عند مفترق الطرق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859223 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393557 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215804 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2019, 01:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي عند مفترق الطرق

عند مفترق الطرق


نور الجندلي


ماذا أقولُ وقد تهاوت لحظات العمر، وانسكبت في أرض بور، والصّحة والشّباب والفراغ اجتمعوا وتشاوروا وخططوا، وكان القرار: إلى مفسدة؟!
كيف أجمعُ وهجَ الحروف وقد نُثرت من غير اكتراث، ونفضت من حياتهن، كما ينفض الفراش كلّ ليلة، لإبعاد الأذى، وإذا بمن يلقي بالنصح جزافاً يبيتُ على فراشٍ من شوكٍ مسموم، قد أخفي بأغطية ناعمة الملمس، والنائم غافل، والرعية غافلة، فأيّ نهوضٍ للأمة يُرتجى، من امرأة عابثة لاهية؟!
إنها لو سئلت عن الصّحة لأجابت دون تحرّج أو تلعثم، فنثرت بين يديك وصفات الحمية بأنواعها وأشكالها، وسُبل الرّشاقة وقوانينها، وأطعمة المحافظة على اللياقة، وتلك التي تُراكم الشحوم وتسبّبُ السّمنة، ولو طلبت منها جواباً آخر عن الصّحة، لقالت هي الاستمتاع بملذّات الحياة إلى أبعد حد، والنهل من نعيمها مادام شبح المرض يطوفُ في أمكنة أخرى، فأيّ هم قد يثقلُ قلبها، وأية مخاوف قد تعوق تقدمها.
وإن تحدثت معها عن الشباب، غرّد القلبُ قبل أن ينطق اللسان، ولأجابت: ليس للمرأة عمرٌ محدد، إنها في شبابٍ دائم لا تشيخ، لا يهم تقدمها في السّن، إن كان قلبها مصطبغاً بألوان الربيع، فأيّ خريف تنتظر، وقد أقنعت نفسها أن خضرة العمر لا تكون إلا في زينة ومأكل وملبس وتفاخر وتكاثر؟!
وإن طرحت موضوع الوقت فقد أزعجتها، فجعلتها تقطّب جبينها انزعاجاً، فالمرأة تكره العقارب، إن هي حاصرتها، فكيف لا تكره السّاعة التي لا تتوقفُ عن التغيّر، والتي ما فتئت تذكرها بواجباتٍ أهملت، وطاعاتٍ ضُيّعت، ومهام أُجّلت.
وهي التي عملت جاهدةً كي تنساه أو تتناساه، كلما شاهدت مسلسلاً سخيفاً، فكأنما ارتاحت من تذكير السّاعة لها زمناً ينامُ فيه ضميرها. وهي إن رنّ هاتف البيت وكانت المتصلة صديقة قريبة؛ فرحت واستبشرت، ورمت كلّ ما كانت تخطط له جانباً، في سبيل خبرٍ جديد، أو حكاية مثيرة، عن صديقة أخرى في مأزق، أو قريبة حدث لها مكروه. وأجمل لحظات حياتها هي تلك التي تعمرها المناسبات والزيارات، فهي اللون الأجمل الذي تعيشه، وتستمتع به بكل لحظاته، بدءاً من الاستعداد إلى الذهاب، التسوّق والتجمّل والتأنق، والأحاديث التي تبرأ الإسلام منها، والنّكات التي انتزع الحياء عن وجهها، وبدا الباطن الخبيث.

أمورٌ كثيرة تسرقُ من المرأة وهجها، وحقيقة وجودها، تغسلُ دماغها لحظة بلحظة، تُبعدها عن الهدف الذي خُلقت لأجله، وتغرقها في بحارٍ من الظلمة، تتخبطُ فيها دون أن تدري، ويمضي العمر، يقودها إلى ركام.
فلا الأوقات التي وزّعتها من أجل متابعة قصّة حبّ عابرة قد بقيت لها، أو أبقت شيئاً من الخير، وإذا بقلبها مُشوّش، وروحها معكرّة، وعيشها نكد في نكد، تحلم بحبّ مماثلٍ فلا تجده، وتتأمل الواقع فإذا هو حكاية تعيسة لم تفلح لحظة في إنجاحها، لأنها عاشت في خيال.
ولا صداقة الدنيا بقيت لها، من كانت لها رفيقة درب وتوأم روح قد انقلبت عليها عدوّة مقيتة، تغتابها كما كانت تغتاب معها، وتسيء إليها، كما كانتا تسيئان معاً للبريئات. ولا الشباب قد بقي بعنفوانه وقوّته وجماله ورونقه، وإذا بالجسم يعاني الوهن، والمرض يتسلل لينشب أظفاره بوحشية، ويقتات على ذلك الوهن، وأي بهجة للزيارات التي كانت تمتعها، وتجد فيها السّلوة والبهجة، فما عاد للزينة معنى، ولا للتأنق حساب.
لقد اكتشفت متأخرة جداً أنها كانت تعبدُ أشياء كثيرة في حياتها، تنصاع إليها، ولا تملك إلا أن تكون لها عبدة مطيعة. للموضة إذا تجددت، ولصيحاتها إذا تبدلت، وللدنيا ومفاتنها، وهي تغير جلدها بين حين وآخر. سجينة رغباتٍ لا تنطفيء، وأحلام وأوهام لا تنتهي.
في الوقت الذي كانت نساء غيرها يفكرن بوعي، ويخططن لحياتهن بعقلانية، وينجحن بتفوق، ويصنعن المآثر...
لم يكن لينقصهن تجمل ولا حسن مظهر، غير أنهن لم يجعلن ذلك حلمهن الأكبر، ولا قضيتهن المثلى، وما كُنّ ليلغين عقولهن أمام قصّة حب طائشة، أو حلم عابر يسرق أعمارهن، لقد خططن جيداً، وعرفن كيف يطوّعن الحياة لتمثل بين أيديهن، فيستخدمنها أداة لتعبيد الأرض وعمارتها، فيما اختارت نساء أخريات أن يكنّ إماء لزيف دنيا، فضاع العمرُ وضاع الهدف.
الحكاية تكرر نفسها كلّ مرة، والضحايا من النساء يتساقطن بأعداد كبيرة، الضياع يجوبُ كلّ منزل، يمشط المدن والأحياء، يطرق كلّ الأبواب، وهناك كثيرات يفتحن له، وهناك من الغافلات كثير ممن يُخدعن بمظهره.
إنها معركة حقيقية، معركة حياة، فمن شاءت فلتتخذ لها من الإيمان درع وقاية، ولتتسلح بتعاليم القرآن، ومن اختارت غير ذلك، فلا أسف عليها، ولا أسف على أمة اختارت الانحطاط.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 46.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.38 كيلو بايت... تم توفير 2.32 كيلو بايت...بمعدل (4.97%)]