حقيقة الشعر وجوهره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 37 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1198 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16921 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2021, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي حقيقة الشعر وجوهره

حقيقة الشعر وجوهره


د. صالح عبدالعظيم الشاعر







في مفهوم الشعر وكُنهِه يمكن القول:

إن الشعر تعبير بالكلمة له موسيقا وإيحاء، وهذا تعريف على حد الواقع الخارجي؛ فالشعر تعبير، شأنه شأن سائر الفنون، وهو تعبير بالكلمة المسموعة أو المقروءة، وله موسيقا إن خلا منها لم يسمَّ شعرًا، وله إيحاء إذا خلا منه أصبح منظومات علميَّة أو كلامًا كالكلام.



والشعر في غاية الأمر صورة لأفكار الشاعر يعبِّر عنها برصيد من التجارِب مضيفًا إليه رصيدًا من القراءات في الشعر وغيره، ولهذا فالشعر معبِّر قوي عن ثقافة العصر واللغة الأدبية لعصر ما، ولهذا كان ديوان العرب، حين لم يكن ازدواج أو هوَّة متَّسِعة بين لغة الكلام واللغة الأدبية، كان شعبيًّا، يَفهمه كلُّ أحد حتى الأطفال، أمَّا في عصرنا - ومع ضعْف أنظمة التعليم وانهيار الثقافة - فالشِّعر فنٌّ موجَّه إلى الصفوة، وغالبًا ما يكون موجَّهًا لمستوى القراء المثقَّفين.



وإذا شئنا أن نكتب تعريفًا للشعر بطريقة أخرى أكثر شاعرية، فلنقل مع نزار: "إن الشعر كهربة جميلة، لا تعمِّر طويلاً، تكون النَّفس خـلالها - بجميع عناصـرها: من عاطفة، وخـيال، وذاكـرة، وغريزة - مُسرْبَلة بالموسيقا"[1].



ويعرِّف ماثيو أرنولد الشعر بقوله:

"إنه نَقْد للحياة"؛ لأن النقد هو حكم يَصدُر على جانب معيَّن من جوانب الحياة، وتفسير له، فالشعر هو تعليق رُوح عظيمة على العالم الذي تحيا فيه[2].



أما ورذروث فيقول:

"الشعر انفِعال يستعيده الذهن في سكون"[3]، وهو تعريف من الجِهة النفسية، فالحالة الانفعالية قد لا تكون موطنًا مناسبًا لنَظْم الشعر، لكن استِعادة هذه الحالة في قِناع من السكون قد يُخرِجها في صورة شعرية مميَّزة.



والشعر هو أنسب قالَب من قوالب الكلام للتعبير عن العاطفة، وقصيدة لا عاطفة فيها ليست بقصيدة ولو اتَّخذتْ شكْل القصيدة[4].



وهكذا سئل الشاعر الإنجليزي (أودن): ما هدَف الشِّعر؟ فقال: أن يمكِّن الناس من الاستِمتاع بالحياة بطريقة أفضل بعض الشيء، أو من تَحمُّلها بطريقة أفضل بعض الشيء.



جوهر الشعر:

جوهر الشعر المخالَفة، والمباشرة السطحية تتنافى مع الشاعرية، فللشعر لغته الخاصة، وهي لغة تُخالِف في بعض مظاهرها اللغة المعتادة، والعلماء يُسمُّون المخالَفة ضرورة، وفي هذه التسمية ضَرْب من التجوز؛ فمفهوم الضرورة والاضطرار لا يستقيم مع الإبداع الذي يَدخُل فيه اختيار الشاعر وتَحكمه في أدواته وسيطرته عليها.



ولأن المخالفة سِمة الشعر، فكل شاعر يريد أن يترك بصمة تميِّز شعره عن شعر غيره من الشعراء، إضافة إلى تميُّز لغته عن اللغة المنثورة.



ولسان حاله يقول مع نزار قباني:

أريد الدخول إلى لغةٍ لا تُجيد اللغات



وهذه الغاية تَخلُق للشاعر أسلوبًا يتعامَل به مع اللغة وأنظمتها الحاكمة؛ كما يقول أحمد زكي أبو شادي في مقدمة الألحان الضائعة: "الشعر مكتوب بلغة لها قوانينها التي تتكامَل فيها البِنية النحْوية مع الدَّلالية والإيقاعية، ولسنا نشكُّ في أن كل شاعر مطبوع له مسلَك مع هذه القوانين وإن لم يكن واعيًا بذلك".







[1] طفولة نهد، ص: ط.




[2] الفنون والإنسان، ص42، 43.




[3] الفنون والإنسان، ص74.




[4] الفنون والإنسان، ص87.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.93 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]