طفولتي الفيسبوكية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852440 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387750 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1055 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2019, 02:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي طفولتي الفيسبوكية

طفولتي الفيسبوكية (1)
أميرة محمود عبدالله





التسجيلُ وسببُه:
أقبَل أولادي وبعضُ أقاربي على موقع التواصلِ الاجتماعي (الفيس بوك)، وكثُر الحديث في الجلسات الأسريَّة عنه وعن تواصلِهم مع أقاربهم، ووصولهم إلى أصدقاء طفولتهم.

دفَعَني الفضولُ إلى إنشاء حساب؛ لمعرفة ماهيَّته، كنت كالطفل الذي لا يعرفُ كيف يُسجِّلُ نفسه في المدرسة، فأمسَك بيدي أصغرُ أبنائي، وأنشأ لي حسابًا، واخترتُ لنفسي اسمًا مستعارًا وهو (أم سلمة)؛ تيمُّنًا بالصحابيَّة المجاهدة الصابرة، زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، التي عُرِفَتْ بحسن مشورتِها يومَ الحديبية.

أفرادُ أسرتي، وشقيقتي وبناتُها أولُ الأصدقاء بطلبٍ من ابني، ثم بجلسةٍ بسيطة تعلَّمْتُ من ابني بعضَ أبجديَّات الفيس بوك؛ ليصبح بعد ذلك الإضافةَ الجديدة على برنامجي اليومي.


اختيار الأصدقاء:
عملية البحث عن أصدقاءِ تُشبِه عملية البحث عن كنوزٍ ودفائنَ لا بدَّ لها من أدوات مع التحلِّي بالصبر للوصول إلى الهدف، فبمجردِ انتهائي من طباعة اسم ما، ظهرَتْ لي خياراتٌ جعلَتْني أحتارُ في الاختيار! فالأسماءُ التي طالعتني منها الصريحُ وهو المريح، ومنها: المستعارُ والألقابُ، أما صور الغلاف فتنوَّعت كذلك حسب الرَّغَبات والأهواء، والبعضُ أغلَقَ البابَ على نفسه، فلم يظهر لي أكثرُ من اسمه؛ يقولون: (المكتوب يُقرَأُ من عنوانه)؛ فمكان الإقامة، أو الوظيفة، والكتابات الشخصيَّة، والمشاركات، والصور التي ينشرُها لنفسه - كانت وسائلَ مساعدة للترغيب في الاقترابِ وطلب الصداقة، ومن ثَمَّ انتظار الموافقة بالانضمام إلى قائمة الأصدقاء؛ صداقةً تُمكِّنك من الكتابة له، أو رؤية منشوراته.

أكرَمَني الله عز وجل بصديقةٍ تعملُ مربِّية، ومن بيت علمٍ ودين، قَبِلتْ صداقتي سريعًا؛ ظنًّا منها أنني صديقتُها؛ لتشابهِ الأسماء، فكانت صداقتُها غنيمةً وكنزًا ثمينًا، وصلْتُ من خلال نافذتِها إلى نوافذِ الكثيرين من مختلف الأعمار، وفي كافة التخصصات؛ (دين، وعلوم، وأدب، وصحة، وغير ذلك)، كنتُ أقطف من بساتين معرفتهم الكثيرَ، وكانت دافعًا لي للبحثِ والاستزادة.

لم يكن في نيتي الاستمرارُ، لكنَّ بريقَه يخطف الأبصارَ، فخشيتُ على نفسي أن أصاب بالإدمان.
كان لِصَّ أوقاتٍ محبوبًا - والأوقاتُ ثمينة، إن ذهبت فلن تعودَ، وعلينا أن نُحسِنَ استغلالَها، فنعطي كلَّ شيء في حياتنا ما يستحقُّه من الوقت - سرَق مني أوقاتًا كثيرةً كان يعقبُها استغفارٌ وندم، وعَزْمٌ على عدم الإكثار من متابعتِه، وسرعانَ ما أُعاوِدُ الكرَّة؛ لمعرفة من يكون هذا أو ذاك، إلى أن قرَّرْتُ الإقلاعَ عن البحث عن أصدقاء، وتقليب الصفحات إلا للضرورة، ونجحت بفضل الله عز وجل وعونه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزولُ قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع: عن عُمرِه فِيمَ أفناه؟ وعن علمِه ما عمل به؟ وعن مالِه من أين اكتسَبَه؟ وفِيمَ أنفَقَه؟ وعن جسمِه فِيمَ أبلاه؟))؛ رواه الترمذي وصححه، عن أبي بَرزةَ الأَسْلمي.
كيف أعرفُ صديقي على أرض الواقع؟ وماذا أريد من صديق الفيس بوك؟
يقال: إنَّ السفرَ والتعاملَ بالمال والمجاورة تكشفُ معادنَ الناس، أما على هذا العالم الافتراضي فالمنشوراتُ تكشفُ لنا - أحيانًا وليس دائمًا؛ لأن هناك المنشور الجاهز، والنقل من الغيرِ بالقص واللَّصق، أو من الصفحات - عِلمَ أصحابها وأفكارَهم، وتُبيِّن مكانتَهم في المجتمع؛ فيلازمك الصديق بمنشوراته، فيصبح كالجليس الذي تتأثَّرُ بكلامه وأفعاله؛ ففي الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثلُ الجليسِ الصالح، والجليس السوء كحاملِ المسك، ونافخِ الكِيرِ، فحاملُ المسك إما أن يحذيَك، وإما أن تَبتاعَ منه، وإما أن تَجِدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يَحْرِقَ ثيابَك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة))؛ متفق عليه.

ما أتمنَّاه من صديقي الافتراضي أن يكون كحامل المسك؛ ينفعُني بعلمه.
أنواع المنشورات:
ما الذي يُنشرُ على الفيس بوك من الأصدقاء والصفحات؟
أصبح لديَّ عددٌ لا بأسَ به من الأصدقاء، ومن كافة الأقطار، وأعجبَتْني بعض الصفحات.

بدأت أتلقَّى منشوراتهم التي تشبه في مضمونها التخصصات الجامعيَّة، بل وزيادة؛ فمِن مهتمٍّ بالدين، أو التاريخ، والأدب، أو العلوم، والطبِّ، والسياسة، والاختراعات - إلى الأشغال اليدويَّة الإبداعيَّة، وفنون الطبخ، وطرق التدبير والتوفير، ودعوات للأفراح، وإعلانٍ عن محاضرة... وغير ذلك الكثير، أعجزُ عن سَرْده، أشبه ما يكون بمجلة شهريَّة متنوعة الأبواب.

بعض المنشورات تُشبِهُ هدايا قيِّمة للمتألِّمين والغافلين.

والكتاباتُ الأدبيَّة تروق لي كثيرًا، مع أنني أصاب بالزَّغْللة أثناء الغوص في المفردات والمعاني، فأعاوِدُ الكرَّة أحيانًا؛ ليتمَّ لي الفهم! أتابعُ بشَغَفٍ كتابةَ إحدى الأديبات لسيرتها الذاتية، فأجدُ نفسي بين فصول سيرتها.

من المنشوراتِ كذلك:
الصورُ بكافة أنواعها؛ تُلتقَطُ وتُنشَرُ في أقلَّ من دقيقة، وبدون تكاليف؛ من ذلك على سبيل المثال:
1- الصورُ الشخصيَّة، وصور المناسبات والأفراح والرحلات، والتي لا تخلو - أحيانًا - من المخالفات الدينيَّة، أو الخروج عن العادات.

2- صورٌ يَلتقطُها المقيمون في أوطانهم، وينشرونها؛ ليراها أهاليهم في الغربة أو المهجر، تُبهِجُ القلوب، وتثير الشوق للأوطان، ويستعيد المغتربُ ذكريات طفولته التي أمضاها بينَ أهلِه وأحبابه، يُحدِّثُ نفسَه مبتسمًا حين يراها: هنا لعبتُ أنا وإخوتي، هذا بيتي، وهذه مدرستي.

3- صورٌ للدَّمار والقَتْل الذي خلَّفَتْه الحروبُ؛ ليراها العالمُ أجمعُ؛ فمن مأساة المحاصرين الذين أكلَ الجوعُ لحمَهم، وأذاب شحمَهم، وأَنْهَك عظامَهم، إلى صور الذين يتعرَّضون للتعذيب بسبب عقيدتهم، لا نملِكُ حيالَها إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


مقاطع الفيديو:
منها: ما هو لتوثيق الأحداث، أو لنشر دروس عِلم، أو التحذير من أمر خطير، وغير ذلك الكثير، ومنها: المضحكُ والمبكي، ومنها: ما هو تمثيلٌ أو حقيقي.

تدرَّجتُ في تعلمي على الفيس؛ كالطالب الذي يتدرَّج في التعلُّم.
المنشورُ الذي يحملُ إحساسًا حيَّرني كثيرًا؛ لجهلي أولًا بطريقة وضع الصورة المعبرة عن الإحساس، وبالهدف من النشر ثانيًا، لكنني أدركتُ سريعًا أنها للإعلام بحالته إن كان مريضًا مثلًا، أو في سرورٍ بنعمةٍ من نعم الله عليه؛ فزالت حيرتي بالبحث والتعلُّم، واستنباط المقصودِ من النشر.

منشورٌ لم أقتنع به - غالبًا - وهو توضيحُ مكان وجوده، وماذا يفعل؟ وبرفقة مَن؟ والسبب في عدم قناعتي أنه لو طَلَب منه أحد والديه ذلك هل كان سيفعل، أم هو لهدفٍ آخر يخفيه في نفسه؟


من غرائب المنشورات:
منشوراتٌ تحمل الشماتةَ تلميحًا أو تصريحًا.

منشوراتٌ فيها إشارةٌ إلى وجود خلافاتٍ بين الزوجين ، أو بين أفراد الأسرة تُشعِرُ القارئ كأنه أمامَ أطفالٍ يتشاجرون، وفي المقابل منشورات غراميَّة بين المخطوبين، أو الأزواج، والتي لو شاهدها أجدادُنا لحَكَموا علينا بقلة الحياء أو الجنون، وما ذلك إلا لأن الكثيرين خرَجوا عن المألوف؛ لمواكبة تطورات العصر!

وللحديث عن طفولتي الفيسبوكيَّة بقية، أستودعُكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-06-2019, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفولتي الفيسبوكية

طفولتي الفيسبوكية (2)
أميرة محمود عبدالله



كل جديد له بهجته ودهشته ورهبته، كنت سعيدة جدًّا بتلقِّي الإشعارات وقراءة المنشورات، وأدهشتني كثرة الأفكار وتجدُّد المواضيع عند البعض، خاصَّة الصديقة الأولى التي أخذتْ على عاتقها نشْر كل ما هو مفيد ونافع؛ أدعية، وتفسير، وسلسلة أسماء الله الحسنى، وآداب الطعام والشراب، ومقالات هادفة، جعله الله عز وجل في ميزان حسناتها.

أولًا: الإعجاب:
عندما نُعجب بحديث شخص أو إنجازه نقول: ما شاء الله، أحسنتَ، ونرفع من معنوياته إن كان مبتدئًا، ونطلب منه مزيدًا من المثابرة لتحقيق أهدافه، ونصفِّق للمبدعين بحرارة إعجابًا بإبداعاتهم، أما على الفيس بوك فالإعجاب يكون بكبسة زرٍّ.

لكلِّ فرد منا ميول؛ فالمنشورات الدينية تُعجبني (آيات من القرآن الكريم أو أحاديث نبوية، وما يتعلق بهما من تفسير وأحكام)، وأتذوَّق الأدب، ولي اهتمامات أُخرى.

حرصت على قراءة ما يَصلني بتمعُّن وروية؛ لأُقرِّر بعد ذلك الإعجاب من عدمه.

تتنوع اهتمامات الأصدقاء وميولهم، وما هي إلا فترة وجيزة حتى أصبح لديَّ معرفة بأُسلوب بعض الأصدقاء واهتماماتهم، وتوقُّع ما سينشرونه في بعض المناسبات.

في بداية اشتراكي ظننتُ أن الإعجاب يعني الحفظ؛ فكنت أُعجب بالمنشورات الطويلة (التاريخية أو العلمية) التي تحتاج إلى تركيز أثناء القراءة، وأعود إليها لاحقًا عن طريق مراجعة النشاطات، تنبَّهت فيما بعد إلى الطريقة السليمة، وهي الحفظ واختيار (أنا فقط).

ظهرت لي كما ظهرت لغيري منشورات تَطلب ممَّن تصل إليه أن يُبدي إعجابه إن كان يُحب الرسول صلى الله عليه وسلم.

أبديتُ إعجابي بداية؛ لظني أنها نادرة، لكنها ظهرت مرارًا، فأقلعت عن الإعجاب بها؛ ليَقيني بأن الحب اتِّباع للحبيب المصطفى والدفاع عن سنَّته؛ لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، فالحب أسمى من كبسة على زر الإعجاب.

إعجاب صاروخي!
أثناء تصفُّحي للفيس بوك وصلني إشعار يفيد بأن إحدى الصديقات قامت بالنَّشر، فما أن فتحت المنشور حتى انطلق إليه إعجاب صاروخي، ربما كان من صديقة حقيقيَّة على أرض الواقع، تَثِق بصديقتها ثقةً عمياء، استفسرت عن المقصود بمنشورها؛ لأنه بدا وكأنه اختلط بكلام آخر، فقامت بتعديله، وكان كلامًا طيبًا أعجبني بعد أن قرأتُه.

الفيس بوك وسيلة سريعة للتواصل وإعلام الناس بالمناسبات السعيدة والحزينة، والإعلان عن محاضرات ورحلات وأمور كثيرة، والإعجاب يعني العلم بالخبر.

ثانيًا: التعليق:
التعليقات تكون عادةً للتهنئة، والدعاء بالتوفيق للصديق، أو للمواساة، أو تصحيح معلومة، أو للاعتراض أحيانًا، أو الاستفسار.
لديَّ شغف شديد بقراءة التعليقات، وأُعجبُ بما يحمل أفكارًا قريبة من أفكاري، تعليقات طيبة كشفت لي إبداعات كتابية ودعوية رغَّبتني في طلب الصداقة.

في بداية اشتراكي لفت انتباهي تعليق البعض بالقهقهة وتكرير حرف الهاء مرارًا وكأنه أمام مُهَرِّج وأُغمي عليه من كثرة الضحك، يقولون: (عندما يزيد الشيء عن حدِّه، ينقلب إلى ضدِّه).

عشرات التعليقات على منشور بكلمة واحدة أو جملة فيها تلميح لسلوك الغير، تُشبه إلى حدٍّ ما حركات طلاب المدارس في الهمز واللمز، استنتجت أنهم يُكمِلون ما بدؤوه في الصباح، حيثما كانوا - في أعمالهم أو مدارسهم أو جامعاتهم - لكنها على الملأ، فالمنشور لغز لا يفهمه إلا الأصدقاء على أرض الواقع، وأنا لست منهم، فكنتُ أتخطَّاه.

تتحوَّل التعليقات على بعض المنشورات إلى ما يُشبه حلقة نقاشية ممتعة مليئة بالفوائد بين صاحب المنشور ومتابعيه، تعكس فهم القارئ ونباهة الكاتب وحسن إدارته للنقاش.

التعليق بحروف لاتينية وتُنطق بالعربية (الإنجليزي المعرب)، أمر مُقلق ومؤلم لكل عاشق للعربية وغيور عليها، يحضرني قول الشاعر يخاطب اللغة العربية:
لو لم تكن أمُّ اللغات هي المنى
لكسرتُ أقلامي وعفتُ مِدادي

لغةٌ إذا وقعتْ على أسماعنا
كانت لنا بردًا على الأكبادِ

ستظلُّ رابطةً تؤلِّف بينَنا
فهي الرجاء لناطقٍ بالضادِ

وتقارُب الأرواح ليس يَضيرُه
بين الديار تباعُدُ الأجسادِ


الرد على التعليقات من صاحب المنشور أو إعجابه بالتعليق أمرٌ طيِّب.

ثالثًا: المشاركة:
المساهمة في نشر علم نافع أو خبر سار أمرٌ طيب، في بداياتي ساهمت بنشر ما يروق لي من معلومات رأيت فيها فائدةً، ثم توقفتُ بعد فترة وجيزة، واكتفيت بإيصاله لأفراد أُسرتي، وأحيانًا نناقشه معًا في جلساتنا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-06-2019, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفولتي الفيسبوكية

طفولتي الفيسبوكية (3)
أميرة محمود عبدالله




ومسك الختام (3)


الدردشة:
الدردشة تُشبهُ ما نفعلُه عندما نتعرَّف على شخصٍ ما في مكان عام، أو في المناسبات، أو عند الأقارب والأصدقاء، والناس متفاوتون في التجاوب مع الغير لسببٍ أو لآخرَ، وعلى الفيسِ قد تكون وهميَّةُ الصداقة السببَ في النفور وعدم الرغبة في التواصل عن طريق الدردشة أحيانًا.

قمتُ بالدردشةِ مع صديقةٍ لها اهتمامٌ بنَشْر أقوال علماء دين وحكماء، بادرتها بالسؤال عن طبيعة عملها، فرفضت الإجابةَ عن سؤالي قبل التعريف بنفسي؛ لأنني أنا مَن طلبت صداقتَها، التمستُ لها العذرَ، وتخيَّلت نفسي مكانَها، عرَّفتُها بنفسي؛ فارتاحت لتكملة الدردشة.

جاءتني محادثةٌ، طلبْتُ التعرُّف على الاسمِ؛ ففوجئتُ بأنه "عبدالله" فاعتذرتُ منه، وأخبرتُه أنني لا أُحادِثُ الرجالَ، فدعا لي بالتوفيق، وألغيت صداقتَه، علمًا أن اسمَ صفحته الشخصية كان عبارةً عن جملة مفيدة وطيِّبة، ووصلْتُ إليه عن طريق صديقةٍ.

الحذفُ وأسبابُه:
الحذفُ الأول - من قِبَلي - لسيدةٍ لم أكن أعلمُ مَن هي، فلما سألتُ أولادي كيف أصبحَتْ صديقتي أخبرني أصغرُهم أنَّها والدةُ صديقِه، كان قد طلب صداقتها منذ البداية ووافقت، لها اهتماماتٌ بالأحذية والإكسسوارات، فجاءتْ إحدى الصور بين منشورَيْنِ طيِّبينِ؛ فتسرَّعت بالحذف، ولم أكن أتوقَّعُ أنه سيمرُّ عليَّ صورٌ دعائيَّة من هذا القبيل بل أكثر قبحًا، بعدَ فترة فتحتُ صفحتها، فوجدت أنَّ ما يظهر للعامةِ يختلف عمَّا يُنشر للأصدقاء.

الحذف الثاني - من قِبَل إحدى صديقاتي:
وصلني منشورٌ يحمل عبارة متداولة بين الكثيرين "اللي ما له حظ لا يتعب ولا يشقى"، فعلَّقْتُ على منشورها بأنَّ هذه العبارةَ لا تصحُّ شرعًا؛ لما فيها من سوء ظنٍّ بالله عز وجل، واعتراض على قضائه وقدره، يبدو أن نصيحتي أزعجَتْها؛ فأسرعَتْ بإغلاق نافذتها المطلَّة على نافذتي، وأراحتْني من عناء التعليق على منشوراتها.

الحذفُ مُؤلمٌ - خاصَّة إن كان للأقارب والأرحام والأصدقاء - ويبقى العتابُ جميلًا ومريحًا إن كان لمعرفةِ سببِ الحذف (النفور)؛ فقد تعرَّض حسابي لغزوٍ غيرِ أخلاقي أزعجَني جدًّا؛ فسارعتُ قبل أن أستوضِحَ من أولادي عن الطريقة المثلى للتخلُّص من هذا الغزو، وقمت بحذفِ الأصدقاء حتى لا يُشاهدوا شيئًا مما شاهدتُ، حيث يظهر للجميع بأنني بهذه المنشورات غيرِ الأخلاقية معجبةٌ - والعياذُ بالله أن أُعجب بها - فيُسيئوا الظنَّ بي، وعزمت على الخروج من هذا العالم الافتراضيِّ بسلام.

بعد يومين أتاني العتابُ الأول هاتفيًّا، وكان من شقيقتي رحمها الله تعالى، سألتني عن السببِ في حذف بناتها؟ فطيَّبتُ خاطرَها، وأخبرتُها بأنني حذفتُ زوجي وأولادي كذلك، وعتابٌ آخرُ من صديقةٍ صغيرةٍ في السِّنِّ أرسلَتْ برسالة إلى ابنتي - صديقة مشتركة – طالبةً توضيحَ سبب الحذف، فأخبرَتْها ابنتي.

لم أستَطِعِ الثباتَ على رأيي بتركِه، فعُدْتُ إليه بعد عدَّة أيام، وبعدَ تنظيفه من الشوائب، وما هي إلا فترةٌ وجيزة ووصلني طلبُ صداقةٍ من كنزي الأول.

خصام الفيس بوك:
يَحصُل سوءُ فهمٍ وخلاف بين الناس - ربما يَصِلُ إلى حدِّ الخصامِ - وجدْتُ - وهذا رأي شخصي - أننا نُمارِسُه (الخصام) على الفيس بوك أحيانًا لسبب تافهٍ؛ كالتقصير في الزيارة، أو أداءِ الواجب، أو لخلافات عائليَّة، أو لكثرةِ الثرثرة، أو للاعتراض الكثير، أو لأنَّ منشورات الأصدقاء لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، فنقومُ بإغلاق نوافذنا الوهميَّة المطلَّة على نوافذهم، ويبقى لهم علينا حقُّ القرابة أو الأُخوَّة في الله.

الحظر:
كنت أبحثُ - على فترات متباعدة - عن صديقات لي في الغُرْبة، فوصلت إلى إحداهنَّ، فسارَعْتُ إلى طلب صداقتِها، فقامَتْ بحظري، وأخرى لم تُجِبْ، والسبب أظنُّه الاسمَ المستعارَ الذي يجعل المرءَ يتردَّدُ في القَبول؛ لخفائه - أَحمدُ اللهَ عز وجل أنَّه اسم صحابية.

بعد عدَّة أشهر قرَّرت أن أكتب اسمي صريحًا وباللغة العربية، بعد أن كان بغير العربيَّة، وأبقيت على اسم الصحابيَّة الجليلة التي درَّستُ سيرتَها سنوات عديدة في مدرسة تحمِلُ نفسَ الاسم.

وجوب التأكُّد قبل النشر:
المنشورات تُشبه أحاديثَ الناس؛ فليس كلُّ ما يُقال صحيحًا، فنرى البعض:

يُسارع إلى نشر أخبارٍ قبل التأكُّد من صحتها؛ لينال شرفَ السَّبق في الإعلان، ونشر الأخبار، وسرعان ما يتبيَّن أنَّها مجردُ إشاعةٍ لا أساس لها من الصحة.

يأمرُنا الله عز وجل بالتثبُّت من نقل الخبر في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

رُبَّ كلمةٍ غيرِ صحيحةٍ ألحقَتِ الضررَ بالكثيرين.

روى أبو هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلّم قولَه: ((كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّثَ بكلِّ ما سمع))؛ رواه مسلم.

والبعض يُسهم في نشر الأحاديث الموضوعة؛ وهي أحاديثُ مكذوبة، نُسِبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهتانًا وزورًا دون أن يُكلِّفَ نفسَه عناءَ البحث عن صحَّتِها، علمًا أنَّ البحث عن صحَّة الأحاديث ودرجتها بات سهلًا؛ كسهولة النشر، في المقابل - ولله الحمدُ - هناك مَن أنشَأَ صفحاتٍ على الفيس بوك للدفاع عن السُّنة النبويَّة الشريفة؛ لتحذير الناس من تداول هذه الأحاديث؛ حتى لا يُساهموا في الكذبِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن كذب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأْ مقعدَه من النار))؛ متفقٌ عليه.

كان الصحابةُ رضي الله عنهم يُشدِّدون في مسألة التحدَّيث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويتحرَّوْنَ الدقَّة في الألفاظ؛ ولذا كان أنسُ بنُ مالكٍ إذا أراد أن يُحدِّث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تغيَّر لونُه، ثم قال: أو كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

مسك الختام:
إبداعاتُ أصدقائي الكتابيَّة بَهَرتْني؛ فتحمَّسْتُ للكتابة على هذا العالم الأزرق، كانت لي مساهماتٌ بسيطة، من أوائلها التعريف بالصحابيَّة أم سلمة رضي الله عنها، بَيْدَ أنَّ الظروفَ الصحيَّة لم تساعدني على الاستمرار؛ فتوقَّفْت فترة بسيطة، تواصلت خلالها مع صديقةٍ وسألتُها عن شروط النشرفي الألوكة، فأجابَتْ بلطفٍ شديد، وختَمَتْ محادثتَها معي بقولها: "كلنا نتعلَّم"، كلامها ذكَّرني بمقولة تعلَّمناها من آبائنا بأن الحياة "مدرسة"؛ ففي كل يوم نتعلَّم جديدًا، فالقراءةُ، وجمع المعلومات، ثم الكتابة ليقرأَ لنا غيرنا فيها فوائدُ عظيمةٌ تعود علينا وتفيد غيرنا.

وصولي إلى الألوكة مسكُ ختام طفولتي الفيسبوكيَّة، وبداية الانطلاق لمرحلة النُّضْجِ والعطاء؛ فزكاةُ العلم بذلُه.

ما بين طفولتي الحقيقيَّة وطفولتي الفيسبوكيَّة خمسةُ عقودٍ ونيِّفٌ؛ الأولى قضيتُها بين ربوع طبيعةٍ ساحرة في فلسطين الحبيبة، والثانية أمام شاشةٍ ثابتة أو متنقِّلة، في الأولى علَّمني والداي وأشقائي أبجديَّات الحياة، أما في الثانية فساعدني أبنائي وعلَّموني أبجديَّات الفيس بوك، وشجَّعني الزوج على الكتابة.

جزى اللهُ الجميعَ خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.54 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]