محبة الصحابة رضي الله عنهم لنبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم واتباعهم له

[ابوالوليد المسلم]

محبة الصحابة رضي الله عنهم لنبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم واتباعهم له

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أكثر الناس نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأشدهم به إيمانا، وكانت له مواقف كثيرة مشهودة، تدل على شدة المحبة وعظيم الإيمان:
فمنها: ما جاء عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «كان أبو بكر خدنا للنبي صلى الله عليه وسلم، وصفيا له، فلما بعث صلى الله عليه وسلم انطلق رجال من قريش على أبي بكر، فقالوا: يا أبا بكر، إن صاحبك هذا قد جن، قال أبو بكر: وما شأنه؟ قالوا: هو ذاك في المسجد يدعو إلى توحيد إله واحد، ويزعم أنه نبي، فقال أبو بكر: وقال ذاك؟ قالوا: نعم، هو ذاك في المسجد يقول، فأقبل أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطرق عليه الباب، فاستخرجه، فلما ظهر له، قال له أبو بكر: يا أبا القاسم، ما الذي بلغني عنك؟ قال: «وما بلغك عني يا أبا بكر؟» قال: بلغني أنك تدعو لتوحيد الله، وزعمك أنك رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم يا أبا بكر، إن ربي عز وجل جعلني بشيرا ونذيرا، وجعلني دعوة إبراهيم، وأرسلني إلى الناس جميعا»، قال له أبو بكر: والله ما جربت عليك كذبا، وإنك لخليق بالرسالة؛ لعظم أمانتك، وصلتك لرحمك، وحسن فعالك، مد يدك، فأنا أبايعك، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فبايعه أبو بكر وصدقه وأقر أن ما جاء به الحق، فوالله ما تلعثم أبو بكر حيث دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم».
اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب، وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

حسن أبو سيف

الإعلام جانب مشرق.. وآخر مدمر

لكل عملة وجهان، ولكل أمر جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وللإعلام الذي يعرف بالركن الرابع لدولة الحريات أثر كبير على المجتمع، وقد تكون هذه الآثار بالتـأكيد إيجابية أو سلبية، والأمر في ذلك يعود إلى الناس، فلهم القرار في نوع الأثر المترتب في النهاية. واليوم يعد الإعلام أداة قوية تحكم المجتمع، فهو المحرك والموجه له؛ فبمجرد عمل إعلامية واحدة تجاه قضية ما، قد تتغير الآراء بين ليلة وضحاها، وقد يصبح المشاهير أناسا غير معروفين.
الجانب المشرق
تعد معرفة المعلومات والأحداث الجديدة مسألة دقائق معدودة، فالرؤية الإعلامية وصلت إلى أبعد المناطق في أي دولة، وذلك بهدف نشر الوعي والمعرفة في تلك الدولة، وتعد إمكانية إعطاء المعلومة بسرعة وسهولة ميزة جعلت من الإعلام أحد أهم المصادر الموثوقة في تشكيل الرأي العام، كما يقوم الإعلام برأب الصدع بين القادة والشعوب، وذلك من خلال فتح قنوات الاتصال.
ويعمل الإعلام على إعادة إنجازات البلد غير المعدودة للأذهان، كما يمنح الإعلام الناس العاديين الجرأة للاندماج وسط المجتمع، فقد يجعل منهم أبطالا مشهورين.
ويعد الإعلام عائقا قويا في طريق ممارسات الفساد؛ حيث يقوم على مراقبة العمل الحكومي. وللإعلام دور جلي في إيجاد حلول لبعض المشكلات الاجتماعية، كالأمية والإدارة الصحية وظاهرة دفع المرأة للمهر في بعض الدول، إضافة إلى إجهاض الأجنة ونشر الوعي عن مرض الإيدز ... إلخ.
وعلى النقيض
فالإعلام قادر على التأثير على عقول الأفراد، ونشر أفكار سلبية ومدمرة للمجتمع بكامله، وكما ذكرنا آنفا فإن للإعلام قوة ظاهرة في خلق آراء ومن ثم تغييرها، وهذا يعني أن الإعلام قد يجعل من الأمر الطبيعي أمرا سلبيا، كما قد يدفع الناس إلى التفكير بعكس ما يؤمنون به، والعمل على ذلك. ويهتم الإعلام بالعنف ويقوم بنقل صور ورسوم فوتوغرافية سلبية،
فعندما يتابع المجتمع ولاسيما الأطفال منه مثل هذا الإعلام الهابط، فلهذا الأمر آثار قوية على تفكيرهم عند الكبر.
وقد يكون للإعلام دور فعال في الدعاية لقضايا وأفكار معينة وتمجيدها، فعادة ما يكون هناك رسالة سيئة مغلفة بشكل جذاب ومقبول للعرض الإعلامي.
فما زالت الأفلام التي تعرض اللصوص وهم في غناء فاحش، ولا يغمض لهم جفن قبل قتل شخص ما أو ابتزازه، ومن ثم الهروب بسهولة، تُمتع الناس وتلفت انتباههم، وفي الوقت نفسه تقوم هذه الأفلام بتشجيع الناس على سلوك هذه الطرق المليئة بالمغامرة والمتعة الخداعة،
وبهذه الطريقة يقوم الإعلام بتحسين صورة السلوكيات السلبية، وتشجيع الناس على ممارستها والإضرار بالمجتمع.

إيمان سعيد القحطاني
لا إفراط ولا تفريط
إن مبادئ الإسلام الحنيف حصن حصين ضد الغلو والتشدد كما هي ضد الانحلال والعبث واللهو، والإسلام دين شامل ومنهج كامل ودين لا إفراط فيه ولا تفريط ، وهو دين وسطي وملة جليلة ومنهجية قويمة غراء، يشتمل على جميع نواحي الحياة؛ ولذا راعى الدين الحنيف كل ما يفيد الأفراد والمجتمعات مثل العدل والصدق والوسطية، ونهى عن كل ما يضر بكيانه من ظلم وتشدد وغطرسة وعبث ولهو وعنجهية وهمجية.
ومبادئ الإسلام عظيم شأنها وسليم بنيانها وقويم كيانها وعديم نظيرها، وهي حصن حصين رصين القواعد والأركان وجليل الماهية والعمران للأفراد ضد كل ما يعتريه من الغلو والتشدد والضيق، وكذلك ضد التساهل الهابط والانحلال المخل واللهو والعبث.
والإسلام دين يسر وليس دين عسر، واليسر والتبشير مطلوب ومحمود، والعسر والتنفير مذموم ومردود، ولكن من الناس وللأسف الشديد من هم بين غلو وإفراط وبين تساهل وتفريط، والدين بريء كل البراءة من ذلك كله؛ لذا يجب علينا – نحن المسلمين – العناية والرعاية لهذا المسلك القويم والصراط السليم من الوسطية - الواردة في الكتاب والسنة وليست على مزاج بعض الناس - دون إفراط ولا تفريط. فهل من متمعن؟!
ياسين سامي عبد الله


اعداد: المحرر المحلي