فتقرأ: (وتذكَّرتُ ديرَ ياسينَ، والتَظَتْ في الجفون أشجار قُدْسِي، واحتواني نَشِيجُ لُبنانَ، أَرِنِي أيها الدَّليلُ دليلاً، أَرِنِي أيها الدَّليلُ شريداً).


وتنمو القصيدةُ إلى ذروة توتُّرها حين يغدو (مجلس الأمن) مجلسَ خوفٍ واندحارٍ، ويغدو (لُعْبَةَ طفلٍ) بِيَد (نيويورك)!! نيويورك الظُّلم والوعود الكاذبة والخداع والسلام المفقود.



ويستثمر شاعرُنا عنصر السخرية متهكِّماً لما يراه في (مجلس) الأمن من بُهتان وكذب، وهَضم لحقوق الشعب الفلسطيني، فهو مجلس أمنٍ الأصلُ فيه أن يؤمِّن الناسَ على حياتهم وحقوقهم وعَيْشهم، ولكنه يرتجف خوفاً ورعباً من الدُّول الكبرى المهيمنة على قراراته! فَلَم يُعِِدْ أرضاً ولا شريداً، ولم يَرُدَّ معتدياً؛ بل هذا المجلس لا حظَّ لنا فيه - بعد أن خَبَرْناهُ - غيرُ (الحِصْرِم) والزَّيف؛ فيغدو فيه المجرمُ ضحيةً، والضحيةُ مجرمًا!



سيِّد العزم:


وإن كانت الدَّلالة المكانية في قصيدة (رُؤى في نيويورك) تُفضي إلى تلك الأشجان الفلسطينية، فإن حِسَّ الزمان ودَلالته تَجُوبُ بنا في فضاءٍ يَعْبَقُ بأريج الحاضر وشَذى المستقبل، كما نجد في قصيدة (عامان) التي أهداها إلى البطل الفلسطيني الذي تصدَّى للاحتلال بجسده وبالحجارة:



عامانِ مرَّا كأنْ ما مرَّ عامانِ وأنتَ تُحْصِبُنا قَسْرًا كبُرْكانِ
عامانِ يا سيِّدي ما رفرفتْ شَفةٌ إلا جَرَيْتَ عليها نهرَ ألحانِ
عامانِ يا سيِّدي كفَّاكَ ما وَهَتا من كَسْرِ صخرٍ ومن تحطيمِ صوَّانِ
عامانِ عامانِ كم من نَاعقٍ صَمَتتْ أَبْوَاقُهُ مُذْ تعالى صوتُكَ الحاني!
وأنتَ يا سيِّدَ العَزْمِ الأكيدِ يدٌ طَويلةٌ ما ثَناها عن مدًى ثانِ
أنْعَشْتَ رُوحَ الإبا والرَّفْضِ في جَسَدٍ واهٍ وأيقظتَها في جَفْنِ وَسْنانِ
ولم يكنْ لكَ فيما جِئتَ من مَدَدٍ إلا خُلاصةُ إقدامٍ وإيمانِ


لقد وُفِّق شاعرنا أحمد بن يحيى البهكلي في حُسْن المطلع، من خلال سَلاسَة الألفاظ وشُموخ المعاني: (عامانِ مرَّا كأنْ ما مرَّ عامانِ)، إلا أنني أرى أن لفظ (تُحْصِبُنا) لم ينسجم مع هذا الحُسْن، في حين أتت الأبياتُ التالية متناغمةً، باستثناء لفظ (الحاني) في البيت الرابع، فصوت أطفال الانتفاضة وشبابها لم يكن حانياً؛ بل جاء قوياً كالصخر، كما أكَّد شاعرنا في عدَّة معانٍ في أبياته، ولعل القافية نَحَتْ بالشاعر إلى ذلك.



كما أثرى التكرارُ (عامانِ) القصيدةَ لتُجدِّف في خضمِّ المعاناة التي يعيشها البطل المقاوِم للاحتلال، والذي رمز له بـ(سيِّد العزم)، وهي استعارةٌ مَكْنِيَّةٌ، تعاضدت لإبرازها صورٌ حسيَّةٌ ومعنويَّةٌ في معظم أبياته: (كفَّاك ما وَهَتا من كسر صخرٍ)، (وأنت كبُرْكان)، (أنْعَشْتَ رُوحَ الإبا والرَّفْض)، (وأنت يَدٌ طويلةٌ)، (ما رفرفَتْ شفةٌ).


كما جاءت إضافة (السيِّد) إلى ياء المتكلم لتَهَبَ القصيدةَ خصوصيةَ المشاركة الوجدانية (يا سيِّدي .. يا سيِّدي)؛ إذ لم يكن الشاعر إلا ذاك الفتى الذي يتواصل مع إخوانه المسلمين المجاهدين في فلسطين، وهي تبقى قبل ذلك وبعده شهادةً دامغةً لرؤية البهكلي في مضمونه المشرق، وفنِّيَّته الرَّاقية، وهذه الرؤية لن نستطيع تهجِّيها إلا من خلال قوله عن سيِّده البطل:



(ولم يكنْ لكَ فيما جئتَ من مَدَدٍ إلا خُلاصةُ إقدامٍ وإيمانِ)






التمرُ أوَّله البَلَح:


وتظلُّ أشجان فلسطين تحرِّك شاعرَنا السعودي البهكلي؛ فهو يرى أنها قضيتُه الأولى؛ بل هي قضية المسلمين جميعًا، ويرى أن فتيةَ فلسطين هم أمل الأمَّة، ويدعوهم أن يهزُّوا ببأسهم منَّا ذوي خَوَرٍ، وهو يَلْمَحُ النصرَ القادم على الرغم من التخاذل والمواجع.

هكذا تأتي قصيدة: (أقولُ) لتقول أكثر مما قد يقال:


يا فِتْيَةً في رُبا أَرضِ السَّلامِ بَخٍ بَخٍ لكُم أنتمُ الآمالُ والفَرحُ
يا ليتَني إذْ نَأَتْ عنِّي عزيمتُكُمْ غَدَوتُ صَخراً حَوَتهُ القُدْسُ أو رَفَحُ
ما لي إليكُم طَريقٌ يا رفاقُ ولا لكُم إليَّ تَمادتْ بيننا الفُسَحُ
لأَنتمُ البُرْءُ ما أَخْنَى بِرَوْعَتِهِ زَيْفُ السِّياسةِ أو قانونُها الوَقِحُ
مُسْتَنْقَعُ السِّلْمِ لم يَسْبَحْ بهِ أحدٌ مِنكُمْ إذِ الواهمونَ الخُرْقُ قد سَبَحُوا
آمَنتمُ بسَبيلِ الله لا بِيَدٍ للشَّرقِ تمتدُّ أو للغَرب تَنفَتِحُ
هُزُّوا إليكُم بجِذعٍ يَنتثرْ ثَمرٌ أَشهى، ولا تَيْأسوا فالصُّبْح يَنشرحُ
النصرُ أَلْمَحُهُ من ذا العذابِ بَدَا والتَّمْرُ أوَّلُهُ يا إخوَتي البَلَحُ



ليس لدي الشاعر أحمد بهكلي تَرَفٌ في لغته أو معانيه أو صوره، لكنه يرسم لوحةَ البطولة بريشةٍ شاعريةٍ حاضرةٍ، إنها بطولةُ فلسطين الأرض المقدسة، أرض مَسرى نبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإذا كانت هذه القصيدة تُبنى مَواجدُها على الحكمة الآسرة، والمفارقات بين (الأنا الشاعر) وضمير (المخاطَبين)، بأسلوب النداء والتمنِّي - والأمر أحياناً - فإنها لم تُغفِل الواقع الجارح بكلِّ آفاقه ولوعته، وهي تنهل في دفقاتها الشعورية ومضمونها من قَبَس القرآن الكريم وسُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم: (هزُّوا إليكُم بجِذعٍ)، (فالصُّبْحُ ينشرحُ)، (بخٍ بخٍ).


كما ستظلُّ هذه القصيدة تَدْمَغُ كلَّ المتخاذلين أمام مدِّ يد العون للحَجَر الفلسطيني، الذي سيَنطِق - إن عاجلاً أو آجلاً - كما أخبرنا الصادقُ المصدوق قبل أكثرَ من أربعةَ عَشَرَ قرنًا، فهل أيقظَنا شاعرُنا السعوديُّ أحمدُ البهكلي على نبض إيقاعاته المضيئة؟!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.36 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]