البداية والنهاية

[ابوالوليد المسلم]

البداية والنهاية



كنت أستمع إلى برنامج علمي يتحدث عن آخر استكشافات علماء الفضاء؛ حيث أعلنوا أنه قبل وجود الشمس كانت هناك ظلمة دامسة، وأن أصل خلق الكواكب والشموس هو ذلك (الانفجار الكبير)، وأنهم سينتظرون حتى عام 2023، حتى يتمكنوا من استخدام تلسكوب أكبر للتمكن من النظر إلى أبعاد جديدة.
- لو اطلع هؤلاء العلماء على بعض آيات القرآن لأسلموا.
- لم تقول ذلك؟
- لأن القرآن أخبر عن هذه البدايات، وكذلك عن بداية خلق الأرض والسماء: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} (الأنبياء: 30)، وآيات أخرى كثيرة جمعها علماء المسلمين تحت عنوان: (الإعجاز العلمي في القرآن).
- صدقت.. ومن فضل الله علينا أنه سبحانه وتعالى أراحنا من البحث عن إجابات الأسئلة الكلية، من أين أتينا؟ وإلى أين سنصير؟ ومتى كانت البداية؟ ومتى ستكون النهاية؟
هذه أسئلة ضل بسببها كثير من الناس؛ وذلك لأنهم تخبطوا وتكلموا بغير علم، أما نحن المسلمين فإن الله أمرنا أن نؤمن بالإجابات التي أعلمنا إياها يقيناً دون شك، وجعل الشك فيها كفرا يستوجب عذابا أليما.
كنت وصاحبي في جلسة هادئة بعد أن انتهينا من امتحانات الفصل النهائية وقمنا بتسليم الدرجات.
- هل لك أن تذكر بعض الأحاديث في البدايات؟!
- في صحيح البخاري: عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض»، وكان خلق الأرض في ستة أيام، وكان خلق السماء بعد خلق الأرض: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم} (فصلت: 9 - 12)، {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} (هود: 7)، وخلق بعد ذلك الجن من نار السموم، ثم خلق آدم بيديه سبحانه وذلك تكريما لهذا المخلوق، أما باقي الأشياء فإنه سبحانه إذا أراد خلق شيء قال سبحانه: {كن فيكون} وخلق لآدم زوجته حواء، وتعرف باقي العقيدة، ولا أقول (قصة) لأنها ليست في ديننا (قصة) بل عقيدة نؤمن بها دون أدنى شك.
- وماذا عن النهاية؟!
- تعلم أن جماعة (المايا) قالوا: إن نهاية العالم كانت 21/12/2012، وقبلهم قال غيرهم أقوالا كلها باطلة، أما القول الحق والعقيدة الصحيحة التي لا ريب فيها فهي أن نهاية العالم لن تكون إلا بعد أن تظهر علامات واضحة لا يشك فيها اثنان: كطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه السلام لقتل المسيح الدجال، ولن تقوم الساعة وينتهي العالم إذا كان في الأرض من يقول: لا إله إلا الله، هذا يقين لا نشك فيه، ولكن الأهم من ذلك كما بين النبي[ ماذا أعددت لهذه النهاية التي هي بداية الحياة الدائمة، كما في حديث الرجل الذي سأل الرسول[: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: «ما أعددت لها؟» متفق عليه.
الجميل في ديننا أن عقيدتنا تتطلب منا الإيمان بكل هذا دون شك، والشيطان لا يسعى لأن يجعل العبد ينكر شيئاً من أمور الآخرة، وإنما يسعى ليجعله يشك، ومن شك كفر؛ فلا ينبغي لعبد أن يشك أنه سيبعث بعد الموت ويحاسب وأن هناك جنة وناراً ونعيماً وعذاباً دائماً، فمن آمن بكل هذا يقينا ارتاح باله وسعى للعمل بجد وإخلاص.


اعداد: د. أمير الحداد