بين النحو والدلالة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859435 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393796 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215951 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2024, 08:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي بين النحو والدلالة




بين النحو والدلالة



لا شك أن الضوابط والمصطلحات التي بها تتمايز أبواب علم من العلوم أمر ضروري، ولولاها لاختلطت المفاهيم وصعب الفصل بينها.
وليس معنى ذلك أن ندور في فلك تلك الضوابط والمصطلحات، بل لا بد من ربطها بدلالاتها في سياقاتها. فهذا علم النحو هو من علوم الآلة التي تساعد على فهم النصوص صار غاية في ذاته، وأخرج عن سياقه.
لقد آن الأوان أن تهتم مدارسنا وجامعاتنا بنحو الدلالة وتدريسه من خلال النصوص (قرآنية - أدبية) حتى تكون الولادة طبيعية والنمو في بيئة صحية، وبذلك نحقق وحدة اللغة العربية، وكان هذا ديدن أسلافنا من أكابر علمائنا كابن جني وعبد القاهر وغيرهما، ثم انبرى لهذا الاتجاه من المعاصرين: تمام حسان، ومحمد حماسة عبداللطيف، وفاضل السامرائي وغيرهم ولهم في العالم العربي طلاب وقارئون، والأهم أن نكسر حاجز الرهبة والخوف من نفوس أبنائنا أبناء العربية والمحبين لها المتحدثين بها متى كانوا وحيثما وجدوا.
وهاك لمحة دلالية في آيات قرآنية، وذلك من خلال:
1 - (الاشتغال) وحده:
أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل عمل في ضمير الاسم المتقدم أو في سببّيه.
مثل: خالد أكرمته - خالد أكرمت أخاه.
فهذا الاسم المتقدم (خالد) يجوز فيه النصب والرفع، فتقول: خالداً أكرمته - خالد أكرمته.
ولكن هل من فرق بين التعبيرين؟!
- وللجواب نقول: في قولنا: خالداً أكرمته، بالنصب، الكلام إنما هو عن المسند إليه (الفاعل) (التاء) في (أكرمته) ضمير المتكلم.
- قال تعالى: {والأرضَ مددناها وألقينا فيها رواسي..} (الحجر: 19).
فالكلام على الله تعالى لا على الأرض، ولكن قدّم (الأرض) للاهتمام بها من بين ما ذكر.
قال تعالى: {والأنعامَ خلقها لكم فيها دفء..) (النحل: 5).
فالكلام كذلك على الله - جل وعلا - ولكنه قدم (الأنعام) للاهتمام بها.
فالحديث عن المشغول عنه بدرجة أقل من المتكلم.
وفي قولنا: خالد أكرمته. بالرفع.
فالكلام إنما هو عن المبتدأ (خالد) فهو المتحدث عنه، والحديث يدور عليه أساساً.
قال تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون...} بالرفع (الشعراء: 224).
لأن الكلام على الشعراء ولو نصب لكان الكلام على (الغاوون).
قال تعالى: {وكَّل شيء فعلوه في الزبر...} بالرفع لا غير (القمر: 52).
لأن المعنى - والله أعلم - كل فعلهم في الزبر مكتوب.
وقد يكون للنصب مزية لا تكون للرفع:
خذ مثلاً قول الحق - جل وعلا -: {إنا كَّل شيء خلقناه بقدر...} (القمر: 49).
بنصب (كل) ففي النصب دلالة ليست في الرفع؛ فإن التقدير على النصب، إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر، فهو يوجب العموم.
وإذا رفع فليس فيه عموم؛ إذ يجوز أن يكون (خلقناه) نعتا لشيء و(بقدر) خبراً لـ(كل) ولا يكون فيه دلالة على خلق الأشياء كلها، بل إنما يدل على أن ما خلقه منها خلقه بقدر.
وعلى العكس قد يكون للرفع مزية لا تكون للنصب.
خذ مثلاً قول الحق - جل وعلا -: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما...} (المائدة: 38).
فقد اختار الإمام (الفرّاء) الرفع؛ لأن الألف واللام في السارق والسارقة يقومان مقام الذي، فصار التقدير: الذي سرق فاقطعوا يده، وعلى هذا التقدير حسن إدخال (الفاء) في الخبر؛ لأنه صار جزاء... إذا أردت توجيه هذا الجزاء على كل من أتى بهذا الفعل فالرفع أولى... وإنما يحسن النصب إذا أردت سارقا بعينه أو سارقة بعينها ففي الرفع عموم لا يوجد في النصب.
2 - إضمار الفعل:
يقول ابن هشام في معرض حديثه عن (إذا): وهي على وجهين:
- أحدهما: أن تكون للمفاجأة، فتختص بالجملة الاسمية ولا تحتاج إلى جواب، نحو: خرجت فإذا الأسد بالباب، ومنه قوله تعالى: {فإذا هي حية تسعى} (طه: 20).
- الثاني: أن تكون لغير المفاجأة، فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل متضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية عكس الفجائية، ويكون الفعل بعدها ماضيا كثيرا ومضارعاً دون ذلك، وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب: (الكامل)
والنفس راغبة إذا رغبتها
وإذا تردّ إلى قليل تقنع
وإنما دخلت الشرطية على الاسم في نحو قوله تعالى: {إذا السماء انشقت} (الانشقاق: 1)؛ لأنه فاعل لفعل محذوف على شريطة التفسير، لا مبتدأ، خلافا للأخفش والكوفيين (مغني اللبيب 1/102)؛ فجمهور النحويين يرون أن الفعل محذوف وجوبا يفسره المذكور، والتقدير: إذا انشقت السماء انشقت.
وفي رأي الجمهور نظر:
فإنه إن قدر فعل بعد (إذا) لم يكن ثمة معنى للتقديم، والذي ينسجم مع طبيعة التعبير العربي أن معنى التقديم غير معني التأخير.. وإن التقديم هنا لغرض، قد يكون للتهويل؛ فإن في تقديم المسند إليه (السماء) في الآية تهويلا لا تجده في التأخير.. ومثله قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت} (الانفطار: 1 - 3)، وقوله تعالى: {إذا الشمس كورت} (التكوير: 1)؛ فإن في تقديم المسند إليه في الآيات (السماء - الكواكب - البحار - الشمس) تهويلاً لا تجده في التأخير.
ألا ترى أن السماء لم يسبق لها أن انفطرت، ولا الكواكب انتثرت، ولا البحار فجرت، ولا الشمس كورت؟؛ فهذه الأجرام مستقرة على عادتها الدهور المتطاولة والأحقاب المتوالية؛ ولذا قدمها إشارة إلى الهول العظيم، والحدث الجسيم الذي يصيب تلك الأجرام.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} (الزلزلة: 1) كيف أخّر المسند إليه؛ لأن الزلزلة معهودة، مستمرة الحصول بخلاف ما سبق، وكذلك قوله تعالى: {فإذا برق البصر وخسف القمر} (القيامة: 7 - 8) ولم يقل: إذا القمر خسف؛ لأن خسوف القمر معتاد الحصول، ومثله بريق السماء.
وأرى أن تفسير مثل هذا وبيان معناه أولى من ذكر الخلاف الذي لا طائل منه، فيحس دارس العربية أن لهذا غرضا يرمي إليه المتكلم، فيراعيه في كلامه، بخلاف ما يذكر من خلافات وأعاريب مما يتنزه عنه الكلام البليغ، ولا يهضمه العقل وينبو عنه الذوق (معاني النحو 2/47).
وانظر إلى ما قالوه في بيت الفرزدق: (الطويل)
إذا باهلي تحته حنظلية
له ولد منها فذاك المذرع
- قالوا: إن التقدير إذا (كان) باهلي، فهو فاعل لفعل محذوف، وكذلك (حنظلية) فاعل لفعل محذوف يفسره متعلق الظرف (تحته) المحذوف، وهل يحذف المفسرَّ المفَّسر؟ إن حذفهما معا أمر محذور.
ألا ترى لو أنهم أعربوا (باهلي) مبتدأ والجملة بعده خبر، لكنا في غنى عن كل هذه التمحلات والتعليلات التي لا طائل من ورائها، ولاسيما أن طلب (إذا) للفعل ليس كطلب (إن) (همع الهوامع 3/151).
فتلك قيمة لغوية للدلالة النحوية.



اعداد: سعد بن محمد داود




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 51.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.79 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.57%)]