باختصار «يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا» - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2023, 10:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي باختصار «يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا»

باختصار «يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا»




إنَّ صلاح الذرية واستقامتها وسعادتها في الدنيا ونجاتها في الآخرة، من أعظم غايات المؤمنين والصالحين والمصلحين، بل هي دعوة الأنبياء والمرسلين، فيا لها من نعمةٍ عظيمةٍ! هي خيرٌ عندهم من كنوز الدنيا وذخائرها، وأروح لقلوبهم من زينتها وزخارفها، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74)، فلا تقر أعين الآباء بالأبناء حقيقةً إلا إذا كانوا صالحين، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: «يعنون من يعمل بالطاعة فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة».

لقد كان صلاح الأبناء والذرية مطلب الأنبياء والمرسلين، فهذا إبراهيم -عليه السلام- يسأل الله -تعالى- صلاح ذريته فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} (الصافات:100)، ودعا لهم بالتوحيد فقال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} (إبراهيم:35)، ودعا لهم بإقامة الصلاة؛ فقال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} (إبراهيم:40)، وزكريا -عليه السلام- دعا ربه فقال: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (مريم:5- 6)، والوراثة هنا وراثة النبوة والدعوة وليست وراثة المال وحمل الاسم.
ولقد حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير ما حديث على حث الآباء والأمهات لتربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة، قال - صلى الله عليه وسلم معلمًا ابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وهو غلام صغير-: «يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله».
وإنَّ المتأمل للواقع الذي نعيشه اليوم يعلم كم يعاني الآباء لتحقيق هذه الأمنية العظيمة، فكم من صرخات مكتومة ضاقت بها صدورهم! وكم من جراحات وهموم وأحزان تعتصر قلوبهم حسرةً على حال أبنائهم!
حالهم حال نبي الله نوح -عليه السلام- حين نادى على ابنه: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} (هود: 42)، ذلك النداء الخالد الذي ما زال يدوي في جنبات الكون إلى يومنا هذا، وإلى أن يرِث الله -تعالى- الأرضَ ومَن عليها، إنه نداء لهفة قلب كل أبٍ مكلوم على ابنه الذي حاد عن الطريق، لعله ينجو بنفسه قبل فوات الأوان.
إنَّ هذا النداء الخالد: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا}، صراع ممتد بين أبوة ملهوفة مكلومة، وبنوّة تعيش في غفلة وغرور، بنوّة غارقة تأبى أن تستجيب، بل تزداد صلفًا وكِبرًا وغرورًا، بنوّة تقول بقول ابن نوح -عليه السلام-: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}.
إنها صيحة نذير وصرخة تحذير لكل ابن عاق حاد عن الطريق، قبل أن يتغير المشهد ويأتي الموج الغامر كالجبال ليحسم الموقف في سرعة خاطفة راجفة ليبتلع كل شيء ويسدل الستار على المشهد الأخير: {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}.


وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.08 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]