إلى فتاة الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213355 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2019, 04:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي إلى فتاة الدعوة

إلى فتاة الدعوة
ثامر عبد الغني سباعنه



الدعوة إلى الله شرف لا يناله إلا من يحبه الله، فما هي إلا استعمال من الله أراده لعبده لينال بذلك شرف التأسي بالأنبياء والسير على نهج الصالحين والتمتع بحلاوة القرب منه - سبحانه وتعالى -، فإذا أردت أن يحبك الله فاسأله دائما أن يستعملك لا أن يستبدلك.
(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
لم تكن الدعوة الإسلامية مقتصرة على الرجال فقط ولم تكن حكرا عليهم، إنما دخلت المرأة المسلمة ميدان الدعوة وعملت به، بل نقلت الحديث النبوي عن الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام -، فها هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر تروي عن الرسول الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تناقلتها الأجيال المسلمة إلى يومنا هذا.
حكم عمل المرأة في الدعوة:
كما أن الرجل مطالب بالدعوة إلى الله - تعالى - على قدر علمه واستطاعته فكذا المرأة مطالبة بالدعوة إلى الله - تعالى -على قدر علمها واستطاعتها، ويدل على هذا عموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)) رواه البخاري.
وهذا الخطاب وإن كان موجها للرجال إلا أنه يشمل النساء أيضا لعدم ورود ما يدل على التخصيص، وقد قال الخطابي - رحمه الله تعالى -: الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها.،
فضل الدعوة إلى الله:
جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)).
قال - تعالى -: (وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، فالقرى وإن كان فيها ظلم لا تهلك إذا قام فيها المصلحون بما يجب عليهم من الدعوة والعمل لله، فإذا غلب على القرية الإصلاح - حفظها الله - من العقوبات الدنيوية، بفضله ومنه - سبحانه -.
وقال - تعالى -: (واتقوا فتنة لا تصيبن اللذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).
الداعية مأجور حتى بألمه ونَصَبه، فالأجر عند الداعية غير مرتبط بما يقوله فقط، ولكن كل أمور الدعوة والجهاد في سبيله مأجور عليها المؤمن حتى التعب والمعاناة، (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) فهل يكون هؤلاء الكفرة من المنصرين أكثر تفاعلا في دعوتهم وهم الذين لا يرجون هذا الأجر العظيم والرزق الكبير، حتى في الألم والضيق،
عظم أجر الداعية، فأجره على الله، ولا يأخذه من العباد، ولذا كان عظم الأجر، فالكريم لا يعطي لمن يحب إلا عظيما، قال - تعالى -: (فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين).
فأي أجر أعظم من أن يكون معطي رب العالمين، ومالك الأملاك وأكرم الأكرمين.
إشكالات العمل الدعوي:
• الضعف والوهن الروحي: فضعف بقيام الليل وتكاسل لصلاة الجماعة، وقلة إقبال على المسجد، وقراءة القران حسب التساهيل، وقلة الإقبال على الدعاء؛ كل ذلك وأكثر أصبح صفة للمعظم منكم وهذا مؤشر خطير على الانحدار في التربية والبناء.
مما يؤثر في العمل ويعكس صورة غير جيدة لأبناء المساجد وأبناء هذه الدعوة لذا ندعوكم أحبتنا للعودة لدعوة الإسلام وتربيته الدعوية الروحانية وندعوكم ل:
1) تخصيص ورد يومي من القران الكريم.
2) الحرص على الصلاة في المسجد: " قم للصلاة متى سمعت النداء" لما في ذلك من الأجر وتهذيب النفس، بالإضافة إلى العلاقة الاجتماعية التي تخدم الداعية في دعوته.
3) الدعاء، فالأصل فيك أيتها الداعية أن تكون يديك دائما مرفوعتان إلى ربك تسأله، تدعوه بما في قلبك ليرفع الظلم عنا و ليحقق لنا نصره الذي وعد به عباده المستحقين لذلك النصر
4) الحرص على قيام الليل، ويمكنك ذلك بان تؤخر ركعتين يوميا تصليهن قبل أن تنام وإن شاء الله تحسب لك القيام.
5) البناء الذاتي، فعليك أخي الحبيب أن تبادر لبناء نفسك وإعدادها لتكون على قدر المسؤولية وان لا تنتظر أن ينبئك إنسان آخر، ويمكن ذلك عن طريق: قراءة الكتب بان تخصص لنفسك ساعة يوميا لقراءة الكتب الدعوية التربوية، وأن تستمع للأشرطة الدعوية.
6) زيارة المريض والمستشفيات، لتهذيب النفس وتذكر فضل الله عليك بصحتك وعافيتك، بالإضافة إلى بث روح المحبة والمودة والعطف بين الناس.
7) صوم التطوع والنوافل
• انغماس وانشغال الكثير بأمور الدنيا،
فبعض الدعاة لا يعطون الدعوة إلى فضول أوقاتهم.، والله - تعالى – يقول: (يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم و أولادكم عن ذكر الله)، وقال حسن البنا: " إن الإيمان عندنا هو إيمان مشتعل يقظ وعند غيرنا إيمان نائم مخدر، فلا نريد دعاة منشغلين بأمور دنياهم ولا يعطون دعوة الله إلا فضائل أوقاتهم".
• الابتلاء وسقوط الداعية:
فقد يتساقط البعض نتيجة مغنم مادي أو صديقه سيئة أو خوف وضعف في النفس، والحل هنا عائد للداعية نفسها فالأصل بكل داعية سارت بهذا الطريق أن تعرف أنه لابد من الابتلاء ولابد من الاختبار، قال - تعالى -: (احسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، وتاريخ الدعوات مليء بالمحن والاختبارات والكثير من الدعاة الذين ثبتوا على الحق.
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ)).
إن الابتلاء عطاء من الله لمن أحبهم من عباده، ومنحة عظيمة لمن اصطفاهم من رسله وأنبيائه وأوليائه، ولا يدرك هذه الحقيقة إلا من مسَّ الإيمان شغاف قلبه، وصار الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، فذاق طعم الإيمان، ولمس حلاوته، فغدا العذاب في سبيله عذبًا سائغًا شرابه، والنعيم في هجره ملحًا أُجاجًا، وهذا ما بينه حسن البنا حين يتحدث عن العقبات في طريقنا فيقول: أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها، ستلقَى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم كثيرًا من المشقات، وسيعترضكم كثير من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين تمهدون للدعوة، وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد.
• الأخلاق:
احد أهم الأسلحة التي يُحارب بها الداعية، فإن تجاهلت هذا السلاح قُتلت فيه.
فالداعية حيث كانت وفي أي زمن فهي تعكس صورة عن دعوتها وعن أخواتها فلتحرص أن تكون هذه الصورة صافية نقية، وتكون على قدر المسؤولية التي وضعت لها، وكم من قلوب تستطيع أن تدخلها وتتملكها بأخلاقك وتعاملك.
• التعلق بالأشخاص:
ظاهرة خطيرة وتساهم في الهدم، فالداعية الحق عندما ارتضت لنفسها أن تكون ضمن صفوف هذه الدعوة فقد اخترت فكرة ومنهج ولم تختر أشخاص، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيظك يوما ما)) فإن تاه الشخص أو ضل أو تساقط عن الطريق فلا يعني لك ذلك أن تترك الدعوة أو أن ضعفا بالدعوة كان السبب في سقوطه، فمن الخطأ التمسك بالعوه من أجل الأشخاص، ومن الخطأ أيضا ترك الدعوة بسبب الأشخاص.
• عدم وضوح الهدف:
فقد تجد أحيانا أن الداعية لا تدرك حقيقة هدفها من الدعوة، ولا تعلم مقدار الأمانة التي تحملها.
ميادين الدعوة:
المدرسة والجامعة: مصدر هام وكبير من مصادر الدعوة إلى الله - تعالى - لكل فتاة من فتيات الإسلام تاقت نفسها إلى العمل من أجل نصرة دين ربها - سبحانه وتعالى -، وذلك نظرًا لهذه الكثافة العددية للطلاب، بالإضافة لقضائهم فترات طويلة وعلى مدى سنوات مع بعضهم البعض.
المسجد: إن المساجد هي بيوت الله في أرضه، ومكان لإعلان العبودية له، ومقر لعباده المتقين، فيها يتربى المؤمنون، ومن محاريبها يتزودون الإيمان، ومن فوق منابرها يذكرون وينصحون، ويدعون إلي الإيمان والخير، وفي ساحتها يتلقون العلم ومعرفة الحلال والحرام وبين جدرانها وقد ملئوها بأشخاصهم يحسون بنعمة الأخوة والألفة والوئام، تلتقي متراصة كالبنان أو كالبنيان، فتتفاعل القلوب ويرتبط بعضها ببعض، وتزداد محبة ووثاقًا، فتزكوا نفوسهم وتطيب قلوبهم، فتمتلئ رحمة وحنانًا على بعضهم، وعطفًا على فقيرهم ومعوزهم، وشفقة على صغيرهم ومريضهم، وتتفاعل أشخاصهم، فتنطلق متعاونة فيما بينها على البر والتقوى في كل أمر من شأنه الصلاح، ويحقق للمجتمع الفلاح وللأمة النفع والخير والنجاح، وللداعية المسلمة مكان هام في المسجد فهي قادرة على تجميع الفتيات لحلقات التحفيظ وتجويد القرآن الكريم بالإضافة إلى عقد حلقات العلم لتعليم المسلمات أمور دينهن وما يخصهن من الشرع، والداعية المسلمة ستكون قادرة بسهوله على التعرف على احتياجات أخواتها المسلمات في المجتمع التي تعيش فيه، وبالتالي قادرة على إيجاد الحلول المناسبة والتوضيحات حول الأمور المبهمة لدي النساء.
المنزل والمجتمع:
إنّ البناء الذي تمارسه المرأة في المجتمع تارة يكون عملاً مباشراً، وأخرى من خلال علاقتها النفسيّة والأخلاقيّة بالزّوج والأبناء.
فالزّوجة التي توفِّر أجواء الراحة وحُسن المعاشرة للزّوج وتحقِّق له الودّ والمحبّة والاستقرار النفسيّ كما ينبغي للعلاقة بينهما، فانّ مثل تلك الأجواء النفسيّة تؤثِّر على شخصيّة الزّوج وعلاقته الاجتماعيّة بالآخرين وفي قدرته على الإنتاج والعطاء، ذلك لانّ الوضع النفسيّ للإنسان يؤثِّر في مجمل نشاطه وعلاقاته بالآخرين.
أمّا حينما تكون الحياة الزوجيّة مليئة بالمشاكل والقلق والتوتّر، فإنّ ذلك ينعكس على شخصيّة الزّوج وعلى عمله وإنتاجه وعلاقاته بالآخرين.
وكما تنعكس الأجواء النفسيّة في الأسرة على الزّوج، تنعكس كذلك على الأبناء.
من وسائل الدعوة إلى الله:
هناك عدة وسائل تفيد الأخوات في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولًا: التوجيه الفردي:
أو النصيحة الفردية، وهي كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - أولًا، كان بعد نزول الأمر بالبلاغ، يكلم الناس على حدة، يكلم كل واحد منهم على انفراد يبلغه رسالة الله - تعالى -، وكان أبو بكر هو أول من دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجاب ولم يتردد.
وإذا تفيأ داعية الإسلام ظلال سير الصحابة الأوائل؛ لأدرك كيف أتقنوا فن الدعوة الفردية بعد أن استقوه من الداعية الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وها هو الراشد الأول الصديق - رضي الله عنه - ما إن يشهد شهادة الحق بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينطلق إلى رجال قومه، فينتقي منهم من يصلح لحمل أمانة الدعوة، ويخصه باتصال فردي يبثه من خلاله أنوار الهداية.
فكان الرجال يأتونه ويألفونه لعلمه وتجارته وحسن خلقه، ولم يلبث إلا قليلًا حتى أينعت جهوده المباركة في الدعوة الفردية، وأثمرت إسلام أكثر أفذاذ هذه الأمة من العشرة المبشرين بالجنة؛ منهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهم -.
ثم انظري إلى ذلك الماهر الموهوب مصعب بن عمير - رضي الله عنه -، ذلك الداعية الخبير الذي أوفده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى ليكون بذلك أول سفير عرفه الإسلام، كيف استطاع هذا الهمام بما معه من إيمان ويقين ثم بإتقان فنون الدعوة الفردية أن يفتح الله به قلوب أهل المدينة قبل مقدم نبي الهدى إليها؟!
إرشادات للدعوة الفردية:
1- ليكن شعارك في الدعوة إلى الله - تعالى - قوله - سبحانه -: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك)، وقول الله - سبحانه -: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، فباللين والحكمة تفتح لك القلوب المغلقة.
2- اجعلي نصيحتك في السر لا العلانية؛ فكما قيل: النصيحة في السر نصيحة، والنصيحة في العلن فضيحة، فالنفس البشرية تأبى الظهور في محل النقد، لذلك لا تنصحي زميلاتك علانية.
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعــة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى سمـاعه
3- لا تنكري إلا على ما تتأكدين أنه محرم، ولا تنكري على أمر تظنينه محرمًا، فإنه يشترط العلم بتحريم المنكر لإنكاره.
4- تحيني الأوقات المناسبة للنصيحة حتى يكون ذلك أدعى للاستجابة، فلا تنصحي مثلًا زميلتك وهي مشغولة، أو وهي في مزاج سيء.
5- قبل أن تشرعي في النصح قدِّمي بين يدي ذلك التعارف والابتسامة، والسؤال عن الأحوال.
6- يمكنك الاستعانة بالغير في النصح، فمثلًا إذا أردت توجيه النصح لفتاة ورأيت زميلة لها مقرَّبة إلى قلبها يمكنها نصح زميلتها فيمكنك الاستعانة بها، فالذي يهمنا هو توصيل الحق من خلال أي طريق مشروع.
7- الهدية تفتح القلوب المؤصدة وتؤلف القلوب، فاحرصي قدر المستطاع على بذل الهدية لمن ترغبين في دعوتها.
8- ابدئي بمن تكون مظنة الاستجابة لدعوتك، حتى تكون رفيقتك على درب الخير، وتعينك على طاعة الله وأمر الدعوة إليه.
9- تخولي زميلاتك بالموعظة، فلا تنصحي وتعظي صديقتك كلما رأيتها، فإنها قد تمل وتنفر، وكما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا".
10- إن قوبلت دعوتك بعدم القبول فلا تيأسي، فإن الأجر يأتيك بالجهد لا يتوقف على النتائج، وإن من أنبياء الله من لم يستجب لهم سوى رجل أو رجلان، ومنهم من لم يستجب له أحد على الإطلاق، ومع ذلك هم بلِّغوا كما أمرهم الله، فما قصَّروا في تبليغ الحق إلى الأنام.
ثانيًا: توزيع المواد المسموعة والمقروءة:
فيمكنك أختي الداعية أن تقومي بالدعوة إلى الله دون الحاجة إلى لباقة أو قدرة على الإقناع، وذلك عن طريق إهداء الشريط الإسلامي الهادف أو "السي دي" مسجل عليه مواد نافعة من مواعظ وخطب تحفز إلى التزام طريق الخير.
وكذلك بتوزيع الكتيبات الصغيرة والرسائل، وهي تمتاز بسهولة إكمال قراءتها بالكامل نظرًا لصغرها، كما أنها تتناول غالبًا موضوعًا محددًا تطرق عليه.
ولن يرهقك ذلك ماديًّا، حيث يمكنك اقتطاع جزء يسير جدًّا من مصروفك الشخصي، والقيام بشراء رسائل أو أشرطة أو "سي دي" وإهدائه لصديقاتك.
ثالثًا: الانترنت:
فيمكنك أن تأخذي من صديقاتك بريدهن الإلكتروني، وترسلي إليهن "إميلات" يرفق بها ملفات طيبة كالمواعظ أو الحكم أو القصص المؤثرة، فهي وسيلة طيبة، حيث أنها تقرأها على انفراد، وليس فيها تعرض لشيء من الإحراج قد يكون مع الاتصال المباشر.
رابعًا: المشاركة في الأعمال الخيرية:
فيجب أن تكوني عنصرًا فاعلًا يفيد الناس، فساهمي في أي أنشطة وأعمال خيرية في الجامعة، وبإمكانك التنسيق مع صديقاتك الطيبات في التفكير في طرق لإفادة الزميلات في الجامعة، وتفعيل تلك الأفكار.
فعلى سبيل المثال: يمكن القيام بتخليص المحاضرات ومنحها لمن يريد أن ينسخها؛ حتى يكون في ذلك تسهيلًا على زميلاتك.
والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه))، والمؤمن معطاء باذل للمسلمين، يحب لهم الخير، ويسعى في حاجاتهم؛ لأنه تربطهم به رابطة تفوق كل وشيجة، وهي رابطة الأخوة الإيمانية.
أسماء لن تنسى في ميدان الدعوة والتضحية:
زينب محمد الغزالي الجبيلي ولدت في 2 يناير 1917 في قرية ميت يعيش مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وكان والدها من علماء الأزهر، وغرس فيها حب الخير والفضيلة والقوة في الحق، وكان يسميها "نسيبة بنت كعب" تيمنا بالصحابية الجليلة "نسيبة".
الشفاء، وكان ذلك بداية للتحول الكبير في حياتها، فأسست هذه الجمعية سنة 1937 والتي استطاعت أن تستقطب في وقت قصير نخبة من سيدات المجتمع.
بدأت صلتها بجماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيس جمعيتها بأقل من عام، واقترح عليها حسن البنا مؤسس الجماعة ضم جمعيتها إلى الإخوان، وأن ترأس قسم الأخوات المسلمات في الجماعة، لكنها رفضت في البداية، ثم عادت إلى التنسيق مع الإخوان بعد عام 1948 وأصبحت عضوة في الإخوان المسلمين، وكلفها الشيخ البنا بدور مهم في الوساطة بين جماعة الإخوان والزعيم الوفدي مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر حينها، كما لعبت دورا مهما في تقديم الدعم والمساندة لأسر الإخوان المعتقلين بعد أزمة 1954 مع قادة ثورة يوليو 1952.
في عهد الثورة رفضت مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، ورفضت أن تخضع جمعيتها "السيدات المسلمات" لإشراف الاتحاد الاشتراكي، فصدر قرار حكومي بحل الجمعية وإيقاف مجلتها، ثم اعتقلت في أغسطس 1965 وسجنت 6 سنوات تعرضت خلالها لاضطهاد شديد سجلته في كتابها "أيام من حياتي". توسط الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز للإفراج عنها فتم له ذلك في عهد الرئيس الراحل أنور السادات في أغسطس 1971. بعدها توجهت زينب الغزالي إلى عدد من الدول العربية والإسلامية في رحلات دعوية، وكان لها إسهامات بارزة في الصحافة الإسلامية، كما زارت الجبهة الأفغانية أثناء الجهاد ضد الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات أكثر من مرة.
ولها عدد من الكتب منها: "نحو بعث جديد" و"نظرات في كتاب الله".
لزينب الغزالي رؤية لمستقبل المرأة المسلمة، وترى أن تطوير العالم الإسلامي وتحديثه يجب أن يتم أيضا عبر المرأة، كما أن النهضة بالمجتمع "تبدأ وتنتهي عندها".
توفيت الداعية الإسلامية زينب الغزالي، أحد أركان العمل الإسلامي النسائي في الوطن العربي، يوم الأربعاء 3 أغسطس 2005 في القاهرة عن عمر يناهز 88 عاما بعد أن أمضت نحو 53 عاما في حقل الدعوة الإسلامية عبر أنحاء عديدة من العالم الإسلامي.
وتم تشييع جنازتها يوم الخميس 4 أغسطس 2005 في مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر.
كوني زهرة الأمل:
يقول الدكتور عبد الكريم بكار: "أن الطريق إلى المعالي في هذه الدنيا ليس مفروشًا بالسجاد الأحمر، ومن ثم فإن من المهم جدًّا أن نفكر جيدًا في المصير الذي سنئول إليه. إن العمل من أجل المستقبل الدنيوي والأخروي سيظل ضعيفًا ما لم نجعل لأنفسنا أهدافًا واضحة، ونقوم بالعمل من أجلها على نحو صارم وجاد، وقد ثبت مما لا يحصى من التجارب والمشاهدات أن الوقت سوف يتفلت من بين أيدينا، ويضيع سدى ما لم نضغط عليه بآمال وأهداف مستقبلية".
أختي الداعية: كوني زهرةً للأمل تنشر عبق رائحتها الزكية في الأجواء ليُزهر الأمل من جديد في الأرض القاحلة، واعلمي أنك ستكونين زهرة للأمل بفجر جديد للإسلام


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.32 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]