زاد المحتسبين - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215346 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2020, 12:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي زاد المحتسبين

زاد المحتسبين


أ. سميرة بيطام






في شاعرية تَنبِض بالصدق في التفكير، والاحتساب حال سوء الظنِّ، والتعمُّد في كسْر براءة الخاطر بالتجريح المتعمَّد، تبدو لي القضية عميقةً وصعبة للغاية، ليس في نسيجها الواضح من التوازن في الأخذ والعطاء، ولكن في ذاك الاندفاع نحو أخذِك يا مُحتسِب إلى نهر الاستسلام؛ علَّك تَنطِق بكلمة أنك استسلمت أو سلمت كيانك لمن أرادوا بك سوءًا.

لست أرى فيك النموذج الذي بإمكانه رد الكفِّ بالسكوت عن تصرُّفات قد تجعلك محط سخرية، لكني أفهم منك أنك تريده احتِسابًا وتفويضًا لله رب العالمين، ولست أُشجِّع فيك عنفوان تخلّيك عن مبدأ الحياة في أن تعيش بكل ما أوتيت من قوة دون أن تُسلم روحك وجسدك وفكرك وعُمقَ طموحك لمن أرادوا أن يغتالوا فيك قوة شخصيتك وروعة تخطيك للصعاب بكل صبر وفن في مراوغة جبال الحمل الثقيل لأوزار الغير ليُحمِّلوك مسؤولية أوزارهم، تبدو لي واعيًا جدًّا بقيمة أن تبقى صامدًا، صنديدًا، مستعدًّا لأن تترجَّل عن فرسك بعد طول عناء، فأرجو أن تمنحني قليلاً من الفَهم في أن أدافع عن صمتك في أن أنوب عنك لا بالكلام؛ ولكن بكتابة أسطر قد تفي بغرض الدفاع عنك، ليس لأنك تجهَل قواعد المحاماة الشخصية وليس القانونية؛ ولكن لأنك بكل بساطة تحتاج لشاهد عيان ممَّن يقرأ ملامح الشموخ في عينيك في أنك تقاوم وتقاوم حتى يلين الحديد بين يديك.

في ربيع العام الماضي كنتُ أشاهد طاقات مشتَّتة فيك لم تَقدِر أن توجِّهها التوجيه الصحيح نحو الهدف؛ لأن رياح الغدر هبَّت من كل مكان فراحت تَعصِف بالجَمال والروعة والإبداع فيك، فجعلتك أشتاتًا من حطام العذاب لم يُستَجمع فتاته بعد، ولكن وثقتُ كثيرًا في أنك ستقرأ كل مَن آلمَكَ قراءةً سليمةً بعيون فاحصة وبصيرة محلِّلة، فقط كان عليَّ الانتظار لحين أن تنتهي من عملية استقراء الماضي والحاضر لتُهديني خلاصة تحليلك، هكذا أستطيع أن أكمل الدور عنك نيابة في أن أرسم ملامح الأمل لمستقبل واعد، وفي مُنتصَف الحديث أشكرك كثيرًا لأنك وثقت بي، وهذا يَكفيني في أن أُسلِّم لك مفاتيح الثقة بقلمي أولاً وبفكري ثانيًا، فقط احتفظ بإهدائي إلى حين أنتهي مِن مُساعدتِك، وثَمَّ الوقت كافٍ لأن تختار لمن تريده رقمًا واحدًا في أن تستهلَّ به تحية الإهداء، فأهل المواساة قلائل، ومِن لطف الكرم منك بَدؤُهم بالسلام وختامهم بالسلام؛ لأن سلامَ انشراح الصدر أنيسٌ وقَف معك وقفةَ دِفاع؛ فرفقًا بكِيانِكَ السابح في بحر العراقيل مِن كل صوب، فأنا أخشى أن تملَّ مِن استماتة المقاومة وهو من حقك؛ لأنك بشر ويستحيل ألّا تُسلِّمني ورقة ضعف في أنك لم تعد تقدر، وصمتك يُفهمني أنك في قمَّة التعب.

بداية أَسطُري، كتب قلمي نفحات إيمانية في أن لله نسمات لطف إذا هبَّت على مؤمن أسعدته، وله نفحات عطْف إذا نالت أسير حزنٍ أطلقته، وله رحمات إذا نزلَت بمُبتلى أفرحته، وله أطياف من نور إذا سطعت على أحباب الله غفَر الله ذنوبهم وستر عيوبهم وفرَّج كربهم، فاحتسابك له من الأجر العظيم ما لا يقاس بقبضة يدك ولا يعدُّ بأناملك، كنتَ فخرًا لنفسك فأهديتَ العزة من ذاتك ولم تستعن بأحد إلا بالله، وهذا يدفعني لأن أكتب المزيد مِن فَضل الله وخَيره عليك في أن سبحت في محيط الصعاب، وكانت سواعدك مجاديف لتخلف وراءك كل الدموع والصراخ والأسى؛ لتصل إلى بر الأمان، لم تكن ساذجًا في لقطة أن أراد الغير كسر عُودك، بالعكسِ كنتَ تفهَمُ اللعبة جيدًا ولكنك في احتساب مستمر، فمرةً تعفو ومرة أنت مَن يَطلُب العفو في ازدواجية للدور الرائع كروعة أخلاقك وصبرك وحلمك، ما يُهمني أنك وصلت إلى برج عالٍ لتراقب من أرادوا بك سوءًا، يا لروعة نظرتك لم تكن لا بالساخرة ولا بالمتكبرة بل كان فيها العطف السيّال؛ لأنك هكذا في احتسابك عوَّدت كل عضو فيك أن يتواضَعَ حتى لمن أساء إليه، ليس يُهمُّك ما يقولون عن ثقافة احتسابك، المهم عندك أن تبدو دائمًا في ريادة الخلُق الرفيع، ما أروعك وبارك الله في إيمانك!


سامحني لأني في طلب للمغادرة، اكتفيتُ بسماع أنشودة أن أمضي في فسحة مع الاحتساب في أنه أرقى وأجلُّ الخصال فيك يا مؤمن، هنيئًا لك!

أوصيك فقط أن تتطلَّع بنظرة حازمة مستقبلاً فيها الكثير من الصرامة في أنك الأقوى وستبقى كذلك إلى مشيئة الله، نظرة تعلَّمت أن أرسم أبعادها بقلمي حينما تَخونني الكلمات وأُصرُّ أن تكون الوسطية هي مَن يَرسُم حدودها، فلا تكون بالخيلاء المتعجبة ولا بالمُستهترة، هي فقط نظرة تفوق وريادة وصمود، إليك منِّي تحية فيها الكثير من الشكر لفضل احتسابك، دمتَ كذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.09 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]