الكفر في بلاد العرب

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا : تحياتي لكل أعضاء هذا القسم الطيبين وخاصة : الوفية إبداع , والنشيطة شروق , والمحترم جدا أبو الشيماء , والخليفة أبو محمود.

لا أخفي عليكم إخوتي الأعزاء , فلست سعيدا إطلاقا بما يجري في العالم العربي هذه الأيام .
فهل تودون أن تعرفوا لماذا ؟ تابعوا إذن :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يتحدث إلى النساء فقال لهن :

{تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وأكثرن الاستغفار فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّار}ِ.

فقالت امرأة منهن : ولِـم يا رسول الله ؟
فقال :

{ لأنكن تكثِـــرن اللعن وتكفـُرن }.

فقالت أوَ نكفر بالله ؟؟؟

قال : لا , بل تكفرن العشير(أي الزوج).

فلو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت والله ما رأيت منك خيرا قط} . البخاري رقم: 28.

هذا أيضا نوع من الكفر : كفران النعمة وكفر الإحسان , النظر إلى المساوئ مهما كانت قليلة ونسيان الفضائل مهما كانت كثيرة .

ولذلك ورد في الدعاء :

{اللهم إني أعوذ بك ممن إذا رأى خيركتمه وإن رأى شرا نشره } .

قبل فترة ليست بالطويلة كانت توجد في مدينتنا كلها مدرسة واحدة , واليوم توجد أكثر من 50 أو 60 مدرسة (لا أستطيع عدها لكثرتها) , ففي كل قرية مدرسة .
ـ في ذلك الوقت كان لدينا مستشفى واحد في المدينة كلها , أما اليوم فلدينا في كل قرية مستشفى .
ـ في ذلك الوقت كانت لدينا جامعة واحدة في القطر كله واليوم كل ولاية فيها جامعة تقريبا , بل هناك ولايات فيها اثنتين أوثلاث أو أكثر.
ـ في ذلك الوقت لم يكن لدينا كهرباء ولا ماء جاري ولا غاز ولا هاتف ولا ....
أما اليوم تم تعميم الكهرباء والماء على كل بيت , والأمور الأخرى في طور التعميم .
ـ في ذلك الوقت كان 90 % من الناس يسكنون أكواخ أو شبه أكواخ (بيوت الطوب أو بيوت القصدير) أما اليوم فأصبح 90 % يسكنون مباني عصرية مكيفة ومجهزة.
ـ في ذلك الوقت كان الأطباء والمعلمون كلهم تقريبا أجانب :
من فرنسا وروسيا وسوريا ومصر والهند .......أما اليوم فكلهم أبناء بلدي .
ـ في ذلك الوقت كان 95 % من الأولاد و100% من البنات أمّيون , أما اليوم فأصبحت الأمية 0 % بين الأولاد والبنات على السواء .

ألا يجعلني هذا أتعجب بل أغضب عندما أسمع أحدا من هنا (من هذه البلاد ) يقول :

" اتمنى أن ترجع إلينا فرنسا حتى تحررنا مما نحن فيه وترفع عنا هذا الظلم والغبن الذي نعيشه , فنحن نعيش عيشة الحيوان وليس عيشة الإنسان ".

والله العظيم سمعت من يقول هذا ويكرره , ويؤيده الكثيرون ويقولون مثل قوله.

يقولون :

" حكم الانجليز والفرنسين , ولا حكم العرب"

ويرددون العبارة الشهيرة :

" إذا عُرِّبت خُرِّبت ".

يتمنون الاستعمار ليخلصهم من ظلم الحكام ! ربما لأنهم لم يجربوا الاستعمار حقا .
وهنا تذكرت ما سمعته منذ مدة من أحد العراقيين عندما قال :

" نستعين بالأمريكان وحتى بالشيطان ليخلصنا من صدّام "

فقد دخل الأمريكان العراق , ودخل أيضا الشيطان , وتخلصوا من صدام .
فما هي النتائج ؟؟؟؟؟

كم عدد القتلى هناك ؟ كم عدد المجروحين والمعوّقين والمحطـّمين ؟؟ كم عدد المشردين والميتمين والأرامل ؟؟ كم هي نسبة الخراب والدمار ؟ ........أمور فضيعة ـ فضيعة حقا , مع أنني لم أزر العراق يوما ولكن ما سمعته جعل قلبي يتمزق وكبدي تتفطر ولساني يعجز عن الكلام .

فما أتمناه ـ أيها العرب ـ هو التعقل ودراسة أي حركة قبل الإقدام عليها.
وهذا حتى لا ينطبق علينا المثال العربي القائل :

كالمستجير من الرمضاء[1] بالنار.

والمثال العامي :

" خرج من النهر فسقط في البحر[2] ".

أو

" فـَــرّ من المطر فوقع تحت الميزاب "

المناقشة :

1)هل فعلا الغرب مع العرب أكثر ديمقراطية وعدالة وشفافية من العرب أنفسهم ؟
2)والسؤال المهم هو: الحكام غير العرب ألا يوجد فيهم ظلمة ومفسدون ومجرمون ؟ فلماذا حطـّت رحالها هنا أم قشعم ؟


( اللهم رب جبريل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[1] ) الرمضاء : هي ما تجده من حر عندما تمشي في الصيف على الارض بدون حذاء. وهي أخف بكثير من حر النار عندما تطؤها .

[2] ) ومعناه ما وقع فيه أشد مما كان فيه , لأن البحرأعظم وأخطر من االنهر