النصيحة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836977 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191306 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 667 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 953 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1111 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2019, 10:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي النصيحة

النصيحة
سعد بن عبد اللّه البريك



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد:
أولا: نصيحة لمن ولي من أمر المسلمين شيئاً:
(1) الاعتصام بالكتاب والسنة:
لقد أمر الله الأمة بالاجتماع واتحاد الكلمة وجمع الصف على أن يكون أساس هذا الاجتماع الاعتصام بالكتاب والسنة، ونهى عن التفرق وبين خطورته على الأمة في الدارين.
ولتحقيق ذلك أمرنا بالتحاكم إلى كتاب الله - تعالى - في الأصول والفروع ونهينا عن كل سبب يؤدي إلى التفرق. فالطريق الصحيح إلى النجاة هو التمسك بكتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قال - تعالى -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
قال الإمام ابن باز: "فقد أمر الله المؤمنين بالاعتصام بحبله، فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وقال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
وأما الأدلة من السنة على وجوب التمسك بالكتاب والسنة فمنها ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم ثلاثًا، قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال)).
(2) إخلاص النية لله فيما يوكل إليه من مهام: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
(3) استشعار عظم المسئولية ومراقبة الله - عز وجل -: يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته..)).
فعلى من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يستشعر عظم المسئولية والأمانة الملقاة على عاتقه ويتذكر أنه مسئول ومحاسب عليها يوم القيامة، فيتقي الله وليعدل، وليراقب الله وحده فشي شؤونه كلها، وكذا في الحفاظ على المال العام والممتلكات العامة، فليست المسئوليات غنماً دون غرم، وسيتولى حارها من تولى قارها، فلا تصان الحقوق ولا تبرأ الذمة إلا بالقوة والأمانة.
قال يوسف عليه: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) قال ابن كثير: "ذكر أنه [حفيظ] أي خازن أمين [عليم] ذو علم وبصيرة بما يتولاه".
وقال - تعالى -: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ).
وعلوم أن القوة والأمانة لا يكونان إلا بفقدهما أو فقد إحداهما، وأما باجتماعهما، فإن العمل يتم ويكمل".
فالقوي إن كان خائناً لم تنفعك قوته، كذلك إن كان الأمين ضعيفاً فلا تنفعك أمانته.
(4) الحذر من الوقوع في غش الرعية والوعيد الشديد على ذلك: ففي الصحيحين من حديث معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
فهذا وعيد شديد يدخل فيه كل من استرعاه الله رعية سواء كانت صغيرة أم كبيرة، ابتداءً من أفراد الأسرة إلى الحاكم، فيجب على الكل النصح لرعيته وعدم غشهم.
(5) الرفق بالرعية وقضاء حوائجهم: الواجب في القيام على الرعية الإحسان إليهم والرفق بهم، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه)) أخرجه مسلم.
قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: "قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك؛ بل الرفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله؛ فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث؛ وهو الدعاء أن الله يشقق عليك والعياذ بالله.
يشق عليه إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق ((فاشقق عليه)) بأي شيء يكون، وربما لا تظهر للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نار تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شق على الأمة بما لم ينزل به الله سلطاناً؛ فإنه مستحق لهذه الدعوة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" ا. هـ.
والله - سبحانه وتعالى - رفيق يحب الرفق في الأمر كله قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه))، وأعظم الرفق هو الرفق على الرعية، ومن هنا أهمية تفقد الإمام أحوال رعيته ولهذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - إذا كان في سرية أو في غزوة يرفق بأصحابه، ويعتني برعايتهم - عليه الصلاة والسلام -.
وكان عمر - رضي الله عنه - يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندكِ. قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدنا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع، وذاك عبد الله بن عثمان يقول ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة)) [أبو داود والترمذي].
(6) الحذر من أكل الرشوة والمال الحرام: الرشوة: هي كل ما يتوصل به الإنسان إلى غرضه مشتقة من الرشا وهو الحبل الذي يدلى به الدلو ليُستقى به من البئر.
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي". واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله ولا تكون إلا على أمر عظيم ومنكر كبير.
فالرشوة يتوصل بها الإنسان إلى باطل لدفع حق واجب عليه أو الحصول على ما ليس له، أو ليتقدم على من هو أولى منه فهذه محرمة على الآخذ وعلى المعطي أيضاً.
وهي من أكبر الفساد في الأرض، ففيها تضييع حقوق عباد الله وإثبات ما هو باطل ونفي ما هو حق. إن الرشوة فساد في المجتمع وتضييع للأمانة، وظلم للنفس يظلم الراشي نفسه ببذل المال لنيل الباطل ويظلم المرتشي نفسه بالمحاباة في أحكام الله يأكل كل منهما ما ليس من حقه ويكتسب حراما لا ينفعه بل يضره ويسحت ماله أو بركة ماله إن بقي المال.
ولكن إذا حصلت الرشوة من موظف في الدولة فإنه يجب على المواطنين أن يتعاونوا في القضاء على هذه المشكلة بإبلاغ الجهة المسؤولة بما حصل من هذا الجاني الذي جنى على الدولة وعلى المواطنين.
الحذر من قبول الهدايا:
روى الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأزد يُقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهْدي لي. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظرُ أَيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال: ((اللهم هل بلغت)) (ثلاثًا)).
قال ابن بطال في هذا الحديث: هدايا العمال (أي من تولى أمراً من أمور الدولة) تُجعل في بيت المال وإن العامل لا يملكها إلا إذا طلبها له الإمام.
وعن أبي حميد الساعدي قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هدايا العمال غلول)) رواه أحمد وصححه الألباني.
وهذه دعوة لمن اقتطع مالا بغير حق من أموال الدولة أو حصل على مقابل مالي لعمل لم يؤده أن يتوب إلى الله - عز وجل - وإن يرد المظالم إلى أهلها وقد أنشأت الدولة وفقها صندوق إبراء الذمة، وهو حساب مصرفي خيري فتحه بنك التسليف السعودي يودع فيه من يرغب من المواطنين والمقيمين الذين أرادوا تبرئة ذمتهم نظير أي مبالغ حصلوا عليها خلال فترة عملهم في الحكومة بوجه غير مشروع أو ما حصل منهم من تجاوزات أو تقصير أو استخدام بعض الأجهزة واللوازم المكتبية لأغراض شخصية، وذلك في إطار من السرية وعدم المساءلة القانونية، ويقوم البنك باستخدام تلك المبالغ في تقديم تمويلات لأغراض اجتماعية مثل الزواج ومساعدة الأسر وترميم المنازل، وقد تلقى حتى الآن ما يزيد على الـ157 مليون ريال منذ إنشاءه عام 1426هـ الموافق2006م.
ثانيا: واجب الناس تجاه المسئولين:
1- الدعاء لهم بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة:
لذا حرص أهل السنة والجماعة على الدعاء لولاة الأمر وهذا يميز منهج أهل السنة العقدي عن غيره من المناهج البدعية، قال الإمام أحمد بن حنبل: "لو لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام لأن بصلاحه تصلح الرعية". وولي الأمر هو الحاكم ومن يقوم مقامه من النواب والقضاة والأمراء والوزراء.
وفي الدعاء لهم فوائد:
أ- أن الدعاء لهم عائد نفعه الأكبر إِلى الرعية أنفسهم، فإِن ولاة الأمور إِذا صلحوا، صلحت الرعية، واستقامت أحوالها، وهنئ عيشها:
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: "اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير، ما استقامت لهم ولاتهم وهداتُهم".
ب- أن ولاة الأمور إِذا بلغتهم أن الرَّعية تدعو لهم، فإِنهم يُسروا بذلك غاية السرور، ويدعوهم ذلك إِلى محبتهم ورفع المؤن ونـحوها عنهم، والبحث عمَّا فيه سعاتهم، وربما بادلهم الدعاء بالدعاء:
وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم)) أخرجه مسلم.
قال النووي: "معنى: يصلون أي: يدعون".
ج- أن الدعاء لولي الأمر من علامات أهل السنة والجماعة: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب)) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" بإسناد جيد كما قال الألباني.
قال الإمام الحسن بن علي البربهاري: "إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان، فأعلم أنه صاحب هوى. وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحب سنّة إن شاء الله تعالى".
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: "لو كانت لي دعوةٌ مستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان". فقيل له: يا أبا علي فَسِّر لنا هذا، فقال: "إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني. وإِذا جعلتها في السلطان صَلَح فصَلَح بصلاحه العبادُ والبلاد".
فحريُّ بالمسلمين الذين يرغبون في القيام بواجب النصيحة، وسلوك جادة السلف، حريُّ بهم أن يخصُّوا ولاة أمرهم بشيء من دعائهم، ويا ليت المشتغلين بأعراض الولاة أمسكوا عن ما هم فيه، واستبدلوا به الدعاء، فلو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم، على أن الاشتغال بالأعراض لا يقِّرب بعيداً ولا يقيم معوجاً، وإِنما يوغر الصدور ويجلب الأوزار، قال أبو إسحاق السبيعي: "ما سب قومٌ أميرهم إِلا حُرموا خيره". رواه ابن عبد البر في التمهيد.
2- النصح لهم بالرفق واللين: ولقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على انتشار التناصح في الأمة حتى جعل يبايع بعض الصحابة - رضي الله عنهم - على بذل النصيحة للمسلمين، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله قال: "بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إِقام الصلاة وإِيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم". بل عظم النبي - صلى الله عليه وسلم - شأنها بقوله: ((الدين النصيحة)) قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم)) أخرجه مسلم.
فجعل النصيحة عماد الدين وقوامه، والنصح لهم يكون بإعانتهم على ما حُمِّلوا القيام به، وتنبيهُهم عند الغفلة، وسدُّ خَلَّتهم عن الهفوة، وجمعُ الكلمة عليهم، وردُّ القلوب النافرة إِليهم، ومن أعظم نصيحتهم؛ دفعُهم عن الظلم بالتي هي أحسن.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: "وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم؛ من السلطان الأعظم، إِلى الأمير، إِلى القاضي، إِلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم.
وهذه النصيحة تكون بالرفق لأن الرفق سبب كل خير، فعن جرير - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يحرم الرفق يحرم الخير)) أخرجه مسلم.
وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)) أخرجه مسلم.
ولأجل ذلك يؤكد إمام الدعوة على هذا المعلم، فيقول الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب في ذلك: "... والجامع لهذا كله أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن يُنصح برفق... ".
3- التثبت فيما ينقل من الأخبار عنهم: والتثبت أمر مهم؛ لأن الناقلين تارة تكون لهم نوايا سيئة، ينقلون ما يشوه سمعته المنقول عنه قصداً وعمداً، وتارة لا يكون عندهم نوايا سيئة ولكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به، ولهذا يجب التثبت.
وكم من أخبار نشرت في الصحف وغيرها وكان عارية عن الصحة، وأدي نشرها إلى مفاسد وشرور.
4- إحسان الظن بهم وتجنب الشائعات: قال - تعالى -: (يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ))إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث((.
فسوء الظن من خصال الشر التي حذر منها القرآن، فالأصل حمل المسلم على الصلاح وألا يظن به إلا خيراً، وأن يحمل ما يصدر منه على أحسن الوجوه، تغليباً لجانب الخير في المسلم على الشر، كما قال - تعالى - في سياق حادثة الإفك: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين).
فالواجب على كل مواطن شريف خاصة الشباب أن يحذر من الشائعات المغرضة باعتبارها معول هدم في تيار الجماعة، تفرق كلمتها وتوهن عزمها وتفيد أعداءها: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُم ْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.79 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]