رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 7 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 446 )           »          كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          النقوش الإسلامية على طريق الحج الشامي بشمال غرب المملكة العربية السعودي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-«الحق الأبدي لليهود في فلسطين والقدس» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقوق الأبناء على الأباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 2585 )           »          قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          وقفـــــات مــــع ســــــورة يـوســـــــف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نسيان القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 19-04-2021, 04:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (15)

ا. محمود توفيق حسين









عندما تقفين أمام المرآة قلقةً ناقمة
وأنت تتأملين وجهك على طبيعته
وفي نفسك شيءٌ من الشهر المعظم
لأنه يجردك من الأصباغ وكريمات التبييض ومستحضر إخفاء الهالة السمراء
التي اعتادت بشرتك عليها جميعاً
فتخرجين فيه أقل جاذبية مما تعودتِ وعودتِ الأعين التي تراكِ
وتنتظرين نهايته لتعودي لعطورك ولأحمر الشفاه فاقع اللون..
والرموش الصناعية الطويلة والعدسة الملونة؛
لا تفكِّري بأنه الشهر الذي تخجل فيه المرأة من انكشاف ملامحها البسيطة غير الملفتة
بل فكِّري في أنه الشهر الذي يجب أن تخجل فيه المرأة من إفسادها صيام الآخرين بزينتها
فكِّري بأنه الشهر الذي يجب أن تنشغلي فيه بقصور نفسك عن بثور وجهك
فكري بأن وجهاً أعتقه الله من النار في رمضان
خيرٌ من كل الوجوه الجميلة التي لم يُكتَب لها العِتق.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه غيرَ متبرجة

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 19-04-2021, 04:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (16)

ا. محمود توفيق حسين









عندما تتابعين مسلسلاً يتم عرضه في رمضان
والناس من حولكِ في قيامٌ
ويثير إعجابك وشغفك، وتنتظرين الحلقة منه بعد الحلقة بفارغ الصبر
وتثيرين شهية صاحبتك له
وتحكين لها ما فاتها من حبكَتهِ الجاذبة، والممثلة التي ارتدَّت فيه شابةً
وما فعلت بها الحمْية وتكبير الشفاه..
فتخسر ذلك الوقت - الذي كانت تتعبد فيه - في متابعته؛
لا تفكِّري بأنك أردتِ إبهاجها
بل فكِّري في أنك صرفتِها عن التعبد
لا تفكِّري بأنك تدلين صاحبتك على متعةٍ مجانية
بل فكري في أنك تشترين لها ولك لهوَ الحديث
لا تفكِّري بأنه الشهر الذي تنزل فيه المسلسلات على خرائط القنوات
بل فكري في أنه الشهرُ الذي أنزل الله فيه القرآن
فكِّري في أنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان، ومن الصدِّ عن سبيل الله أن فتحوا فيه أبواب الدراما.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه دالَّةً على الخير


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 20-04-2021, 02:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان







تجارة المحتسبين


وصال تقة




قال ابن القيم رحمه الله تعالى في رسالته التبوكية:


"فإن كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية، فلا يكون العمل طاعةً وقربةً حتى يكون مصدره عن الإيمان، فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض، لا العادة والهوى، ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك، بل لا بد أن يكون مبدؤه محض الإيمان، وغايته ثواب الله تعالى، وابتغاء مرضاته، وهو: الاحتساب"؛ الرسالة التبوكية ص٤٥.





رمضان تجارة المحتسبين..





في صومك احتساب، وفي صلاتك وقيامك، وعند سَحورك وعند الإفطار..





وعند ذِكرك الذي يمنع عنك مباح الكلام قبل فاحشه..





وعند إيقاظ الزوجة والأبناء للسَّحور وللصلاة..





وعند زجر يديك عن تقليب القنوات.. وعينيك عن إطلاقها في المحرمات..





وغيرها وغيرها..





احتسبها لله الشكور، الذي يعطي على القليل الكثير..





تجارة والله لن تبور..





وأنت أيتها المرأة، الاحتساب: تجارتك الرابحة، رمضان فرصتك للتمرُّن على فن البدار إلى طلب الأجر على ما كبر وما دقَّ من الأعمال، بنفس مطمئنة راضية غير متبرمة ولا متسخطة:


في المطبخ وأنت تهيئين لزوجِك وأبنائك الطعام، في صبرِك على إيقاظهم للسحور.. في حثهم على الصلاة وقراءة القرآن.. في فك نزاعات الأبناء وتذكيرهم بحديث: ((فإذا كان يومُ صوم أحدِكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه، فليقُلْ: إنِّي امرُؤٌ صائم))؛ مُتفَق عليه.





وفي كل ما تقومين به من أعمال.. كوني لهم عونًا على الطاعة، واحتسبي الأجر من البَرِّ الشكور الذي يعطي على القليل الكثير..





عمرة امرأة حبيب العجمي: كانت توقظه بالليل، وتقول: قُمْ يا رجل، فقد ذهب الليل، وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا؛ (صفة الصفوة: 45/4).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #64  
قديم 20-04-2021, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار








أثر الرائي على المشاهدين:

يتوقَّف تأثير الرائي على عوامل كثيرة؛ منها ما يتعلق بالبرامج التلفزيونية، ومنها ما يتعلق بالمُشاهِد ذاته.




أما العوامل المتعلقة بالبرامج، فالعلماء ما زالوا يُطوِّرونها، ويتفنَّنون في أسلوب عرضِها، لزيادة تأثيرها على المُشاهِدين، والعلماء الغربيُّون لهم باع طويل في هذا المجال؛ إذ إن الرائي بعرفهم وسيلة مُهمَّة من وسائل الترويح والترفيه عن جماهيرِهم.




أما العوامل التي تتعلَّق بالمُشاهِد، فترجِع أولاً إلى عقيدة المُشاهِد، ودرجة تعلُّمه، وسنِّه، وجنسه، ومن النتائج المهمَّة التي توصَّل إليها العلماء أن الرائي يزداد تأثيره على نوعين من أفراد المجتمع: الأطفال، وذوي التعليم المنخفِض والأميين.




وبصفة أن نسبة الأمية في المجتمع العربي خاصة - والمجتمع الإسلامي عامة - مرتفعة جدًّا من 70 - 75%.




وأن عدد الأطفال عام 1980م - وهم الذين بين الخامسة والرابعة عشر - بلغ 43 مليونًا.




إذًا، فإن الرائي يؤثِّر على نسبة كبيرة من أفراد المجتمع العربي، وخاصة إذا بقي بصورته الحالية وبرامجه غير الهادِفة، التي تَخلِط الصالح بالطالح، وقد ازداد خطورة الآن عندما انتقل البثُّ عن طريق الأقمار الصناعية، وتستطيع أجهزة الاستقبال التِقاط أي محطة يُريدها المُشاهِد من الغرب أو الشرقِ.




كل هذا يدفعُنا إلى الإسراع بتحويل الإعلام التلفزيوني إلى إعلام هادف ونظيف في الوقت نفسه، غايته الخير لا الشر، والأخلاق لا الانحِلال.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #65  
قديم 20-04-2021, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمت في رمضان (3)








تعظيم سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم




د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي






الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين.









وبعدُ:




ما زالتْ هذه المدرسة تكتب عليَّ بعض مِنَحِها، وتهبني بعضَ عَطاياها، وتدفَعُني للحديث عن بعض ما وجَدتُ في فُصولها أثناءَ دِراستي فيها وبَقائي في رحلة أيَّامها.









ممَّا تعلمتُ في هذه المدرسة تعظيمُ سنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو درسٌ تلقَّيته من فُصول هذه المدرسة في قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما يَزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفطر))، وهو درسٌ مبثوثٌ في كتاب الله - تعالى - وفي سنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحقيقٌ بالعِناية والإمعان.









إنَّ الله - تعالى - أوقف حبَّه على مُتابَعة سنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، فجعَل محبَّته وقفًا على مُتابَعة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإحياء سنَّته، وأثرًا من آثارها، ويَكفِيك هذا دليلاً على أهميَّة هذه السُّنَّة في حَياة كلِّ إنسان.









إنَّ رمضان جاءَ يُعِيدُ هذه المسألة في حَياة الناس من جديدٍ، ويَدعوهم إلى تعظيم سُنَّةِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((ما يَزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ))، إنَّ التأخر في الإفطار كان يمكن أنْ يكون منقبةً لزِيادة دَقائق من الجُوع في حَياة إنسانٍ وتحمُّله من أجل الله - تعالى - لكنَّه لَمَّا كان مُخالِفًا للسُّنَّة كان المتأخِّر مُتنطِّعًا في دِين الله - تعالى.









ولإجلال السُّنَّة وتعظيمها في النُّفوس ما تَزال الخيريَّة تحتفُّ بهم وتَمشِي في طريقهم وتسيرُ معهم ما كانوا معها وفي رِكابها، وتُهيِّج هذه المدرسة في نُفوس أصحابها إحياءَ سُنَّةِ نبيِّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإفشاءَها في نُفوسهم لحظةَ الإفطار، فتقول لهم "كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُفطِر على رطبات قبل أنْ يُصلِّي، فإنْ لم يكن رطبات فعلى تمراتٍ، فإنْ لم يكن حسَا حَسَواتٍ من ماء"، وتجعَلُ متابعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومُغالَبة طَبْعِ الإنسان في هذه اللحظات دعوةً لإحياء هذه السُّنَّة وتعظيمها في النُّفوس، وما تزال بي الفَرْحة وأنا أرَى في لحظات الإفطار تتابع الناس على الرُّطَبِ وتتبعهم له، لا لشهوة نفوسهم، كلا، وإنما إحياءً لسُنَّةِ نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم.









إنَّ مدرسةَ رمضان تُعلِّمنا هذه اللحظات ألاَّ نمدَّ أيدينا إلا على الرُّطَبِ والتمر من بين كلِّ أصناف المأكولات التي تُعرَض علينا لحظةَ الإفطار مهما كانت صُورتها شهيَّة رائعة، تعلَّمنا بذلك أنْ يكون هذا الخُلُقُ هو خلقنا ليس لحظة الإفطار من رمضان فحسب، وإنما في كلِّ لحظة من حياتنا بعدَ رمضان.









إنَّنا في رمضان نعجل الإفطار رغبةً في تحقيق سُنَّةِ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونهرع لحظةَ الإفطار نبحَثُ عن الرُّطَبِ، فإنْ لم نجدْه بحَثْنا عن التمر، فإنْ لم نجد حسَوْنا حَسَواتٍ من ماء، مع توافُر كلِّ ما نريدُ بين أعيننا وفي مُتَناوَل أيدينا، تاركين بذلك شَهواتنا ورَغباتنا من أجل سُنَّةِ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يا لها من لحظاتٍ تبعَثُها هذه المدرسة في نُفوسنا كل لحظة تعلمنا بها بعض حَياتنا التي نكبر بها مع الأيَّام!









إنَّ آثار إحياء سُنَّةِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الإنسان أكبر ممَّا نتصوَّر، وأعظَمُ ممَّا نتخيَّل، ولو لم يكنْ فيها إلا إجلال أمر الله - تعالى - وتعظيم أمره لكان كافيًا، فكيف إذا كانت الأرباح حَياة أناس في الأرض؟! يُحدِّثني أحدُ الثقات أنَّ رجلاً كان في فِناء جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبينما هو يسيرُ إذ هو ببرادة ماء في الطريق فما كان منه إلا أنْ ملأ كوبه ثم جلَس يشرب مُتَّبِعًا لسُنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا بأحد الأطباء يُمسِك به ويسأله لماذا جلست أثناء شربك؟ فقال: هكذا علَّمنا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فما كان من السائل إلا أنْ قال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله"؛ إذ كان هذا الرجل طبيبًا لم يُسلِم بعد، ولديه أبحاثٌ عن فوائد الشرب جالسًا استَغرَق فيها سنوات من عُمره، وعثر على هذه النتيجة بعد أنِ استَغرَقتْ من حياته عمرًا طويلاً من البحث والتجريب، فلمَّا رَآها في سُنَّةِ هذا النبيِّ الكريم في أقل من سطرٍ أعلَنَ إسلامَه ودخَل في دِين الله – تعالى!









وإنَّني ما رأيتُ مُعظِّمًا لشأن السنة محتفيًا بها مجلاًّ لصاحبها، إلا ورأيت حبَّه يتسلَّل قلوبَ الخلق، وهذا هو إمام أهل السُّنَّة والجماعة الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وهذا الذِّكر الكبير في الأرض اليوم تُقدِّمه لنا حياته - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلها، ومن ذلك تعظيمُه لسُنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي الخبر أنَّه احتجم وأعطى الحجَّام أجرًا، وقال في إثْر ذلك: "إنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - احتَجمَ وأعطى الحجَّام أجرًا.









وهذا ابن باز العَلَمُ الكبير الذي وجَد كلُّ إنسان مؤمن حبَّه يتخلَّل قلبه كان يجلُّ السنة ويُعنَى بها، ومن ذلك أنَّه قَدِمَ مَرَّةً من سفر، وكانت من عادته ألاَّ يدخل بيته حتى يُصلِّي ركعتين في المسجد اقتداءً بنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقدم مَرَّةً من المرات ووجد المسجد مقفلاً والمؤذِّن غير موجود، وفي البيت جمع من المنتظِرين لقدومه - رحمه الله تعالى - من بينهم أمراء ومسؤولون، لكنَّه آثَر ألاَّ يدخل بيته إلا بعدَ أنْ يُصلِّي، فانتظر طويلاً حتى جاء مفتاح المسجد وفتحوه، وصلى كما كان يُصلِّي نبيُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم دخَل بيته، ومثلُ هذا التعظيم حقيقٌ برفْع صاحبه وإجلاله في الأرض، والله المستعان!









إنَّ تلمُّس السُّنَّة في رمضان أكثر ممَّا ذكَرتُ، وحسبي الإشارة فقط، ويمكن لكلِّ عاقلٍ أنْ تكون هذه المدرسة هي نقطة البداية في حَياته، وحينها يمكن أنْ يَعُودَ كبيرًا - بإذْن الله تعالى - في الأرض.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #66  
قديم 20-04-2021, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (17)

ا. محمود توفيق حسين












عندما تجتهدُ في العبادات في رمضان

وتشعر بالطمأنينة والرضا عن الذات

وتجتمع بالأصدقاء مسترخياً

وتستفسر منهم عن نشاطهم في الطاعات، لتشعر بإنجازك في ضوء المقارنة

ويقول أحدهم متحسراً:

إنه قد غلب عليه ضعفُه ولا زال في الجزءِ الخامس من القرآن

فتقول له:

قد مرَّ نصف الشهر ولا زلتَ في الجزء الخامس، وهأنذا سأختم للمرة الرابعة؟!.. راح عليك الشهر، واطلبه إذاً في العام القادم!

فيقول لك - وقد غلب عليه الحزن - إنه سيحاول

فتقاطعه بأن من فاز فاز، وقد ذهب الرجال بالغنائم؛

لا تفكِّر بأنك بالتأكيد أفضل منه

بل فكِّر في أنه قد يبكي الليلة لربه بكاء التائبين فيلحق بك

لا تفكِّر بأنه قد فاتته الليالي الكريمة ورجاء الثلث الأخير

بل فكِّر في أن للهِ في هذا الشهر عتقاء من النار، وذلك كل ليلة

لا تفكِّر بأنك أحسنت وهو أساء

بل فكِّر في أنه لو أساء بالليل والنهار..

فله ربٌّ يبسط يده بالليل ليتوب مُسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.





مبارك عليك الشهر

وقد خرجت منه مبشراً برحمة الله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 21-04-2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تجارة السبَّاقين










قصب السبق


وصال تقة




لربما كنت من ظالمي أنفسهم:


تفريط في الطاعة، وتوريط للنفس في المعصية، (ومن منا غير ذلك؟).





لربما قد اعتدت على تجارة المقتصدين:


مجاهدة نفس على تأدية الواجبات، وترك المحرَّمات، من غير إتيان بمنتهى القربات الرافعة للدرجات..





في رمضان جرِّب تجارة السباقين بالخيرات.. الطموحين المحرزين للسبق في الطاعات وإسراع الخطى للمغفرة والفِرْدوس الأعلى..





وذلك هو الفضل الكبير..





ومضة:((سبَقك بها عُكَّاشةُ))[1].


بين طلب الأول وطلب الثاني بضعُ دقائق، ولربما أقل، لكن فاز بها الأسرع والسباق لطلب الخير..
في رمضان، كُنْ أنت عُكاشة.







[1] مقتطف من الحديث المشهور:

خرَج علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال: ((عُرِضَتْ عليَّ الأمَمُ، فجعَل يمرُّ النبيُّ معَه الرجلُ، والنبيُّ معَه الرجلانِ، والنبيُّ معَه الرَّهطُ، والنبيُّ ليس معَه أحدٌ، ورأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فرجَوتُ أن يكونَ أمتي، فقيل: هذا موسى وقومُه، ثم قيل لي: انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل لي: انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل: هؤلاءِ أمتُك، ومعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ))، فتفرَّقَ الناسُ ولم يبَيِّنْ لهم، فتذاكَر أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: أما نحنُ فوُلِدْنا في الشِّركِ، ولكنا آمنا باللهِ ورسولِه، ولكن هؤلاءِ هم أبناؤُنا، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ((همُ الذينَ لا يتطيَّرونَ، ولا يستَرْقونَ، ولا يكتَوُونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ))، فقام عُكَّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فقال: أمِنْهم أنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((نعَمْ))، فقام آخَرُ فقال: أمِنْهم أنا؟ فقال: ((سبَقَك بها عُكَّاشَةُ)).

الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5752.

خلاصة حكم المحدِّث: [صحيح].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #68  
قديم 21-04-2021, 06:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار





ولكن ما نوع هذه التأثيرات على المُشاهِد؟
لقد أكَّد العلماء والاختصاصيون في الإعلام أن للرائي مجموعة من التأثيرات، وليس تأثيرًا واحدًا، وكلها خطرة جدًّا على الكائن البشَري وعلى المُجتمَع، وهي تأثيرات فكرية وفسيولوجية واجتماعية واقتصادية وسياسيَّة[1].


أما تأثيره الفكري، فهو يُحدِّد ويَحصُر المعرفة الإنسانية، ويُغيِّر الطريقة التي يحصل بها الإنسان على معلوماته من العالم، وبدلاً من توفيرها لمعلومات طبيعيَّة متعدِّدة المصادر والأبعاد من مطالعة ودرس للكتاب، ومُشاهدة للطبيعة، وتَجرِبة واقعية، ومُحاوَرة مع أهل العلم والمعرفة، وغيرها من الوسائل، نجد الرائي يَحصُر العلم بناحية ضيقة داخل قنواته القاسيَة، وحسب ما يرغَب به معد البرنامج من عرض أنواع مُعيَّنة من المعلومات، وبسببه نعتقد أننا نعلم كثيرًا، ولكنَّنا بالعكس من ذلك لا نُحصِّل إلا معلومات أقل من أي وسيلة أخرى.


والرائي أيضًا يُحوِّل العقل الواعي عند الإنسان إلى عقل يُقادُ وكأنه مُنوَّمٌ مغناطيسيًّا، فيَصُبُّ فيه الرائي ما يريد من معلومات، فهو إذًا آلة لغسيل الدماغ وملئه بالمعلومات التي ترغَب بها الهيئة أو السلطة المسيطِرة عليه.


ويَعقِد (جيري ماندر)، وهو أحد الاختصاصيِّين الإعلاميِّين ومؤلف كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون"، مقارنةً بين تلقي العلم من الكتاب وتلقي العلم من الرائي "التلفزيون"، فيقول: "وقراءة الكتب توفِّر نوعًا من التلقين الاسترجاعي أيضًا، إن الكلمات التي تقرؤها لا تُصَبُّ داخلك بعكس الصور والخيالات - الصادرة من الرائي - والسرعة يتحكَّم فيها القارئ وليس الكتاب، وعندما تقرأ فإنك تَقدِر على استرجاع ما قرأته، والتوقُّف للتفكير، وأخذ المهم، كل هذا يُوسِّع الوعي والانتباه للمادة المقروءة، ويبقى أمر اختيار المعلومات التي تبغي إبقاءها في عقلك الواعي راجعًا لك وحدك.


ويُصادِف في كثير من الأحيان أن نقرأ فقرةً من كتاب، ثم نُدرك أنا لم نَستوعِب شيئًا منها، وهذا يتطلَّب الرجوع ثانيةً إلى قراءة هذه الفقرة بتركيز أكبَر، إن الكلمات لا تَعني شيئًا للقارئ ما لم يتمَّ هذا بمَجهود واعٍ، ومشاركة مُباشِرة، وسرعة شخصيَّة في القراءة.


أما الصور التلفزيونيَّة، فلا تتطلَّب شيئًا مِن هذا القَبيل، ولا تتطلَّب سوى إبقاء عينَيك مفتوحتين وهي تدخل - أي الصور - لتُسجَّل في ذاكرتك - سواء فكرت فيها أم لا، إنها تُصَبُّ داخلك كما يُصَب سائل في وعاء، والوعاء هو أنت، والتلفزيون هو الذي يقوم بالصبِّ، وفي النهاية لا يكون المُشاهد سوى وعاء استِقبال، ولا يكون التلفزيون ذلك الوسط الثقافي والاجتماعي الذي كنا نودُّه، بل آلة تَزرع الصورَ في عالم اللاوعي من العقل، ونحن نُصبِح مُرتبطين بالصور المتغيِّرة، التي لا نفعَل شيئًا حيالَها؛ لأنَّنا لا نستطيع ذلك ألبتَّة"[2].


وإذا لم يستطِع الرائي غسلَ دماغ المُشاهِدين، فهو يتركُهم في حالة ضياع وارتِباك، وأقل قدرة على تمييز الواقعي من الخيالي، ويُشتِّت إحساسَهم بالوقت والمكان والتاريخ والطبيعة.


وما يُقال هنا ليس خياليًّا أبدًا، وإنما هو أمر واقعيٌّ، شعَر به الكثير من مُشاهدي التلفزيون، في الولايات المتَّحدة الأمريكية، ونُدلِّل على ذلك بالرسائل التي وصلت لمؤلف كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون" جيري ماندر، وهو إعلامي متخصِّص قضى خمسة عشر عامًا مدير دعاية وعلاقات عامة؛ لنستعرِض بعض العبارات التي وردت في هذه الرسائل حول التلفزيون وتأثيره:
(عند مُشاهَدة التلفزيون أشعر وكأنني مُنوَّم مغناطيسيًّا).
(إنه يَمتصُّ طاقتي).
(أشعر وكأنه يقوم بغسْل دماغي).
(أَشعُر كأنني نَبْتة وأنا جالس تُجاه التلفزيون).
(إن التلفزيون يُبعِدني عن واقعي كثيرًا).
(التلفزيون يُسبِّب الإدمان).
(إن أطفالي يبدون كالزومبيِّين عند مشاهدة التلفزيون (ويقصد بالزومبيِّين الذين في أجسامهم قوة خارقة تتحرَّك من خلالهم).
(إنه يُدمِّر عقلي).
(إن أولادي يَنتقِلون كأنهم في حُلْم بسبب التلفزيون).
(إنه يجعل الناس سُخَفاء).
(إنه يُحوِّل دماغي إلى شَتات).
(أشعر وكأنني مفتون بسِحره).
(إن التلفزيون يَستعمِر دماغي).
(كيف أستطيع إبعاد أطفالي عنه وإعادتهم للحياة)[3].


أما التأثيرات الفسيولوجيَّة، فتتلخَّص بما أثبتَه العلماء بما لا يدع مجالاً للشك أن الضوء الداخلَ للجسم خلال العيون يؤثِّر في الخلايا، وليس هناك أدنى شكٍّ بأن التنوُّع في طَيف الضوء - كما هو حاصل في الضوء الصادر مِن التلفزيون - يؤثِّر في الخلايا، وليس هناك أدنى شكٍّ بأن الجُلوس أما التلفزيون والتحديق المُستمر بضوئه يؤثِّر في الخلايا بنفس الطريقة، وهناك دراسة للأطياف الضيِّقة للضوء التلفزيوني ونشوء السرَطان في الجِسم [4].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #69  
قديم 21-04-2021, 06:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمت في رمضان (4)

بغض اليهود والنصارى


د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي


ما زلتُ في فناء مدرسةِ رمضان، أتعلَّم منها بعضَ القِيَم التي يَسْمُو بها الإنسان في واقِع الحياة، ويَمضي يكتب حظَّه مِن رحلة الدارين، تعلمتُ هنا في رُبوع هذه المدرسة متانةَ العقيدة في حياةِ كلِّ إنسان، وأنَّ علينا أن نُعيدَ بناء هذه العقيدة في نفوسنا، وأن نُمكِّن لها في حياتنا، وأن نُعيد وهجَها في أرواحنا مِن جديد.

إنَّ قضيةَ الولاء والبراء أصلٌ عظيم في دِيننا، والتنبيه على هذه القضية في كِتاب الله تعالى جاء كثيرًا؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

وقال نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))، ورمضان جاءَ يُعيد حياةَ هذا المعنى في نُفوسِنا مِن جديد في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في صحيح مسلم: ((إنَّ فَصْل ما بيْن صِيامنا وصيام أهلِ الكتاب أكْلَة السَّحَر))، وأنت ترَى في الحديثِ الإغراءَ بأكلة السَّحَر لا أنَّها كفيلةٌ بعونك على صيام اليوم التالي فحسب، وإنَّما لأنَّها جاءتْ تحمل صورةَ ورُوحَ المخالفة لليهود والنصارى؛ ((إنَّ فَصْل ما بيْن صِيامنا وصيام أهلِ الكتاب أكْلَة السَّحَر))!

إنَّ المتسحِّر الذي يتسحَّر لمجرَّد السحور قد يترُك أكلةَ السَّحَر حين يكون لا حاجةَ له بها، أو متعبًا لا يستطيع القِيام في لحظتها، أو مشغولاً بإدراك حاجتِه ونحو ذلك، أمَّا المتسحِّر بنيَّة المخالفة لأهلِ الكتاب فإنَّك تجده أحرصَ ما يكون على تحقيقِ هذه المخالفة مِن جهة، وأرغبَ ما يكون في طاعة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بإغاظةِ هؤلاء في المخالَفة.

إنَّ رمضان يُعلِّمنا أنَّ المسافة بيننا وبيْن أهل الكتاب مسافةٌ طويلةُ المدَى، شاسعة الأبعاد، وليس ثمة لِقاء في طريقٍ إلا على الإسلام رُوحًا ومعنًى! وإذا كان رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُغرينا بالسحور؛ لأنَّه مخالفة لهؤلاء، ممَّا يدلك على شقَّة المسافة بيْن المسلمين وأهل الكتاب، وهذا درسٌ ينبغي أن تُعاد قراءته عندَ كلِّ أكلة سحَر في كلِّ ليلة مِن ليالي رمضان، فإذا ما انتهى رمضان وخرَج الشهر مِن حياتنا زادتْ متانةُ هذه العقيدة في نفوسنا، وتأصَّلت مسألةُ الولاء والبراء من جديد، وعادتْ رُوحها تبرق وهجًا في نفوسِ المسلمين؛ وإذا كان هذا مع أهلِ الكِتاب، فما بالك بغيرِهم مِن مِلل الكفر في عالَم الأرض؟!

إنَّ المسألةَ دِين، ويجِب على كلِّ إنسان أن ينظُر لكلِّ كافِر من هذا المنظار، مهما كانتِ الدواعي في العَلاقة مع غير المسلمين، وأنْ نُدرِك أنَّ رمضان فرصةٌ لإحياء هذا المفهوم الذي باتتْ مساحته تَضيق في عقولِ وقلوبِ كثيرٍ من المسلمين، والدعوات تتسارَع إلى التقريب، وباتَ الإعلام يشكِّل تصوراتِ ومفاهيمَ كثيرٍ من الناس على غير هُدًى.

والله المستعان ومنه الحَوْل والطَّول.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 22-04-2021, 06:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار

أما تأثيراته الاجتماعيَّة والتربويَّة، فسيظهَر من خلال تأثيره على الأطفال في الفقرات التالية:

تأثير الرائي على سُلوك الأطفال:

اهتمَّ بهذا الموضوع كبارُ علماء النفس والإعلام والاجتماع، ودرَسوه وأجروا له التجارب الواقعية والعمَليَّة، وخرجوا بنتائج خطيرة، وعلى كل إنسان واعٍ أن يُدرِكها، ويحذر جيدًا من عواقبها، وقبل أن أُبيِّن نتائج دراسة العلماء لظاهرة التلفزيون وتأثيرها على الأطفال، أريد أن أهمِس بأُذُن ربِّ كل أسرة عاقل: إن هذا الجهاز الذي يضعُه في بيته، ليس أداةً مِن أدوات الزينة الجامدة، ولا هو باقة ورْد عَطِرة، لا يتعدَّى أثرها نَشْر الروائح الزكيَّة، إنه جهاز فعَّال ومؤثِّر في النفوس والقلوب والعقول خيرًا وشرًّا، وكما قُلنا عن المذياع، فإنه له حدَّين: حدٌّ للخير، وحدٌّ للشر، والغالب هو حد الشر والعياذ بالله، فعلينا جميعًا مُراقبة برامجِه - واختيار الأصلح منها لأبنائنا وبناتِنا وأزواجنا وإلا خَربت نفوسهم وقلوبهم وعقولهم - حتى لا نندمَ على (لا مُبالاتنا) تُجاهه، فيَكتسِِب أبناؤنا عادات أناس يُخالفوننا في العقيدة والأخلاق والعادات.




وعلى المسؤولين أيضًا عن هذه الوسيلة الخطرة أن يُراعوا حقَّ الله، ويتَّقوا الله في أبناء هذه الأمة، فلا يَعرِضوا فيه إلا ما يعود بالخير والصلاح على مُجتمعِهم وأمَّتهم.




وحتى يَطَّلِع الوالِدان المسلمان على مقدار تأثير التلفزيون على أطفالهم؛ نَعرِِض بعض نتائج بحوث العُلماء في هذا المجال.




نبدأ ببعض المعايير المُستقاة من نتائج البحث، يُمكن بفضلِها التنبؤ بالأثر التراكُمي المُحتمَل للتلفزيون على نظرة الأطفال للحياة.




يزداد تأثُّر الأطفال ببرامج التلفزيون كلما:

1- تَكرَّر عرض الصور.

2- عُرِضت الصور بشكل تَمثيلي.

3- ومال الطفل إلى اللون المعروض مِن المعرفة.

4- ونمَت استجابة الطفل للوسيلة الإعلاميَّة عمومًا[5].




وعندما نزِن بهذه المعايير واقعَ التلفزيون، نجد أن التأثيرَ حاصلٌ 100% من صفات برامج اليوم تَكرار عرْض الصور والمشاهِد وإعادتها، والمسلسلات التمثيليَّة أصبحَت تقليدًا يوميًّا لا يُستغنى عنه - بعرف المسؤولين - والجميع يَنتظرِها بشغف كبير.




والشَّغف بالتلفزيون ليس عِندنا فقط، بل سبقَنا الغربيون بهذا؛ لأنه أول ما وجد عندَهم، فأطفال الولايات المتحدة الأمريكية يَضرِبون الرقم القياسي بالجلوس إليه؛ إذ يُقدَّر زمن جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة بأكثر من 40 ساعة في الأسبوع، أما الأطفال الفرنسيُّون، فيقضُون (16) ساعة في الشتاء و12 في الربيع.




ولا توجد إحصاءات دقيقة للمدة التي يَقضيها الطفل العربي أمام التلفزيون، ولكن يُمكن تقديرها، إذا كان المعدَّل اليومي من 2 - 3 ساعة في اليوم بالإضافة إلى يومي الخميس والجمُعة، في البلاد التي تُعطل يومين في الأسبوع؛ حيث يزداد البثُّ، وتزداد ساعات الجُلوس أمام التلفزيون - فتَصِل المدة إلى 24 - 36 ساعة أسبوعيًّا.




هذا مع العلم أن كثيرًا من البيوت لا يُغلِقون التلفزيون بتاتًا منذ أول افتتاحه إلى إغلاق البثِّ فيه، حتى إن تعبير (من العَلَم إلى العَلَم) أصبح تعبيرًا شائعًا يُطلَق على مَن يقضي كلَّ وقته أمام التلفزيون من أول البثِّ وحتى آخرِه.




فكان من نتائج الجلوس الطويل للأطفال أمام الشاشة الصغيرة: انخِفاض مستوى التعليم في السنوات الأخيرة في الغرب، وهذا ما قرَّره الباحثون الغربيون، وفي البلاد العربية أيضًا، وهذا ملحوظ في المدن؛ حيث يَكثُر وجود الأجهزة التلفزيونية؛ إذ يتفوَّق طلاب الريف على طلاب المدُن، وكيف يتفوَّق التلاميذ الذين سَهِروا الليالي أمام شاشات التلفزيون يتعاطُون برامج مُخدِّرة لعقولهم ونفوسِهم وقلوبهم جميعًا؟ إنهم يتعوَّدون على السهر، ويَذهبُون إلى مدارسِهم كُسالى، يَكادون أن ينامُوا في فصولِهم الدراسية، كما يُصابُون بأمراض مختلفة، أهمها السرَحان، وعدم التركيز، والاستِغراق في عالم الخَيال، وعندما يُقارِن التلميذُ بين الفصل الدراسي والمشهَد التليفزيوني، يجد أن المُدرِّس مملٌّ أشد الملل، وهو إذ يُطالبه بالترفيه يريد أن تكون المدرسة امتدادًا للتلفزيون وتَكرارًا لما يُشاهِده على شاشته، فإذا تَعذَّر ذلك - بطبيعة الحال - أصيب الطفل بالإحباط والمرض العصبي؛ مما يدفعه إلى القلق وتَشتُّت الانتِباه.




وهكذا يؤكِّد علماء النَّفْس وعلماء الإعلام أن التلفزيون يقوم بمُهمَّة تربوية سلبيَّة، جوهَرها التخدير وصرْف انتباه الأطفال عن الحقائق الواقعيَّة، ودفعهم إلى عالم خيالي[6].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 141.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.62 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (4.16%)]