التأمل بين التفكر والتدبر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2021, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التأمل بين التفكر والتدبر

التأمل بين التفكر والتدبر
عبد الله جحيش

ما زالت رحلتنا – أحبتي – مستمرة تخب عباب العلم عبر مركب التأمل يحدونا الأمل لبلوغ جزيرة الإيمان – جزيرة السعادة الأبدية والنعيم الخالد – بعد أن كنت وإياكم في ضيافة عالم جليل وشيخ رباني سقانا من رحيق علمه الغزير شربة لا تنسى، لا زالت كلماته ترن في أذني وأحسب أنها قد أثرت فيكم بالغ التأثير.
حدثنا بأجمل عبارة وأصدق كلمة وأفاض علينا من بحر جوده ونفيس ذخائره أحلى الدرر ومليح العبر .
أعظم طبيب للقلوب في زمانه، فجزاك الله أمامنا وعالمنا – ابن القيم – عنا وعن أمتنا التي لا زالت تستضيء بنور علمك الزخار أحقاباً تلو أحقاب وأجيالاً بعد أجيال.
لعل بعضكم قد تستثيره بعض التساؤلات فيقول : قد عرفنا معنى التأمل وعرفنا العلامة ابن القيم – رحمه الله – على جوانب مختلفة من التدبر في كتاب الله – عز وجل – لكن ما الفرق بين التأمل والتفكر والتدبر الذين ذكرهما الله في كتابه ؟ هل هي كلمات مترادفة أم أن لكل كلمة معنا يخصها وغاية تتفرد بها .
وللإجابة على هذا التساؤل الدقيق يجد بي أن أعلمكم أننا سنجنح إلى محيط لغتنا الحبيبة أولاً لنتعرف على الفروق بين هذه الألفاظ قبل أن ندرك معانيها .
فأما التأمل فهو في أصل اللغة من مادة ( أ م ل ) التي تدل على التثبت والانتظار. وأما التفكر فمأخوذ من مادة (ف ك ر) التي تدل على تردد القلب في الشيء وأما التدبر فمأخوذ من مادة ( د ب ر ) التي يقصد بها النظر في عواقب الأمور .
ومن الناحية الاصطلاحية نجد أن التفكر هو: جولان الفكرة وهي القوة المطرقة للعلم
كما قال الراغب.
[1] ولا يمكن أن يحصل هذا إلا بما يكون له صورة في القلب.

قلت: ما يقصده الراغب هنا أن التفكر لا يكون إلا عن صورة متخلية قبل ذلك في القلب يدور حولها التفكر .

ولذا روي ( تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله).[2]
وقريباً من هذا عرفه الجرجاني فقال :تصرف القلب في معاني الأشياء
لدرك المطلوب
.[3]

فلا يشترط في التفكر إدامة النظر، ولا أن يتجاوز الحاضر إلى ما يؤول إليه الشيء مستقبلاً، أما التأمل فقد روعي فيه إدامة النظر والتثبت إذ جاء في تعريفه: تدقيق النظر في الكائنات بغرض الاتعاظ والتذكر أي: أنه قد روعي إدامة الفكر واستمراريته؛ ومن ثم لا تكون النظر الواحدة تأملاً.
وإذا انتقلنا إلى التدبر نجد أن معناه: النظر في عواقب الأمور وما تصير إليه الأشياء. أي أنه يتجاوز الحاضر إلى المستقبل لأن التدبر يعني التفكر في دبر الأمور ومن ثم عرفه الجرجاني بأنه عبارة عن النظر في عواقب الأمور .
وكل من التدبر والتفكر من عمل القلب وحده إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب وكلاهما لا يشترط فيه الديمومة والاستمرار بخلاف التأمل.
وهناك فرق جوهري آخر بين التأمل وكل من التفكر والتدبر وهو أن التأمل قد يحدث بالبصر وحده أو بالبصر يعقبه التفكر أما التفكر والتدبر فالبصيرة وحدها إذ هما من أعمال القلب.
والخلاصة أن التأمل قد يكون بالبصر مع استمرار وتأن يؤدي إلى استخلاص العبرة وأن التفكر جولان الفكر في الأمر الذي تكون له صورة عقلية عن طريق الدليل أما التدبر فهو يعني العقلي إلى عواقب الأمور .
وهذه الثلاثة معاني وإن كانت متقاربة إلا أنها ليست واحدة وإذا ذكر بعض أهل العلم أنها مترادفة فإنما يقصد فقط الترادف الجزئي .
لقد أطنبنا في بيان الفروق بين هذه الثلاثة المعاني لأن إدراك الفروق بين المتشابهات يعطي تصوراً أكثر دقة وقد قيل : إدراك الشيء فرع عن تصوره .
ولعلكم أدركتم أن موضوعنا اليوم كان دقيقاً بعض الشيء وبهذا القدر نكتفي في رحلة اليوم وفي المرحلة القادمة سنكون بإذن الله تعالى في رحلة ماتعة رحبة الأفاق لنتأمل معاً آيات التأمل في القرآن الكريم لذا سأترككم لتستعدوا للرحلة القادمة .


[1] المفردات للراغب (374).

[2] رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6456 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 119 / 1 - 2 ) و البيهقي في الشعب ( 1 / 75 ) وحسنه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة (4/395 رقم 1788).

[3] التعريفات (66).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.11 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]