تزوج رسول الله
السيدة عائشة رضي الله عنها 1هـ
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عقَدَ عليها في شوَّال من السنة العاشرة للبعثة، ثم كان البناء في شوَّال من العام الأول للهجرة،
وعن ذلك اليوم تذكر السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: « تَزَوَّجَنِى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ [أي مَرِضْتُ] فَتَمَرَّقَ شَعَرِي [أي: تَرَبَّى وَكَثُرَ] فَوَفَى جُمَيْمَةً [أي: فكَثُرَ حتى سقط على المنكبين]، فَأَتَتْنِي أُمِّي (أُمُّ رُومَانَ)، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ [نَادَتْ] بِي، فَأَتَيْتُهَا لاَ أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لأَنْهَجُ [أتنفَّسُ نفسًا عاليًا من التعب]، حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ [أي: على خيرِ حظٍّ ونصيبٍ]. فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ» (رواه البخاري).
وأيًّا ما كان الأمر فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوّج السيدة عائشة -رضي الله عنها- من أجل المتعة، وقد بلغ حينها الخامسة والخمسين من عمره، لا سيما وقد أصبحت أعباء الرسالة حِملًا ثقيلًا على كاهله، وإنّما كان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة لتوكيد الصلة مع أبي بكر (الرجل الثاني في الأمة وأحبّ الرجال إليه)
حياة الرسول