وقفات حول آية: وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمسات بيانية الجديد 12 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 270 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2019, 08:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,628
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات حول آية: وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون

وقفات حول آية: وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون
محمد السيد حسن محمد




﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ


قال الله تعالى: ﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 22].
هذه آية تتحدَّث عن العقيدة الإسلامية والدعوة إليها، في سلاسة منقطعة النظير، وملخصها أن الذي فطر الخلق وهم إليه راجعون لا أحد أحق منه بالعبادة والطاعة والانقياد والمحبة والتذلل إليه.

وهي مقولة عبدٍ صالح ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم لتَوافُقِها مع الفطرة والحق، وليعلم الناس أن فردًا واحدًا يمكن أن يشكل حجر زاوية في تاريخ الحنفاء.

ويشاء ربُّنا سبحانه ظهور حجة في كل زمان، قائمًا بالحق وبه يعدل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]، كي تُصَحَّح مفاهيمُ الناس وعقائدهم نحو ربِّهم، وحتى لا يقال إنهم لم يصلهم الهدى.

وبما أن الحق له تبعاته، فكان لازمًا أن يكون له رجاله، ويقول تعالى أيضًا: ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181]، في إشارة أن المتصدر لتعبيد الناس لربهم الحق مخلوق، هاد بالحق، عادل به، وتلك صفات لازمة فيه لا تنفك إحداها عنه، فهي لصيقة به لصوق الظل بصاحبه، ومنه كان حريًّا بمن سلك سبيل الدعوة أن يتوافر عليها جميعها، ولولا ذلكم الاصطفاء ما وجدنا واحدًا يُطل برأسه مجابهًا قومه بالحق وحده - كمثل رجلٍ مؤمنٍ من آل فرعون يكتم إيمانه، ومثل الذي جاء من أقصى المدينة - صادعًا بالحق وجاهرًا به، محتسبًا لمولاه الحق سبحانه؛ كما نفهم من قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [يس: 20، 21].

كانت نهاية هذا الرجل - كما يروي المفسرون - أن قتله قومه وهو صابر محتسب داعٍ إلى ربه لهدايتهم، وأكاد أسمع نداءه وهو يدعوهم في خلق حميد وصبر جميل، واحتساب لنفسه رخيصة عند بارئها، ولطالما كانت في سبيله، وكان له بذلك وسامُ سبقٍ، ودرعُ ثناءٍ.

ولَما لم يأت بيان مؤكد يفيدنا عن اسم ذلكم الرجل الكريم الطاهر، فحسبنا إذًا وصفُه!

ومنه كان التنويه بعظم دور المسلم في محيطه، ولا يستقلنَّ أحد بنفسه، وليكن قدوته في سُلم الوصول إلى مولاه ثُلة من هؤلاء الباذلين، ولا يقعدنَّ أحدٌ مكانه ليُمنيها، فهناك من هم على أريكتهم قاعدون، بلا سلف بهم يهتدون، ودونما علم به يستدلون، وينتظرون النصر ويتَّمنونه.

ومن موجبات الهدى ألا يُعبد بحقٍّ إلا مَن خَلَق مِن عدم، ولا تكون الرجعى إلا إليه، وهي عقيدة سهلة يسيرة على مَن يسَّرها الله تعالى له، وهي أصعب مما يتصور امرئ يوم يقدم هواه على شرع مولاه وهداه.

ولفت هذا الرجل إلى ضرورة الإيمان باليوم الآخر، وأهمية ذلك في شحْذ الهِمم، واستشراف ما في مكنونات النفس من خوف وخشية يدفعان المرء إلى سلوك الموحدين، وعدة الشاكرين، ولذا قال الرجل: ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾، لدفع النفوس إلى الخير والهدى، وخطمها عن الشر والرَّدى.

والأزمات سببٌ لإيقاظ الهِمم في أحايين كثيرة، ذلك أن بعض المفسرين ذكروا أن هذا الرجل عبد الأصنام سبعين سنة ولم تشفه من جذامه رغم دعائه إياها زمنًا، ولَما أن دعوه إلى الله وآمَن ودعوه تعالى أن يصرف عنه ضرَّه فصرَفه، والله أعلم، فهذه الحادثة يستفاد منها أن الإيمان به تعالى سبب لكشف الضر وجلْب النفع معًا.

ونُفيد من الآيات تحيُّن أوقات الأزمات للدخول إلى قلوب الناس من خلالها لإعادتهم إلى نور الإيمان وإشراقات الهدى؛ لأنها أوقات ضَعف للمرء، ولربما كان كسيرًا، فتهفو نفسه إلى ما يتعلق به دفعًا لضرٍّ أصابه، أو جلبًا لنفع أفاده.

وكان شكر الله تعالى في حس الرجل من لوازم نعمة خلْقه له بعد إذ هداه، بما توحيه الآية من استفهام عريض موجِب للإنكار على كل نفس أشركت بالله وهو فاطرها وخالقها: ﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.

بيد أن ذكر الرجل مرحلتي الخلق والنشور فيه اختصار بليغ، فكأن موتًا بين الخلق والإحياء، ولما لم تُشر إليه الآية دل على بلاغة الرجل وعلى إعجاز القرآن، وإسناد الرجل الكلام إلى نفسه بدلالة ضمير المتكلم، أبلغ في البيان وأبدع في البلاغ، ذلك أنه لو كان قد توجَّه بالخطاب إلى غيره لكان احتجاجهم: ولِمَ لم تبدأ بنفسك لعلنا نتَّبعك؟ وهو ادعاء منهم قد يُطرح لو كان خاطبهم غير بادئ بنفسه، ومنه يفيده أصحاب الدعوات أن يكونوا قدوة خيرٍ ليُتبعوا.

غير أن الكلام بصيغة الإفراد منبئ كذلك عن تواضع لطيف توجبه العبودية، وكاشف في الوقت ذاته عن تذلُّل تام بين يدي الله، ونشير إلى اختيار زمن المضارعة في الفعل (أعبد)، وكونه دالًّا على استمرار عبودية عابد لمولاه شكرًا له على خلْقه وامتنانًا بهداه، وما يتضمَّنه ذلك من أنس بالطاعة ومن محبة للعبادة، فلا امتعاض من فرضها، ولا تلكُّؤ في أدائها، ولا تذمُّر من إيجابها، بل تسليم مطلق لله، ورضا تام بشرعه ومقتضاه.

﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: تنبيه إلى حقيقة الموت والنشر والحساب والجزاء، وهي عوامل تعمل عملها في شحْذ هِمم الناس إلى منهج الله تعالى وتخويفهم المصير، ومنه نفيد اعتماد أسلوب الخوف والرجاء في دعوة الناس لأثره الإيجابي في ربطهم بربهم الحق سبحانه.

وورودها هكذا ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: فيه مخاطبة للجميع، فالعقيدة لعموم الناس؛ لأنها تخاطب الإنسان في مجموعه وتخاطبه في نطاق إنسانيته وحدود بشريته.

ويستفاد منه استعلاء النفوس السوية على الباطل، وتوجهها إلى تعبيد نفسها لخالقها، ولين جانب داعية الحق، وهو يتألف قومه إلى ربه ومولاه سبحانه بأداء هادئ بليغ، فلا تعرفه قسوة في أسلوب، أو شدة في بيان، أو نفرة في قول؛ ذلك لأنه: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، في خُلق حسن دمث جميل.



واستفهام الرجل يحمل بين جنباته إنكارًا لمن يعبد غير الله تعالى، وتعجبًا من ذلكم الصنيع، وهو أسلوب فيه من قوة الاحتجاج وإفحام الخصم، ونستفيد من عموم ما ذكرناه ما يحدِّد للمسلم طريقًا قويمًا يمشي عليه، مقتديًا بالدعاة العاملين وأئمة الهدى في أثناء دعوة الناس إلى ربهم الحق سبحانه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.96 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]