الاهتمام بالمتلقي ليس فتحاً حداثياً - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2021, 07:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الاهتمام بالمتلقي ليس فتحاً حداثياً

الاهتمام بالمتلقي ليس فتحاً حداثياً


د. وليد قصاب






أكتب هذا المقال وبين يديَّ عشراتُ المقالات والبحوث والدراسات والكتب التي تتحدَّث عن ((التلقِّي)) و((القراءة)) و((دور القارئ))، وأنواع القراءة والقرَّاء؛ فقارئ عادي، وقارئ ذكي، وثالث مُنتج، ورابع ضمنيّ، وما شاكل ذلك من مصطلحات كثيرة أفرزها هذا المنهج النقدي المسمَّى اليوم بـ((نظرية القراءة)) أو التلقِّي..



ولا يلفت النظرَ شيء إلا تلك الحماسةُ التي تصاحب كلَّ جديد، فإذا بها تُخرجه عن الموضوعيَّة، وإذا بأصحابه ينسَون إنجازات من تقدَّمهم، حتى كأنَّ ما يأتون به يُفتَح به عليهم أوَّل مرة، ولم يسبقهم أحدٌ إليه.

ففي هذا التلقِّي الذي نتحدَّث عنه تسمع من ينفي معرفةَ النقد العربيِّ به، وجعله من فُتوحات النقد الغربيِّ الحديث.

يقول أحد الباحثين: ((إن الاهتمام بالقارئ هو من فتوح النقد الغربيِّ الحديث.. وإذا استعرضنا تاريخَ النقد القديم نجد أن النقد ركَّز على النص وعلى مُبدع هذا النص، مُتجاهلاً – تجاهلاً تامّاً – القارئ.. كان هذا حالَ النقد العربيِّ القديم الذي انصبَّ اهتمامُه على النص الأدبيِّ ونسيجه[1]..)).


ولا كلام أكثر مجافاةً للحقيقة من هذا الكلام، وهو يدلُّ على أحد أمرين أو على كليهما معاً: على جهلٍ بتراث النقد العربيِّ والبلاغة العربية، أو على استهانة به واحتقار له، حتى كأنَّ ما أتَوا به لا يعدُّ شيئاً مذكوراً، أو لا يستحقُّ أن يُتَوَقّف عنده.


المتلقِّي في النقد العربيِّ:

إن الاهتام بالمتلقِّي – قارئاً أو مخاطَباً – هو من صُلب النقد العربيِّ القديم والبلاغة العربية، ولكنَّ هذا ((المتلقِّي)) لم يكن يسمَّى متلقياً، كان يسمَّى – في الغالب – ((المخاطَب)).

وهذا المخاطَب هو جزء هامٌّ من الأساس الذي بُنيت عليه البلاغة العربيَّة، وعُرِّفت به، حتى قالوا: ((البلاغة هي مراعاةُ مقتضى الحال))، والمخاطَب هو الرُّكن المكين في ((مقتضى الحال))، بل إن بعض الدارسين لا يصرف الحال إلا إلى المخاطَب، حتى كان يقال أحياناً: ((لكلِّ مخاطَب مقال))، وما أكثرَ ما نُقِد القائل لأنه لم يراعِ المخاطَب، ولم يعرف حاله! وما أكثرَ ما طُلب منه أن يكونَ من جماليات كلامه إنزالُ القول على قدر المخاطَب، بل تغييرُ ما قيل حتى يتناسَب معه.


وفي باب ما سمَّاه ابن رشيق ((باب الاتِّساع)) في معاني الشعر وكثرة دلالاتها، وتنوُّع القراءات فيها، نجد الربط الوثيق بين قوَّة ألفاظ الشعر التي تجعلها محمَّلة بطاقةٍ هائلةٍ من الدلالات، وبين القارئ القادر على استنباط ذلك.

يقول ابن رشيق: ((يقول الشاعر بيتاً يتَّسع فيه التأويل، فيأتي كلُّ واحد – أي من القرَّاء – بمعنى..))[2].
ويقول البغداديُّ كذلك في مثل هذا الربط والتأكيد على دور القارئ المؤوِّل، وحضوره الباهر في هذه العمليَّة: ((وإنما الكلامُ إذا كان قوياً.. احتمل لقوَّته وجوهاً من التأويل بحسب ما تتحمَّل ألفاظُه، وعلى مقدار قُوى المتكلِّمين فيه...))[3].
وها هو ذا المتنبِّي يتحدَّث عن دور القارئ في فَهم شعره وتأويله، فيقول:
أنامُ مِلْءَ جُفوني عَن شَوارِدِها ويَسهَرُ الخَلقُ جَرَّاها ويَختصِمُ


بل هاهو ذا المتنبِّي يمضي إلى أبعدَ من ذلك، فيجعل متلقِّي شعره، إذا كان ((قارئاً عارفاً)) مثلاً – بتعبير نظرية التلقِّي الحديثة – أقدرَ على إدراك أسرار الشِّعر من الشاعر نفسه، وهو يقدِّر لهذا المتلقِّي ذلك، ويعترف به.
أُثِر عن المتنبِّي أنه سُئل عن شعره فقال: ((اسألوا ابنَ جنِّي، فإنه أعرفُ بشعري منِّي)).


وعلى أن النقد العربيَّ كان أكثرَ موضوعية من نظرية التلقِّي الحداثيَّة في هذه القضية، إذ لم يجعل حرية المتلقِّي مطلقةً، بل قيَّدها – كما رأيتَ في النصوص القليلة التي أوردناها – باحتمالية لغة النص المُؤَوَّل، فالقارئ ليس حرّاً حرية مطلقةً في فهم النص، وتأويله كما يريد، مما قد يَخرُج به عن هذه الاحتمالية، ويجعله ألعوبةً في يد القارئ يفعل به ما يشاء بحُجَّة الإعلاء من دوره، وجعله كل شيء في العمليَّة النقدية.


وهكذا يبدو واضحاً أن الاهتمام بالقارئ ليس من فُتوح النقد الحداثي وما بعد الحداثي، بل إن هذا النقدَ قد أسرف وبالغ في قضيةٍ معروفة في تراثنا الأدبيِّ والنقدي، فخرج عن الموضوعيَّة في كلامه على القارئ ، إذ جعل حريته مطلقةً، على حين قيَّد ذلك النقدُ العربيُّ، فجعلها مرتبطة بـ((مَقصِديَّة النصِّ اللغويَّة)) أي بالداخل، وأحياناً بالخارج – كالمناسبة وظُروف النشأة مثلاً – حينما يكون هذا الخارجُ مفيداً مساعداً على فَهم الداخل واستخراجه.


وبدا هذا الربط واضحاً مؤكَّداً عليه عندما يكون التعاملُ مع النصِّ المقدَّس كالنصِّ القرآني مثلاً، إذ إن المؤوِّل – في مثل هذه الحالة – حذِرٌ شديد الحذر، ورِعٌ عظيم الورع، لا يتقحَّم، ولا يتجرَّأ، ولا يندفع من غير بصرٍ ولا رويَّة. إنه مطالبٌ أن يكونَ عالماً مطَّلعاً على عوالم النصِّ الداخليَّة والخارجيَّة، متمثِّلاً ذلك في فهم دلالة اللفظ القرآني، ومعرفة أُسلوب هذا الكتاب السماويِّ – الذي هو على أسلوبِ العرب وطرائقِهم في التعبير – معرفةً دقيقة عميقة، ثم كذلك في معرفة الخارج متمثِّلاً في مناسبة النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكيِّ والمدني، والمحكَم والمتشابه، وما شاكلَ ذلك من ملابسات متعدِّدة.

ـــــــــــــــــــ
[1] د. غسان السيد، المجلة الثقافية، الجامعة الأردنية (العدد: 43، 1419هـ/1989م).
[2] العمدة، لابن رشيق: 2/93.
[3] خزانة الأدب، للبغدادي: 3/143 – 144.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.28 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]