كمال خُلق النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2020, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي كمال خُلق النبي صلى الله عليه وسلم

كمال خُلق النبي صلى الله عليه وسلم
أ. د. مصطفى مسلم





شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.
تحدث القاضي عياض عن الصفات التي بلغ بها صلى الله عليه وسلم كمال الخلق فذكر أنها هي الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلاً عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها[1].


الخصلة الأولى:

رجاحة عقله، وصحة وهمه، وصدق فراسته، وقد دل على وفور ذلك فيه -كما يقول الماوردي - صحة رأيه وصواب تدبيره، وحسن تألفه، وأنه ما استفعل في مكيدة، ولا استعجز في شديدة، بل كان يلحظ الإعجاز في المبادئ فيكشف عيوبها، ويحل خطوبها، وهذا لا ينتظم إلا بأصدق وهم وأوضح حزم[2].


ففيما يتعلق بوفور عقله، وذكاء لبه، وقوة حواسه، واعتدال حركاته، وحسن شمائله، فلا مرية أنه كان أعقل الناس وأذكاهم، ومن تأمل تدبير أمر بواطن الخلق وظواهرهم، وسياسة العامة والخاصة، مع عجيب شمائله وبديع سيره، فضلاً عما فاضه من العلم، وقرره الشرع دون تعلم سبق، ولا ممارسة تقدمت، ولا مطالعة للكتب منه.


ومن تأمل كل ذلك - كما يقول القاضي عياض - لم يمتر في رجحان عقله، وثقوب فهمه لأول بديهة، وهذا ما لا يحتاج إلى تقريره لتحقيقه[3].

الخصلة الثانية: شجاعته وثباته عند الشدائد وصبره على البأساء:

تحدث الماوردي في هذا عن ثباته في الشدائد وهو مطلوب، وصبره على البأساء والضراء وهو مكروب ومحروب، وبين أن نفسه كانت في اختلاف الأحوال ساكنة، لا يخور في شديدة، ولا يستكين لعظيمة أو كبيرة، فقد لقي بمكة من قريش نما يشيب النواصي ويهد الصياصي، وهو مع الضعف يصابر صبر المستعلي ويثبت ثبات المستولي[4].


وذكر القاضي عياض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من الشجاعة والنجدة بالمكان الذي لا يجهل، فقد حضر المواقف الصعبة، وفر الكمأة والأبطال عنه غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح، وما من شجاع إلا وقد أحصيت له فرَّة، وحفظت عنه جولة سواه[5].


يقول الإمام علي رضي الله عنه: "كنا إذا حمي الوطيس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأساً"[6].


وحينما سئل البراء بن عازب أفررتم يوم حنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، ثم قال: لقد رأيته على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا النبي لا كذب وزاد غيره أنا ابن عبدالمطلب"، قيل: فيما رئي يومئذ أحد كان أشد منه[7].


وتحدث القاضي عياض عن هاتين الخصلتين بأن جمعهما تحت الحلم والاحتمال والعفو مع القدرة والصبر على ما يكره، ثم ذكر أن بين هذه الألقاب فرقاً فإن الحلم حالة توقر وثبات عند الأسباب المحركات، والاحتمال حبس النفس عند الآلام والمؤذيات، ومثلها الصبر ومعانيها متقاربة، وأما العفو فهو ترك المؤاخذة[8].


ثم بين أنه لا خفاء بما يؤثر من حلمه واحتماله، وأن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً[9].


روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال في بعض كلامه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لقد دعا نوح على قومه فقال: ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً ﴾ [نوح: 26]، ولو دعوت علينا لهلكنا من عند آخرنا، فلقد وطئ ظهرك، وأدمي وجهك، وكسرت رباعيتك، فأبيت أن تقول إلا خيراً، فقلت: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون[10].



والحديث عن حلمه صلى الله عليه وسلم وصبره وعفوه عند المقدرة أكثر من أن يؤتى عليه، وحسبنا ما ورد في الصحيح والمصنفات الثابتة إلى ما بلغ المتواتر مبلغ اليقين: من صبره على مقاساة قريش، وأذى الجاهلية، ومصابرته الشدائد الصعبة معهم إلى أن أظفره الله عليهم، وحكمه فيهم، وهم لا يشكون في استئصال شأفتهم، وإبادة خضرائهم، فما زاد على أن عفا وصفح، وقال: ما تقولون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: "أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء"[11].

الخصلة الثالثة: تواضعه في رفعته:

تحدث الماوردي عن تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس وهم أتباع، وخفض جناحه لهم وهو مطاع، فذكر أنه كان يمشي في الأسواق، ويجلس على التراب، ويمتزج بأصحابه وجلسائه، فلا يتميز عنهم إلا بإطراقه وحيائه فصار بالتواضع متميزاً، وبالتذلل متعززاً، ولقد دخل عليه بعض الأعراب فارتاع من هيبته فقال: "خفض عليك أو هون عليك فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"[12]، وهذا من شرف أخلاقه، وكريم شيمه فهي غريزة فطر عليها، وجبلة طبع بها، لم تندر فتعد، ولم تحصر فتحد[13].


وتحدث القاضي عياض عن هذه الخصلة فقال: "وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم، على علو منصبه، ورفعة رتبه- فكان أشد الناس تواضعاً وأقلهم كبراً"[14].


وحسبك أنه خير بين أن يكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً، فاختار أن يكون نبياً عبداً فقيل له عند ذلك: إن الله قد أعطاك بما تواضعت له أنك سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق الأرض عنه، وأول شافع[15].


وكان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار، ويردف خلفه، ويعود المساكين، ويجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد، ويجلس بين أصحابه مختلطاً بهم حيثما انتهى به المجلس جلس.


وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويقم البيت، ويعقل البعير، ويعلف ناضحه، ويأكل مع الخادم، ويعجن معها، ويحمل بضاعته من السوق[16]. وحينما دخل مكة ظافراً منتصراً كان في قمة تواضعه لربه شكراً على ما أنعم به عليه من فتح ونصر، حيث طأطأ رأسه على رحله حتى كاد عثنونه أن يصيب واسطة الرحل[17].


الخصلة الرابعة: حفظه للعهد، ووفاؤه بالوعد:

يذكر الماوردي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقص لمحافظ عهداً، ولا أخلف لمراقب وعداً، يرى الغدر من كبائر الذنوب، والإخلاف من مساوئ الشيم فيلتزم فيهما الأغلظ، ويرتكب فيهما الأصعب حفظاً لعهده، ووفاء بوعده، حتى يبتدئ معاهدوه بنقضه، فيجعل الله له مخرجاً، كفعل اليهود من بني قريظة وبني النضير، وكفعل قريش بصلح الحديبية فجعل الله تعالى في نكثهم الخيرة[18].


[1] الشفا، ج1، ص125-126، شرح الشفا للملا على القاري، ج1، ص221-222.

[2] أعلام النبوة، ص159.

[3] راجع تفاصيل ذلك وأدلته في كتاب الشفا، ج1، ص91-95، شرح الشفا، ج1، ص166-175 نسيم الرياض، ج، ص367-369.

[4] راجع تفاصيل ذلك في أعلام النبوة، ص159.

[5] راجع كتاب الشفا، ج1، ص147-148.

[6] أخرجه البخاري 654 عن علي رضي الله عنه 1/ 86، مجمع الزوائد، 9/ 12، باب في شجاعته صلى الله عليه وسلم، ومصنف ابن أبي شيبة 645 1/ 86، عن علي بن أبي طالب أيضاً.

[7] هذا الحديث رواه البخاري في الجهاد، 2709 3/ 1051، ورواه مسلم في المغازي 1776 3/ 1400، راجع تفاصيل الكلام عن رواياته هذا الحديث في نسيم الرياض، ج2، ص44-49.

[8] راجع الشفا، ج1، ص135-136. شرح الشفا، ج1، ص234-237، نسيم الرياض، ج2، ص8-14.

[9] راجع الشفا، ج1، ص136.

[10] هذا القول فيه ما فيه من جماع الفضل ودرجات الإحسان، وحسن الخلق، وكرم النفس، وغاية الصبر والحلم، إذ لم يقتصر صلى الله عليه وسلم عن السكوت عنهم حتى عفا عنهم ثم أشفق عليهم ورحمهم، ودعا وشفع لهم، فقال: اغفر، أو اهد، ثم أظهر سبب الشفقة والرحمة بقوله: لقومي: ثم اعتذر عنهم بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون. راجع الشفاء، ج1، ص137-138.

[11] راجع الشفا، ج1، ص142، سيرة ابن هشام، ج4، ص412، دلائل النبوة للبيهقي، ج5، ص57-58، البداية النهاية لابن كثير، ج4، ص299-300.

[12] راجع دلائل النبوة للبيهقي، ج5، ص69، أعلام النبوة، ص162، الشفا، ج1، ص171، الشفا ج1، ص293-294، نسيم الرياض، ج2، ص 104، الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي، ج2، ص437.

[13] أعلام النبوة، ص162.

[14] وفي نسخة وأعدمهم كبراً، وفي نسخة بالجمع بينهما وهو أفعل تفضيل من العدم وهذا أنسب بمقامه صلى الله عليه وسلم لأن اللائق به عدم الكبر لا قلته وهناك من فسر قلة الكبر بنفي الكبر راجع تفاصيل ذلك في نسيم الرياض، ج2، ص93-94.

[15] الشفا، ج1، ص168، شرح الشفا، ج1، ص287-288، نسيم الرياض، ج2، ص94-95.

[16] راجع الأحاديث الواردة في ذلك في الشفا، ج1، ص168-172، شرح الشفا، ج1، 294، نسيم الرياض، ج2، ص93-106، الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي، ج2، ص434-439.

[17] راجع دلائل النبوة للبيهقي، ج5، ص68، البداية والنهاية، ج4، ص292.

[18] أعلام النبوة ص163، راجع الشفا، ج1، ص164-167. ولمزيد من التفصيل راجع بحثنا: خلق النبي العظيم من دلائل نبوته وبراهين رسالته، منشور بحولية كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا - جامعة الأزهر، العدد الثاني 1410هـ-1990م.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.35 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]