الهاتف المحمول - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2020, 04:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الهاتف المحمول

الهاتف المحمول

الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله







{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 13].

أيُّها المسلمون:
الله - سبحانه - خَلَق الإنسان، ووهبه العقل، وسخَّر له كلَّ شيء بُقدرته وإرادته، فسبحان مَن هدى العقول والأفكار! قال - جلَّ وعلاَ -: {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].

عباد الله:
اخترعَ البشرُ جهازًا صغيرًا، يُسمَّى الهاتف المحمول، أو (النقال)، وفوائده جمَّة لا تَخفى، نحتاجه في الملمات، ينقل الأفكارَ والمشاعر، يقرب البعيد، يُطفئ نار الأُمِّ حين تسمع صوت ابنها البعيد، أو ابنتها المتزوِّجة، في لحظاتٍ نصل به الأرحام، ونتواصل به مع الأحباب، يُسعِف المريض والمصاب، ويَدفع المنكر والجريمة والحريق، ويُوفِّر جهدًا ووقتًا ومالاً، وإلى غير ذلك من المنافع العظيمة.

أيُّها المسلمون:
وللهاتف المحمول آدابٌ وتنبيهات، فالهاتف له سلبيَّات وإيجابيات، ولا ريبَ أنَّ الهاتف نعمة لِمَن أحسن استعمالَه، ونقمة لمن أساء استعماله.

ولكنَّ هناك أمورًا تُنافي شُكرَ هذه النِّعمة، وهناك ملاحظات يَحسُن التنبُّه لها، والتنبيه عليها؛ حتى تتمَّ الفائدةُ المرجوَّةُ من هذه النعمة؛ ولأجل ألاَّ تكون سببًا في جلْب المضرَّة على أصحابها:

أولاً: على المتَّصل البدءُ بتحية الإسلام (السلام عليكم)، فهي شعارُنا - معاشرَ المسلمين - قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَوَلاَ أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم))؛ أخرجه مسلم.

وكذلك الخِتام ينبغي أن يكون بالسَّلام، كما بدأ بالسلام.

ثانيًا: الاقتصاد والاختصار في المكالمة، فعَلَى المتصِل ألا يُضيع مالَه، وأن يقتصد في كلامه، وأن يتجنَّب التطويل في المقدِّمات والسؤال عن الحال، فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ؛ قال نبيُّنا الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويَكره لكم ثلاثًا...)) إلى أن قال - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((ويَكرهُ لكم: قِيلَ وقالَ، وكثرةَ السؤال، وإضاعةَ المال))؛ أخرجه مسلم.

ومن الآداب: عدمُ رفْع الصوت كثيرًا بالمهاتفة، وفي هذا أدب رفيعٌ مع الوالدين، ومَن كان في قدرهما، فإنَّ هذا أدعى للاحترام والمحبَّة؛ قال - جلَّ وعلاَ -: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19].

ثالثًا: وبعض الناس يُحرج المتَّصَلَ عليه بقوله: هل عرفتَني؟ فإذا قال: لا، أساء به الظنون، وبدأ يلومه، ويُعاتبه على نِسيانه له، وعدم تخزينه لرقم هاتفه، فللناس أعذارٌ، فينبغي على المسلم إذا اتصل أن يُعرِّف باسمه، وأن يبتعد عن تلك الأساليب التي فيها إحراجٌ للآخرين.

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: أتيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدعوتُ، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن هذا؟)) فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: ((أنا أنا))؛ البخاري ومسلم.

رابعًا: وعلى المتَّصِل ألاّ يسيءَ الظنَّ بالمتصَل به إذا لم يرد، أو ردَّ ردًّا مقتضبًا، فعليه مراعاة حال المتصَل عليه، والْتماس العذر له؛ فقد يكون مريضًا، أو في المسجد، أو في المقبرة، أو في دَورةِ المياه، أو موقف لا يستطيع الردَّ، أو الرد باختصار، وإذا لم يردَّ فلا تلِحَّ عليه، وقدِّر زمنًا ثم اتصل به.

خامسًا: وبعض الناس يتَّصل من غير ضرورة في أوقات متأخِّرة من ليل، أو عند النوم، أو وقت الطَّعام والراحة، فعلى المسلم أن يتحرَّى أوقات الاتصال مراعيًا أحوالَ الآخرين.

سادسًا: وعلى المسلم أن يحذر ويَتثبت من الاتِّصال الخاطئ أو العابث، فَكَم من اتِّصال خاطئ أو رسالة خاطئة أثارتْ شكوكًا وحطَّمت بيوتًا! قال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

سابعًا: وبعض الناس - لغير ضرورة ملِّحة، ولمصلحته الشخصيَّة - لا يُريد أن يصرف درهمًا، فيبعث برنة؛ لكي يردَّ عليه المتصَل عليه، وهذه ليستْ من الأدب، فعلى صاحب المصلحة ألاَّ يستغلَّ طِيبة الآخرين.

ثامنًا: ويجب على المسلم إذا دخل المسجدَ أن يُغلق هاتفَه، أو يضعه على الصَّامت؛ لكي لا يُشوِّشَ على إخوانه ولا يؤذيهم، ويقطعَ عليهم صلاتَهم وخشوعهم.

وإذا نسي ولم يغلقْه أو يضعه على الصامت، فليبادرْ إلى إقفاله وإسكاته إذا اتَّصل به أحد؛ لأنَّ بعض الناس يتركه يرنُّ، وربما صَاحَبَ ذلك نغمات موسيقيَّة مؤذية، فلا يُغْلِقُهُ ولا يسكته؛ خوفًا من حدوث الحركة في الصلاة، وهذا جهل، فلا حرج في الحركة في الصلاة لهذا الغرض، وهو كفُّ الأذى عن إخوانه المصلِّين.

كما ينبغي العذرُ لِمَن نسي قفلَ هاتفه أو وَضْعَهُ على الصامت، وينبغي نصحُه بالقول اللَّين والموعظة، لعلَّه يتذكَّر، والبعد عن أسلوب التجريح والإهانة، خصوصًا إذا كان ممن يُخشى نُفُورُه وغضبه، ولكم في رسول الله أسوة حسنة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام أعرابيٌّ فبالَ في المسجد، فتناولَه الناس، فقال لهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دَعوه، وأَهْريقوا على بَولِه سَجْلاً من ماء - أو ذَنوبًا من ماء - فإنَّما بُعثتم مُيسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين))؛ البخاري.

تاسعًا: البُعد عن استعمال النغمات الموسيقيَّة؛ لِمَا في ذلك من الحُرمة، ولما فيها من التشويش والأذى، ويقبح استعمالُها إذا كان في المساجد، أو الأماكن العامَّة، وكذلك حُرْمة وضع صور فنَّانين أو فنانات، أو مشاهير على واجهة الهاتف، واحذر أن تجعل جَرسَ الهاتف آيةً من كتاب الله أو الآذان، فإنَّ ذلك امتهان لها غير جائز، وقد يرنُّ الهاتف وأنت في دورة المياه، ثم تضطر لقطعه.

عاشرًا: ومن الأفعال الخبيثة القذرة البغيضة شرعًا وأدبًا: فتح مُكبِّر الصَّوت بحضرة الآخرين، أو تسجيل مكالمتهم، دون عِلم المتَّصل وإذنه؛ وذلك لتضمُّنِهِ الخيانة، قال العلماء: "لا يجوز لمسلم يَرعى الأمانةَ ويُبغض الخيانة أن يُسجِّل كلامَ المتكلِّم دون إذنه وعلمه، مهما يكن نوع الكلام؛ دِينيًّا، أو دنيويًّا؛ كفتوى، أو مباحثة علميَّة، أو مالية، وما جَرَى مجرى ذلك".

الحادي عشر: ويَحرُم إرسال رسائلَ تحتوى على كلام فاحش، أو نكت سخيفة، أو صور ورسومات غير أخلاقيَّة، فهذا كلُّه ممَّا يخالف الشَّرع، وينافي الأدب، ولا يتلاءم مع شُكر هذه النِّعمة.

الثاني عشر: التجسُّس على هواتف الآخرين، وفحصُها والاطلاع على رسائلهم دونَ رضاهم - خيانةٌ لهم، وهتكٌ لأستارهم، وفي الحديث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ولا تَحسَّسوا، ولا تجسَّسوا))؛ البخاري ومسلم، قال العلماء: التحسُّس: الاستماع لحديث القوم، والتجسُّس: البحث عن العورات.

الثالث عشر: الحذرُ من استعمال الهواتف في التصوير؛ تصوير المحارِم، خصوصًا في المناسبات العامَّة، وعلى الآباء منعُ أولادهم من الهواتف التي بها ميزة التصوير؛ درءًا للمفاسد، وينبغي على الأب فحصُها بين الفَينةِ والأخرى.

أيُّها المسلمون:
ومن الأسباب التي سبَّبت في الحوادث المروريَّة، وإزهاق الآلاف مِن الأرواح: الانشغال بالهواتف المحمولة، فعلى الجِهات المسؤولة أن تَسنَّ قوانين صارمة حِيالَ هذا الفعل المشين؛ { وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].










وهذا الجهاز كما استفاد به أناسٌ في العِلم والدعوة ونشْر الخير، استغلَّه آخرون من أهل الفساد والشرِّ في الإجرام والترويج، وبيع المخدرات والإضلال؛ قال - عزَّ وجلَّ -: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].



الخطبة الثانية



أيُّها المسلمون:
وإنَّ من أضرار النقَّال الوخيمة التي عمَّت وطمَّت، وانتشرت بين المسلمين: نشرَ الفواحش بين الناس، فبهذه النقَّالات كُشفت العورات، وهُتك سِترُ الغافلات، وأُشيعت الفواحش والمنكرات، وبه نُشر الفساد، وتُسُلِّط على أعراض العباد، كم من امرأةٍ كانت ضحية، فنُشرِت سوءتُها على ملأٍ من الناس على حين غفلة! وكم مِن أسرةٍ تشتَّت شملها! جرائم وفواحش، صُوِّرت، ونُشرت بين الكبار والأطفال؛ قال - جلَّ وعلاَ -: {وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151].

وممَّا يُؤسَف عليه أنَّ كثيرًا من الناس أدْمنوا مشاهدةَ هذه الصور القبيحة، والأفلام الخليعة، واحتفظوا بعشرات المقاطع في هواتفِهم، ونشروها بين المسلمين، وأرسلوها وتناقلوها، وفرحوا بمشاهدتها، يقول العلماء النفسيُّون والاجتماعيُّون: إنَّ إدمان مشاهدة هذه الصُّور والمقاطع المرئية كإدمان المخدِّرات وأشد، وقد توعَّد الله مَن أحبَّ إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، فكيف بِمَن أشاع الفاحشة ونَشرَها؟! {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

ومشاهدة هذه الصور والمقاطع الإباحيَّة جريمةٌ عظيمة، يَجنيها الفردُ على نفسه وعلى المجتمع.

ولو أنَّ واحدًا أرسل صورةً واحدة، فمِن واحد إلى واحد ستصل إلى الآلاف، وكلُّ هؤلاء يحمل أوزارَهم مَن فعلها ونشرها؛ قال الله - تعالى -: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ومَن دَعَا إلى ضلالة كان عليه من الإثْم مثلُ آثام مَن تَبعه، لا يَنقص ذلك من آثامهم شيئًا)).

فهل يرْضى المسلم أن تكون الضحيةُ أختَه أو بنته أو قريبتَه، بالتأكيد لا يرضى، فكيف يرضى هذا لإخوانه المسلمين؟!

واعلموا أيُّها المسلمون:
أنَّ الذنوب والمعاصي تُحدِث في الأرض أنواعًا من الفساد في الماء والهواء والزُّروع والثِّمار والمساكن وغيرها؛ قال - جلَّ وعلا -: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، وما في الدنيا والآخرة شرٌّ وداء، إلاَّ وسببه الذنوب والمعاصي، فسبب المصائب والفِتن كلِّها الذنوبُ، فالذنوب والمعاصي ما حلَّت في ديار إلاَّ أهلكتْها، ولا في قلوب إلاَّ أعمتْها، ولا في أجساد إلاَّ عذبتْها، ولا في أمَّة إلا أذلَّتْها، ولا في نفوس إلاَّ أفسدتها.

قال بلال بن سعد: لا تنظر إلى صِغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عِظَم مَن عصيت.

وقال بِشر: لو تفكَّر الناس في عَظمة الله، ما عَصَوُا الله - عزَّ وجلَّ.

قال وُهيب بن الورد: اتَّقِ أن يكون الله أهونَ الناظرين إليك.

وفي المسند من حديث أمِّ سلمة - رضي الله عنها -: ((إذا ظَهرتِ المعاصي في أمَّتي، عمَّهم الله بعذابٍ مِن عنده)).

واعلموا عباد الله:
أنَّ فضل الله عظيم، ورحمتَه وسعتْ كلَّ شيء، فأقبِلوا على التوَّاب الرحيم؛ قال ربُّكم - جلَّ وعلا -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، والله لا يُعذِّب مستغفرًا تائبًا؛ قال - جلَّ وعلاَ -: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

ومَنْ لم يَتُبْ من معصيته نَدِم إن أقبل على الله؛ {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99 - 100].








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.14 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]