آباء.. لكن بخلاء..!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391045 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856520 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2019, 03:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي آباء.. لكن بخلاء..!!



آباء.. لكن بخلاء..!!



نجلاء على هيكل

فطر الله تعالى قلوب الآباء على محبة ورعاية الأبناء، والرحمة بهم، والشفقة عليهم، ومن ثمّ لا يتكلف الوالدان البذل والعطاء لهم، بل ينبعث ذلك منهما انبعاثاً عفويا فطرياّ، وإنهما ليجدان قمة سعادتهما في التضحية المستمرة، والبذل المتواصل، والعطاء المتجدد بكل ما تصل إليه أيديهما من أجل سعادة الأبناء، دون انتظار لأدنى مقابل منهم؛ وذلك هو الشعور الطبيعي الذي ركبّه الله تعالى في نفوس الآباء والأمهات؛ ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض، ولما صبر الأبوان على رعاية الأبناء، ولما قاما بكفالتهم، وتربيتهم والسهر على أمرهم، والنظر في مصالحهم.

وإذا كانت هذه هي القاعدة والسنّة الربانية في خلق بني الإنسان، بل وبني الحيوان أيضاً، فإننا لا نعدم أن نرى بعض من شذّ عن هذه القاعدة، ووقع أسيراً لخُلق الشح والبخل، وأمسك المال حتى عن أقرب الناس إليه ومن لهم حقٌ فيه..عن أبنائه!!

ولهؤلاء الأعزاء نذكّرهم ونبين لهم لعل الأب الغافل ينتبه، والأم اللاهية تستيقظ، ويعود الجميع لاتباع الحق والسير على طريق الرشاد، وهذه تذكرة، ولا تقدح في أبوتهم ولا في محبتهم لأبنائهم، ولكن(وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين).

أيها الآباء الفضلاء..
إنّ الله عزّ وجل هو الذي خلق الخلق وقسّم بينهم الأدوار والوظائف، وجعل الرجال قوّاميين على النساء، ولهم عليهن درجة، استحقوها واستوجبوها بما فضلهم الله في خَلْقهم وهيئتهم، وبما أنفقوا من أموالهم، وما هذا التفضيل في البنيان الجسدي والخِلقة إلا تهيئة لهم للإنفاق وما يستلزمه من سعيٍ وعمل وتحمل للمشقة في سبيل ذلك، فالذي يبخل بالمال ويمنع النفقة على امرأته وولده إنما يخلع عنه ثوب الرجولة وسمت القوامة الذي ميّزه الله تعالى به، قال تعالى:} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ { - النساء:34- ، وليس المقصود هنا هو الإنفاق على النساء فقط، يقول العلامة ابن سعدىوكثير من النفقات يختص بها الرجال، ويتميزون عن النساء.ولعل هذا سرّ قوله:"بما أنفقوا" وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة).
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أَوْلَى اهتماماً كبيراً لبيان حق الأهل -والأبناء خاصةً- في النفقة بالمعروف، بياناَ لفضله وللأجر العظيم المترتب على أدائه، وترغيباً في أدائه وترهيباً من منعه فنراه صلى الله عليه وسلم :
يأمر أهلهم بإطعامهم وكسوتهم مما يطعمون ويكتسون:
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت مع أبي وأنا غلام شاب، فتلقى شيخًا (عليه بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري). قلت: أي عم، ما يمنعك أن تعطي غلامك هذه النَّمِرة وتأخذ البردة فيكون عليك بردتان وعليه نمرة؟ فأقبل على أبي، فقال: ابنك هذا؟ قال: نعم، قال: فمسح على رأسي وقال: بارك الله فيك، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تكتسون" يا ابن أخي، ذهاب متاع الدنيا أحب إليّ من أن يأخذ من متاع الآخرة، قلت: أي أبتاه!! مَن هذا الرجل؟ قال: أبو اليسر كعب بن عمرو .- صحيح الأدب المفرد للألبانى:566 . (معنى نمرة: أي بُردة من صوف، ومعنى معافري أي: بُرد (ثوب) نسبة إلى قبيلة معافر باليمن).

ويخبرُ صلى الله عليه وسلم أن الإنفاق عليهم هو خير ما يمكن أن ينفقه العبد:

"أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله ،ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله،ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله" رواه مسلم والترمذي. قال أبو قلابة: بدأ بالعيال،وأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على عيال صغار يعفّهم الله أو ينفعهم الله به ويغنيهم؟ والعفّة: كفّ النفس عمّا لا يحل، أي يجعلهم ذوي عفاف وتقي لا يتبذّلون.

وكان يُلحق الإثم بمن يضيع حقهم فى النفقة و التعليم:
فقد قال صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يقوت" رواه أحمد، وأبو داود والحاكم، وصححه السيوطي، والشيخ شاكر، والألباني.
والتضييع هنا على إطلاقه وليس تضييعاً دون تضييع، فمن ضيّع حقهم في النفقة فقد ضيّعهم، ومن ضيّع حقهم في التربية فقد ضيّعهم، ومن ضيّع حقهم في التعليم والتأديب فقد ضيعهم، وكذلك الأمر في الحنان والمودة وفي العدل والرحمة، ومع ذلك فقد جاء التخصيص في أحاديث أخرى مثل قوله صلى الله عليه وسلم :"كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمّن يملك قوت" رواه مسلم،كتاب الزكاة رقم:1662 .

إنّ البخل على الأبناء يعدُّ جناية عظيمة في حقهم، نظراً لتعدد الآثار السيئة المترتبة عليه؛ ففضلاً عن الحرمان الذي يعانيه الأبناء، وتتولد في نفوسهم أحاسيس سلبية تظل تتضاعف و تتنامى إلى أن تصير أمراضاً وسلوكيات معوجة تقف حجر عثرة في سبيل سعادتهم وأمانهم النفسي.

ومن هذه الآثار والنتائج السلبية المترتبة على بخل الآباء وتقتيرهم على أبنائهم:
- تولد أمراض نفسية لدى الطفل، مثل: الحقد والحسد، خاصة على أترابه من الأطفال الذين يعيشون في الظروف الطبيعية من حيث التمتع بإنفاق آبائهم عليهم. وقد ينشأ الولد متبذّلاً غير متعفف، بعد أن فقد المصدر الطبيعي للنفقة عليه، فيستسيغ أن يعيش متطفلاً على فضلات الآخرين!! فأيّ يدٍ جنت عليه وأوصلته إلى تلك لحال؟!

- كذلك تعتبر السرقة من أبرز نتائج بخل الآباء، فكما أنّ إشباع الحاجات الأساسية يعد من الأساليب الجيدة لتعويق السلوك غير المرغوب فيه أو إيقافه عند الطفل، فإنّ الحرمان(المادي والمعنوي) قد يدفع الطفل للبحث عن أساليب جذب الاهتمام حتى ولو كانت في شكل سلوك غير قويم مثل السرقة.

وبالرجوع إلى الأبحاث الاجتماعية التي أجريت حول حالات السرقة بين طلاب المدارس، نجد أنّ السبب يرجع في كثير من الحالات إلى حرمان الأبناء من المصروف اليومي والتقتير عليهم في النفقة.

- ومن النتائج الطريفة لبخل الآباء وتقتيرهم، أنّ بعض الأبناء قد يرثون منهم هذا الخلق الذميم بنفس القوة أو أشد، ويحكي لنا الإمام ابن الجوزي من عجائبهم فيقول:

"كان فلان له ولدان وبنت، وله ألف دينار مدفونة، فمرض مرضاً شديداً فاحتوشه أهله، فقال لأحد ابنيه: لا تبرح عندي فلما خلا به قال له: إنّ أخاك مشغول باللعب بالطيور، وإنّ أختك لها زوج تركي، ومتى وصل من مالي إليهما شيء أنفقوه في اللعب، وأنت على سيرتي وأخلاقي، ولي في الموضع الفلاني ألف دينار، فإذا أنا مِتُّ فخذها وحدك.
فاشتد بالرجل المرض فمضى الولد فأخذ المال فعوفي الأب، فجعل يسأل الولد أن يرد المال إليه فلا يفعل، فمرض الولد فجعل الأب يتضرع إليه ويقول: ويحك خصصتك بالمال دونهم فتموت فيذهب المال، ويحك لا تفعل، فما زال به حتى أخبره بمكانه، فأخذه ثم عوفي الولد ومضت مدة فمرض الأب، فاجتهد الولد أن يخبره أبوه بمكان المال وبالغ؛ فلم يخبره؛ فمات وضاع المال".

وأخيراً.. نتذكر أنّ الله تعالى الذي أمرنا بكفالة الأبناء والإنفاق عليهم، وجعل ذلك حقاً واجباً علينا نحوهم يسألنا الله تعالى عنه يوم القيامة، وقال صلى الله عليه وسلم:"إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"حسنه وصححه الألباني في صحيح الترهيب والترغيب، (1966).

وهو سبحانه الذي بيده خزائن السماوات والأرض، المتكفل بأرزاق العباد جميعاً، وهو سبحانه الذي وعدنا أنّ يخلف علينا ما أنفقناه خيراً منه وأعظم أجراً، قال تعالى:}من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون{.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.91 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]