حقوق الزوجة على زوجها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216224 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7838 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 63 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859810 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394159 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-11-2019, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي حقوق الزوجة على زوجها

سلسلة أركان الأسرة (3)









حقوق الزوجة على زوجها (1)

د. محمد ويلالي





الخطبة الأولى


عرفنا - ضمن الجزء الثاني - من سلسلة أركان الأسرة، مجموعة من الأخلاق الزوجية، التي تكفل تماسك الأسرة، وتحفظ بنيانها متينا، لا تؤثر فيه الخلافات الطارئة، ولا تضعفه المشاكل اليومية القائمة، فعرفنا أن الزوج الصالح لا يفرَك زوجته لخلل بدر منها، ولا ينسى الفضل بينه وبينها، ولا يتخونها ويتجسس عليها يبتغي عثراتها، ولا يفسح للغضب يستولي عليه لينتقم منها، كما عرفنا أن المرأة المسلمة ودود، عؤود، تعود على زوجها، وتمسك بيده، وتسترضيه حتى يرضى، تفعل ذلك تقربا إلى الله تعالى، وحفاظا على سلامة أسرتها، تعلم أنها لا تؤدي حقَّ ربَّها حتى تؤدَّي حقَّ زوجها.



وموعدنا اليوم - إن شاء الله تعالى - مع بيان مجموعة من الحقوق التي تتعلق بكل طرف تجاه الآخر، نستهلها بالقسم الأول من حقوق الزوجة على زوجها، ونقتصر فيه على حقين اثنين:

1- الإنفاق عليها بالمعروف، مع المساواة بينه وبينها في الحاجات الضرورية، من الطعام، والشراب، والكسوة، والتطبيب. فكما أنه لا يجوز له أن يتكلف ما ليس له في سبيل إرضاء زوجته، فكذلك لا ينبغي له أن يستأثر دونها بمتع الحياة ولذيذ عيشها. فعَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: "أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ - أَو قال: إذا اكْتَسَبْتَ" صحيح سنن أبي داود.



فبعض الأزواج يذهبون إلى أصدقائهم، أو أقربائهم مرتين أو ثلاثا كل أسبوع، يمرحون، ويسعدون، ويتمتعون بلذيذ العيش، ثم هم يهملون زوجاتهم، ويقترون عليهن في النفقة. قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمرء إثماً أن يُضَيعَ مَنْ يَقُوت" صحيح سنن أبي داود. وفي رواية مسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ".



ولا شك أن ما ينفقه الزوج على أهله من أعظم الأعمال المكسبة للحسنات الكثيرة، المدرة للأجر العظيم. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِى أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ" مسلم. قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: "وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا، مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ، يُعِفُّهُمْ، أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللَّهُ بِهِ وَيُغْنِيهِمْ؟".



بل إن اللقمة التي تضعها في فم امرأتك، وجرعةَ الماء تسقيها بها، يضاعف لك الله بهما الأجر والثواب. فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا أجرت عليها، حتَّى اللُّقمةَ ترفعُها إلى في امرأتك (ما تطعمه زوجتك بيدك مؤانسة وحسن معاشرة)" متفق عليه.



وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر" صحيح الترغيب.



فإذا كانت نية الزوج في نفقته على أهله خالصة لله، كان له أجر المتصدق. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها (يريد بها وجه الله تعالى) فهو له صدقة" متفق عليه.



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار. فقال: "تَصَدق به على نفسك". قال: عندي آخر. قال: "تَصَدقْ به على ولدك". قال: عندي آخر. قال: "تَصَدَّقْ به على زوجتك". قال: عندي آخر. قال: "تَصَدَّقْ به على خادمك". قال: عندي آخر. قال: "أنت به أبْصَرُ" صحيح سنن أبي داود.



والتقتير في نفقة الأهل لا يجتمع مع حقيقة الإيمان، الذي يبعث على الانشراح وحب الخير للناس. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان، والشح" صحيح سنن النسائي.



ولقد تبين - من خلال دراسة بإحدى الدول العربية - أن بخل الأزواج، وحرصهم الشديد على المال سبب في 45 % من حالات التشنج الأسري.





ذريني فإن البخل يا أم هيثم

لصالح أخلاق الرجال سَروق




ذريني وحظي في هواي فإنني

على الحسب العالي الرفيع شَفوق








2- الإحسان إليها:

إن المرأة أمانة في يد زوجها، أُمر بالمحافظة عليها، والاعتناء بها، والإحسان إليها. قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا ﴾ [النساء: 19].



ولقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الرجال وسيدهم وأشرفهم من يحسن معاملة زوجته. قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ، خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا" صحيح سنن الترمذي.



وأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة فقال: "لقد طاف الليلةَ بآل محمد سبعون امرأة، كل امرأة تشتكي زوجها (وفي لفظ: تشتكي زوجها الضرب)، فلا تجدون أولئك خياركم" ص. ابن ماجة.



وحتى إذا كان هناك من عقاب، فليكن على قدر الذنب، تأديبا لا انتقاما، وتحذيرا لا تشفيا، ويكفي أن تكون العقوبة إعراضا لبعض الوقت، وإظهارا لعدم الرضى يوما أو يومين، من غير شتم، ولا سباب، ولا تسفيه للأخلاق، ولا طعن في الأصول والأنساب. يقول أنس - رضي الله عنه -: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا. كان يقول لأحدنا عند المعتبة: "ما له تَرِبَ جبينه؟ (أصابه التراب ولَصِق به، أو كناية على الدعاء له بالطاعة والصلاة)" البخاري.



الخطبة الثانية


إن الذين يفهمون من قول الله تعالى: ﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ [النساء: 34] مطلق الضرب، فيتمادون فيه إلى حد الكسور والجروح، قد ارتكبوا خطأ فاحشا، ينم عن جهلهم بحقيقة الشريعة الإسلامية. فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول عنه عائشة - رضي الله عنها -: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" مسلم. وحتى إذا اضطر إليه الزوج، فهو ضرب تأديب، وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير المبرح، كما يفعل الأب بابنه. سُئل ابن عباس - رضي الله عنه -: ما الضرب غيرُ المبرِّح؟ قال: "السواك ونحوُه".، وهذا إنما يكون في النشوز الذي هو تمرد وخروج عن السوية، لا مجردَ خلاف تافه يمكن تجاوزه بأدنى سبب.



ومع ما نشاهده في مجتمعاتنا العربية من تعنيف الزوجات، مما لا تقره شريعتنا، فمن العدل أن نذكر أن ضرب الزوجات صناعة غربية، تحيل على تصرفات فظيعة، وممارسات بدائية. ففي كندا يوجد 411 جمعية، مهمتها مساعدة وعلاج الأزواج العدوانيين. وفي إيطاليا هناك امرأة من كل عشر نساء تتعرض للضرب المبرح، الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى غرف العناية الفائقة بالمستشفيات، وأثبتت الدراسات أن 79% من الأمريكيين يضربون زوجاتهم، وقرابة مليوني امرأة فرنسية تتعرض للضرب.



فإذا حسنت العشرة بين الزوجين، وكانت مبادئ الشرع حاكمة عليهما، لم يحتاجا إلى أن يؤدب أحدهما الآخر، ولا أن يزجر أحدهما الآخر. يقول الإمام أحمد - رحمه الله - في حق زوجته العبَّاسة بنت المفضّل: "أقامتْ أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة".



ومن باب الإحسان إلى الزوجة الصبر عليها، وتحمل أذاها، والتجاوز عن أخطائها، حفاظا على لَمِّ شمل الأسرة، وتماسك أركانها، وحفظها من أن تتلاشى تحت مغبة الخصومات، والأحقاد، والاتهامات المتبادلة. فقد يبدر منها ما يترجم عن تبدل مزاجها، وتغير أحوالها، فتنفلتُ منها كلمات غير مرضية، أو أفعال غير سليمة، فيقابلها الزوج الصالح بِحِلم الأصفياء، وعفو الأقوياء، واستحضار خلق سيد الأنبياء.



فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (وكانت نوبته عند عائشة) وَأَصْحَابِهِ، فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ (حَجَر ملء الكف)، فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ فِلْقَتَي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: "كُلُوا، غَارَتْ أُمُّكُمْ، غَارَتْ أُمُّكُمْ"، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَحْفَةَ عَائِشَةَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ" البخاري.



ولقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف نبدد غضب الزوجة، بملاحظة نوع كلامها وتصرفاتها. تقول عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: [قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى". فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ". قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ] متفق عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 145.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 144.19 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (1.21%)]