|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أنا وفالنتين (valentine)
أنا وفالنتين (valentine) نانسي خلف عند البعض هو يوم الورود الحمراء، والقلوب الحمراء، والهدايا الحمراء، وعند البعض الآخر هو يوم يستثير في أنفسهم سؤالاً - وأنا وأنت أيها القارئ الكريم نسمعه في هذا اليوم؛ يوم الحب -: هل نحن بحاجة ليوم لنعيش الحب؟ أليس الحبُّ نمطَ حياةٍ وسلوكًا نسعى لممارسته في حياتنا اليومية، فنتذوق حلاوته، ويكون الدواء المسكن لتقلُّب حالاتنا النفسية ونحن نسير في أروقة الحياة؟ ولكن لنمسك بخيط المشكلة عوضًا عن ذيولها؛ علينا أن نجيب معًا عن هذا السؤال: هل المشكلة فيما يسمونه عيد الحب؟ وهل نحن أصلاً فهمنا ما هو الحب؟ وكما يقولون، إذا أردنا أن نقوم "بجردة" على أيام السنة، فإنَّ فهمنا للمشكلة سيكون أكثر دقة؛ مما يمكِّنُنَا أن نضع الإصبع على لب المشكلة وأصلها، وبهذه الجردة السنوية سنبحث عن الحب في أيامنا العادية ونتفقده؛ علّنا نجده، إلا أنه غائب عنا، ويحضر كحضور الضيف في المناسبات، والآن لن نعود لسؤالنا عن حاجتنا ليوم الحب؛ لأننا سنقطع بسيف الوقت والأيام والشهور التي مرت ولم ندرك أن للحب مكانًا فيها، بل وإننا سنعتذر من الحب الذي غيَّبناه في يومياتنا فلم يأخذ حقه منا. والصورة الآن اكتملت، فحاجتنا للحب أعظم من حدود يوم الحب؛ لأننا في الحقيقة بحاجة لعام من الحب. وإلى كل محب أقول: لِمَ نقيِّد مشاعرنا بيوم معين.. بفعل معين.. بشيء معين؟ وأتذكر في هذا السياق حين نقول لأطفالنا: (أنا أحبك إذا فعلت كذا)، فكذلك في يوم الحب نقول للحب بذاته: أنا تذَكَّرتُك اليوم، ولكنني سأعيدك إلى الصندوق وأقفله على مدار السنة. فإذًا المشكلة ليست في يوم الحب، ولكن في فهمنا للحب؛ فتمثّل في حياتنا بأيام ومناسبات وأوقات ومسميات. ولنضع الأقلام ونتكلم بصراحة؛ فإن السبب الجوهري للمشكلة هو تعلقنا بالمسميات، ونسيان الحب كمشاعر مطلَقة ومنطلقة لا يحدُّها زمان ولا مكان؛ وهذا كله نتيجة منهج تربَّيْنا عليه، أخذناه بالتلَقِّي لا بالاختيار، وبدون أن نكون أصحاب القرار، إنه منهج صوَّره الحديث النبوي بـ (جُحر الضَّب)، الذي على الرغم من الالتواء والضيق وسوء الرائحة، إلا أننا سندخله؛ لماذا؟ لمجرد أنه "موضة" ونحن نتتبع الموضة (شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع)، وإليكم الدليل على كلامي إذا استطاع الواحد منّا الإجابة عن هذا السؤال: يا ترى لو لم يكن يوم الحب موجودًا عند الأمم الغالبة والمسيطرة، هل ترانا سنختار الاحتفال به؟ وإذا كان في يوم آخر غير 14 شباط، فهل ستختلف مشاعرنا بحسب تبديل تواريخ الأيام؟ والحل في عملية صياغة منذ البداية: من أنا؟ لِمَ أنا؟ هل أعرف هدفي؟ وهل هو واضح بالنسبة لي؟ وما هو مفهومي عن فقه الاستخلاف؟ وهل أستطيع أن أكون هذا الخليفة أو القائد المتمسك بمبادئه، واضح الرؤية، واثق الخطى، العنيد الذي لا يتنازل عن مبادئه؟ من هنا، فإن يوم الحب أصبح تفصيلاً، وعادة ما تكون التفاصيل نتاجًا للمفهوم الكُلِّي: ما هو دوري في الحياة؟ ماذا أريد وماذا سأختار؟ وهل أنا صاحب الاختيار، أو هو الانجرار وراء الأغيار؟ ولا أخفيكم أن المسألة تحتاج منا إلى التركيز مع أنفسنا، وإخراجها من بوتقة الغلبة وعقدة النقص، وهو ليس بهيِّن؛ خاصة وأن العطر من هوليوود، والثياب من هوليوود، وقصة الشعر من هوليوود؛ فالوعاء كله من هوليوود، فهل سننجح في التحدي؛ لنخرج مما يريد الآخر إلى ما نريد؟
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |